اِبن عَرَفَة، أبو عبد الله محمد بن محمد الوَرغَمي (716-803هـ/ 1316-1401م)، فقیه مالكي عاش بتونس في عهد بني حفص. یری بعضهم أن ولادته كانت في 717هـ (ابن القاضي المكناسي، 2/283). ولد في تونس (السیوطي، 1/229)، وبدأ دراسته فیها، فقرأ الفقه علی أبي عبد الله محمد بن عبد السلام وأبي عبد الله محمد بن هارون ومحمد ابن حسین الزبیدي وأبي عبد الله الأُبُلّي، وسمع صحیح البخاري وصحیح مسلم علی أبي عبد الله محمد بن جابر الوادي آشي وأجازه، وقرأ القرآن علی محمد بن محمد بن سلمة الأنصاري (ابن فرحون، 2/331). وأورد السخاوي (9/240) فهرساً لمشایخه. وقد بالغ ابن فرحون كما یبدو في حدیثه عن ابن عرفه لما كان له من نفوذ كبیر في البلاط التونسي، فیری أنه تفرد بشیخوخة العلم والفتوی في المذهب (2/331-332). وذكر السیوطي أنه المبعوث علی رأس المائة 8هـ/14م (ظ: بابا التنبكتي، 274).

أدت شهرته العلمیة إلی أن یتقاطر إلیه الباحثون من الشرق والغرب للأخذ عنه، حتی قیل: قلّ بتونس من لم یأخذ عنه من عالم وقاض (ابن فرحون، 2/332؛ بابا التنبكتي، 279). ومن تلامذته المعروفین ابن قنفذ الذي صرح (ص 380) أنه درس علیه بجامع الزیتونة في 777هـ/1375م. ویقول ابن حجر أیضاً إن ابن عرفة أجاره روایة الحدیث لما كان الأخیر في مكة (4/337). وكان له تلامذة ورواة آخرون (ظ: ابن قاضي شهبة، 3/84؛ بابا التنبكتي، ن.ص؛ ابن مریم، 200-201). ولي في 750 أو 756هـ الإمامة بجامع الزیتونة، وعین خطیباً فیه عام 772هـ، فقام بالخطبة والإفتاء (بابا التنبكتي، 274، 277؛ ابن قنفذ، ن.ص).

ولما حج ابن عرفة في 792هـ/1390م، أكرمه الملك الظاهر بمصر (ابن فرحون، 2/332-333). ویقول ابن الجزري (2/243) إنه اجتمع به في تلك السنة بالقاهرة، وقد رافقه في حجي ابن حجر، وعاد معه إلی القاهرة وأجازه ابن عرفة مع ابنه، ومن المحتمل إنه ذهب إلی الإسكندریة أیضاً (ظ: الوزیر السراج، 1(3)/578). وفي 793هـ عاد إلی تونس (ابن الجزري، ن.ص) وتوفي فیها بعد 10 سنوات (الوزیر السراج، 1(3)/582).

ومما یثیر الاهتمام حول ابن عرفة معارضته الشدیدة لابن خلدون، ویذكر هذا أن سبب ذلك ظهوره علیه في العلم (ص 249-362). وقد بالغ ابن عرفة في معارضته هذه وأصر علیها فسعی مع معارضي ابن خلدون الآخرین في تألیب السلطان علیه، فلم ینجحوا (ن.ص).

جمع الوزیر السراج بعض أقواله الفقهیة في الحلل السندسیة (1(3)/597، 605، 606، 610). وكان ینظم الشعر أحیاناً وقد روی أبیاتاً له كل من السخاوي (9/242) والداودي (2/239) وابن القاضي المكناسي (2/281-283) وبابا التنبكتي (ص 275، 279).

آثاره

ألف- المطبوعة

1. الحدود الفقهیة، شرح هذه الرسالة محمد بن قاسم الرضاع ونشرت باسم الهدایة الكافیة الشافیة لبیان حقائق ابن عرفة الوافیة بفاس في 1317هـ والقاهرة في 1319هـ؛ 2. المختصر الكبیر، في الفقه المالكي، أتم تألیفه في 786هـ (بابا التنبكتي، 277؛ الزركلي، 7/43). وذكر الزركلي أنه طبع (ن.ص). منه ثلاث مخطوطات بالأرقام 375، 376 و377 في خزانة القرویین بفاس (الفاسي، 1/369-372).

ب- المخطوطة

1. الشامل، ویبدو أنه نفس المختصر الشامل في أصول الدین ومختصر في علم الكلام. منه مخطوطات في خزانة القرویین بفاس (الفاسي، 2/372-373) وفي دار الكتب بمصر (سید، المخطوطات، 2/2) ومكتبة عاطف أفندي بإستانبول (م.ن، فهرس…، 1/138)؛ 2. الطرق الواضحة في عمل المناصحة، منه مخطوطة في مكتبة غوتا (پرچ، رقم 1124؛ للاطلاع عی مخطوطاته الأخری، ظ: GAL, S, II/347; GAL, II/319).

المصادر

ابن الجزري، محمد، غایة النهایة، تقـ: ج. برجستراسر، القاهرة، 1352هـ/1933م؛ ابن حجر، أحمد، إنباء الغمر، حیدرآباد الدكن، 1390هـ/1970م؛ ابن خلدون، التعریف، بیروت، 1979م؛ ابن فرحون، إبراهیم، الدیباج المذهب، تقـ: محمد الأحمدي أبو النور، القاهرة، 1974م؛ ابن قاضي شهبة، أبو بكر، طبقات الشافعیة، تقـ: عبد العلیم خان، حیدرآباد الدكن، 1398هـ/1978م؛ ابن القاضي المكناسي، أحمد، درة الحجال، تقـ: محمد الأحمدي أبو النور، القاهرة، 1972م؛ ابن قنفذ، أحمد، الوفیات، تقـ: عادل نویهض، بیروت، 1983م؛ ابن مریم، محمد، البستان، تقـ: محمد بن أبي شنب، الجزائر، 1326هـ/1908م؛ بابا التنبكتي، أحمد، «نیل الابتهاج»، في حاشیة الدیباج المذهب، القاهرة، 1351هـ؛ الداودي، محمد، طبقات المفسرین، بیروت، 1983م؛ الزركلي، الأعلام؛ السخاوي، محمد، الضوء اللامع، القاهرة، 1355هـ؛ سید، المخطوطات؛ م.ن، فهرس المخطوطات المصورة، القاهرة، 1954م؛ السیوطي، بغیة الوعاة، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1384هـ؛ الفاسي، محمد العابد، فهرس مخطوطات خزانة القرویین، الدار البیضاء، 1399هـ/1979م؛ الوزیر السراج، محمد، الحلل السندسیة، تقـ: محمد الحیبی الهیلة، تونس، 1970م؛ وأیضاً:

GAL; GAL, S; Pertsch.

علي رفیعي/ن.