ابن الصوري، رشیدالدین
cgietitle
1442/11/21 ۰۰:۰۰:۲۱
https://cgie.org.ir/ar/article/233825
1446/10/20 ۰۱:۴۵:۲۵
نشرت
3
اِبْنُ الصّوريّ، رشید الدين أبو منصور بن أبي الفضل بن علي الصوري (573- مطلع رجب 639هـ/1177-5 كانون الأول 1242م)، نباتي وطبیب. ولد في بیت عریق بصور ونشأ فیها (ابن أبي أصیبعة، 2/216، 218)، ومن المحتمل أنه ذهب في شبابه إلی دمشق وتعلّم الطب فیها علی موفق الدين عبد العزیز السلمي. وقرأ كتب هذا الفن علی موفق الدين عبد اللطیف بن یوسف البغدادي، وفاق فیه كثیراً من الأقران، ثم أقام عدة سنوات في القدس، وعمل طبیباً في مستشفی المدینة (ظ: لكلر، II/171). وتعرف فیها إلی أجل أساتذته في الأدویة المفرده أبي العباس الجیّاني (ابن أبي أصیبعة، 2/216). وربما كان لهذا أثر في تنمیة ذوق ابن الصوري في علم النبات (لكلر، ن.ص).
قرأ كتب دیسقوریدس وجالینوس وأحمد بن محمد الغافقي القرطبي (سارتون، II(2)/649)، وبذلك تعرف إلی طریقة أطباء الأندلس الذین كان أكثر اهتمامهم بالأدویة المفردة بتأثیر من دیسقوریدس. وربما بدأ أسفاره بعد هذا للتحقیق في النباتات، وكان یرافقه في رحلاته هذه حفیده علي بن یوسف التنوخي (أولمان، 340، 280). ولما كان الملك العادل أبوبكر أحمد الأیوبي متوجهاً إلی مصر في 612هـ/1215م استصحبه معه من القدس وصار منذ ذلك الحین في خدمته باعتباره طبیبه الخاص (ظ: GAL, S, I/898). ورافق ابن الصوري الأمیر الأیوبي في الحروب الصلیبیة بدمیاط، وساهم مساهمة فعالة في مداواة الجرحی. وبعد وفاة العادل (615هـ) خدم لولده الملك المعظم وحظي عنده ثم عند الناصر داود ونال مكانة سامیة (ابن أبي أصیبعة، ن.ص؛ الصفدي، 14/125). وفي هذه الفترة فوّضت إلیه رئاسة الطب بدمشق إلی أن توجه الملك الناصر إلی الكرك. فأقام هو في دمشق ودرّس الطب، وأتاح له ذلك الفرصة لتحریر كتابه في علم الأدویة باسم أدویة التریاق الكبیر، وكان قد أعد منه قسماً كبیراً في عهد الملك المعظم (ابن أبي أصیبعة، 2/217).
ومما یلفت النظر في حیاة ابن الصوري العلمیة طریقته التجریبیة الدقیقة في دراسة النباتات الطبیة، فیری أغلب الباحثین المعاصرین أن هذه الطریقة جعلت منه شخصیة مبدعة (ظ: لكلر، II/172؛ أولمان، 280؛ سارتون، ن.ص؛ طوقان 23؛ الدفاع، 240). وتقوم كما ذكر ابن أبي أصیبعة علی مرحلتین عامتین: ألف– البحث عن النباتات الطبیة ومعرفتها بالسفر إلی مختلف المناطق من جبل لبنان وغیره من المواضع (2/219)، وإلی العراق وأرمینیا وأنطاكیة والأناضول وقبرص ورودس وصقلیة (أولمان، ن.ص). ب- تسجیل مراحل نمو النباتات ودراسة هذه المراحل بدقة متناهیة، فكان یستصحب في بحثه مصوراً لیصور له النباتات بكل أجزائها (عدد الأوراق والساق والجذر)، وألوانها لتكون أكثر مطابقة للأصل، وكان التصویر یتم علی ثلاث مراحل: الأولی إبان طراوة النبات، ثم وقت كماله وظهور بزره، ثم في وقت ذواه ویبسه (ابن أبي أصیبعة، ن.ص). وبذلك أعد ابن الصوري دائرة معارف مصورة للنباتات الطبیة. یمكن بالرجوع إلیها العثور علی النبات المطلوب في كل مرحلة من مراحل نموه. ویری سارتون أن هذه أولی الصور الدقیقة للنباتات في الكتب العربیة (ن.ص). ویعتقد لكلر أن كتاب ابن الصوري أول كتاب مصور بالمعنی الحدیث في علم النبات باللغة العربیة (II/172؛ أیضاً ظ: الدفاع، 237). وقد قارن لكلر بین ما تبقی من صور كتاب دیسقوریدس وبین الشرح الذي لدینا عن صور كتاب ابن الصوري فوجد أن الثاني أفضل (II/172-173).
ومما يثير العجب أن ابن البیطار الذي كان معاصراً له ومن أبناء مدینته أهمل ذكره (سارتون، ن.ص)، وصمت ابن البیطار یعزز الرأي القائل بأنه كانت بینهما وحشة (ظ: أولمان، ن.ص). وكان ابن الصوري وحفیده التنوخي قد التقیا ابن البیطار وتاج الدين البلغاري في إحدی رحلاتهما العلمیة، حیث بحثوا في مسائل نباتیة مختلفة، وتبین لابن الصوري والتنوخي أن معلومات ابن البیطار العملیة ضعیفة (أولمان، 340, 280). ولابن الصوري كتاب في الرد علی كتاب الأدویة المفردة لتاج الدين البلغاري (ابن أبي أصیبعة، 2/219)، بینما وقف ابن البیطار في جامعه إلی جانب البلغاري (أولمان، 280).
ویرى بعض الباحثین العرب الیوم أن ابن الصوري مؤسس علم النبات الحدیث (ظ: الدفاع، 240). ورغم أن طریقته العلمیة والتجریبیة قد جعلت منه باحث القرون الحدیثة، غیر أن فقد كتاب الأدویة المفردة الذي سجلت فیه نتائج كل هذه الأبحاث جعل من غیر الممكن تعیین مكانته بدقة في علم النبات. ویری الدفاع أن الكتاب كان معروفاً في أوروبا واعتمد علیه علماؤها في الصیدلة (ص 236). ولكن لانعلم إن كان قد ترجم أم لا. وقد بدأ بتألیف الأدویة المفردة في أیام الملك المعظم ولذلك قدمه له وباسمه، وأورد فیه معلومات جدیدة عن النباتات وأنواعها المجهولة (ابن أبي أصیبعة، 2/219م؛ الصفدي ن.ص)، ولهذا یری لكلر أن متن الكتاب ذو أهمیة ناهیك عن صوره (II/173). ویذكر أنور الرفاعي أن كتاب الأدویة یشتمل علی وصف 585 عقاراً منها 466 في فصیلة النبات و75 من المعادن و44 من فصیلة الحیوان (الدفاع، 237).
وكان یربط ابن الصوري علاقة ودیة وعلمیة بابن أبي أصیبعة، فقد أهداه ابن الصوري مصنفاً له یحتوي علی فوائد ووصایا طبیة، فكتب إلیه رسالة مسجوعة صدّرها بعدد من الأبیات مدحه فیها ووصفه بمرشده في العلم (ابن أبي أصیبعة، 2/217). ویقول سارتون إنه رافقه في جمع الأعشاب في ضاحیة دمشق (ن.ص)، ومع كون هذا الأمر محتملاً، غیر أن ابن أبي أصیبعة لم یشر إلیه، ولكنه أشار إلی وجود مثله بینه وبین ابن البیطار (ظ: 2/133)، وربما خلط سارتون بین الخبرین ومع ذلك فقد كرر میلي كلام سارتون أیضاً (ص 62، والهامش).
مدح مهذب الدين أبو نصر محمد الحلبي ابن الصوري في قصیدة طویلة (ابن أبي أصیبعة، 2/217-219)، یمكن أن نتبین منها ومن رسالة ابن أبي أصیبعة له ماكان یتمتع به من منزلة اجتماعیة راقیة آنذاك، فقد ذكره ابن أبي أصیبعة باحترام وافر ودعاه بمعتمد الملوك والسلاطین. ورغم أن أكثر شهرة ابن الصوري تقوم علی معرفة بعلم النبات، فإنه لم یبق له الیوم سوی رسالة صغیرة في طب العیون. ویمكن الكشف عن جوانب من طریقة ابن الصوري العلمیة والنتائج التي وصل إلیه بدراسة مصنّف حفیده الكتاب الأشرف في صنعة الدریاق (أولمان، GAL, S, I/898; 340)، فقد شرح فیه تجاربه العلمیة في الرحلات التي رافق بها ابن الصوري (أولمان، ن.ص).
1. تذكرة الكحالین، أو الكافي في طب العیون، في مجموعة بالمكتبة الظاهریة (الظاهریة، 2/218)؛ 2. الأدویة المفردة (ابن أبي أصیبعة، 2/219)؛ 3. الرد علی كتاب التاج البلغاري في الأودیة المفردة (ن.ص؛ البغدادي، 1/554)؛ 4. تعالیق وفوائد ووصایا طبیة (ابن أبي أصیبعة، 2/219)؛ 3. الرد علی كتاب التاج البلغاري في الأدویة المفردة (ن.ص؛ البغدادي، 1/554)؛ 4. تعالیق وفوائد ووصایا طبیة (ابن أبي أصیبعة، 2/217، 219)؛ 5. أدویة التریاق الكبیر (م.ن، 217).
ابن أبي أصیبعة، أحمد، عیون الأنباء، تقـ: أغوست مولر، القاهرة، 1299هـ/1882م؛ البغدادي، إیضاح؛ الدفاع، علي عبد الله، إسهام علماء العرب والمسلمین في علم النبات، بیروت، 1407هـ/1986م؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: س. دیدرینغ، بیروت، 1402هـ/1982م؛ طوقان، قدري حافة، العلوم عند العرب، الأردن، دار الإقراء؛ الظاهریة، المخطوطات (المجامیع)؛ وأیضاً:
GAL, S; Leclerc, L., Histoire de la médecine arabe, Paris, 1878; Mieli, Aldo, La science arabe, Leien, 1966; Sarton, G., Intriduction to the History of Science, Baltimore, 1931; Ullmann, M., Die Medizin im Islam, Leiden/ Köln, 1970.
محمد مهدي مؤذن جامي/ن.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode