اِبْنُ عَمّار، أحمد بن سیدي عمار بن عبد الرحمن بن عمار، فقیه وأدیب جزائري في القرن 12هـ/ 18م. حیاته مجهولة بحیث لانعرف تاریخاً دقیقاً لولادته ووفاته. نسب إلیه صدیقه ابن حمادوش في رحلته عام 1159هـ/1746م تقریظاً علی كتابه الدرر علی المختصر وعده من العلماء، كما منح في 1205هـ/1791م إجازة لمحمد خلیل التلمساني وبذلك یمكن أن نستنتج منهما أنه كان في 1159هـ في الأربعین من عمره، وأنه ولد في حوالي 1119هـ/1707م (ظ: سعد الله، 2/234).

نشأ ابن عمار في أسرة عرفت بالعلم والأدب، واقتدی بأبیه في العلم والدین. روی صحیح البخاري عن خاله محمد بن السید الشهیر بسیدي هدي المالكي وأبي عبد الله محمد بن الهادي كلاهما عن والده (الكتاني، 1/121؛ سعد الله، 2/233-234، 284).

وبعد رحلات عدیدة قام بها في شرق البلاد الإسلامیة وغربها، وأخذه عن علمائها، اشتهر في الجزائركفقیه وأدیب مرموق. أخذ عن أبي حفص عمر بن عقیل الباعلوي، وحسن بن محمد سعید الكوراني، وخلیل بن محمد التوني، وشمس ‌الدین الحفني، وأبي الحسن السندي، وآخرین. وأخذ الطریقة الشاذلیة عن أبي عبد الله المنور التلمساني، كما قرأ قواعد العرفان بمصر علی عبد الوهاب العفیفي (الكتاني، ن.ص).

وفي 1166هـ/1753م قصد مكة لأداء الحج، وقد رافقه حسین الورتلاني. وفي 1172هـ عاد من الحجاز إلی مصر (حاج صادق، 289، نقلاً عن الكتاني؛ سعد الله، 2/235)، ولانعرف ماذا جری له خلال هذه الفترة ولامكان إقامته.

وعظمت مكانة ابن عمار في الفقه المالكي والحدیث والتفسیر، حتی أصبح مفتي الجزائر خلال الفترة 1180-1184هـ/1766-1770م، وأخذ یدرّس الكتب الفقهیة ویفسرها مثل مختصر خلیل ومختصر ابن الحاجب (م.ن، 2/69-70، 234)، حتی إن أحمد الغزال المغربي حضر مجلس درسه في 1182هـ بالجامع الكبیر بالجزائر، وأفاد منه ومدحه بقصیدة. وكان لابن عمار تلامذه كثیرون، وأجاز العدید منهم كعبد الستار ابن عبد الوهاب الملكي الهندي ومحمد خلیل التلمساني. وذكر في إجازته لمحمد خلیل المرادي أسماء الكثیر من شیوخه في مصر والحرمین (م.ن، 2/51، 193، 235، 283).

كان ابن عمار أدیباً وشاعراً قدیراً، وأبرز شخصیة أدبیة جزائریة خلال القرن 12هـ. وقد جری في أدبه علی طریقة البوصیري وابن الفارض (الحفناوي، 1/89، 91). كما كان أبو العباس أحمد المنجلاتي ومحمد بن محمد، المعروف بابن علي أستاذین له وكان من كبار أدباء تلك البلاد، وله مع ابن علي مجالس أنس ومطارحات شعریة. وقد دفعه حبه لأستاذه ابن علي إلی أن یبدأ مصنفه لواء النصر باسمه (حاج صادق، 272؛ سعد الله، 2/316-317). ولابن عمار الذي برع في النثر والنظم ولاسیما في الموشحات أشعار ضمن هذا القالب في مولد النبي‌(ص) ومدحه. وتفنن في وصف مظاهر الطبیعة، ووصل إلی الكمال في الأغراض الشعریة الأخری (الحفناوي، 1/91؛ سعد الله، 2/305).

سافر ابن عمار في 1195هـ/1781م إلی تونس قاصداً الاستیطان فیها، لكن إقامته لم تستمر طویلاً وغادرها في أوائل القرن 13هـ/19م لأسباب مجهولة. وقیل إنه یمم وجهه شطر المشرق. وألف خلال فترة إقامته بتونس كتاب التاریخ في سیرة علي الباي باشا بن حسن (م.ن، 1/297، 2/377-378).

آثاره المطبوعة

1. نحلة اللبیب بأخبار الرحلة إلی الحبیب، ویعرف هذا الأثر باسم الرحلة أیضاً. طبعت مقدمته بالجزائر في 1320هـ/1902م، ووصف فیها ابن عمار حبه وشوقه إلی الحرمین الشریفین، والرسول الأكرم‌(ص). و حفلت بموشحات المولد النبوي ومدائح في حق الرسول‌(ص). أما الأجزاء الأخری منه فقد فقدت؛ 2. إجازة لمحمد خلیل المرادي، نشر نصها سعد الله في مجلة الثقافة (1978م، عد 45)؛ 3. رسالة في مسألة الوقف، طبعت بتونس مع رسالة الرد علی الوهابیة لإسماعیل التمیمیي.

آثاره المفقودة

1. لواء النصر في فضلاء العصر، ترجم فیه لرجال العلم والأدب والقضاء والشعر في عصره ولقرن سبقه (سعد الله، 2/371؛ GAL, S, II/ 689)؛ 2. منتخب الأسانید أو مقالید الأسانید، وهو ثبت ابن عمار، وقد جمعه تلمیذه إبراهیم بن عبد الله السیالة، وكانت عند الكتاني نسخة منه (الكتاني، 2/590)؛ 3. رسالة في الطریقة الخلوتیة (ظ: حاج صادق، 290)؛ 4. دیوان، وقد أشار ابن عمار إلیه في دیباجة رحلته، ویحتوي علی موشحات وقصائد في مدح الرسول‌(ص) وأشعار أخری (الحفناوي، 1/91)؛ 5. حاشیة علی الخفاجي، في الأدب، أشار إلیه تلمیذه أبو راس الناصر في كتابه فتح الإله (سعد الله، 2/240)؛ 6. حاشیة علی صحیح البخاري (ظ: م.ن، 2/31).

المصادر

الحفناوي، أبو القاسم محمد، تعریف الخلف برجال السلف، تونس، 1405هـ/1985م؛ سعد الله، أبو القاسم، تاریخ الجزائر الثقافي، الجزائر، 1985م؛ الكتاني، عبد الحي، فهرس الفهارس والأثبات، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1402هـ؛ وأیضاً:

GAL, S; Hadj-Sadok, M., «Le Mawlid k’ après le mufti- Poéte d’ Alger Ibn’ Ammār», Massignon, Damascus, 1957.

فرامرز حاج منوچهري/ت.