ابن شنبوذ
cgietitle
1442/11/18 ۲۱:۲۷:۳۶
https://cgie.org.ir/ar/article/233716
1446/10/22 ۰۹:۵۵:۴۷
نشرت
3
اِبْنُ شَنَبوذ، أبو الحسن محمد بن أحمد بن أیوب بن الصلت (ت 328هـ/939م)، المقرئ البغدادي. ورد اسمه بشكلین آخرین ابن شَنَّبوذ وابن شَنبوذ (ظ: تاج العروس، مادة شنبذ).
لاتتوفر معلومات مهمة عن حیاته، وكل ما نعرفه أنه سافر إلی مصر والشام وتعلم القراءة علی عدد من الشیوخ مثل قُنبل المكي ومحمد بن شاذان، وروی لأبي مسلم الكجّي وبشر بن موسی ومحمد بن الحسین الحبیني وإسحاق بن إبراهیم الدَبَري وعبد الرحمن بن جابر الكلاعي الحمصي (ظ: الخطیب، 1/280؛ ابن الجزري، غایة، 2/52-53)، وبلغ شهرة واسعة في علم القراءات (ابن خلكان، 4/299). فلقب بعدد من الألقاب مثل شیخ الإقراء في العراق (الذهبي، معرفة، 1/221)، والأستاذ الكبیر (ابن الجزري، غایة، 2/52، النشر، 1/122)، وشیخ المقرئین (الذهبي، سیر، 15/264) وشیخ القراء (م.ن، تذكرة، 3/844)، ولكن هذه الألقاب عرفت بعد وفاته بین المؤرخین والعلماء في القراءة. أما في حیاته فقد وصف بكثرة اللحن وقلة العلم لاختیاره شواذ القراءات وعدو له عن القراءات الشهیرة (ظ: ابن الندیم، 34؛ یاقوت، 17/167).
ویبدو أنه كان یخالف السنة المعهودة في قراءة القرآن، ویری أن كل قراءة ذات سند معتبر، أو تتفق مع مصحف أُبي بن كعب وابن مسعود تجوز في الصلاة وغیرها (ابن الجزري، النشر، 1/123؛ الخطیب، ن.ص؛ الذهبي، معرفة، 1/222)، حتی إنه كان یجهر في قراءتها في الصلاة (یاقوت، 17/171)، فأنكر علیه معاصروه من القرّاء عمله، ومنهم أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري الذي ألّف كتاباً في رد آرائه باسم نقض مسائل ابن شنبوذ.
وكان ابن شنبوذ یفتخر علی ابن مجاهد لسفره إلی بلاد مختلفة طلباً لعلم القراءة (الذهبي، معرفة، 1/222-223). ویؤكد الذهبي علی أن ابن شنبوذ كان أكثر إدراكاً لهذا العلم من ابن مجاهد (ن.ص). وحینما سئل بعضهم عن أفضل الرجلین علماً، قال: «إن ابن شنبوذ علمه فوق عقله وابن مجاهد عقله فوق علمه» (ظ: ابن الجزري، غایة، 2/56). ویثني ابن الجزري في روایة عن المعافي بن زكریا تلمیذ ابن شنبوذ علی قوة ذاكرته وإحاطته بمختلف العلوم (ن.م،2/55).
وقد تعرض ابن شنبوذ في أواخر حیاته لغضب قراء عصره، حیث ذكر المؤرخون أنه لما بلغ الخلیفة العباسي الراضي بالله نشر ابن شنبوذ للشواذ من القراءات، وبلغ ذلك الوزیر ابن مقلة، أحضره الوزیر داره وحضر ابن مجاه وجماعة من القضاة والفقهاء ببغداد وناظره الوزیر بحضرتهم، فقبل ابن شنبوذ ما وجّه إلیه من اتهامات وبادر إلی الدفاع عنها، وأبی أن یرجع عما یقرأ به من هذه الشواذ، وبعد أن ضرب بالدرة 10 ضربات أذعن بالرجوع وكتب توبته بیده (الخطیب، 1/280-281؛ الصولي، یاقوت، ابن خلكان، ن.ص).
وقد أشار المؤرخون في حوادث عام 323هـ/935م إلی هذه الحادثة مع قلیل من الاختلاف (كنموذج ظ: الهمداني، 1/87-88؛ ابن الجوزي، 6/307-308؛ قا: ابن خلكان، 4/299-300). ویذكر یاقوت نقلاً عن أبي یوسف عبد السلام القزویني صاحب كتاب أفواج القراء هذه الحادثة وأنها تمّت بسعایة ابن مجاهد (17/170-171). وقد أخرج إلی المدائن خفیة بعد هذا المجلس خوفاً من أن تقوم فتنة ویقتله العوام من أهل بغداد (ابن خلكان، 4/301؛ الصفدي، 2/38). ویقول یاقوت إنه دخل بیته ببغداد بعد شهرین من النفي مستخفیاً من العامة (ن.ص). وذكر ابن كثیر أن البصرة كانت منفاه (11/181).
ورغم أنه تعرض لغضب معاصریه فقد أنصفه المؤرخون بعده بالدفاع عنه، فاعتمد أبو عمرو الداني علی روایاته في القراءة، وبذلك اعتمد علیه عملیاً (ص 15؛ قا: ابن الجزري، غایة، 2/56؛ الذهبي، سیر، 10/265). ویقول أبو شامة: «وإن كان ابن شنبوذ لیس بمصیب فیما ذهب إلیه، ولكن خطأه في واقعة لایسقط حقه من حرمة أهل القرآن والعلم، فكان الرفق به ومداراته أولی من إقامته مقام الدُّعّار المفسدین في الأرض، فكان اعتقاله وإغلاظ القول له كافیاً في ذلك» (ص 191-192). ووثّقه الذهبي ووصفه بأنه كان صالحاً دیّناً متبحراً في علم القراءة (معرفة، 1/222)، كما وثّقه ابن الجزري أیضاً (غایة، 2/52؛ النشر، 1/122)، ویقول لایعد أحد من علماء الرجال ذلك قادحاً في روایته (ن.م، 1/123). ودافع ابن العماد عن ابن شنبوذ بشكل آخر وذلك بالاستناد إلی اجتهاده (2/313). أما القسطلاني فیری أن ابن شنبوذ كان مستحقاً لهذه العقوبة، وقال في تعلیل ذلك: «وقد أجمع الأصولیون والفقهاء علی أن الشاذّ لیس بقرآن لعدم صدق التواتر علیه، والجمهور علی تحریم القراءة بالشواذ» (1/72-75).
روی عنه في القراءة عدد مثل أبي بكر بن مقسم والمعافی بن زكریا وحدّث عنه أمثال أبي بكر ابن شاذان وأبي حفص ابن شاهین (ظ: الخطیب، 1/280؛ ابن الجزري، غایة، 2/53-54).
وذكر السمعاني تحت عنوان «الشنبوذي» اثنین من تلامیذه كانا ملازمین له هما أبو الفرج محمد بن أحمد بن إبراهیم الشنبوذي وأبو الطیب محمد بن أحمد بن یوسف بن جعفر الشنبوذي، المعروف بغلام ابن شنبوذ (8/157، 159).
ویقول ابن الندیم أن ابن شنبوذ توفي في محبسه بدار السلطان (ن.ص).
وقد فقدت جمیع آثاره، ونسبت إلیه الكتب التالیة: ما خالف فیه ابن كثیر أبا عمرو؛ قراءة علي علیه السلام؛ اختلاف القراء؛ شواذ القراءات؛ وكتاب انفراداته، أي ما انفرد به من القراءات وخالف فیه القراء (ظ: م.ن، 35؛ یاقوت، 17/170).
ابن الجزري، محمد، غایة النهایة في طبقات القراء، تقـ: ج. برجستراسر، مصر، 1351هـ/1932م؛ م.ن، النشر في القراءات العشر، تقـ: علي محمد الضباع، مصر، مطبعة مصطفی محمد؛ ابن الجوزي، عبد الرحمن، المنتظم، حیدرآباد الدكن، 1357هـ؛ ابن خلكان، وفیات؛ ابن العماد، عبد الحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1350هـ؛ ابن كثیر، البدایة؛ ابن الندیم، الفهرست؛ أبو شامة المقدسي، عبد الرحمن، المرشد الوجیز إلی علوم تتعلق بالكتاب العزیز، تقـ: د. طیار آتي قولاج، أنقرة، 1406هـ/ 1986م؛ أبو عمرو الداني، عثمان، التیسیر في القراءات السبع، تقـ: أتوبرتسل، إستانبول، 1930م؛ تاج العروس؛ الخطیب البغدادي، أحمد، تاریخ بغداد، القاهرة، 1349هـ؛ الذهبي، محمد، تذكرة الحفاة، حیدرآباد الدكن، 1388هـ/1968م؛ م.ن، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط وإبراهیم الزیبق، بیروت، 1404هـ/1984م؛ م.ن، معرفة القراء الكبار، تقـ: محمد سید جاد الحق، القاهرة، 1387هـ/1967م؛ السمعاني، عبدالكریم، الأنساب، حیدرآباد الدكن، 1397هـ/1977م؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: س. دیدرینغ، إستانبول، 1949م؛ الصولي، محمد، أخبار الراضي بالله والمتقي لله، تقـ: ج. هیورث دن، مصر، 1935م؛ القسطلاني، أحمد، لطائف الإشارات لفنون القراءات، تقـ: عامر السید عثمان وعبد الصبور شاهین، القاهرة، 1392هـ/1972م؛ الهمداني، محمد، تكملة تاریخ الطبري، تقـ: ألبرت یوسف كنعان بیروت، 1961م؛ یاقوت، الأدباء.
علي أكبر ضیائي/ ن.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode