ابن سمعون، أبوالحجاج
cgietitle
1442/11/15 ۱۹:۰۲:۵۰
https://cgie.org.ir/ar/article/233617
1446/10/21 ۰۸:۲۵:۵۳
نشرت
3
اِبْنُ سَمعون، أبو الحجاج یوسف بن یهودا (أو یحیی) بن إسحاق ابن عقنین (أكنین) السبتي (555-623هـ/1160-1226م)، طبیب وفیلسوف وفلكي یهودي. ولد في سبتة ودعي بابن شمعون نسبة إلی جده العاشر أو التاسع، ثم استبدلت هذه الكنیة بابن سمعون في المصادر العربیة. تلقی یوسف بعد دراسته الابتدائیة الفلسفة والریاضیات فترة في مسقط رأسه، وذهب بعدها كما یبدو إلی فاس (أوقادس، ظ: ابن العبري، 242) وتعلم فیها الطب، ولما أُلزم الیهود والنصاری في المغرب بالإسلام أو الارتحال، كتم دینه وارتحل بعد فترة إلی مصر بماله، واجتمع بالطبیب والفیلسوف الشهیر موسی ابن میمون (ن.ع) رئیس الیهود بمصر. وكان قد سبقه إلیها. وقرأ علیه شیئاً وعمل بمساعدته في إصلاح وتحریر كتاب إصلاح المحسطي لجابر بن أفلح الأندلسي، وكان قد صحبه من سبتة (القفطي، 257؛ زوتر؛ 136؛ سارتن، II/380-381). افترق ابن سمعون عدة سنوات عن أستاذه، وفي هذه الفترة (581-585هـ/1186-1190م) كان ابن میمون یؤلف له دلالة الحائرین بالعربیة وهو أهم كتبه وكذلك أفضل تصنیف فلسفي لدی الیهود، وكان یرسله إلیه فصلاً فصلاً. ویقول في مقدمة كتابه بعد إفاضة الثناء علی جودة ذهنه وسرعة تصوره وشوقه للتعالیم: «حركتني غیبتك لوضع هذه المقالة التي وضعتها لك ولأمثالك، وقلیل ما هم» (1/7-8؛ أیضاً ظ: جودائیكا، XI/767-777, XIII/443-444). ویذكر سارتن أن ابن سمعون قرأ الفلسفة لمدة علی ابن رشد أیضاً (II/306).
رحل ابن سمعون بعد وفاة موسی ابن میمون (601هـ/1204م) إلی حلب وتزوج بنت أبي العلاء الكاتب الیهودي (القفطي، زوترف ن.ص). ثم سافر من حلب تاجراً إلی العراق ومنها إلی الهند، وحینما عاد كان قد أثری فاشتری ملكاً وأقام هناك. ومارس ابن سمعون التعلیم إلی جانب التجارة وخدم في أطباء الخاصین بالملك الظاهر غازي بن صلاح الدین الأیوبي (القفطي، ن.ص؛ ابن أبي أصیبعة، 2/213).
اختلف الباحثون الغربیون حوله، فیعتقد بعضهم بوجود اثنین مختلفین، أحدهما باسم یوسف بن یهودا بن شمعون والثاني باسم یوسف ابن یهودا بن یعقوب بن أكنین. وكان ابن أكنین هذا (545-617هـ/1150-1220م) یعیش في نفس الفترة التي عاشها ابن سمعون تقریباً، وقد التقی ابن میمون أثناء إقامته في فاس فقط، ونظم بمناسبة عودته إلی مصر وفراقه له بیتاً محزناً (جودائیكا، II/501). وتذكر هذه المصادر أن ابن أكنین ولد في برشلونة، وربما رحل إلی إفریقیة أو فاس بمراكش لسوء معاملة الموحدین للیهود، ورغم رغبته الشدیدة في السفر إلی بلد یستطیع أن یفصح فیه عن دین آبائه غیر أنه بقي هناك حتی آخر حیاته. وقد ذم في رسالة له إلزام الناس بتغییر دینهم وربما كان هذا نتیجة الاضطراب الروحي الذي أصابه في تلك الفترة الصعبة من حیاته واضطر فیها إلی كتمان عقائده والتظاهر بالإسلام (ن.ص).
ومن ناحیة أخری فقد ذهب آخرون مثل غایغر واشتاین اشنایدر إلی أن ابن أكنین هو ابن سمعون وتلمیذ ابن میمون. وأوردوا أدلة لإثبات ادعائهم (اشتاین اشنایدر، XIII/38-43).
ویذكر القفطي (ن.ص) أن المودة دامت بینه وبین ابن سمعون سنین طوالاً، وأن ابن سمعون شكا إلیه أنه یود أن یكون له ولد ذكر، فذكر له شیئاً في التحلیل علی طلبه. كما عاهد القفطي كل منهما الآخر بأنه إن كان للنفس بقاء تعقل به حال الموجودات من خارج بعد الموت أن یأتي من یسبق في الموت إلی الآخر ویخبره بالحقیقة، ومات ابن سمعون، وبعد سنتین أتی القفطي في النوم وقال في جوابه له: «الكلي لحق بالكل وبقي الجزئي في الجزء». وفسر القفطي هذا بقوله: «إن النفس الكلیة عادت إلی عالم الكل، والجسد الجزئي بقي بالجزء وهو المركز الأرضي» (ص 257-258).
1. رسالة في ترتیب الأغذیة اللطیفة وكیفیة تناولها، ولابن الدخوار مقالة في الرد علیها (ابن أبي أصیبعة، 2/213، 246).
2. شرح الفصول لبقراط (ابن أبي أصیبعة، 2/213).
3. رسالة الإبانة في أصول الدیانة، هذا الكتاب مفقود. ویبدو من بعض العبارات التي وردت منه في كتاب آخر أن موضوعه یدور حول «الحریة والاختیار» (جودائیكا، ن.ص).
4. مقالة في معرفة كمیات المقادیر المذكورة في المشنا والتلمود، توجد مخطوطة منه في مكتبة بودلیان. یقول المؤلف في مقدمته إن الهدف منه جمع المعلومات المتفرقة المذكورة في المشنا والتلمود من النقود والأوزان والقیاسات والحدود والأوقات، ومقارنتها مع ما هو مستعمل آنذاك. ترجم هذا الكتاب إلی العبریة وطبع عام 1872م (جودائیكا، II/501-502؛ سارتون، II/380-381).
5. طب النفوس السلیمة ومعالجة النفوس الألیمة، لهذا الكتاب مقدمة مستفیضة، بیّن المؤلف فیها رأیه في تركیب النفس وعمل أجزائها الثلاثة، وبعث الصالحین والطالحین؛ ویؤكد علی الاعتدال: فیعتبر الرفاه المادي غیر ذي قیمة، ویدعو إلی الأهداف المعنویة والدینیة. ويتطرق في «الأحكام والمحن المؤلمة» التي وردت في الفصل 26 من الكتاب إلی قوانین الأمیر الموحدي أبي یوسف یعقوب الجائرة. ویدور موضوع الفصل 27 حول «قوانین المعلم والتلمیذ»، یبحث خلاله حول خصائص المعلم وشروط التلمیذ الجید ودراسته. فطالب العلم ینبغي أن یتعلم حتی الثلاثین علوم الیهود التقلیدیة، وعلیه أن یحذقها بشكل یستطیع معه أن یثبت أمام الاعتراضات والانتقادات التي تمس هذه التقالید بسوء، وعلیه أن یقضي بقیة سني حیاته في دراسة المنطق والموسیقی والریاضیات علم الحیل وماوراء الطبیعة. نشر، م. غودمان الأصل العربي من هذا الفصل مع ترجمته الألمانیة في رسالة باسم «طریقة تعلیم الیهود في إسبانیا العربیة». ونشرس. ابشتاین ترجمة العبریة في 1904م.
6. انكشاف الأسرار وظهور الأنوار، تفسیر علی «نشید الأناشید»، وهو كتاب منسوب لسلیمان(ع). في وصف جمال المحبوب والحب والعطر والورود. ویبدأ التفسیر بمقدمة جاء فیها أن تصور تألیف ملك حكیم كسلیمان لقصة غرامیة مع تفنن منه في الحب، أمر غیر معقول، فهذا هو الوجه الظاهري للكتاب فقط ولملاحظات تربویة صرفة وترغیب الشباب. فعلی حسب ما جاء في هذا التفسیر إن نشید الأناشید هو بیان رمزي للحب المتبادل بین النفس الناطقة والعقل الفعال والموانع بین اتحادهما. ویزهو ابن سمعون بادعائه أنه لم یسبقه أحد إلی مثل تفسیره هذا لنشید الأناشید. والحقیقة أنه وإن سبقه ابن میمون إلی تفسیر كلي لهذا الكتاب، غیر أن ابن سمعون یعتبر أول من تطرق إلی الجزئیات في تفسیر كامل له. فشرح فیه كل آیة علی ثلاثة أوجه: الأول ویسمیه المعنی الظاهري، أي شرح المسائل النحویة والمعنی البسیط للعبارات، وهو في هذا القسم یتجنب التطرق إلی الوجه الجنسي؛ والثاني، الوجه الذي یمكن أن یطلق علیه التفسیر الرسمي الدیني، ویتعلق هذا القسم بمصیر بني إسرائیل وآلامهم وآمالهم. وهذا النوع من التفسیر هو أكثر التفاسیر الرمزیة السائدة بین علماء بني إسرائیل، وقد اقتبس من المصادر المختلفة المتعلقة بالیهود ولاسیما المدراشات؛ والثالث، دراسة الكتاب كلمة كلمة من الناحیة الفیزیولوجیة والنفسیة والمنطق والفلسفة، ویصرح المفسر في بدایة كل بحث من هذا القسم بأن المعلومات التي یوردها هي تصوره ورأیه الخاص. ترجم هذا الكتاب إلی العبریة وطبع في 1964م (جودائیكا، II/502-503).
1. «كتاب أحكام القضاء» ویسمیه مؤلفه «أثره الكبیر». وهو مفقود، ویقال إنه كان یشتمل علی عدد من الرسائل اقتصر فیها ابن سمعون علی ذكر القوانین التي مازالت سائدة في ذلك الزمن بین الیهود (ن.م، II/501).
2. «المدخل علی التلمود» ویشتمل علی 12 فصلاً ویتحدث فیها عن الأصول التي لابد من معرفتها لتعلم التلمود صحیحاً، نشر هذا الكتاب في 1871م في برسلاو (بولونیا) مع مقدمة بقلم هـ. غرتس في «الكتاب التذكاري لتكریم زكریا فرنكل» وأعید طبعه في 1967م (ن.م، II/502).
3. «كتاب النصائح» وهو تفسیر لإحدی رسائل المشنا باسم «نصائح الآباء». وقد اتبع ابن سمعون آراء ابن میمون في تفسیره لهذه الرسالة، وإن لم یكن اتباعه له عن إیمان واعتقاد، غیر أن تأثیر ابن میمون فیه واضح. فابن سمعون یركز خاصة علی المسائل المتعلقة بالهدایة والاعتقاد والمشیئة، وأورد في أقسام من هذا التفسیر أبحاثاً مستفیضة عن تركیب النفس، ومسؤولیة الإنسان تجاه أعماله والمعجزات في عالم تسیطر علیه القوانی الطبیعیة ومسألة الخلقة وما قیل عما وراء الطبیعة. حققه ونشره باخر في 1910 م (ن.ص).
ابن أبي أصیبعة، أحمد، عیون الأنباء، تقـ: أغوست مولر، القاهرة، 1299هـ؛ ابن العبري، غریغوریوس، تاریخ مختصر الدول، بیروت، 1958م؛ ابن میمون، موسی، دلالة الحائرین، تقـ: حسین آتای، أنقرة، 1974م؛ القفطي، علي، إخبار العلماء، القاهرة، 1326هـ؛ وأیضاً:
Judaica; Sarton, G., Introduction to the History of Science, Baltimore, 1931; Steinschneider, M., Hebräische Bibliographie, Berlin, 1873; Suter, Heinrich, Die Mathematiker und Astronomen der Araber und ihre Werke, Leipzig, 1900.
محمد علي مولوي/ن.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode