ابن شبرمة
cgietitle
1442/11/17 ۲۰:۵۷:۱۹
https://cgie.org.ir/ar/article/233714
1446/10/22 ۰۴:۳۷:۲۴
نشرت
3
اِبْنُ شُبرُمَة، أو أبو شبرمة عبد الله بن شبرمة بن طفیل الضبي (72-144هـ/691-761م)، قاضٍ وفقیه كوفي، من بني ضبة بن أُدّ (ابن حزم، 203-204). كان محدثاً ثقة (العجلي، 259)، وأدیباً حاضر الجواب مقوّهاً (الجاحظ، 1/267). یبدو من حیاته أنه یفضل الاختلاط بالناس علی العزلة (ابن أبي الحدید، 10/38)، واكتساب المنزلة الاجتماعیة والتقرب من الحكام علی النزاع والتعاون مع الأحزاب المخالفة للخلافة آنذاك. منها أنه أخذ من أبي أیوب الموریاني وزیر المنصور العباسي 5,000 درهم من أجل زواج ابنه (ابن الطقطقی، 237)، وطلب من عیسی بن موسی والي الكوفة أن یولیه القضاء (الجاحظ، ن.ص)، وكان قبل مجیئه إلی الكوفة والیاً علی الیمن وقاضیاً في البصرة (ابن سعد، 7/244-245؛ ابن عبد ربه، 2/365). وولّاه یوسف بن عمر الثقفي في عهد هشام بن عبد الملك (حكـ 105-125هـ/ 724-743م) قضاء الكوفة من 120-122هـ.
وفي 122هـ توجه إلی سجستان وخلفه ابن أبي لیلی (الطبري، 7/159، 179، 191؛ خلیفة بن خیاط، 2/544؛ ابن الأثیر، 5/249). وربما كان ابن شبرمة بعد فترة من ذلك یتولی هذا المنصب في الكوفة أو ضواحیها أیضاً. ولعله استمر فیه حتی عهد عیسی بن موسی الذي تولی الكوفة في 132هـ/750م (ظ: ابن الأثیر، 5/445). وفي عهد المنصور العباسي (136-158هـ/754-775م)، وبینما كان عیسی بن موسی والیاً علی الكوفة وابن أبي لیلی (ن.ع) یتولی القضاء فیها، كان ابن شبرمة یتولی قضاء سواد الكوفة وضیاعها (العجلي، ن.ص؛ قا: ابن معین، 1/158). ونظم ابن شبرمة في ابن أبي لیلی بیتین في الهزل وصفه فیهما بأنه لم یكن مؤهلاً للقضاء، وانتقده لافتخاره بجده یسار بن بلال بن أحیحة ابن الجُلاح (ظ: الجاحظ، ن.ص؛ ابن قتیبة، 494)، وربما نظم فیه هذین البیتین لمنافسته له في قضاء الكوفة، ومع ذلك لایمكن أن یغیب عن البال ما كان من صلة وثیقة بین هؤلاء الثلاثة، أي بین ذلك الوالي وهذین القاضیین، فكانوا یجتمعون لیلاً أحیاناً ویسمرون (ابن سعد، ن.ص)، ولم یكن عیسی یتخذ قراراً دون استشارتهما فحینما أرسل المنصور عمه عبد الله بن علي إلی عیسی لیقتله (قا: الطبري 8/7-8) استشارهما فحذّره ابن شبرمة من قتله وقال له: أراد أن یقتلك ویقتله ویستریح منكما، وحینما كلم بنو علي المنصورَ في أخیهم، قال لهم: هو عند عیسی، فأتوا عیسی وسألوه عنه، فقال: قد أمرني المنصور بقتله فقتلته، فرجعوا إلی المنصور، فأظهر الغضب علی عیسی، وحرضهم علی الانتقام له. ولما أعیدت القضیة إلی القاضي، وأعلن عیسی الحقیقة، قال المنصور قتلني الله إن لم أقتل ابن شبرمة، فما كان عیسی من الذكاء لیفعل هذا. ویذكر المؤرخون أن ابن شبرمة ظل مختفیاً حتی توفي (العجلي؛ ن.ص؛ المسعودي، 3/304-305) ولعله في هذه الفترة قال لابنه وهو یشعر بالحزن والأسی علی تولیه تلك المناصب: «یابني إن أباك أكل من حلوائهم وحطّ في أهوائهم» (الجاحظ، 3/97-98).
والنقطة المهمة في حیاة ابن شبرمة أنه حینما قدم أبو مسلم الخراساني إلی الكوفة، ذهب ابن شبرمة للقائه، وأظهر وكأنه یتفق في أهدافه معه، فلما علم أبو مسلم في هذا اللقاء أنه ضبي زوی وجهه عنه، ذلك أن بعض أفراد هذه الأسرة قاتلوا علیاً(ع) في حرب الجمل، فلجأ إلی الحیلة لیغیر رأیه فیه وقال له: إني من ضبة الكوفة ولست من ضبة البصرة (الصولي، 301؛ الیعقوبي، 2/361؛ قا: ابن حزم،ن.ص).
وكانت علاقته بالفقه شدیدة إلی درجة أنه كان یجلس أحیاناً مع الحارث بن یزید العكلي والقعقاع بن یزید والمغیرة بعد صلاة العشاء في المسجد للبحث في الفقه لایفرق بینهم إلا أذان الصبح (الدارمي، 1/148-149). وقد لفتت روایاته أنظار جامعي الحدیث من أهل السنة كالبخاري (صحیح، 6/113، 164، 8/98، 99، 117)، والنسائي (8/335). ویقرب اتجاهه الفقهي من أصحاب الرأي، أي مدرسة أبي حنیفة (تـ 150هـ/767م) وكان یعمل علی أساس أهم مبادئ هذه المدرسة الفقهیة، یعني القیاس ویوصي به (البسوي، 1/612؛ الخطیب، الفقیه والمتفقه، 1/204). وكان أبوحنیفة مقرباً منه وقد صحبه یوماً للتعرف إلی الإمام الصادق(ع) وأثنی علی علمه وفقهه أمامه(ع)، فقال الصادق(ع) لأبي حنیفة: «اتق الله ولاتقس الدین برأیك» (الزبیر بن بكار، 76). وفي حدیث آخر للإمام الصادق(ع) قوله: «ضل علم ابن شبرمة…، إن أصحاب القیاس طلبوا العلم بالقیاس فلم یزدادوا من الحق إلا بُعداً، إن دین الله لایصاب بالقیاس» (الكلیني، 1/57). وفي حدیث أیضاً عن الإمام محمد الباقر(ع) خطّأ فیه ابن شبرمة في مسألة في الرضاع (م.ن، 5/446).
روی ابن شبرمة الحدیث عن ابن سیرین والشعبي وأبي زرعة (البخاري، التاریخ الكبیر، 3(1)/117)، ونوح بن الدراج (الخطیب، تاریخ، 13/315-317)، والحسن البصري وسالم بن عبد الله بن عمر (المزي، 9/161-163)، وغیرهم. وروی عنه سفیان بن عُیینة وسفیان الثوري ووهیب بن خالد وسیف بن عمر التمیمي ومعمر بن راشد وشعبة ابن الحجاج وغیرهم (ابن أبي حاتم، 2(2)/82؛ المزي، ن.ص). وقد وثّقه علماء الرجال من أهل السنة (مثلاً ظ: ابن شاهین، 191؛ العجلي، 259)، غیر أن لعلماء الرجال من الإمامیة آراءً مختلفة فیه، فذكر الطوسي، أنه من أصحاب الإمام السجاد(ع) (ص 97)، وقال ابن داود إنه ممدوح (ص 206)، أما العلامة الحلي فذكر أنه من المتروكین (ص 236)، ووصفه ابن شهر آشوب بأنه شاعر تقي (ص 152).
ابن أبي حاتم، عبد الرحمن، الجرح والتعدیل، حیدرآباد الدكن، 1372هـ/1953م؛ ابن أبي الحدید، عبد الحمید، شرح نهج البلاغة، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1378هـ/ 1958م؛ ابن الأثیر، الكامل؛ ابن حزم، علي، جمهرة أنساب العرب، بیروت، 1403هـ/1983م؛ ابن داود الحلي، الحسن، الرجال، تقـ: جلال الدین الحسیني الأرموي، طهران، 1342ش؛ ابن سعد، محمد، كتاب الطبقات الكبیر، تقـ: زاخاو وآخرون، لیدن، 1907م؛ ابن شاهین، عمر، تاریخ أسماء الثقات، تقـ: عبد المعطي أمین قلعجي، بیروت، 1406هـ/1986م؛ ابن شهر آشوب، محمد، معالم العلماء، 1380هـ/1961م؛ ابن الطقطقی، محمد، الفخري، تقـ: هـ. درنبرغ، شالون، 1894م؛ ابن عبد ربه، أحمد، العقد الفرید، تقـ: أحمد أمین وآخرون، بیروت، 1402هـ/1982م؛ ابن قتیبة، عبد الله، المعارف، تقـ: ثروت عكاشة، القاهرة، 1388هـ/1968م؛ ابن معین، یحیی، معرفة الرجال، تقـ: محمد كامل القصار، دمشق، 1405هـ/1985م؛ البخاري، محمد، التاریخ الكبیر، حیدرآباد الدكن، 1402هـ/1982م؛ م.ن، صحیح، إستانبول، 1315هـ؛ البسوي، یعقوب، المعرفة والتاریخ، تقـ: أكرم ضیاء العمري، بغداد، 1394هـ/1974م؛ الجاحظ، عمرو، البیان والتبیین، تقـ: حسن السندوبي، القاهرة، 1351هـ/1932م؛ الخطیب البغدادي، أحمد، تاریخ بغداد، القاهرة، 1349هـ؛ م.ن، الفقیه والمتفقه، تقـ: إسماعیل الأنصاري، دمشق، 1395هـ/1975م؛ خلیفة بن خیاط، تاریخ، تقـ: سهیل زكار، دمشق، 1968م؛ الدارمي، عبد الله، سنن، القاهرة، 1398هـ/1978م؛ الزبیر بن بكار، الأخبار الموفقیات، تقـ: سامي مكي العاني، بغداد، 1392هـ/1972م؛ الصولي، محمد، الأوراق، تقـ: ج. هیورث– دن، لندن، 1926م؛ الطبري، تاریخ؛ الطوسي، محمد، رجال، النجف، 1380هـ/1961م؛ العجلي، أحمد، تاریخ الثقات، تقـ: عبد المعطي قلعجي، بیروت، 1405هـ/1985م؛ العلامة الحلي، الحسن، رجال، النجف، 1388هـ/1968م؛ الكلیني، محمد، الكافي، تقـ: علي أكبر الغفاري، بیروت، 1401هـ/1981م؛ المزي، یوسف، تهذیب الكمال، مخطوطة مكتبة أحمد الثالث، رقم 2848؛ المسعودي، علي، مروج الذهب، بیروت، 1385هـ/1965م؛ النسائي، أحمد، سنن، القاهرة، 1312هـ؛ الیعقوبي، أحمد، تاریخ، بیروت، 1379هـ/1960م.
ناصر گذشته/ن.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode