اِبْنُ عائشَة، إبراهیم بن محمد بن عبد الوهاب بن إبراهیم الإمام (تـ 210هـ/825م)، من أصحاب إبراهیم بن المهدي – شقیق هارون الرشید – وقد شارك في الثورة ضد الخلیفة العباسي المأمون (تـ 218هـ/ 833م). عرف بابن عائشة نسبة إلی جدته عائشة بنت سلیمان بن علي (ابن حبیب، المحبر، 489)، وكان من شجعان قریش (م.ن، المنمق، 530). لاتتیسر معلومات عن حیاته وسنة ولادته، ویقول ابن أبي طاهر في حدیثه عنه وعن أصحابه إنهم دسّوا في لیلة السبت للیلة بقیت من جمادی الأولی أو الجمعة الرابع من رجب 210 مَن أحرق سوق العطارین والصیارفة والصفارین والفرائین (ص 98-99). ویذكر الیعقوبي من أصحاب ابن عائشة مالك بن شاهي النفري من أهل السواد ومحمد بن إبراهیم الإفریقي وأنهم دونوا الدواوین وأثبتوا أسماء الرجال وسمّوا العمال (2/459).

وفي 6 صفر 210 ظفر المأمون بابن عائشة وأصحابه وبعد 3 أیام من التعذیب وحبسهم في المطبق، ضُرب مالك بن شاهي وأصحابه، فكتبوا للمأمون أسماء أصحابهم، وأنهم قصدوا قطع الجسر إذا خرج الجند تلقي نصر بن شبث (ابن أبي طاهر، 97-98؛ ابن الأثیر، 6/391).

ولما كان ابن عائشة وأصحابه في السجن كما یقول الیعقوبي بلغ المأمون أنهم تنصّروا وشدوا الزنانیر في أوساطهم والصلب في أعناقهم (2/459)، وأنهم یریدون أن یشغبوا وینقبوا السجن (ابن أبي طاهر، 98)، وكانوا قبل ذلك بیوم قد سدّوا باب السجن ولم یدعوا أحداً یدخل علیهم، فبلغ ذلك المأمون الذي شق علیه الأمر فحضر بنفسه ودعا بالذین شغبوا وضرب عنق ابن عائشة أولاً، ثم الإفریقي وفرج البغواري، وأمر بصلبهم علی الجسر الأسفل (ابن أبي طاهر، الیعقوبي، ن.ص).

ولما كان من غد (بعد 3 أیام، الیعقوبي، ن.ص) أُنزل ابن عائشة ودفن في مقابر قریش ببغداد، كما دفن الإفریقي في الخیزران (ابن أبي طاهر، ن.ص؛ الطبري، 8/602-604)، ویذكر المسعودي أنه أول عباسي صلب (3/448).

المصادر

ابن أبي طاهر طیفور، أحمد، كتاب بغداد، تقـ: عزت العطار الحسیني، بغداد، 1368هـ/1949م؛ ابن الأثیر، الكامل؛ ابن حبیب البغدادي، محمد، المحبر، حیدرآباد الدكن، 1361هـ/1942م؛ م.ن، المنمق، تقـ: أحمد فاروق، حیدرآبادالدكن، 1384هـ/ 1964م؛ الطبري، تاریخ؛ المسعودي، علي، مروج الذهب، بیروت، 1385هـ/1965م؛ الیعقوبي، أحمد، تاریخ، بیروت، دار صادر.

علي ‌رضا علاء الدیني/ ن.