الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن الصیرفي، أبوالقاسم /

فهرس الموضوعات

ابن الصیرفي، أبوالقاسم

ابن الصیرفي، أبوالقاسم

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/21 ۰۷:۴۱:۳۵ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ الصَّیرَفيّ، أبو القاسم علي بن مُنجِب، الملقّب بتاج الرئاسة (463- صفر 542هـ/1071-1147م)، أدیب ومؤرخ وكاتب وصاحب دیوان الرسائل عاش في عهد الفاطمیین بمصر. كان أبوه صیرفیاً ولهذا عُرف بابن الصیرفي وأشاح عن مهنة والده منذ الصغر ونزع نحو الكتابة حتی برع فیها كجده (قصاب، «ج»). وعندما اشتهر ذكره وعلا شأنه، اشتغل بكتابة الجیش والخراج مدة (یاقوت، 15/79). ثم أخذ صناعة الترسل عن أبي العلاء صاعد بن مفرج صاحب دیوان الجیش (قصاب، «ج– د»)، ثم استخدمه أحمد بن بدر الجمالي، المعروف بالملك الأفضل وزیر المستعلي، في دیوان المكاتبات، ونقله في 495هـ إلی دیوان الإنشاء. وسرعان ما أضحی موضع اعتماده، حتی أراد أن یعزل ابن أبي أسامة عن دیوان الإنشاء ویُفرد ابن الصیرفي به، ثم أضرب عن ذلك بعد استشارة بعض خواصه (یاقوت، ن.ص؛ قا: فروخ، 3/308). وبعد وفاة ابن أبي أسامة في 522هـ، أصبح في خدمة ولده وخلیفته أبي المكارم. فلما توفي أبو المكارم تولّی دیوان الإنشاء، ثم بقي فیه إلی أن مات (فروخ، ن.ص). ویُفهم من بعض آثاره أن علاقته بالملك الأفضل قد توترت فاضطر إلی ترك دیوان الإنشاء، لكن الرسائل الاعتذاریة التي اتسمت بالبلاغة والرقة ألانت قلب الوزیر فأعاده إلی منصبه (ابن الصیرفي، الأفضلیات، 3، 29، 183؛ قصاب، «د»). ولم یكن اعتزاله المؤقت عن دیوان الإنشاء خالیاً من الفائدة، فقد انتهز الفرصة لكتابة مجموعة رسائله التي عرفت فیما بعد بالأفضلیات.

تجلّی ذوق ابن الصیرفي وموهبته في أربعة مجالات: إدارة الدیوان والتاریخ والكتابة والشعر، والمصنفات التي خلفها علی هذه الأصعدة مفیدة جداً. ویزعم أن قانون دیوان الرسائل الذي صنفه یعد أول أثر في هذا الباب، كما یقول بأن الآخرین صنفوا في الشعر وكتابة الخراج والجیش كتباً كثیرة، وأهملوا الكلام في دیوان الإنشاء أو كتابة حضرة الملك، ولهذا بادر إلی تألیف هذا الكتاب (ظ: كامل حسین، 346، نقلاً عن قانون دیوان الرسائل). ولانعرف مدی صحة هذا الكلام، ذلك لأن المقریزي أشار بعد 300 عام إلی أن العلماء أفردوا في كتابة الخراج والإنشاء عدة مصنفات، إلا أنه لم یُر أحد جمع شیئاً في كتابة الجیوش والعساكر (2/33؛ ویت، 185)، وهناك عدد كبیر من كتب الفهارس التي صنّفت في الكتابة. وبهذا یمكن أن یصح ادعاء ابن الصیرفي كونه تحدث بشكل لم یسبقه إلیه أحد عن الأحوال التي یجب أن یكون علیها رئیس دیوان الإنشاء ومعاونوه من الكتّاب، والعلوم التي یجب أن یتقنوها، والصفات التي یجب أن یتسموا بها، بشكل خاص عن نظام الدیوان الإداري؛ قلما أشارت الكتب التي صنفت في هذا المضمار إلی هذه النقاط.

ویتجلی فنه بكتابة التاریخ في كتاب الإشارة، فهو تاریخ من ولي الوزارة في عهد الدولة الفاطمیة، أورد فیه اسم كل وزیر وتاریخ تولیته وما لقّب به وما تمّ على یدیه من أعمال، وقد جعل منه أحد المصادر التاریخیة القیمة.

قیل إن دیوان رسائله یزید علی أربعة مجلدات (یاقوت، 15/81). وتعد هذه الرسائل مع كتاب الأفضلیات نماذج بدیعة من نثر القرنین 5 و6هـ في تاریخ الأدب بمصر، غیر أن الأفضلیات التي كتبت في باب الاعتذار، أكثر تعبیراً من الرسائل عن عواطفه وخلجات نفسه.

وكان ابن الصیرفي ینظم الشعر أیضاً، ولم یصلنا من شعره سوی عدة مقطوعات جاءت في معجم الأدباء (یاقوت، 15/80-81)، وفي الأفضلیات (ص 34، 197-209). وبالمقابل فقد أعد مجموعة شعریة تدعی المختار من شعر شعراء الأندلس، وتعد من مصادر الشعر الأندلسي المهمة حالیاً. ویوضح في مقدمة هذه المجموعة سبب الإقبال علی الشعر الأندلسي بأنه وقف علی أن للعصریین من شعراء الأندلس ما لاعذر في جحد إحسانه، ولاحجة في ترك استحسانه، فرأی أن یعلّق في هذا الجزء ما تیسر (ص 108).

 

آثاره المطبوعة

1. الأفضلیات، وتشتمل علی 7 رسائل هي العفو ورد المظالم ولُمَح المُلَح ومنائح القرائح ومناجات شهر رمضان وعقائل الفضائل والتدلّي علی التسلّي. طبع هذا الكتاب بدمشق في 1982م بتحقیق ولید قصاب و عبد العزیز المانع؛ 2. الإشارة إلی من نال الوزارة، ویستعرض تاریخ وزراء العهد الفاطمي منذ ابن كِلّس إلی المأمون البطائحي، وقد ذكر ابن خلكان هذا الكتاب باسم أخبار وزراء مصر أیضاً، واعتمد علیه في شرح أخبار وزراء الفاطمیین (1/270). طبع بالقاهرة عام 1924م في «مجلة المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقیة»، المجلد 25، بتحقیق عبد الله مخلص، ثم أعید طبعه بشكل مستقل في بغداد عام 1964م؛ 3. قانون دیوان الرسائل، طبع لأول مرة في القاهرة عام 1905م بتحقیق علی بهجة، وترجمه ماسه إلی الفرنسیة ونُشر بالقاهرة عام 1914م في «مجلة المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقیة»، المجلد 11. بعنوان «قواعد الترسل»؛ 4. المختار من شعر شعراء الأندلس، وهو من المصادر الرئیسة التي اعتمدها عماد الدین الكاتب في تألیف خریدة القصر (قسم الأندلس). طبع عام 1975م في المجلد الرابع من مجلة المورد الصادرة في بغداد بتحقیق هلال ناجي، وعام 1977م في المغرب بتحقیق المحقق نفسه، وفي عمان (1406هـ/ 1985م) بتحقیق عبد الرزاق حسین؛ 5. المختار من شعر شعراء صقلیة، طبع دوماتیو ترجمته الفرنسیة عام 1935م؛ 6. رسائل في ملوك مصر، أو السجلات، مجموعة الرسائل التي كتبها طیلة عمله في الدیوان. طبع جمال‌ الدین الشیال جزءاً منها في مجموعة الوثائق الفاطمیة، كما یوجد جزء منها مبعثراً في مصنفات القلقشندي (8/237، 316-330) والصفدي (22/230-232).

وكتابه الوحید المخطوط هو اختیار الدرة الخطیرة في شعراء الجزیرة ممالیس هو في اختیار ابن الأغلب، منه نسخة في الأحمدیة بتونس برقم 4465 (ظ: منصور، 16-17). ونسبت إلیه كتب أخری وهي: 1. كتاب في السكر؛ 2. عمدة المحادثة؛ 3. كتاب استنزال الرحمة (یاقوت، 15/80)، ولعله نفس «رسالة العفو» (ظ: ابن الصیرفي، الأفضلیات، 3). وله اختیارات كثیرة من دواوین الشعراء كابن السرّاج وأبي العلاء المعري ومهیار (ظ: یاقوت، ن.ص؛ الصفدي، 22/229) وقد فُقدت جمیعها.

 

المصادر

ابن خلكان، وفیات؛ ابن الصیرفي، علي، الأفضلیات، تقـ: ولید قصاب وعبد العزیز المانع، دمشق 1403هـ/1982م؛ م.ن، «المختار من شعر شعراء الأندلس»، المورد، 1975م؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، بیروت، 1983م؛ فرّوخ، عمر، تاریخ الأدب العربي، بیروت، دار العلم للملابین؛ قصاب، ولید، مقدمة الأفضلیات (ظ: همـ، ابن الصیرفي)؛ القلضندي، أحمد، صبح الأعشی، القاهرة، 1963م؛ كامل حسین، محمد، في أدب مصر الفاطمیة، القاهرة، 1963م؛ المقریزي، أحمد، الخطط، تقـ: غاستون ویت، القاهرة، 1913م؛ منصور، عبدالحفیظ، فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدیة بتونس، بیروت، 1388هـ/1969م؛ ناجي، هلال، مقدمة «المختار من شعر شعراء الأندلس»، المورد، 1975م؛ یاقوت، الأدباء؛ وأیضاً:

Wiet, G., Addenda et corrigenda (vide; PB, ʾAl- Maqrīzī).

سیمین محقق/ ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: