الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / ابن قنفذ /

فهرس الموضوعات

ابن قنفذ

ابن قنفذ

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/1 ۱۲:۲۰:۵۱ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ قُنْفُذ، أبو العباس أحمد بن حسن (ح 740-810هـ/1339-1407م)، مفكر وأدیب وفقیه مالكي وریاضي مغربي بارز. ینتمي إلی أسرة شهیرة في قسنطینة. كان آباؤه – الذین ترجم بنفسه لبعضهم – فقهاء ومحدثین ومدرسین وخطباء وقضاة، وكان لهم نفوذ لدی أمراء بني حفص. ولما كان هؤلاء قد تولوا منصب الخطابة، فقد دعته بعض المصادر بابن الخطیب (مثلاً ابن القاضي، جذوة…، 1/154؛ السراج، 1(3)/657). وكان أبوه حسن بن علي – الذي سمته بعض المصادر حسیناً (بابا التنبكتي، 75؛ قا: النیفر، 41) – فقیهاً ومدرساً شهیراً في قسنطینة، وكما ذكر ابن قنفذ نفسه فقد كان تلمیذ یوسف بن یعقوب الملّاري وصهره (أنس…، 46-48)، وتوفي عام 750هـ بعد أن أصیب بالوباء في هذا العام. وله كتابا المسنون في أحكام الطاعون، والمسائل المسطرة في النوازل الفقهیة (م.ن، الوفیات، 355-356؛ الصید، 8). أما جده علي بن حسن (ت 733هـ) فقد كان خطیب قسنطینة مدة نصف قرن واشتغل بالقضاء لثلاثین عاماً (النیفر، 45)، وجده الأعلی حسن بن علي ابن قنفذ (تـ 664هـ) كان فقیهاً ومحدثاً (ابن قنفذ، ن.م، 330). لاتتوفر لدینا معلومات دقیقة عن عام ولادة أحمد، عدا مایعتقده باباالتنبكتي من أنه وُلد حوالي عام 740هـ اعتماداً علی أبیات لأحمد نفسه (ص 52-53؛ أیضاً ظ: السراج، 1(3)/658).

كان ابن قنفذ مایزال طفلاً عندما توفي والده، فتولی تربیته جده لأمه یوسف بن یعقوب الملاري (تـ 764هـ). وكان یوسف بن یعقوب – الذي أثنی أحمد علی مكارم أخلاقه وعلمه – من علماء وصلحاء عصره المعروفین، ویعتقد والد أحمد اعتقاداً راسخاً به (النیفر، 40، 48، 50-51). وبعد أن قرأ ابن قنفذ علی یوسف الملاري وشیوخ قسنطینة – التي كانت آنذاك من المراكز العلمیة بالجزائر – غادرها في 759هـ وأقام في بلاد المغرب 18 عاماً، وأخذ بالمغرب وخاصة بفاس عن أشهر أساتذتها (نویهض، معجم…، 20؛ ابن القاضي، 1/123-154)، وجالس أئمة الصوفیة والصالحین (بابا التنبكتي، 75) ومنهم ابن عاشر الأندلسي الذي یبدو أن ابن قنفذ قد تأثر بأفكاره الصوفیة (ابن قنفذ، ن.م، 365-366، أنس، 7). وخلال هذه الرحلة تولی في 769هـ قضاء دكالة مدة (نویهض، ن.ص). وعندما أصابت المغرب مجاعة كبری عام 776هـ عاد من تلمسان إلی قسنطینة (نویهض، مقدمة، 11). ویبدو أنه عزم علی السفر ثانیة بعد فترة قصیرة فتوجه إلی تونس لإكمال دراسته، فقرأ – كما أشار هو إلی ذلك – في جامع الزیتونة علی ابن عرفة وذلك في 777هـ (الوفیات، 380). ولایُعرف متی عاد إلی قسنطینة، لكن یمكن أن نخمن بأنه قدم تونس مرة أو عدة مرات لأنه – وكما قال هو نفسه – كان قد رأي ابن عرفة (تـ 803هـ) في تونس قبل وفاته بعام واحد (ن.ص)، وعندما عاد إلی قسنطینة أصبح فیها خطیباً ومفتیاً وقاضیاً، وانبری إلی التصنیف والتألیف والتدریس (نویهض،ن.م،12). ومن أساتذته في مختلف العلوم حسب قوله: أبو محمد عبد الله الزُقُندُري (تـ 768هـ) في التفسیر والحدیث والفقه؛ وأبو عبد الله محمد بن یحیی الشریف التلمساني (تـ 771هـ) أستاذ المنطق وشارح كتاب الجمل (ابن قنفذ، ن.م، 368؛ نویهض، ن.م، 8-10)؛ وأبو زید عبد الرحمن اللجائي (تـ 773هـ) في الریاضیات والنجوم وهو من تلامذة ابن البناء (ابن قنفذ، ن.م، 369؛ النیفر، 58؛ ابن القاضي، جذوة، 1/154)؛ وأبو عمران موسی العبدوسي (تـ 776هـ) في الفقه؛ وأبو العباس أحمد القبّاب (تـ 779هـ) في الأصول والحدیث؛ وأبو محمد عبد الله الوانغیلي الفاسي الضریر (تـ 779هـ) في الأصول والمنطق، حیث قرأ علیه أصول ابن الحاجب، و الجمل في المنطق؛ وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن مرزوق (تـ 780هـ) في الفقه والحدیث؛ وأبو عبد الله محمد بن حیاتي (تـ 781هـ) في النحو والقراءات (ابن قنفذ، ن.م، 369-375؛ فروخ، 6/611؛ نویهض، ن.م، 9)؛ وابن عرفة (ن.ع) وأبو القاسم محمد بن أحمد السبتي، المعروف بالشریف الغرناطي، اللذان أجاز كلاهما ابن قنفذ (ابن قنفذ، ن.م، 379-380؛ نویهض، ن.م، 10).

وأمضی ابن قنفذ حیاته في التدریس والتصنیف والخطابة والقضاء حتی توفي عام 810هـ (ابن القاضي، درة…، 123؛ بابا التنبكتي، ن.ص) أو في 12 ربیع الأول 809 علی روایة أخری (الزركشي، 123).

 

آثاره

خلّف ابن قنفذ آثاراً عدیدة في الأدب والفقه والحدیث والطب والریاضیات، كان بعضها مصدراً ومرجعاً للكتّاب المتأخرین (مخلوف، 1/250)، غیر أن بعضها لم یصل إلی أیدینا. وقد قدّم فهرساً بآثاره حتی عام 807هـ في شرف الطالب بلغ عددها 27 أثراً (ظ: نویهض، مقدمة، 12). ویبدو أن له مصنفات أخری بعد هذا التاریخ، حیث ذُكرت له مصنفات لم ترد في هذا الفهرس. وآثاره هي:

1. الإبراهيمیة في مبادئ العربیة، أو علم العربیة (ابن مریم، 309؛ ابن القاضي، جذوة، 1/155).

2. أرجوزة في الطب (حاجي خلیفة، 1/63)، حیث قام زوتر (ص 171) ودوسلان (رقم 2942(3)) بالتعریف بنسخة منه، وأیّدا نسبتها إلی ابن قنفذ اعتماداً علی نسخة مخطوطة، ومن المدهش أن یُرجع حاجي خلیفة (ن.ص) تألیفها إلی 712هـ حیث لم یولد ابن قنفذ بعد.

3. أنس الحبیب عند (أو عن) عجز الطبیب (ابن مریم، ابن القاضي، ن.ص). ویحتمل البعض أن یكون هو نفس كتاب أرجوزة في الطب (النیفر، 68).

4. أنس الفقیر وعز الحقیر، في تراجم رجال الصوفیة سیما الشیخ أبو مدین شعیب بن الحسین الأندلسي (تـ 594هـ) وهو من أئمة الصوفیة المعروفین، وفي أحوال أصحابه وجماعة من أصحاب الطریقة بالمغرب والأسر الشهیرة. ویعد هذا الكتاب الذي صنّف في 787هـ من المصادر المهمة في تاریخ التصوف بالمغرب إبان عصر الموحدین والمرینیین. كما نجد فیه فضلاً عن ذلك شرحاً لجوانب من أسفار ابن قنفذ ولقاءاته رجال الصوفیة. طبع هذا الكتاب في الرباط عام 1965م بتحقیق محمد الفاسي وأدولف فور (أیضاً ظ: الصید، 16؛ الفاسي، «ز، ط، ك»).

5. أنوار السعادة في أصول العبادة، في شرح الحدیث النبوي «بني الإسلام علی خمس…» (ابن القاضي، ن.م، 1/154).

6. إیضاح المعاني في بیان المباني (ابن مریم، 308؛ ابن القاضي، ن.ص)، شرح لرجز في المنطق نظمه أبو عبد الله محمد بن الفقیه المراكشي، منه نسخة في الرباط (نویهض، مقدمة، 13).

7. بسط الرموز الخفیة في عروض (أو في شرح؛ في شرح عروض) الخزرجیة، وهو شرح خزرجیة ضیاء الدین عبد الله الخزرجي الأندلسي في العروض (النیفر، 79؛ EI2).

8. بغیة الفارض من الحساب والفرائض (ابن القاضي، ن.م، 1/155؛ ابن مریم، 309).

9. تحفة الوارد في اختصاص الشرف من الوالد (من قبل الوالد) (ابن القاضي، ن.ص؛ النیفر، 69). منه نسخة في دار الكتب المصریة (GAL, S, II/341).

10. التخلیص في شرح التلخیص (قا: ابن القاضي، ن.ص)، شرح علی كتاب تلخیص المفتاح للخطیب القزویني في البلاغة (ابن مریم، ن.ص)، منه نسخ في الرباط وتونس (نویهض، مقدمة، 15).

11. تفهیم الطالب لمسائل أصول ابن الحاجب، شرح علی كتاب المختصر الأصلي في الأصول لابن الحاجب الذي قرره أبو محمد عبد الحق الهسكوري أستاذ ابن قنفذ (ابن القاضي، جذوة، 1/155؛ النیفر، 80-81).

12. تقریب الدلالة في شرح الرسالة (ابن القاضي، ن.م، 154)، شرح علی الرسالة لأبي محمد عبد الله القیرواني (النفر، 81).

13. تقییدات في مسائل مختصرة مختلفة (ن.ص؛ نویهض، معجم، 22)، منه نسخة بالرباط (م.ن، مقدمة، 16).

14. تلخیص العمل في شرح الجمل، شرح كتاب الجمل لمحمد بن محمد الخونجي (ابن القاضي، ن.ص).

15. سراج الثقات في علم الأوقات (ابن مریم، ن.ص)، أشیر إلیه أیضاً باسم شرح الثقات في علم الأوقات (ابن القاضي، ن.ص)، حیث لایبدو ذلك صحیحاً. منه نسخ في الرباط وتونس (نویهض، ن.م، 14؛ النیفر، 78).

16. شرح الأرجوزة التلمسانیة في الفرائض (نویهض، معجم، 21).

17. شرف الطالب في أسنی المطالب، أورد ابن مریم (ن.ص) نقلاً عن ابن قنفذ أن هذا الأثر خلاصة لـ وسیلة الإسلام بالنبي علیه الصلاة والسلام لابن قنفذ (أیضاً ظ: الحفتاوي، 35). ویعتقد نویهض أنه شرح لمنظومة ابن فرج الإشبیلي المعروفة بـ القصیدة الغزلیة في ألقاب الحدیث (ن.م، 20). وعدّه ابن القاضي (ن.م، 1/155) في الوفیات (أیضاً ظ: الأثر رقم 25 في هذه المقالة). منه نسخ في تونس والرباط وسلا وباریس ولیدن والقاهرة (الوكیل، 2/255؛ بلوشه، 106؛ النیفر، 74؛ GAL, S، ن.ص).

18. طبقات علماء قسنطینة، لم یرد في فهرس ابن قنفذ، وربما صنفه بعد 807هـ. منه نسخ في الجزائر وإحدی مكتبات قسنطینة الخاصة (نویهض، مقدمة، 17).

19. علامة (علامات) النجاح في مبادئ الاصطلاح (الإصلاح) (ابن القاضي، ن.ص؛ نویهض، معجم، 22؛ EI2).

20. الفارسیة في مبادئ الدولة الحفصیة، فرغ منه في 806هـ، ویشتمل علی جزء من تاریخ حكام بني حفص فضلاً عن أمور لایتمكن من الاطلاع علیها سوی شخص كابن قنفذ قریب من بلاطهم (النیفر، 84). وقد صنّف هذا الكتاب في ضوء مشاهداته ومسموعاته، وكذلك الوثائق المحفوظة في مكتبات ودواوین بني حفص، ولهذا یمكن أن نقف من خلاله علی الأوضاع السیاسیة والاجتماعیة لهذه الدولة وهو – علی قول – متمم لبعض مواضیع تاریخ ابن خلدون (م.ن، 8، 21). وقد انبری ابن قنفذ في هذا الكتاب إلی الحدیث عن فضائل بني حفص سیما أبو فارس عبد العزیز المریني (حكـ 796-839هـ/1394-1435م)، إلا أن الكتاب تناول سرد حوادث عهد بني حفص حسب السنوات ابتداءً من حوالي عام 471هـ/1078م وحتی 805هـ/1402م، وأشیر فیه أحیاناً إلی وفیات العلماء. وقد ترجم شربونو لأول مرة جزءاً منه إلی الفرنسیة في «المجلة الآسیویة». وقیل إنه طُبع قبل ذلك في باریس طباعة حجریة وذلك في 1846م (النیفر، 9؛ الصید، 16). وفي 1351هـ/1932م نشره برونشویك في تونس. وآخر طبعة له كانت في تونس عام 1968م بتحقیق محمد الشاذلي النیفر وعبد المجید التركي مع مقدمة ممتعة ومهمة.

21. اللباب في اختصار ابن الجلّاب، تلخیص لكتاب التفریع لابن الجلاب الفقیه المالكي (ابن القاضي، ن.م، 1/154).

22. المسافة السنیة في اختصار الرحلة العبدریة (النیفر، 83). وكان هذا الكتاب من المصادر التي اعتمدها بابا التنبكتي في كتاب نیل الابتهاج (EI2).

23. معاونة الرائض في مبادئ الفرائض (نویهض، مقدمة، 13). وقد قُرئ بصور أخری (ابن القاضي، ن.ص). وذكر النیفر (ص 83) أن هذا الأثر شرح علی الأرجوزة التلمسانیة في الفرائض، بینما یعتقد آخرون أنه نفس كتاب بغیة الفارض من الحساب والفرائض (EI2).

24. وسیلة الإسلام بالنبي علیه الصلاة والسلام، في سیرة الرسول‌(ص) الذي ینبئ رغم إیجازه عن مدی اطلاع الكاتب ووقوفه علی سیرة الرسول‌‌(ص). وقد عرض زبدة الموضوعات بشكل جید وواضح. نُشر هذا الكتاب في بیروت عام 1404هـ/1984م بتحقیق سلیمان الصید.

25. الوفیات، معجم موجز في العلماء منذ عهد صحابة الرسول‌(ص) وحتی العقد الأول من القرن 9هـ، وترجمة أستاذه أبي محمد عبد الله الوانغیلي. ویعتقد أن هذا الكتاب تكملة وذیل شرف الطالب في أسنی المطالب، وقیل: ولأجل ذلك لم یُشر إلیه في فهرس آثاره (نویهض، ن.م، 17). وألّف ابن القاضي ذیلاً علیه أسماه لفظ الفرائد أورد فیه وفیات العلماء منذ مطلع القرن 9 وحتی نهایة القرن 10هـ (الحفناوي، 1/34؛ نویهض، ن.ص). ونظمه محمد بن علي القشتالي في لامیة شهیرة وأضاف إلیه (الصید، 15). طُبع هذا الكتاب لأول مرة في كلكتا عام 1911م بتحقیق مولوي محمد هدایت حسین، وفي 1939م نشره هنري برس في مصر. وطبع في بیروت عام 1971م بتحقیق عادل نویهض، وفي 1976م نشره محمد حجي بالرباط مع ذیل ابن القاضي – أي لفظ الفرائدوالوفیات للونشریسي (الصید، 14-15؛ GAL, S, II/341). وبعد هذا الكتاب من المصادر التي اعتمدا ابن مریم في البستان والحفناوي في تاریخ الخلفاء (النیفر، 65-6).

26. وقایة الموقت ونكایة المنكت (ابن القاضي، جذوة، 1/155).

27. هدایة السالك في بیان ألفیة ابن مالك (النیفر، 83)، وقد قُرئ بصور أخری (ابن مریم، 308؛ ابن القاضي، ن.م، 1/154؛ عن آثار ابن منقذ المهمة في الریاضیات والفلك، ظ: تكملة هذه المقالة).

 

المصادر

ابن القاضي المكناسي، أحمد، جذوة الاقتباس، الرباط، 1973م؛ م.ن، درة الحجال، تقـ: محمد الأحمدي أبو النور، تونس، 1390هـ؛ ابن قنفذ، أحمد، أنس الفقیر، تقـ: محمد الفاسي وأدولف فور، الرباط، 1965م؛ م.ن، الوفيات، تقـ: عادل نویهض، بیروت، 1971م؛ ابن مریم، محمد، البستان، الجزائر، 1908م؛ بابا التنبكتي، أحمد، «نیل الابتهاج»، في حاشیة الدیباج المذهب لابن فرحون، القاهرة، 1351هـ؛ حاجي خلیفة، كشف؛ الحفناوي، محمد، تعریف الخلف، بیروت، 1985م؛ الزركشي، محمد، تاریخ الدولتین الموحدیة والحفصیة، تقـ: محمد ماضور، تونس، 1966م؛ السراج الأندلسي، محمد، الحلل السندسیة، تقـ: محمد الحبیب الهیله، تونس، 1970م؛ الصید، سلیمان، مقدمة وسیلة الإسلام، بیروت، 1404هـ/1984م؛ الفاسي، محمد وأدولف فور، مقدمة أنس الفقیر (ظ: همـ، ابن قنفذ)؛ فروخ، عمر، تاریخ الأب العربي، بیروت، 1983م؛ مخلوف، محمد، شجرة النور الزكیة، بیروت، 1349هـ؛ نویهض، عادل، معجم أعلام الجزائر، بیروت، 1971م؛ م.ن، مقدمة الوفیات (ظ: همـ، ابن قنفذ)؛ النیفر، محمد الشاذلي وعبد المجید التركي، مقدمة الفارسیة، تونس، 1968م؛ الوكیل، مختار، فهرست المخطوطات المصورة، القاهرة، 1390هـ/1970م؛ وأیضاً:

Blochet; De Slane; EI2; GAL, S; Suter, H., Die Mathematiker und Astronomen der Araber und ihre Werke, Leipzig, 1900.

صادق سجادي/ت.

 

تكملة – آثار ابن قنفذ في الریاضیات والفلك

من أهم آثاره في الریاضیات شرح علی تلخیص أعمال الحساب لابن البناء المراكشي (ظ: ن.د، 2/501-504) ویُدعی حط النقاب عن وجه أعمال الحساب (رینو، «الإضافات…»، 144، «ابن البناء…»، 14-15، «حول …»، 36 والهامش؛ سارتون، III/1765؛ قرباني، زندگي نامه، 42). ویحظی هذا الشرح بأهمیة خاصة في الریاضیات لاستخدامه العلامات الجبریة في بیان العلاقات والعبارات الریاضیة (رینو، ن.م، 43-47؛ سارتون، قرباني، ن.ص).

وكان الباحثون في تاریخ الریاضیات یعتقدون حتی عام 1270هـ/1854م أن المسلمین متخلفون حتی عن أسلافهم في استخدام العلامات الجبریة. وكان هذا الاعتقاد ناجماً عن أن كافة الآثار التي تمت دراستها حتی ذلك الزمن، كانت علاقاتها الریاضیة تكتب بالمفردات العربیة (الجبر الحرفي). وفي عام 1854م نشر فرانتز فبكه في مقالة العلامات التي استخدمها القلصادي (تـ 891هـ/1486م) في كتابه كشف الأسرار عن علم الغبار، واستنتج في هذه المقالة – اعتماداً علی جزء من مقدمة ابن خلدون (ص 869-875؛ لم یرد هذا الموضوع في طبعة القاهرة) – أن مثل هذه العلامات قد استخدمت حتی قبل ابن البناء (القرن 7هـ) (ظ: «ترجمة …»، مخـ، «مختصر …»، 370-373، 348-353، مخـ، «مذكرة …»، 162-165). وفي عام 1898م شرح صالح زكي أفندي العلامات المستخدمة في رسالة مجهولة للمؤلف عنوانها زیادة المسائل علی الستة (ألفت في 834هـ/1430م) في مقالة مسهبة (ص 39-52).

وفي 1932م أعلن رینو ولأول مرة عن وجود مخطوطة حط النقاب («الإضافات»، ن.ص) وانبری لدراستها في مقالة مفصلة في 1944م («حول»، 43-46)، وبرهن علی أن ابن قنفذ قد استخدم مثل هذه العلامات قبل قرن من القلصادي وسنوات من تدوین زیادة المسائل. كما أخبر عن شرح آخر علی تلخیص ابن البناء لعالم في الریاضیات من جنوب مراكش یدعی یعقوب بن عبد الواحد المواحدي (الموحدي؟). وذكر رینو أن المؤلف أشار في هذا الشرح إلی وجود هذه الرموز في رسالة لابن البناء تدعی جامع أصول الأعداد (لم نعرف عنها شیئاً) فضلاً عن استخدامه رموزاً كثیرة تشبه علامات ابن قنفذ (ن.م، 45-47، 41). كما قدم رینو تفسیراً لكلام ابن خلدون یختلف كلیاً عن تفسیر فبكه ودوسلان – مترجم مقدمة ابن خلدون – اعتماداً علی بعض تنویهات ابن قنفذ في مقدمة حط النقاب. ویعتقد رینو أن تلخیص أعمال الحساب لیس تلخیصاً لكتاب أبي زكریا الحصار (ن.م، 35-43؛ قا: زوتر، «كتاب الحساب …»، مخـ)، بل إن هدف ابن البناء كان جمع وتلخیص أعمال علم الحساب، ونهج في عمله هذا أسلوب تدوین كتابي فقه الحساب لابن منعم، والكامل للأحدب، إلا أنه جعل العلامات والرموز الجبریة المستخدمة في هذین الأثرین، من نمط الجبر الحرفي، ویبدو أنه كان ینوي إعداد كتاب بأسلوب النثر المسجع ذي الإیقاع لیسهل حفظه (رینو، ن.م، 41-43). لكن لما كان مثل هذا النص لایتناسب كثیراً مع الأغراض العلمیة، بادر كل من ابن قنفذ ویعقوب بن عبد الواحد بشرحه مستخدمین ثانیة هذه العلامات. وبالتالي لابد من القول هنا إن شروحهما أقدم من الرسائل الأخری المتوفرة لریاضيي العصر الإسلامي والتي استخدمت العلامات الجبریة. وسنورد هنا اعتماداً علی مقالة رینو بعض المعادلات والعبارات الریاضیة مع العلامات التي استخدمها ابن قنفذ، وكذلك العلامات المستخدمة في یومنا هذا. وقد سجل ابن قنفذ هذه المعادلات من الیمین إلی الیسار، وأورد الأرقام بالشكل الذي كان متعارفاً علیه في غرب العالم الإسلامي. وشكل الأرقام من 1 إلی 9 في هذه الرسالة كالآتي (رینو، «حول»، 41):

وبدورنا نستخدم طریقة ابن قنفذ نفسه عند ذكر عباراته الریاضیة، إلا أننا نكتب الأرقام بالشكل المتداول في شرق العالم الإسلامي. یقول ابن قنفذ لدی استعراضه المعادلات الست (الحالات الست للمعادلات من الدرجة الثانیة ذات المعاملات الموجبة):

إذا قلت مثلاً 1 «مال» (مربع مجهول) یعادل 4 «شيء» (مجهول)، تكتب:

 

كما أنه ذكر طریقة تسجیل العملیات الحسابیة كما یلي:

إذا أردت أن تطرح مثلاً «خمسة أسداس ونصف السدس» من «ثلاثة وخُمس» تكتب:

إذا أردت تقسیم «خمسة أسداس وثلاثة أرباع» علی نصف، تكتب:

إذا قیل لك كم یلزم لجبر السدس (لمعرفة معنی مصطلح الجبر، ظ: قرباني، بیروني‌نامه، 103-104) حتی یعادل ، تكتب كما یلي:

وأورد التشریف أو الشرف (تبدیل الكسر من اسم لآخر) كما یلي: إذا قیل لك كم عُشر في «الثلثین والخمسة أسداس» ؟ فاكتب:

(ظ: رینو، «حول»، 44-46؛ أیضاً ظ: قرباني، «ابن قنفوذ …»، 58).

والعلامات التي استخدمها ابن قنفذ كالآتي:

أ- عبّر عن الأس الأول للمجهول (X) بـ 3 نقط ( ) لحرف «شـ» (الحرف الأول من كلمة شيء). وتكتب هذه النقاط فوق معامل الأس الأول للمجهول، مثلاً:

 

ب- للتعبیر عن الأس التربیعي والتكعیبي فصاعداً للمجهول تكتب حسب الحروف «مـ» (مال)، «كـ» (كعب) وتركیب من هذین الحرفین فوق المعامل، مثل:

 

ج- للتعبیر عن الجذر التربیعي للمجهول، استخدم حرف «جـ» (جذر)، وهذا الحرف بمثابة علامة الجذر، مثل:

 

د- والعلامات المستخدمة الأخری هي:

«ل» (عدل)، علامة التساوي (=)؛ «من»، (مأخوذة من عبارة «طرح من»)، علامة الطرح (-)؛ «علی» (مأخوذة من عبارة «قسّم علی»)، علامة التقسیم (÷). ولم تستخدم علامة للجمع (+) في بعض الأحیان (كالنماذج السابقة)؛ وأحیاناً «إلی» (مأخوذة من «اجتمع إلی»). وقد یستخدم أحیاناً حرف العطف «و». وللتعبیر عن علامة الطرح (-) قد تستخدم أحیاناً مفردة «إلا» (رینو، ن.م، 44-46؛ قرباني، ن.ص). وهذه العلامات هي – إلی حدّما – نفس العلامات الموجودة في كتابي زیادة المسائل علی الستة وكشف الأستار عن علم الغبار، عدا ملاحظة بعض العلامات الإضافیة في هذین الكتابین (ظ: فبكه، «مختصر»، 352-354، «مذكرة»، 162-165؛ زكي أفندي، 40-47؛ أیضاً ظ: قرباني، «كاوشهائي…»، 5-7). ولاتختلف العلامات التي استخدمها یعقوب بن عبد الواحد عن العلامات التي استخدمها ابن قنفذ كثیراً، وهذا التشابه یدعم ظننا بأخذ هذه العلامات عن مصدر واحد كجامع أصول الأعداد لابن البنا، أو فقه الحساب لابن منعم، أو الكامل للأحدب. فمثلاً نلاحظ أن یعقوب بن عبد الواحد یعبر عن الأس الأول للمجهول بحرف «شـ» أحیاناً وبنقاط الشین الثلاث ( ) كابن قنفذ في أحیان أخری. ولم یستخدم علامة للتعبیر عن التساوي (=)، ویكتب جانبي المعادلة تحت بعضهما بدلاً عن ذلك كما یلي:

وتكتب هذه المعادلة بعد صوغها صیاغة جبریة بالشكل التالي:

المعادلات الریاضیة كما استخدمها ابن قنفذ (الأشكال 1-10)، ویعقوب بن عبد الواحد (الأشكال 11-14) في أثریهما (ظ: رینو، «حول»، 45).

توجد نسخة من رسالة حط النقاب لابن قنفذ في مكتبة الرباط، وقد نُسبت خطأً إلی ابن هیدور، أحد شراح التلخیص (ظ: م.ن، «إلاضافات»، 174؛ «ابن البناء»، 16-14).

ومن آثار ابن قنفذ الأخری في الریاضیات والفلك:

1. تسهیل المطالب في تعدیل الكواكب، شرح علی السیارة في تعدیل الكواكب السیارة لابن البنا (ظ: ن.د، 2/503). توجد نسخ من هذا الشرح (ظ: حجي، 473-474؛ رینو، ن.ص؛ سارتون، III/1765؛ قرباني، «ابن قنفوذ»، 57). ویبدو أن ابن قنفذ شرح هذا الكتاب وأسماه تحصیل المناقب وتكمیل المآرب. منه نسخة في الرباط (نویهض، 17).

2. شرح أرجوزة (في بعض المصادر: نظم، قصیدة، منظومة) ابن أبي الرجال، شرح أرجوزة في أحكام النجوم لأبي الحسن علي بن أبي الرجال الشیباني الكاتب (القرن 5هـ). دوّن ابن قنفذ هذه الرسالة لأبي یحیی أبي بكر بن أبي مجاهد القاضي – وزیر ثلاثة ملوك من بني مرین – وذلك في 774هـ/1372م (زوتر، «علماء الریاضیات…»، 171؛ رینو، ن.ص). توجد نسخ عدیدة من هذا الشرح تحكي عن شهرته (مثلاً ظ: ن.ص؛ الظاهریة، 274؛ آربري، رقم 4071؛ هوتسما، 57؛ GAL, S, I/401). وقد سجّلت بعض نسخ هذه الرسالة في فهارس الكتب بأسماء مختلفة كلیاً، مثل: شرح الدلالة الكلیة عن الحركات الفلكیة في جامعة برینستون (حتي، رقم 972)، أو شرح أرجوزة الأحكام النجومیة في المكتبة الصبیحیة (حجي، 507). وفضلاً عن ذلك، لما كان مدوِّن فهرس مكتبة إسكوریال قد ذكر الوزیر المشار إلیه باسم أبي یحیی المروزي، وذلك خلال شرحه لإحدی نسخ هذه الرسالة (ظ: ESC1، رقم 911(2))، نجد أن زوتر («علماء الریاضیات»، 170-171) یعدّ النسخة المذكورة شرحاً آخر لابن قنفذ علی إحدی رسائل أبي یحیی المروزي العلام الریاضي والفلكي خلال القرنین 2-3هـ (ظ: ن.م، 48-49؛ أیضاً ظ: رینو، ن.ص).

3. الزیج، جداول نجومیة أُعدت لبیان العرض الجغرافي لمدینة تلمسان اعتماداً علی الزیج الشهیر لابن البناء ومنهاج الطالب لتعدیل الكواكب (ظ: ن.د، 2/503؛ أیضاً ظ: الكندي، 7).

4. مبادئ السالكین في شرح رجز ابن الیاسمین، في الجبر والمقابلة، منه نسخة في سلا (حجي، 535-536).

 

المصادر

ابن خلدون، مقدمة؛ حجي، محمد، فهرس الخزانة العلمیة الصبیحیة، الكویت، 1406هـ/1985م؛ الظاهریة، المخطوطات، علم الهیئة؛ قرباني، أبو القاسم، «ابن قنفوذ، رمزها وعلامتهاي جبري كه وي به كار برده است»، سخن، طهران، 1346ش، س 6، عد 2؛ م.ن، بیروني نامه، طهران، 1353ش؛ م.ن، زندگي نامۀ ریاضیدانان دورۀ إسلامي، طهران، 1365ش؛ م.ن، «كاوشهائي در تاریخ ریاضیات إسلامي»، سخن، طهران، 1346ش، س 6، عد 1؛ نویهض، عادل، مقدمة الوفیات لابن قنفذ، بیروت، 1971م؛ وأیضاً:

Arberry; ESC1; GAL., S; Hitti, Ph. K. et al., Descriptive Catalog of the Garrett Collection of Arabic Manuscripts in the Princeton University Library, Promceton, 1938; Houtsma, M. Th., Catalogue d’une collection de manuscrits arabes et turcs, Leidwn, 1886; Kennedy, E. S. & D. A. King, «Indian Astronomy in Fourteenth Century Fez: the Versified Zīj of al-Qusuntīnī», Journal for the History of Arabic Science, Aleppo, 1982, vol. VI; Renaud, H. P. J.,«Additiions et corrections à Suter», Isis, Bruges, 1932, vol. XVIII; id, «Ibn al- Bannâ’de Marrakech», Hespéris, 1938, vol. XXV; id, «Sur un passage d’ Ibn Khaldun», ibid, 1944, vol. XXXI; Sarton, G., Introduction to the History of Science, Baltimore, 1948; Suter, H., Die Mathematiker und Astronomen der Araber und ihre Werke, Leipzig, 1900; id, «Das Rechenbuch des Abû ZakariyâḤaṢṢâr», Bibliotheca Mathematica, 1901, vol. II; Woepcke, F., «Note sur des notations algébriques employées par les Arabes», Comptes rendus hebdomadaires des séances de l’Académie des sciences, 1854, vol. XXXIX; id, «Notice sur des notations algébriques employées par les Arabes», JA, 1845, vol. IV; id, «Traduction du traité d’arithméique d’Aboūl Haçan Al ī ben Mohammed Alkalçādī», Attidell’ Accademia Pontificia de Nuovi Lincei, 1858-1859, vol. XII; Zéky Efendi, S., «Notation algébrique chez les Orientaux», JA, 1898, vol. XI.

یونس كرامتي/ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: