الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / ابن شکر /

فهرس الموضوعات

ابن شکر

ابن شکر

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/18 ۲۰:۳۳:۱۵ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ شُكر، أبو محمد صفي ‌الدين عبد الله بن علي بن الحسین الشیبي الدمیري (548-622هـ/1153-1225م)، عالم وفقیه مالكي. ولد في دَمیرة من توابع دمیاط (یاقوت، 2/602؛ المنذري، 3/157). مات أبوه وهو صغیر، فتزوجت أمه من ابن أخي زوجها فخر الدين مقدام ابن القاضي أبي العباس أحمد بن شكر، فربّاه (المقریزي، الخطط، 2/371).

كان ابن شكر مالكي المذهب، ودرس علی عدد من فقهاء المالكیة في عصره فقرأ أولاً علی أبي بكر عتیق البجائي بالقاهرة، ثم علی أبي القاسم مخلوف، المعروف بابن الجارة وأبي طاهر إسماعیل الزهري وأبي الطیب عبد المنعم بن یحیی الحمیري وأبي الحسین محمد بن أحمد ابن أبي نوح النحوي بالإسكندریة، كما درس علی عدد من أساتذة الشام مثل أبي طاهر أحمد بن محمد الأصفهاني وأبي الحسین أحمد بن حمزة السُلمي وغیرهم. وأجازله ابن السلمي وأبو عبد الله محمد بن علي بن صدقة الحرّاني وأبومحمد عبد الرحمن بن علی بن المسلم اللخمي وأبو الفضل إسماعیل بن علي الجنزوي وآخرون، كما أجازله في مصر أیضاً عدد من علمائها مثل أبي محمد عبد الله ابن بَرّي النحوي وأبي القاسم هبة الله الأنصاري [البوصیري] وأبي عبد الله محمد الأرتاحي، ثم حدّث في دمشق والقاهرة وغیرهما (المنذري، ن.ص). وروی عنه أبو محمد المنذري وشهاب‌ الدين القوصي وأثنیا علیه (ابن شاكر، 2/193).

لاتتوفر معلومات دقیقة عن السنة التي دخل فیها الدیوان، ویقول المقریزي إن ابن عثمان تسلم الدواوین [الاستیفاء] من ابن شكر في العاشر من صفر 580هـ بالقاهرة بعد أن أخذ خطه بزیادة 15,000 دینار (السلوك، 1(1)/88)، ولكنه یذكر في كتابه الآخر أن ذلك كان في 587هـ (الخطط، 2/372). ثم یورد المقریزي اسمه في حوادث سنة 601هـ بسمة «الصاحب» (السلوك، 1(1)/164، 165).

بقي ابن شكر في الوزارة حتی 606هـ یتزاید احترامه یوماً بعد یوم. ففي 604هـ سیّر الخلیفة الناصر لدین الله وفداً إلی دمشق ومعه التقلید الذي طلبه الملك العادل علی مصر والشام وأخلاط وخلعه لوزیره صفي‌ الدين ابن شكر (ن.م، 1(1)/167-168). وفي 606 هـ غضب الملك العادل علیه ورفع یده من الوزارة. ومنذ ذلك التاریخ وحتی 611هـ أصدر العادل مرسوماً بتعیینه رئیساً لتبلیط صحن المسجد الأموي، كما استوزره مرتین علی الأقل وعزله (ن.م، 1(1)/171، 176). وعاد في 612هـ إلی الوزارة، فتجبر وسطا وتمكن من السلطان واستولی علیه وعظم قدره وأوقع بعدة من الأكابر وصادر كبار كتّاب الدولة واستصفی أموالهم، كما صادر عدداً من بني حمدان وبني الجباب وبني الجلیس وأعیان الكتّاب المستوفین، حتی فرّ منه القاضي الأشرف إلی بغداد، واستشفع بالخلیفة الناصر لدین الله، وكان العادل فترة لایعارضه بشيء، وأخیراً عزله ونفاه، وبقي ابن شكر في منفاه حتی مات الملك (ن.م، 1(1)/192؛ ابن كثیر، 3/64، 81). وبعد موت العادل عاد ابن شكر إلی مصر ووزر للملك الكامل وبقي في الوزارة حتی آخر حیاته (المقریزي، السلوك، 1(1)/259). وفي هذه السنوات الأخیرة تجاوز الحد في الظلم فصادر في 617هـ أرباب الأموال من التجار والكتّاب بمصر والقاهرة، وقرر التبرع علی الأملاك وهو مال جبي من الناس (ن.م، 1(1)/205)، فأفقر خلقاً كثیراً (ن.م 1، (1)/219).

كان ابن شكر طلق المحیا حلو اللسان طُوالاً ذا دهاء في هَوَج وخبث في طیش مع رعونة مفرطة وحقد، ینتقم ولایقبل معذرة. ولكنه كان بسیطاً سریع التصديق أوهمه بعض الأراذل الذین اجتمعوا حوله بأنه أكتب من ابن العمید، وفي الفقه كمالِك، وفي الشعر أكمل من المتنبي (الذهبي، 22/295)، وكان له في نفس الوقت معرفة بقوانین الوزارة (ابن تغري بردي، 6/280).

ولما تمّ الصلح بین الملك الكامل وقادة الفرنج وتقرر إطلاق الأسری من الطرفین عاد ابن شكر إلی مصر عن طریق البحر وأطلق من كان فیها من الأسری الفرنج وكان بینهم مَن أُسر من أیام صلاح‌ الدين (المقریزي، السلوك، 1(1)/209). أشار أكثر الكتّاب في ترجمته عن علمه ومعرفته وحبه للعلماء والبذل لهم، ووصف بأنه عالم جلیل (مخلوف، 166). واعتقدوا بأن عنایته كانت مصروفة إلی العلماء والفقهاء والأدباء (ابن تغري بردي، ن.ص).

وكان هو نفسه من أهل العلم، ألّف كتاباً باسم البصائر، في الفقه المالكي (ابن فرحون، 451). وهو الآن مفقود. وكان یسعی للمصالح العامة وله آثار حسنة كثیرة في القاهرة ودمشق منها بناء مصلی العیدین وتبلیط الجامع الأموي وعمارة مسجد الفوّارة وتجدید مسجد حرستا وجامع المزة بدمشق وغیر ذلك (أبو شامة، 147). وبنی أیضاً في القاهرة مدرسة للمالكیة (ابن خلكان، 7/30)، عرفت بالصاحبیة (القلقشندي، 3/353).

وكان ابن شكر یجالس العلماء والشعراء، وقد مدحه عدد من شعراء ذلك العصر مثل أبي الفضل جعفر بن شمس الخلافة (ابن خلكان، 1/362)، ومظفر الضریر (م.ن، 5/214)، وابن الساعاتي وابن سناء الملك ابن نفادة وابن نبیه وابن عنین وعدد آخر (ابن شاكر، 2/196).

 

المصادر

ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن خلكان، وفیات؛ ابن شاكر الكتبي، محمد، فوات الوفیات، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1398هـ/1978م؛ ابن فرحون، إبراهیم، الدیباج المذهب، تقـ: محمد الأحمدي أبو النور، القاهرة، 1974م؛ ابن كثیر، البدایة؛ أبو شامة، عبد الرحمن، الذیل علی الروضتین، تقـ: محمد زاهد الكوثري، القاهرة، 1366هـ/1947م؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: بشار عواد معروف ومحیي هلال السرحان، بیروت، 1405هـ/1985م؛ القلقشندي، أحمد، صبح الأعشی، القاهرة، 1383هـ/1963م؛ مخلوف، محمد، شجرة النور الزكیة، القاهرة، 1349هـ/1930م؛ المقریزي، أحمد، الخطط، بولاق، 1270هـ/ 1854م؛ م.ن، السلوك، تقـ: محمد مصطفی زیادة، القاهرة، 1956م؛ المنذري، عبد العظیم، التكملة لوفیات النقلة، تقـ: بشار عواد معروف، بغداد، 1405هـ/1984م؛ یاقوت، البلدان.

عبد المحمد روح‌ بخشان/ ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: