الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادیان و التصوف / ابن العریف، أبوالعباس /

فهرس الموضوعات

ابن العریف، أبوالعباس

ابن العریف، أبوالعباس

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/24 ۱۴:۰۱:۴۷ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ العَریف، أبو العباس أحمد بن محمد بن موسی بن عطاء الله الصَّنهاجي (481- صفر 536هـ/1088- أیلول 1141م)، فقیه ومحدث وصوفي أندلسي شهیر. من أهل ألمریة وينتمي إلی قبیلة صنهاجة. أصل أبیه من طنجة (ابن الأبار، المعجم، 18)، وإنما سمي بالعریف لأنه كان فیها صاحب حرس اللیل (ابن الزیات، 97). وحینما مسّت أباه الحاجة رفعه في صغره إلی حائك یعلمه، وأبي هو إلا تعلّم القرآن ومطالعة الكتب. وانصاع أبوه آخر الأمر إلیه فتركه لقصده.

درس بألمریة القرآن والفقه والحدیث، واهتم بتحقیق القراءات وجمع الروایات، وأفاد في العلوم الأدبیة من كتاب الفصوص في اللغات والأخبار لصاعد بن الحسن الربعي (ابن الأبار، ن.م، 19؛ آسین پلاثیوس، 1-2). سمع الحدیث ورواه عن أبي خالد یزید وبعض مشاهیر المحدثین في زمانه (ابن بشكوال، 1/81)، وصحب أبا علي ابن سُكرة الصدفي وأبا لحسن البَرجي ومحمد بن الحسن اللمغاني وأبا بكر عبد الباقي بن محمد بن بُریال ومحمد بن یحیی بن الفَرّاء وأبا عمر أحمد ابن مروان بن الیُمنالش الزاهد وغیرهم (الذهبي، 20/111-112). وقیل إنه لبس الخرقة من أبي بكر عبد الباقي بن محمد الحجازي آخر أصحاب أبي عمر الطَّلَمَنكي (م.ن، 20/113).

ولانعرف علی وجه الدقة طریقة ابن العریف الصوفیة. وما نعرفه أن ألمریة آنذاك كانت من مراكز التصوف المهمة بالأندلس، وأن آراء مدرسة ابن مسرة (ن.ع) العرفانیة انتشرت في جنوب إسبانیا خلال قرنین من الزمن، ولهذا فمن المحتمل أن یكون ابن العریف قد تأثر بتلك المدرسة، ویستنبط من كتاب محاسن المجالس لابن العریف – علی رأي جنثالث پالنثیا (ص 369) – أن طریقة الشاذلیة متأثرة بأفكاره ومن مریدیه أبو بكر ابن الرزق وأبو محمد ابن ذي النون وأبو العباس الأندرشي، ولبسوا منه الخرقة (الذهبي، ن.ص) وكذلك أبو عبد الله الغزّال شیخ محیي‌ الدین ابن عربي وأبو الربیع الكفی، المالقي (ابن عربي، 3/385؛ ابن الزیات، ن.ص؛ الجامي، 530-531). والروایة التي أوردها الجامي (ن.ص) في ترجمة ابن العریف واجتماعه بابن عربي غیر صحیحة وقد التبس الأمر علیه، لأن ابن عربي ولد بعد سنوات عدیدة من وفاة ابن العریف. وقد یكون ذلك الشخص هو أبا العباس العریبي أحد مشایخ الأندلس المعروفین ومن أساتذة ابن عربي، وقرأه الجامي أبا العباس «العریفي» وأورده بهذه الصورة في نفحات الأنس. وكانت هناك مكاتبات بین ابن العریف والقاضي عیاض بن موسی الیَحصُبي (ابن خلكان، 1/169). وقیل إنه كان یكتب سبعة خطوط لایشب بعضها بعضاً (الضبي، 154-155). ویقول حفید موسی بن مَسدي إن ابن العریف ممن ضرب علیه الكمال، فشرقت به جماعة الحُسّاد حتی لَسَعوا به إلی سلطان مراكش المرابطي علي بن یوسف بن تاشفین وخوّفوه من عاقبة أمره (الذهبي، ن.ص). وقال البعض إن قاضي ألمریة ویدعی ابن أسود قد سعی به عند السلطان (ابن الزیات، 97). ویقال أیضاً إن فقهاء بلاده قد سعوا به إلیه (ابن الأبار، ن.ص). ویبدو أن السلطان خاف منه وتوهم أن یخرج علیه وذلك لما كثر أتباعه وازدحم الناس علیه یسمعون كلامه ومواعظه، فأمر بإشخاصه إلی مراكش (الذهبي، 20/112-113؛ الیافعي، 3/267؛ الجامي، 530)، كما أُشخص في نفس الوقت إلی مراكش أیضاً محمد بن الحسین المیورقي من غرناطة وأبو الحكم ابن برّجان من إشبیلیة (ابن الأبار، ن.ص).

وهناك اختلاف حول وفاته؛ فأورد ابن الزیات أنه عندما وصل إلی مراكش غیّر السلطان رأیه فیه وأقبل علیه وأكرمه وإذن له بالذهاب أنّی شاء بناءً علی طلبه، إلا أن القاضي ابن أسود دس له السم بالباذنجان فقتله، فلما علم السلطان بذلك بعث ابن أسود إلی السوس الأقصی وأمر أن یسقی السم (ص 98)، هذا في حین یری البعض أنه توفي قبل وصوله إلی مراكش أو بعد وصوله إلیها، دون الإشارة إلی وفاته بالسم (الیافعي، الجامي، ن.ص). ویری تلمیذه المقرب لدیه أبو عبد الله الغزّال أن وفاته كانت في میناء سبتة عن مرض ألمّ به وقبل انطلاقه إلی مراكش (ظ: ابن الأبار، المعجم، 20؛ آسین پلاثیوس، 7). وهناك من قال بأن السلطان المرابطي المراكشي قتله سراً (الذهبي، 2/113).

وعلی أي حال، ربما یرجع قلق السلطان المراكشي من اشتهار ابن العریف وجماهیریته المطردة إلی العلاقة التي كانت قائمة بینه وبین «المریدین» الذین ثاروا ضد المرابطین في مراكش (ظ: ابن الخطیب، أعمال الأعلام، 248-249). وجزم بعض المحققین في تأثیر دعوة ابن العریف وطریقته الصوفیة علی ثورة المریدین ضد المرابطین بزعامة ابن قسي (جنثالث پالنثیا، 371). دفن ابن العریف بقرب الجامع القدیم في روضة القاضي موسی بن أحمد الصنهاجي بمراكش (السلاوي، 2/76)؛ وقال المقري التلمساني إنه زار قبره بمراكش سنة 1010هـ/1601م، وهو ممن یُتبرك به في تلك الدیار ویستسقی به الغیث (3/229-230).

 

آثاره

أما مصنفاته ومؤلفاته فقد قیل إنه أغرقها في البحر خشیة من سلطان مراكش عندما احتُمِل إلیه (الذهبي، 20/113)، والآثار التي وصلتنا منه هي:

1. محاسن المجالس، طبع هذا الكتاب في باریس عام 1933م مع ترجمته الفرنسیة، ودراسة ومقدمة في ترجمة ابن العریف بتحقیق آسین پلاثیوس. ویذكر جنثالث پالنثیا (ص 369) أن ابن العریف بین فیه أصول طریقة صوفیة جدیدة كان لها أثر ظاهر في طریقة الشاذلیة، وبصورة أوضح في طریقة ابن عباد الرُّندي. وشرح ابن دهاق المفكر والعارف الأندلسي المعروف هذا الكتاب (ظ: ابن الخطیب، الإحاطة، 1/334)، كما تُرجم محاسن المجالس إلی الإنجلیزیة.

2. من رسائل ابن العریف إلی أصحاب ثورة المریدین في الأندلس، نشر نویا الیسوعي هذه الرسالة في مجلة الأبحاث، ج 27 (1978-1979م) ببیروت.

3. مقطوعات من الشعر الصوفي لابن العریف، مبعثرة في مؤلفات الضبي (ص 155)، وابن الزیات (ص 97، 99-101)، وابن خلكان (1/169)، وابن الأبار (المتقضب، 70)، والمقري (3/229، 4/319، 5/597)، توجد مجموعة منها في مكتبة برلین (آلوارت، رقم 7685).

4. نسخة من رسالة عنوانها محاسن الكلام، توجد في خزائن كتب الأوقاف ببغداد (طلس، 294).

كما نسب إلیه ابن عباد الرندي (1/73) كتاباً یدعی مفتاح السعادة ومنهاج سلوك طریق الإرادة. وأشار حاجي خلیفة إلی كتاب له یدعی المجالس في الحدیث (2/1591)، والبغدادي إلی كتاب آخر یدعی مطالع الأنوار ومنابع الأسرار (هدیة، 1/83، إیضاح، 2/497).

 

المصادر

ابن الأبار، محمد، المعجم، مدرید، 1885م؛ م.ن، المقتضب، تقـ: إبراهیم الأبیاري، بیروت، 1403هـ/1983م؛ ابن بشكوال، خلف، الصلة، القاهرة، 1966م؛ ابن الخطیب، محمد، الإحاطة في أخبار غرناطة، تقـ: محمد عبد الله عنان، القاهرة، 1375هـ/1955م؛ م.ن، أعمال الأعلام، تقـ: لیفي بروفنسال، بیروت، 1956م؛ ابن خلكان، وفیات؛ ابن الزیات، یوسف، التشوف إلی رجال التصوف، تقـ: أدولف فور، الرباط، 1958م؛ ابن عباد الرندي، محمد، غیث المواهب العلیة في شرح الحكم العطائیة، تقـ: عبد الحلیم محمود ومحمود بن الشریف، القاهرة، 1380هـ؛ ابن عربي، محمد، الفتوحات المكیة، القاهرة، 1392هـ/1972م؛ البغدادي؛ إیضاح؛ م.ن، هدیة؛ الجامي، عبد الرحمن، نفحات الأنس، تقـ: مهدي توحیدي‌پور، طهران، 1336ش؛ جنثالث پالنثیا، آنخل، تاریخ الفكر الأندلسي، تجـ: حسین مؤنس، القاهرة، 1955م؛ حاجي خلیفة، كشف؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط ومحمد نعیم العرقسوسي، بیروت، 1405هـ/ 1985م؛ السلاوي، أحمد، الاستقصاء، تقـ: جعفر الناصري ومحمد الناصري، القاهرة، 1954م؛ الضبي، أحمد، بغیة الملتمس، مدرید، 1884م؛ طلس، محمد أسعد، الكشاف عن مخطوطات خزائن كتب الأوقاف، بغداد، 1372هـ/1953م؛ المقري التلمساني، أحمد، نفح الطیب، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1388هـ/1968م؛ الیافعي، عبد الله، مرآة الجنان، حیدرآباد الدكن، 1338هـ؛ وأیضاً:

Ahlwardt; Asin Palacios, Miguel, introd. And tr. Mahāsin al- Majālis d’Ibn al-‘Arif, Paris, 1933.

حسین لاشيء/ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: