الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / العلوم / ابن فاتک /

فهرس الموضوعات

ابن فاتک

ابن فاتک

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/29 ۱۷:۴۷:۱۸ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ فاتِك، أبو الوفاء محمود الدولة المبشّر بن فاتك، حكیم وأدیب وطبیب ومؤرخ ذوفنون مصري دمشقي الأصل. لاتتوفر معلومات دقیقة عن سنة ولادته ووفاته، ویقول القفطي (ص 176-177)، إنه كان في آخر القرن 5هـ/11م، أما یاقوت (17/77)، وهو أول من ترجم له، فیقول: كان في أیام الظاهر (حكـ 411-427هـ) والمستنصر (حكـ 427-487هـ) من الخلفاء الفاطمیین بمصر، یؤید ذلك ما ذكره الصفدي (25/57). غیر أن عبد الرحمن بدوي الذي حقق كتاب مختار الحكم ومحاسن الكلم لابن فاتك، أبدی شكه في المقدمة المفصلة نسبیاً (ص7)، والتي صدر بها الكتاب بصحة قول القفطي بأن ابن فاتك عاش حتی آخر القرن الخامس، وذلك لأنه لم تُذر معاصرة ابن فاتك للخلیفة الفاطمي المستعلي بالله الذي حكم حتی أواخر القرن الخامس (حكـ 487-495هـ)؛ إلا أن تلقیبه بالآمري الذي ذكره ابن أبي أصیبعة (2/98) یدعو إلی احتمال أنه عاش على الأقل في أوائل عهد الخلیفة الفاطمي الامر الذي تولی الخلافة في 495هـ، وهذا ما یعزز قول القفطي بأن ابن فاتك كان حیاً في آخر القرن 5هـ (قا: السیوطي، 1/540). والمعلومات الوحیدة التي لدینا عن سنوات إنتاج ابن فاتك هي ما صرح به نفسه في ترجمته لجالینوس (ص 288-289)، حیث یمكن بالاعتماد علیها التیقن علی الأقل بأنه دوّن أكبر قسم من كتاب مختار الحكم في 445هـ/1053م. ومن الممكن أنه أتمه في نفس هذه السنة (قا: روزنثال، 133، الذي یری اعتماداً منه علی عدد من مخطوطات الكتاب هذا أن قراءة بدوي غیر صحیحة وأن سنة 440هـ هي الصحیحة؛ أیضاً ظ: بدوي، 7).

ویبدو من اتفاق المؤرخین علی إضافة لقب الأمیر لابن فاتك وخاصة ما ذكره ابن أبي أصیبعة (ن.ص) أنه كان «من أعیان أمراء مصر»، وقول یاقوت (ن.ص) إنه «ملك من الكتب مالا یحصی عدده كثرة، أنه كان رجل دولة كبیراً غنیاً بالمال والجاه. ولایظهر من قول القفطي إن «أصله من دمشق وموطنه مصر»، إن كان هو الذي هاجر إلی مصر، أم أن عائلته سكنتها قبل ولادته.

