ابن عزوز
cgietitle
1442/11/24 ۱۴:۱۸:۵۴
https://cgie.org.ir/ar/article/234024
1446/10/21 ۲۱:۲۱:۰۴
نشرت
3
اِبْنُ عَزّوز، محمد المكي بن مصطفی بن محمد الحسني الإدریسي (1270-1334هـ/1854-1916م)، عالم مالكي متبحر في عدة علوم، یتصل نسبه بالحسن المثنَّی ابن الإمام الحسن المجتبی(ع)، ولهذا عُرف بالحسني (التونسي، 13). ولد ببلدة نفطة من أعمال تونس (الكتاني، 2/229). وكانت نفطة وتَوزَر یومئذ من مراكز العلم والأدب المهمة في شمال إفریقیة حتی اشتهرتا باسم الكوفة والبصرة (التونسي، 11). نشأ ابن عزوز في مثل هذا الوسط وتحت إشراف والده الذي كان من مشاهیر العلم والأدب في تلك البلاد (م.ن، 10، 11، 13، 29؛ مخلوف، 423). قرأ في مسقط رأسه مختلف العلوم علی أساتذة مثل محمد بن عبد الرحمن التازري وهو ابن عمه (التونسي، 14).
ثم قدم مدینة تونس وتصدّی للتدریس بجامع الزیتونة وأخذ في نفس الوقت عن أعیان أعلامه كمحمد الشاذلي بن صالح وأحمد بن الخوجة ومحمد النجار وغیرهم (م.ن، 11، 14؛ مخلوف، ن.ص). ثم سافر إلی الجزائر واتصل هناك بعلمائها كمحمد بن أبي القاسم – وهو شیخ صوفي معروف – وأخذ عنهم. ثم رجع إلی تونس وكان في جامع الزیتونة مشتركاً بین الطلبة والتدریس (التونسي، 11). وفي 1295هـ (ظ: م.ن، 22) ولي بلا طلب منه الإفتاء بنفطة (الكتاني، 2/229-230؛ التونسي، 11) ثم قضاءها (م.ن، 23) فأقام علی القضاء إلی سنة 1298هـ، ورجع بعد ذلك، إلی تونس فانتصب للتدریس في جامع الزیتونة (م.ن، 11-12). وفي 1316هـ هاجر ابن عزوز إلی الشرق (م.ن، 15) وأقام مدة في بنغازي ومصر والحجاز والشام (مخلوف، ن.ص).
وفي 1331هـ (ظ: التونسي، 12) رحل ابن عزوز إلی عاصمة الدولة العثمانیة واستقر باستانبول، وقد نقل معه خزانة كتبه كلها متكلفاً في ذلك المشاق (مخلوف، ن.ص؛ الكتاني، 2/230؛ التونسي، 12، 15). وكان في الآستانة موضع إكرام وإجلال رجال الدولة، كما حظي لدی السلطان عبد الحمید بمنزلة خاصة، درس ابن عزوز اللغة التركیة حتی أتقنها وبرع فیها، وأخذ یدرّس حتی آخر حیاته الحدیث وتفسیر القرآن في دار الفنون (دار الخیر السابقة)، ومدرسة الوعاظ باللغتین العربیة والتركیة (التونسي، 15).
أورد الكتاني أن شیوخ ابن عزوز یقرب عددهم من الثمانین وذكر بعضهم (2/231). وله رسائل في مختلف المجالات كالفقه والتصوف والهندسة والهیئة وغیرها تكشف عن براعته في الأدب العربي. وتتسم آثاره فضلاً عن مضمونها العلمي بالجمال الأدبي أیضاً حیث إن أسلوبها یلفت نظر القارئ قبل محتواها، ویتجلی هذا بوضوح في خطبته التي أوردها في مطلع رسالة عقیدة الإسلام التي أثنی فیها علی الله سبحانه (ص 78-79).
وتمیز ابن عزوز أیضاً بذوق شعري، وله مدائح ومرات، فضلاً عن أنه نظم بعض آثاره الفقهیة والتفسیریة. ومن النقاط التي تلفت النظر في مقالاته وشعره، شكواه من الظلم الذي لحق بالدین وابتعاد الناس في عصره عن أحكام الإسلام والقرآن (ص 105-106؛ التونسي، 16). كان یحترم المتصوفة ولاسیما أتباع الطریقة الخلوتیة، إلا أنه – علی العكس مما ذهب إلیه البعض – لایری نفسه منهم (ظ: ص 116-117). توفي ابن عزوز في الآستانة (الكتاني، 2/230)، ودفن بمقبرة یحیی أفندي (التونسي، 18).
ذكر له التونسي 94 أثراً (ص 425-429). طبع بعض تلك الآثار بدمشق في مجلد واحد بعنوان رسائل ابن عزوز بتحقیق علي الرضا التونسي في 1404هـ/1984م. وسبق أن طُبع عدد منها بشكل مستقل. كما طبعت له بالآستانة عام 1330هـ رسالة عمدة الأثبات في رجال الحدیث.
ابن عزّوز، محمد المكي، رسائل ابن عزوز، تقـ: علي الرضا التونسي، دمشق، 1404هـ/1984م؛ التونسي، علي الرضا، مقدمة رسائل ابن عزوز (ظ: همـ، ابن عزوز)؛ الكتاني، عبد الحي، فهرس الفهارس والأثبات، فاس، 1347هـ؛ مخلوف، محمد، شجرة النور الزكیة، بیروت، 1350هـ.
مهدي سلماسي/ت.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode