ابن شاهین الظاهري

اِبْنُ شاهینٍ الظّاهِريّ، غرس ‌الدين خلیل (813-873هـ/ 1410-1468م)، من حجاب وكتاب القرن 9هـ/15م بمصر والشام. كان والده شاهین من ممالیك الشیخ الصفوي، المعروف بالشیخ الخاصكي ومن أمراء الظاهر سیف ‌الدين برقوق (المقریزي، 4(2)/907؛ السخاوي، 3/308)، أول حكام الممالیك البرجیة (قا: م.ن، 3/195). وربما لهذا اعتبر من ممالیك الظاهر برقوق (الزركلي، 2/318)، فنسب إلیه ولقب بالظاهري. كما عرف قبل ذلك بالشیخي، نسبة إلی الشیخ الصفوي. وذكر في بعض المصادر باللقبین. ومع ذلك قیل إنه كان من ممالیك الظاهر سیف ‌الدين ططر (سركیس، 133)، ولكن إن كان «الظاهري» لقب غرس ‌الدين خلیل ولیس لقب أبیه شاهین، فلابد من القول إنه یمكن أن ینسب إلی حاكمین من الممالیك هما الظاهر سیف ‌الدين ططر والظاهر سیف ‌الدين ططر والظاهر سیف ‌الدين جقمق.

ولد ابن شاهین بالحارة الخاتونیة من بیت المقدس وقضی فترتي طفولته وفتوته هناك (السخاوي، المقریزي، ن.ص)، ولما بلغ الـ15 سنة تحول مع أبیه إلی القاهرة واشتغل بطلب العلم. وورد في روایة عن ابنه أنه كان من تلامذة ابن حجر، وقد ذكره السخاوي بصفة «شیخنا». وعلیه قرأ مناقب الشافعي، وأجازه بالفتیا والتدریس (السخاوي، 3/195-197). ولیس لدینا بعد ذلك معلومات تذكر عن حیاته، ومن المحتمل أنه صحب آباه الذي كان آنذاك أمیر شكار أزبك الدوادار (م.ن، 3/295)، ودخل بلاط ممالیك مصر، والتحق بخدمة أزبك. وعندئذ دخل بلاط الأشرف برسباي وتولی أعمالاً مهمة في جهاز الممالیك الإداري منذ 837هـ/ 1434م، حیث عینه برسباي في هذه السنة بمنصب ناظر الإسكندریة وحاجبها (المقریزي، 4(2)/907، 917). وبعد فترة عین في نیابة الإسكندریة عوضاً عن الأمیر جانبك الناصري (ابن تغري بردي، 15/44). وبعد نحو سنتین عزل من منصبه هذا لأنه سمح للتجار ببیع ما لدیهم من الفلفل للفرنجة الذین كان علیهم شراؤه من الدیوان السلطاني فحسب (المقریزي، 4(2)/967)، ولكن بعد أبام، استقر في نظر دار الضرب بالقاهرة وبعد شهرین استقر في الوزارة عوضاً عن تاج ‌الدين ابن الخطیر الأسلمي الذي استعفی من منصبه (م.ن، 4(2)/970، 975). ولم تطل هذه الوزارة أكثر من شهر فعزل عنها (م.ن، 4(2)/976؛ ابن تغري بردي، 15/77)، وقیل إنه هو الذي سأل أن یُعفی (السخاوي، ن.ص)؛ إلی أن استقر في نیابة الكرك عام 841هـ (المقریزي، 4(2)/1010، 1020). وفي 842هـ عزل عنها في عهد الظاهر سیف ‌الدين جقمق وتولی منصب أتابكیة صفد، أو استقر أمیراً كبیراً فیها (م.ن، 4 (3)/1102؛ ابن تغري بردي، 15/279). ویبدو أنه تولی بعد فترة قصیرة إمارة ملطیة، ذلك أن المقریزي (4(3)/1137)، ذكره في حوادث ذي القعدة 842 بهذا المنصب. وأشار في موضع آخر إلی أنه استقر في ربیع الثاني 843 باعتباره أحد أمراء الألوف بدمشق (ن.ص). بینما یذكر السخاوي أنه استمر في نیابة ملطیة «زیادة علی 4 سنین تقریباً» (3/196). ویبدو من حدیث ابن تغري بردي (15/358) أنه كان في هذا المنصب حتی جمادی الثانیة 847، حیث دعي إلی القاهرة، ثم تولی أتابكیة حلب في 4 رجب من هذه السنة، وفي 850هـ/1446م إمارة القدس (م.ن، 15/358، 371). بعدها تولی علی الأغلب مناصب عسكریة أو إمارة الحج. وأقره الظاهر سیف ‌الدين خوشقدم حاكم الممالیك علی إمرته هذه وأذن له بالإقامة في القاهرة وأن یحضر مجلسه في الأسیوع مرتین لمنادمته. وبعد مدة سعی به أعداؤه، فأرسل إلی بیت المقدس، ثم أذن له بالذهاب إلی مكة، وتوجه منها مع الحاج العراقي إلی العراق ولم یعد إلی مصر حتی موت السلطان، وعندئذ رجع إلی حلب ثم إلی طرابلس، وتوفي بعد فترة فیها، فحمل جثمانه إلی تربة كان أعدها لنفسه، ودفن فیها (السخاوي، ن.ص).

كان ابن شاهین أدیباً شاعراً محباً للعلم (للاطلاع علی بعض شعره، ظ: م.ن، 3/196-197، الذي أشار إلی دیوان له في عدة مجلدات)، وله نحو 30 مصنفاً ذكرها ولده (م.ن، 3/197)، لم یعثر إلا علی عدد منها:

1. كشف الممالك وبیان الطرق والمسالك، في مجلدین كبیرین و40 باباً ویشتمل علی الأوضاع الاجتماعیة والسیاسیة بمصر والشام في عهد الممالیك (ابن شاهین، زبدة، 4).

2. زبدة كشف الممالك وبیان الطرق والمسالك. أشار المؤلف في المقدمة إلی أنه رأی كشف الممالك مفصلاً فلخصه، فكان كتاب زبدة كشف الممالك في 12 باباً (ن.ص). نقله إلی الفرنسیة في 1788م فانتور دوبارادي، وطبعه المعهد الفرنسي بدمشق بعد أن قدم له جان غولمیه في 1950م (النكدي، 145، 146؛ EI2). كما حقق النص الأصلي للكتاب بول رافیس وطبع بباریس في 1894م. وبعد نحو 3 عقود علی وفاة المؤلف (904هـ/1499م) اختصره محمد بن أبي الفتح محمد الصوفي الشافعي باسم الصفوة في وصف المملكة المصریة (ریو، 477). وتوجد من كتاب زبدة مخطوطات في المكتبة الوطنیة بباریس (دوسلان، رقم 2258، 1724) وبرلین (آلوارت، رقم 9818؛ قا: GAL, II/167)، ویبدو أن أقدم نسخة دونت في حیاة المؤلف توجد في طوب قابو سراي (TS، رقم 3008, 2990؛ عبد البدیع، 2/151).

3. الإشارات في علم العبارات، في تعبیر الرؤیا. ویستند هذا الكتاب كما قال ابن شاهین («الإشارات»، 3) علی آثار السلف مثل التقسیم الذي ینسب إلی الإمام جعفر الصادق(ع) والجوامع لابن سیرین. وقد رتب علی 80 باباً في مجلدین (حاجي خلیفة، 1/97). وطبع في هامش الجزء الثاني من كتاب تعطیر الأنام في تعبیر المنام لعبد الغني النابلسي (تـ 1143هـ/ 1730م) في 80 باباً (قا: شتاین شنایدر، 228-227)، منه مخطوطات في المكتبة الوطنیة بباریس (دوسلان، رقم 2752) ومونیخ (أومر، 385) والشهید علي بإستانبول والقاهرة (GAL, S, II/166). وأتم ابن شاهین أیضاً كتاب الإشارة إلی علم العبارة للسالمي والذي كان أحد مصادره ابن شاهین، ن.ص). فأضاف إلیه 30 باباً (EI2).

4. المواهب في اختلاف المذاهب، مرتب علی أبواب الفقه؛ المنیف في الإنشاء الشریف؛ الدرة المضیة في السیرة المرضیة؛ الكوكب المنیر في أصول التعبیر (السخاوي، 3/197)، ولیس من أثر للكتب الأربعة الأخیرة.

المصادر

ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن شاهین، خلیل، «الإشارات في علم العبارات»، في هامش الجزء الثاني من تعطیر الأنام في تعبیر المنام لعبد الغني النابلسي، القاهرة، 1275هـ/1859م؛ م.ن، زبدة كشف الممالك وبیان الطرق والمسالك، تقـ: بول رافیس، باریس، 1894م؛ حاجي خلیفة، كشف؛ الزركلی، الأعلام؛ السخاوي، محمد، الضوء اللامع، القاهرة، 1355هـ/1936م؛ سركیس، یوسف إلیان، معجم المطبوعات العربیة والمعربة، القاهرة، 1346هـ/1928م؛ عبد البدیع، لطفي، فهرست المخطوطات المصورة، القاهرة، 1956م؛ المقریزي، أحمد، السلوك، تقـ: سعید عبدالفتاح عاشور، القاهرة، 1973م؛ الكندي، عارف، «زبدة كشف الممالك»، مجلة المجمع العلمي العربي، دمشق، 1370هـ/1951م، س 26، عد 1؛ وأیضاً:

Ahlwardt; Aumer, Joscph, Die arabischen Handschriften der K. Hof und Stantsbibliothek in Muenchen, 1866; De Slane; EI2; GAL; GAL, S; Rieu, Chartes, Supplement to the Catalogue of the Arabic Manuscripts in the British Museum. London, 1894; Steinschneider, M., «Ibn Shahin und Ibn Sirin», ZDMG, 1863, vol. XVII; TS.

صادق سجادي/ ن.