الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادیان و التصوف / ابن عاشور /

فهرس الموضوعات

ابن عاشور

ابن عاشور

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/21 ۲۳:۲۳:۲۴ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ عاشور، كنیة عدد من أفراد أسرة مالكیة المذهب ظهر منها علماء وقضاة تولوا بعض المناصب بتونس بین القرنین ۱۱-۱۴هـ/۱۷-۲۰م. وتنتسب هذه الأسرة إلی الإدریسیین الحسینیین من أشراف المغرب، غادروا موطنهم الأصلي مراكش إلی إسبانیا وأقاموا مدة فیها ثم ما لبث جد هذه الأسرة الأكبر عاشور أن نزح من إسبانیا في ۱۰۳۰هـ/۱۶۲۱م لما نال من أذی بسبب دینه، ورحل إلی المغرب واستوطن مدینة سلا، ثم توزعت هذه الأسرة فرعین، بقي أحدهما في المغرب الأقصی (سلا والرباط)، وانتقل الثاني إلی تونس، وللفرع الأخیر أهمیة كبری في التصوف والفقه ونیل المناصب الشرعیة بتونس (ظ: EI2؛ البستاني، ۳/۳۲۷؛ محفوظ، ۳/۳۰۰). أشهر أفراد أسرة ابن عاشور:

 

۱. محمد بن عاشور (۱۰۳۰-۱۱۱۰هـ/ ۱۶۲۱-۱۶۹۸م)

 صوفي وفقیه. ولد في سلا بعد نزوح والده من الأندلس إلی مراكش (ابن أبي الضیاف، ۲/۸۹). لاتتیسر معلومات دقیقة عن حیاته وأساتذته سوی أن محمد الكجَیري أدخله حلقة التصوف بمراكش، ثم هاجر إلی تونس في ۱۰۵۵هـ/ ۱۶۴۵م، وفي حدود الـ ۳۰ من عمره توجه إلی مكة لأداء فریضة الحج، وأقام في تونس نهائیاً بعد عودته. وهنا تأثر بعلي الزواوي أحد زعماء الصوفیة تأثراً شدیداً، ثم ما لبث بعد وفاته أن خلفه فصار شیخ الطریقة، واستقر في زاویة ورثها عن شیخه، ثم عرفت باسمه. وأخیراً سار علی الطریقة الشاذلیة، وكان یرفض المناصب الحكومیة ویؤثر التقشف، وأسس الزوایا في تونس وغیرها حتی توفي ودفن في زاویة أستاذه الزواوي، وقد تقلّد بعض أولاده وأحفاده المناصب السامیة بعده (البستاني، ن.ص).

 

۲. عبد القادر محمد بن عاشور

صوفي، لاتتوفر معلومات عن دقائق حیاته، وقیل إنه صار شیخ الطریقة، بعد وفاة والده، وكان عكس والده یعیش في رفاهیة نسبیة ومع ذلك فقد كان یتمتع بنفوذ كأبیه ویبادر إلی زیارته الدراویش من الهند وغیرها من بلاد الشرق. وتعود أهمیة هذه الأسرة العلمیة بتونس إلی أبناء حفید عبد القادر، وهم ثلاثة أخوة باسم أحمد ومحمد (حمدة) ومحمد الطاهر، وكان أقلهم أهمیة أحمد بن محمد ابن محمد الشاذلي بن عبد القادر (تـ ۱۲۵۵هـ/۱۸۳۹م) الذي كان یدرس النحو والفقه في جامع الزیتونة (EI2).

 

۳. محمد بن محمد بن محمد الشاذلي بن عبد القادر

المعروف بحمدة (تـ صفر ۱۲۶۵/ كانون الثاني ۱۸۴۹)، فقیه وأصولي. لاتتوفر معلومات عن تاریخ ولادته ودراسته، ولكننا نعلم أنه كان یدرس في جامع الزیتونة وزاویة جده بباب المنارة (أحد أبواب تونس)، وتخرج به جماعة منهم أخوه محمد الطاهر (محفوظ، ۳/۲۹۹؛ قا: مخلوف، ۳۹۲). وكان كجده یرفض المناصب الحكومیة، وقد حدث أن ولي قاضیاً للعسكر فرفض. توفي بتونس، ودفن في زاویة علي الزواوي (EI2؛ محفوظ، ن.ص). له: حاشیة علی شرح المحلی علی جمع الجوامع للسبكي في أصول الفقه (محفوظ، ن.ص).

 

۴. محمد الطاهر بن محمد بن محمد الشاذلي بن عبد القادر (۱۲۳۰-۲۱ ذو الحجة ۱۲۸۴هـ/۱۸۱۵-۱۴ نیسان ۱۸۶۸م)

أدیب وقاض ومفت مالكي ونقیب الأشراف. توفي والده وهو صغیر فتعهد أخوه محمد حمدة بالتربیة والتعلیم. قرأ بجامع الزیتونة فأخذ عن علمائه كأخیه محمد وابن ملوكة ومحمد بیرم الثالث ومحمد بن معاویة وإبراهیم الریاحي وغیرهم. وبرع في الأصول والفروع حتی قیل إنه «في العلوم العقلیة أحسن منه في الفقه»، فتدارك هذا النقص بالانقطاع إلی الفقه، وجری مع فحول الفقهاء، وكان یحذو فیه حذو أبي الفداء إسماعیل التمیمي، فلایذكر فقهاً إلا بدلیله (محلوف، ن.ص؛ محفوظ، ۳/۳۰۰-۳۰۱؛ عبد الوهاب، ۲۱۸). وبعد إتمام دراسته درّس البلاغة وشرح المحلی بجامع الزیتونة في ۱۲۵۹هـ (البستاني، ن.ص؛ محفوظ، ۳/۳۰۰)، وأخذ عنه كثیرون منهم الوزیر محمد بوعتور والوزیر یوسف جعیط وأحمد بن الخوجة وسالم بوحاجب و محمد النجار ومحمد بیرم الخامس (مخلوف، ن.ص؛ محفوظ، ۳/۳۰۲)، وذاع صیته فرام المشیر أحمد باشاباي تقدیمه لخطة القضاء، وهو لمّا یبلغ الـ ۳۷ من عمره، وقلد في ۱۲۶۷هـ منصب قاضي القضاة بتونس (البستاني، ن.ص؛ محفوظ، ۳/۳۰۰، ۳۰۲). وفي دولة المشیر محمد الصادق باي اعتزل منصب قاضي القضاة وتقلد الإفتاء ونقابة الأشراف حتی وفاته (EI2؛ عبد الوهاب، ن.ص؛ قا: محفوظ، ۳/۳۰۱).

وكان لمحمد الطاهر أملاك كثیرة ودخل كبیر من أوقاف أسرته ودخل من وظائفه، فأنه هذا علی شراء الكتب العلمیة النادرة، حتی إنه لم یجد كتاباً في تونس فاستجلبه من إستانبول، وعاش عكس أخیه محمد حمدة في رفاهیة (محفوظ، ۳/۳۰۱-۳۰۲). دفن في زاویة علي الزواوي أیضاً (EI2).

 

آثاره

له مؤلفات كثیرة منها شفاء القلب الجریح بشرح بردة المدیح، طبع في مصر (۱۲۹۶هـ)، وهدیة الأریب إلی أصدق حبیب، وهو حاشیة علی قطر الندی لابن هشام، طبع بمصر في تلك السنة أیضاً، وكان كتاباً مدرسیاً في مدرسة الزیتونة بتونس إلی إصلاح النظام الدراسي في ۱۹۵۸م (محفوظ، ۳/۳۰۳؛ EI2). وردت له في المصادر قصائد وأبیات في الحماسة وغیرها (ظ: عبد الوهاب، ۲۶۹-۲۷۰)، كما جمع محمد السنوسي شعره في مجمع الدواوین التونسیة، توجد نسخة منه في المدرسة الخلدونیة بتونس (البستاني، ن.ص)، وله أیضاً: حاشیة علی شرح العصام لرسالة البیان، في البلاغة؛ حاشیة علی شرح المحلی لجمع الجوامع، في أصول الفقه، لم یتم؛ الغیث الإفریقي، وهو تقایید علی حاشیة عبد الحكیم السیالكوتي علی المطول، في البلاغة، لم یتم، توجد نسخ منه في مكتبة الزیتونة بتونس (ن.ص؛ محفوظ، ن.ص؛ البغدادي، ۲/۳۷۸). ومؤلفاته الأخری هي: كنش في الفقه؛ تعلیقات علی ما أقرأه من صحیح مسلم؛ تقاریر علی حاشیة الصبان علی الأشموني، لم یتم؛ حاشیة علی شرح ابن سعد الحجري علی الأشموني، جمعه تلمیذه أحمد كریم (مخلوف، محفوظ، ن.ص).

وكان حفیده والذي اسمه محمد الطاهر أیضاً (۱۲۹۶-۱۳۹۳هـ/ ۱۸۷۹-۱۹۷۳م) وابن هذا الحفید محمد الفاضل ۱۳۲۷-۱۳۹۰هـ/ ۱۹۰۹-۱۹۷۰م)، كلاهما كاتبین ومن رجال العلم والسیاسة بتونس (للاطلاع علی ترجمتهما، ظ: محفوظ، ۳/۳۰۴-۳۱۴؛ الزمرلي، ۳۴۹-۳۵۴، ۳۶۱-۳۶۷؛ الحركة الأدبیة والفكریة، ۷-۱۸).

 

المصادر

ابن أبي الضیاف، أحمد، إتحاف أهل الزمان، تونس، ۱۳۱۹هـ؛ البستاني؛ البغدادي، هدیة؛ الحركة الأدبیة والفكریة في تونس (محاضرات الشیخ محمد الفاضل بن عاشور)، تونس، ۱۹۷۲م؛ الزمرلي، صادق، أعلام تونسیون، تجـ: حمادي الساحلي، بیروت، ۱۹۸۶م؛ عبد الوهاب، حسن حسني، مجمل تاریخ الأدب التونسي، تونس، ۱۹۶۸م؛ محفوظ، محمد، تراجم المؤلفین التونسیین، بیروت، ۱۹۸۴م؛ مخلوف، محمد، شجرة النور الزكیة، بیروت، ۱۳۵۰هـ؛ وأیضاً:

EI2.

علي رفیعي/ ن.