ألمّ ابن فاتك بعلوم كثیرة، منها الأدب والتاریخ وعلم السیر (یاقوت، ن.ص)، وله تصانیف في المنطق وغیره من أجزاء الحكمة، وهي مشهورة بین الحكماء (ابن أبي أصیبعة، 2/99). ویبدو من تصانیفه أن أكثرها في الطب والمنطق والفلسفة، وقد تتلمذ في الهیئة والعلوم الریاضیة علی ابن الهیثم (ن.ع) وكان ریاضي ومهندس المسلمین الأكبر [سافر إلی مصر لدراسة وإقامة سد علی نهر النیل]، وأخذ الفلسفة والعلوم الحكمیة عن ابن الآمدي، ویقول ابن أبي أصیبعة (ن.ص) إنه اشتغل بصناعة الطب أیضاً ولازم الطبیب المصري الشهیر ابن رضوان (ن.ع). ولم یرد ذكر لاشتغاله بمداواة المرضی، ویبدو أنه اشتغل أیضاً بتألیف الكتب الطبیة وتدریسها، لاسمیا إذا التفتنا إلی قول القفطي (ن.ص) إنه «قرأ علیه فضلاء زمانه فسادوا واستمطروا جوده في علوم فجدوا وأجادوا»، وكان یعقد حلقات الدرس استجابة منه للطالبین ویمنحهم من علمه وفضله، ویتبین من طالبي درسه الذین كانوا من علماء عصرهم، ما كان یمتاز به من مكانة سامیة في علمه وآرائه. وبالنظر إلی ما مر وما سیرد من معلومات عنه، نری أن ابن فاتك كان صاحب شخصی تمیل میلاً شدیداً إلی العلم والمعرفة، ویسعی إلی نشرهما وإشاعتهما. وكان یستنسخ كتب المتقدمین إن لم یكن منشغلاً بتصنیف (ابن أبي أصیبعة، ن.ص). وكانت رغبته الشدیدة بالعلم والبحوث العلمیة والتصنیف والتألیف قد شغلته عن شؤونه الشخصیة وعائلته أیضاً. ویروي ابن أبي أصیبعة (ن.ص) عن الشیخ سدید ‌الدین المنطقي أنه كانت لابن فاتك خزائن كتب، «فكان في أكثر أوقاته إذا نزل من الركوب لایفارقها، ولیس له دأب إلا المطالعة والكتابة». وكانت له زوجة من أرباب الدولة، یؤلمها اشتغاله عنها بكتبه (الصفدي، 25/57)، فما أن توفي حتی نهضت هي وجواریها إلی خزائن كتبه، ورمت بالكتب في بركة ماء كبیرة، ولهذا شاهد ابن أبي أصیبعة كثیراً من هذه الكتب وقد تضررت من أثر الماء، وكانت لابن فاتك بنت عمّرت بعده وروت بالإسكندریة الأحادیث النبویة (القفطي، 176-177).

 

آثاره

نسب لابن فاتك كتب كثیرة، فذكر له كل من یاقوت والصفدي، كتاباً باسم سیرة المستنصر في 3 مجلدات وهو مفقود. ویری عبد الرحمن بدوي أن من الغریب وجود مثل هذا الكتاب له، وهو المعاصر للمستنصر ومن أمراء بلاطه وأقدر اطلاعاً علی مختلف القضایا المهمة، ولایرجع إلیه ابن تغري بردي صاحب كتاب النجوم الزاهرة والذي خص فصلاً طویلاً منه بالمستنصر ولاینقل منه أیة روایة، بینما نقل الكثیر عن مختلف المؤرخین (ص 10). والكتاب الوحید الذي بقي لابن فاتك مختار الحكم ومحاسن الكلم وهو في أخبار الفلاسفة القدماء، حققه عبدالرحمن بدوي، وطبع لأول مرة في مدرید سنة 1377هـ/1958م. وقد بحث بدوي في مقدمة هذا الكتاب حول مختلف نواحیه وحیاة مؤلفه، وأشار بالتفصیل إلی ترجماته المتعددة كاملاً أو قسماً منه باللغات الأوروبیة، كما درس فرانزرونثال (ص 158-132) في مقالة مفصلة عمل عبد الرحمن بدوي ومقدمته علی الكتاب ونقده وأحیاناً طعن فیه (ظ: ص 132).

 

المصادر

ابن أبي أصیبعة، أحمد، عیون الأنباء، تقـ: أغوست مولر، القاهرة، 1299هـ/1882م؛ ابن فاتك، المبشر، مختار الحكم ومحاسن الكلم، تقـ: عبد الرحمن بدوي، بیروت، 1980م؛ بدوي، عبد الرحمن، مقدمة مختار الحكم (ظ: همـ، ابن فاتك)؛ السیوطي، حسن المحاضرة، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، دار إحیاء الكتب العربیة؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، مخطوطة مكتبة أحمد الثالث، إستانبول، رقم 2920؛ القفطي، علي، إخبار العلماء، تقـ: محمد أمین الخانجي، القاهرة، 1326هـ؛ یاقوت، الأدباء؛ وأیضاً:

Rodenthal, Franz, «Al-Mubashshir ibn F â tik, Prolegomena to an Abortive Edition», Oriens, Leiden, 1961, vols. XIII-XIV.

قسم العلوم/ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: