الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / ابن شاکر الکتبي /

فهرس الموضوعات

ابن شاکر الکتبي

ابن شاکر الکتبي

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/17 ۱۹:۵۶:۵۹ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ شاكر الكتُبيّ، أبو عبد الله صلاح ‌الدین محمد بن شاكر بن أحمد بن عبد الرحمن بن شاكر بن هارون بن شاكر الداراني، مؤرخ وأدیب دمشقي (تـ 764هـ/ 1363م).

لاتتوفر معلومات وافیة عن تفاصیل حیاته، ویُفهم من شهرته الداراني أنه وُلد في داریا من قری ضواحي دمشق، ثم انتقل إلی مدینة دمشق. لایعرف متی وُلد، إلا أن المصادر الحدیثة ذكرت أنه وُلد في 681هـ/1282م (كحالة، 10/61)، أو 686هـ/1287م (فروخ، 3/788)، دون أن تشیر إلی المصادر التي اعتمدت علیها. سمع من أبي العباس الحجّار، المعروف بابن الشحنة (تـ 730هـ/1330م)، وأبي الحجاج یوسف بن عبد الرحمن المزي (تـ 742هـ/1341م)، وشمس‌ الدین الذهبي (ابن حجر، 5/194؛ ابن رافع، 2/263). وكما قال هو نفسه فقد كان یكثر من مطالعة التاریخ (ابن شاكر، عیون…، 1/3-4)، وقد أخذ في التصنیف لأنه عدم الصدقة الجاریة والولد (ن.م، 1/5). ویبدو أنه لم یكن له باع في الأدب، ولم یكترث في كتاباته كثیراً بمراعاة الأصول النحویة واللغویة (عباس، 1/3). وذكر ابن حجر (ن.ص)، والحسیني (ص 206)، أن ابن شاكر كان في أول أمره فقیراً مدقعاً، ثم تعاطی التجارة في الكتب فرزق منها مالاً طائلاً. ناهیك عن رغبته الملحة في كسب العلوم، فإن هذه المهنة التي كانت تدفعه للمطالعة وتكسبه معلومات وفیرة في مجال التاریخ وتراجم كبار رجال العلم والسیاسة، أثمرت مصنفیه الكبیرین فوات الوفیات وعیون التواریخ؛ وقد أثنی علیه مؤرخان ممن عاصروه. قال عنه ابن كثیر إنه تفرّد في صناعته وكان یحفظ ویذاكر ویفید (13/317)، بینما نعته ابن رافع السلامي بعد الحدیث عن وفاته، بأنه كانت له مروءة (2/264). وهذه الإشارات تدحض قول عباس بأنه لم یشتهر بین معاصریه بثقافته (ن.ص). توفي ابن شاكر بدمشق وصلی علیه ابن كثیر بجامعها، ودفن بمقبرة باب الصغیر بدمشق (عباس، 1/3-4؛ ابن رافع، 2/263).

عاش ابن شاكر في عصر كانت فیه بلاد الشام تعیش ازدهاراً علمیاً خاصاً، رغم تعرضها للحملات الصلیبیة الطویلة، ولمّا یمض وقت طویل علی الهجمات المغولیة علیها. وإذا ما ألقینا نظرة علی المفكرین الذین عاصروا ابن شاكر كالصفدي والذهبي وابن تیمیة وابن قیم الجوزیة والسبكي وابن كثیر، وعلی المدارس الكثیرة في تلك البلاد كالأمینیة والجوزیة والریحانیة والغزالیة والأشرفیة، اتضحت لنا البیئة العلمیة الخاصة التي ترعرع فیها ابن شاكر.

 

آثاره

صنّف عدداً من الآثار المهمة وهي:

1. فوات الوفیات (ن.ع)، ذیل كتاب وفیات الأعیان الشهیر لابن خلكان، أشار ابن شاكر فیه إلی أن ابن خلكان لم یذكر أحداً من الخلفاء وأخلّ بتراجم بعض فضلاء زمانه وجماعة ممن تقدم علی أوانه، لهذا قرر أن یجمع كتاباً یتضمن ذكر من لم یذكره من الخلفاء والفضلاء، یذیّل فیه تراجم من جاء بعد ابن خلكان (فوات، 1/9، 10). وفرغ من تألیفه، أو علی قول عباس من صورته النهائیة التي اعتمدها، في عام 753هـ (1/5). وأفاد في تألیفه من آثار الصفدي صاحب كتاب الوافي بالوفیات وغیره (م.ن، 4/1-5). طبع هذا الكتاب لأول مرة في بولاق عام 1283هـ، ثم في 1299هـ، ونشره محمد محیي ‌الدین عبد الحمید في القاهرة عام 1951م في مجلدین كبیرین مع حواش وتحقیقات جدیدة، وطبع عام 1973م في بیروت بتحقیق إحسان عباس.

2. عیون التواریخ (ن.ع)، في تاریخ الإسلام، رتّبه علی السنین، ابتدأه بنسب الرسول‌(ص) ومیلاده، وانتهی إلی أحداث عام 760هـ/ 1359م. وفضلاً عن أهمیته التاریخیة فقد اتسم بأهمیة أبیة وعلمیة لكثرة ما احتواه من شعر وتراجم الأدباء والفقهاء والمتكلمین (ظ: ج1 و12 و20/ مخـ). وأشار في نهایة أحداث كل عام إلی وفیات ذلك العام أیضاً. اشتهر هذا الكتاب بعد فترة وجیزة من وفاة الكاتب. وقد أشار إلیه ابن كثیر (ن.ص) وأثنی علیه قاضي دمشق أبو الحسن علي بن العلاء (تـ 792هـ/1390م) ووصفه بأحسن الكتب (السخاوي، 311). وأفاد منه ابن تغري بردي أیضاً في تألیف كتاب النجوم الزاهرة (علی سبیل المثال 9/20). واعتمد ابن شاكر في كتابه –كما أشار هو إلی ذلك– علی مصادر عدیدة مثل خریدة القصر لعماد الدین الكاتب، وتاریخ دمشق لابن عساكر، والمنتظم لابن الجوزي، وتاریخ بغداد لابن النجار، والفرج بعد الشدة ونشوار المحاضرة للتنوخي، ومصادر كثیرة أخری (السامر، 12/ ط– ك). أما ما قیل من أنّ ابن شاكر تتبع في الغالب البدایة والنهایة لابن كثیر، لاسیما في الحوادث (حاجي خلیفة، 2/1185، 1186)، فلا صحة له. ففضلاً عن أن ابن كثیر الذي مات بعد ابن شاكر بعشرة أعوام قد أثنی علی فضله تضلعه من التاریخ، فقد أشار أیضاً إلی أنه جمع تاریخاً مفیداً نحواً من 10 مجلدات (ن.ص). ومن هنا یبدو أن ابن كثیر لم یفرغ من كتابه بعد عندما ظهر عیون التواریخ إلی الوجود، بل من المحتمل أن یكون قد اعتمد علیه أیضاً. ولعل حاجي خلیفة – كما یری القدسي (1/ ش) – وَهَم، فكتب ابن كثیر بدل ابن الأثیر صاحب الكامل الذي یُعدّ من مصادره. أما اختلاف الكتّاب بعد ابن شاكر في عدد مجلدات عیون التواریخ، وقولهم بأنها 6 أو 10 أو 28 (حاجي خلیفة، 2/1185؛ ابن كثیر، ن.ص؛ البغدادي، 2/163)، فلابد أن یكون ناشئاً عن تعدد نسخ هذا الكتاب. ومن هنا یُفهم أیضاً مدی إقبال الناس علیه. توجد نسخ كاملة ومبعثرة منه في إستانبول والقاهرة ولندن وباریس والفاتیكان (للاطلاع علی مواصفات تلك النسخ، ظ: القدسي، 1/ ض – ق؛ السامر، 12/ و–ح). طبع المجلد الأول منه بتحقیق وحواشي حسام‌ الدین القدسي (دمشق، 1927م)، والمجلدان 12 و20 بتحقیق فیصل السامر ونبیلة عبد المنعم (بغداد، 1977 و1980 م)، وأخیراً طبع في 21 مجلداً (العراق، 1984م).

3. روضة الأزهار وحدیقة الأشعار، كتاب أدبي في مجلد واحد دوّن علی حروف القوافي. لم نعثر علی هذا الكتاب، ولكن یبدو أن حاجي خلیفة قد رآه لأنه نقل أول عبارة فیه (1/923).

 

المصادر

ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، الدرر الكامنة، حیدرآباد الدكن، 1396هـ/1976م؛ ابن رافع السلامي، محمد، الوفیات، تقـ: صالح مهدي عباس وبشّار عواد معروف، بیروت، 1982م؛ ابن شاكر الكتبي، محمد، عیون التواریخ، النسخة المصورة الموجودة في مكتبة المركز؛ م.ن، فوات الوفیات، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1973م؛ ابن كثیر، البدایة؛ البغدادي، هدیة؛ حاجي خلیفة، كشف؛ الحسیني، محمد، ذیول العبر، تقـ: محمد السعید بن بسیوني، بیروت، 1405هـ؛ السامر، فیصل ونبیلة عبدالمنعم، مقدمة ج 12 عیون التواریخ، بغداد، 1397هـ/1977م؛ السخاوي، محمد، الإعلان بالتوبیخ، تقـ: فرانز روزنثال، بغداد، 1383هـ/ 1963م؛ عباس، إحسان، مقدمة فوات (ظ: همـ، ابن شاكر)؛ فروخ، عمر، تاریخ الأدب العربي، بیروت، 1981م؛ القدسي، حسام الدین، مقدمة ج 1 عیون التواریخ، دمشق، 1927م؛ كحالة، عمر رضا، معجم المؤلفین، بیروت، 1957م.

صادق سجادي/ ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: