ابن القلانسي
cgietitle
1442/12/1 ۱۱:۲۹:۴۲
https://cgie.org.ir/ar/article/234263
1446/10/20 ۰۳:۴۰:۰۱
نشرت
3
اِبْنُ القَلانِسيّ، أبو یعلی حمزة بن أسد بن علي بن محمد التمیمي (تـ 555هـ/1160م)، مؤرخ وأدیب ورئیس دیوان دمشقي، یلقب بـ «الرئیس الأجل» و«الشیخ العمید» و«عمید الدین». ذكر كل من الصفدي (9/39) وابن كثیر (13/366)، أن اسم أبیه «أسعد»، وأورده ابن عماد (4/174) «راشداً». ولابد أن أسعد تصحیف لأسد وسببه الخلط بینه وبین اسم ولد ابن القلانسي الوزیر أسعد بن حمزة، كما لاشك في أن استبدال راشد بأسد من خطأ الكاتب. لاتتوفر معلومات تذكر عن تفاصیل حیاته، فلم یشر أي مصدر إلی سنة ولادته، والذهبي (سیر، 20/388، العبر، 3/23) وحده ذكر أنه مات وقد نیّف علی الثمانین (قا: ابن تغري بردي، 5/333). وعلی هذا لابد أن ولادته كانت قبل 475هـ .
ویورد ابن عساكر (5/298) في ترجمته لابن القلانسي اسم «أبي العلاء المُسَلَّم بن القلانسي» ویذكر بعبارة لاتخلو من الشك أنه هو ابن القلانسي هذا. وإذا كنا نعلم أنه اشتغل منذ شبابه بأخذ العلم والأدب والحدیث وبعض الفنون المتداولة كالخط إلا أننا لانعرف عن أسماء أساتذته إلا القلیل. فكان كما یصرح ابن عساكر (ن.ص) یحدث عن سهل بن بشر الإسفراییني وأبي أحمد حامد بن یوسف التفلیسي (أیضاً ظ: ابن جماعة، 2/518؛ ابن الفوطي، 4(2)/912). وروی عنه أبو القاسم ابن صصری ومكرم بن أبي الصقر القرشي وغیرهما (الذهبي، سیر، 20/388-389؛ ابن جماعة، ن.ص؛ أیضاً ظ: ابن الدمیاطي، 232).
وكان شاعراً أیضاً، ذكر ابن عساكر مقطوعات له نقلها من شعر ابن القلانسي بخطه. وله مقطوعات أخری أوردها نفسه في كتابه (مثلاً ص 447، 528، 532-533؛ أیضاً ظ: یاقوت، 10/279، 280).
وصرحت بعض المصادر بأن ابن القلانسي تولی رئاسة دمشق مرتین (ابن عساكر، ن.ص؛ ابن الفوطي، 4(2)/913؛ الذهبي،ن.ص؛ یاقوت، 10/278)، ولكنه لم یشر في كتابه إلی ذلك. ویبدو مما رواه في كتابه أنه عمل في دیوان الإنشاء بدمشق حتی آخر حیاته، وإن كان منصبه لایعرف بدقة، إلا أنه مُدح وأسرته بالفضل والأدب والرئاسة والجلالة (ابن فضل الله، مسالك…، 11/178، التعریف…، 75؛ یاقوت، الذهبي، ابن تغري بردي، ن.ص). ولذلك مدحه عدد من الشعراء المعاصرین له مرات عدیدة كابن الخیاط (ص 325-331)، ومحمد بن نصر، المعروف بابن القیسراني (ابن فضل الله، مسالك، ن.ص). توفي ابن القلانسي بدمشق ودفن في قاسیون (ابن عساكر، 5/299؛ ابن الفوطي، ن.ص).
كانت أسرة ابن القلانسي من كبار أعیان دمشق وتولت الرئاسة لعدة أجیال فیها وفي مصر أیضاً، وظلت الرئاسة والوزارة في دمشق بأیدیها إلی القرن 8هـ علی الأقل. وقد أنشأ أحفاد ابن القلانسي دار الحدیث المعروفة بالقلانسیة بدمشق (ابن طولون، 143، 144).
نسب یاقوت (10/278) عدداً من الكتب إلی ابن القلانسي، إلا أن أیاً من المصادر لم تذكر له كتاباً آخر غیر التاریخ الذي لدینا. والحقیقة أن أكثر شهرته تعود إلی تاریخه المعروف مذیّل التاریخ الدمشقي، أو ذیل تاریخ دمشق، أو الذیل في تاریخ دمشق الذي أخذ منه واستند إلیه الكثیر من المؤرخین منذ القدیم (مثلاً ابن الأثیر، 10/560؛ أبو شامة، 1/4، 2/46، 123، 124، مخـ؛ ابن الجوزي، ط 1951م، 8(1)/105، ط 1968م، 70، 130، 200؛ ابن العدیم، المخطوطة، 147، 157، المطبوع، 43؛ الذهبي، سیر، 12/319، 19/410). لایوجد من هذا الكتاب سوی مخطوطة واحدة بتر من أولها عدة ورقات وهي التي العتمد علیها كل من آمدروز (بیروت، 1908م)، وسهیل زكار (دمشق، 1403هـ/1983م) في التحقیق والطبع. وتنقسم هذه النسخة إلی قسمین ولكن یلاحظ رغم تتابعهما بعض الفوارق باللغة والعرض بینهما، ویبدأ القسم الأول بحوادث 363هـ واستمر حتی 441هـ، أي بدایة ولایة «الأمیر المؤید عدة الإمام» حیدرة بن مفلح بدمشق. ویقول المؤلف في آخر هذا القسم «واستمرت علیه الأیام في الولایة إلی سنة 448هـ» (ص140). ویضم القسم الثاني حوادث السنوات 448 إلی 555هـ وهي سنة وفاة المؤلف أیضاً مرتباً حسب السنوات. ویشتمل القسم الأول علی حوادث وقعت في زمن حكام مختلفین بدمشق،ویتناول غالباً وقائع دمشق إلا في حوادث بسیطة. أما القسم الثاني من الكتاب فله طابع التاریخ العام علی الأكثر ویشتمل علی الأخبار التي كانت تصل إلیه. وبالنظر إلی أن أكثر الذین اعتمدوا علی هذا الأثر رووا عن القسم الثاني من الكتاب یمكن الحدس بأنهم لم یشاهدوا سوی القسم الثاني هذا وظنوا أنه مصنفه. یقول ابن عساكر وكان معاصراً لابن القلانسي: «وصنف تاریخاً للحوادث بعد سنة 440هـ إلی حین وفاته» (أیضاً ظ: الیونیني، 3/37؛ ابن جماعة، 1/197؛ الذهبي، سیر، 20/388؛ العیني، 122). ویقول ابن الفوطي: «ورأیت له كتاباً بخزانة كتب الرصد بمراغة سنة 664هـ صنفه في تاریخ الحوادث بعد سنة 440 إلی حین وفاته» (4(2)/912-913). ویلاحظ في بعض المصادر ما یدل علی أن نسخة كتاب ابن القلانسي تحتوي قبل بدایة القسم الثاني علی بعض الأخبار عن مصر وبعض الحوادث الأخری (ظ: ابن شاكر، المخطوط، 17/115؛ ابن تغري بردي، 5/332؛ قا: ابن جماعة، ن.ص9. ثم یبدأ القسم الثاني من الكتاب. وهذا یدل علی أن أجزاء من القسم الأول كانت مع بعض نسخ القسم الثاني. ورغم أنه لم یأخذ أحد من القسم الأول من المخطوطة الحالیة والتي اقتبس مراراً من قسمها الثاني في المصادر فلایمكن الشك بأنها لابن القلانسي. وإذا كان تقسیم الفصول في القسم الأول یختلف عن القسم الثاني غیر أنه یوجد تشابه كبیر في أسلوب الكتابة بینهما، فقد تطرق المؤلف في القسم الثاني إلی مسائل تحدث عنها في القسم الأول أیضاً، منها طریقته في الحصول علی الأخبار (ص 104، قا: 141، 194، 385، مخـ)، وكذلك كیفیة نقش الخاتم (ص 23، 128، 135، قا: 211، 228، 362، مخـ). ویبادر المؤلف في القسم الأول إلی روایة أخبار تدل علی أن أكثر مصادرها كالقسم الثاني عبارة عن أخبار مختلفة تصله من مناطق شتی، أو یحصل علیها بشكل من الأشكال (ص 134، 136، قا: 142، 153، مخـ).
ولیس اسم الكتاب واضحاً أیضاً فیسمیه المؤلف نفسه في موضع بـ المذیل (ص 140)، وفي موضعین آخرین بـ التاریخ (ص 471، 531). واشتهر في زمن تألیفه باسم الذیل (ظ: ابن شاكر، المطبوع، 12/402). ویؤید كل من ابن عساكر (ن.ص)، وابن الفوطي (4(2)/912)، وابن خلكان (7/144)، ویاقوت وابن الأثیر والذهبي (ن.ص) اسم التاریخ. ویسمه أبو شامة مذیل التاریخ الدمشقي (1/4) وهو الاسم الذي یشاهد في آخر المخطوطة الموجودة. ویذكر ابن العدیم اسمه في موضع (المخطوط، 147) الذیل علی تاریخ دمشق وفي موضع آخر (ن.م، 157) مذیل تاریخ دمشق.
وظن بعضهم أن هذا الكتاب ذیل تاریخ مدینة دمشق لابن عساكر (ظ: حاجي خلیفة، 1/294؛ كرد علي، 352؛ قا: المنجد، 35). ولكن لایتضح في الحقیقة، ذیل أي كتاب هذا التاریخ، وكل ما نعرفه أن ابن خلكان (ن.ص) ذكر لأول مرة دون أن یورد اسم المصدر أن كتاب ابن القلانسي هو ذیل كتاب تاریخ هلال بن المحسّن الصابئ. وبناء علی ما أورد القفطي من شرح (ص 110)، فقد ذكر أن ثابت بن سنان الصابئ كتب ذیلاً علی تاریخ الطبري بلغ فیه إلی حوادث سنة 363هـ. ثم تمم هلال ابن المحسن الصابئ عمله إلی سنة 447هـ. ولما كان القسم الثاني من كتاب ابن القلانسي یبدأ من سنة 448هـ فأكبر الظن أن كتابه ذیل لكتاب هلال الصابئ. والقسم الأول منه مختصر لهذا الكتاب (ظ: آمدروز، 3-9؛ زكار، «ز، ح، ن»، 141؛ سركیس، 1/219؛ شیخو، 618-620، 622؛ قا: EI2). وتشبه بعض العبارات التي وردت في القسم الأول من كتاب ابن القلانسي إلی حد كبیر «أخبار القرامطة» لثابت. مع فرق واحد هو أن كتاب ابن القلانسي أكثر دقة في تدوین الحوادث وأزمنتها، كما وردت في عدة مواضع من القسم الأول كما هو الحال في القسم الثاني عبارة «وردت الأخبار» (ظ: ص 104، 134، 136). ولیس من المستبعد أبداً أن یكون ابن القلانسي اعتمد في تألیف القسم الأول من كتابه علی كتابي ثابت وهلال الصابئ. لم یشر ابن القلانسي إلی المصادر التي استقی منها إلا في حالة واحدة (ص 163)، حیث اعتمد علی كتاب الخطیب البغدادي. وربما كان مصدره الأول في أخباره علی الأغلب هو الأخبار التي كانت ترد من أماكن مختلفة إلی دمشق، ویحصل ابن القلانسي علیها لعمله في دیوان الإنشاء. ثم إنه كان یعتمد في روایة الأخبار علی الذین یثق بهم (ص 453-454).
ورغم أن أكثر القسم الأول ولاسیما الثاني من الكتاب أوقفه المؤلف علی دمشق لإقامته فیها، إلا أنه لم یقتصر علی حوادثها فقط. ففیه أخبار مختلفة عن إیران ومصر والعراق أیضاً (مثلاً ص 244-250: رسالة فتح قلعة «شاه دز» قرب أصفهان والتي تحوي معلومات قیمة جداً، أیضاً 259). وفي الكتاب أخبار مفیدة عن الشام أیضاً ولاسیما الحروب الصلیبیة. كما ذكر المؤلف مراراً آراء الناس حول المسائل والحوادث المختلفة (مثلاً ص 110، 476، 505، 506، مخـ)، والحوادث الطبیعیة والأوضاع النجومیة (مثلاً ص 170، 216، 470، 484، 527، مخـ)، وكذلك ذكر وفیات العلماء (مثلاً ص 168، 305، 397، مخـ). ویمتاز كتاب ابن القلانسي بنثر بلیغ ممتع ومسجوع وسلس مما یدل علی براعته في الكتابة.
ترجم هذا الكتاب غیب (لندن، 1932م) إلی الإنجلیزیة، وترجم لوتورنو قسماً منه إلی الفرنسیة (دمشق، 1952م).
ابن الأثیر، الكامل؛ ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن جماعة، محمد، مشیخة قاضي القضاة، تقـ: موفق بن عبدالله، بیروت، 1408هـ/1988م؛ ابن الجوزي، یوسف، مرآة الزمان، حیدرآباد الدكن، 1370هـ/1951م؛ ن.م، تقـ: علي سویم، أنقرة، 1968م؛ ابن خلكان، وفیات؛ ابن الخیاط، أحمد، دیوان، تقـ: علي سویم، أنقرة، 1968م؛ ابن خلكان، وفیات؛ ابن الخیاط، أحمد، دیوان، تقـ: خلیل مردم بك، دمشق، 1377هـ/1958م؛ ابن الدمیاطي، أحمد، المستفاد من ذیل تاریخ بغداد، تقـ: قیصر أبو فرح، بیروت، 1399هـ/1978م؛ ابن شاكر، محمد، عیون التواریخ، مخطوطة مكتبة طوب قابو بإستانبول، رقم 2922؛ ن.م، تقـ: فیصل السامر ونبیلة عبدالمنعم داود، بغداد، 1397هـ/1977م؛ ابن طولون، محمد، القلائد الجوهریة في تاریخ الصالحیة، تقـ: محمد أحمد دهمان، دمشق، 1401هـ/1980م؛ ابن العدیم، عمر، بغیة الطلب في تاریخ حلب، مخطوطة مكتبة طوب قابو بإستانبول، رقم 2925؛ ن.م، تقـ: علي سویم، أنقرة، 1976م؛ ابن عساكر، علي، تاریخ مدینة دمشق، [عمّان]، دار البشیر؛ ابن العماد، عبد الحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1350هـ؛ ابن فضل الله العمري، أحمد، مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، تقـ: فؤاد سزكین، فرانكفورت، 1408هـ/1988م؛ م.ن، التعریف بالمصطلح الشریف، مصر، 1312هـ؛ ابن الفوطي، عبدالرزاق، تلخیص مجمع الآداب، تقـ: مصطفی جواد، دمشق، 1963م؛ ابن القلانسي، حمزة، تاریخ دمشق، تقـ: سهیل زكار، دمشق، 1403هـ/1983م؛ ابن كثیر، البدایة؛ أبو شامة، عبدالرحمن، كتاب الروضتین في أخبار الدولتین، القاهرة، 1287-1288هـ؛ حاجي خلیفة، كشف؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط ومحمد نعیم العرقسوسي، بیروت، 1405هـ/1985م؛ م.ن، العبر، تقـ: محمد السعید بن بسیوني زغلول، بیروت، 1985م؛ زكار، سهیل، مقدمة وحواش علی تاریخ دمشق (ظ: همـ، ابن القلانسي)؛ سركیس، یوسف إلیان، معجم المطبوعات العربیة والمعربة، القاهرة، 1342هـ/1928م؛ شیخو، لویس، «تاریخ دمشق لابن القلانسي»، مجلة المشرق، 1908م، س 11؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: ي. فان إس، بیروت، 1402هـ/1982م؛ العیني محمود، عقدالجمان في تاریخ أهل الزمان، تقـ: محمد محمد أمین، القاهرة، 1408هـ/1988م؛ القفطي، علي، تاریخ الحكماء، تقـ: بولیوس لیبرت، لایبزك، 1903م؛ كرد علي، محمد، «كنوز الأجداد». مجلة المجمع العلمي العربي، دمشق، 1368هـ/1949م، ج 24، عد 3؛ المنجد، صلاح الدین، معجم المؤرخین الدمشقیین وآثارهم المخطوطة والمطبوعة، بیروت، 1398هـ/1978م؛ یاقوت، الأدباء؛ الیونیني، موسی، ذیل مرآة الزمان، حیدرآباد الدكن، 1380هـ/1960م؛ وأیضاً:
Amedroz, H. F., introd. History of Famascus, Leiden, 1908; EI2.
علي بهرامیان/ن.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode