الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / العلوم / ابن سمجون /

فهرس الموضوعات

ابن سمجون

ابن سمجون

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/15 ۱۸:۴۷:۴۸ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ سَمَجون، أبو بكر حامد (تـ مطلع القرن 5هـ/11م)، طبیب وصیدلي أندلسي من أهل قرطبة. لاتتیسر لنا معلومات وافیة عن حیاته مما أورده ابن أبي أصیبعة (2/51-52)، سوی أنه ألف كتابه الأدویة المفردة في أیام المنصور محمد بن أبي عامر الحاجب في البلاط الأموي بالأندلس (تـ 392 أو 393هـ/1002 أو 1003م). ولم یورد الصفدي أیضاً غیر ما ذكره ابن أبي أصیبعة (11/280). ولاتعرض السطور القلیل التي أوردها ابن أبي أصیبعة سوی صورة غامضة عن حیاة ابن سمجون مما أوقع بعض الباحثین الأوروبیین في الشك والخطأ حول تاریخ حیاته (ظ: لكلر، I/486). واعتبر البعض الآخر ما ذكره ابن أبي أصیبعة وما أوردته المصادر الأندلسیة والمغربیة كلاماً یدور حول أشخاص مختلفین (ظ: EI2). ولكن یبدو من الشواهد أن ما ورد في كل هذه المصادر یعود إلی شخص واحد. ویبدو أن الحمیدي (تـ 488هـ/ 1059م) كان أول كاتب بعد ابن شُهید ذكر ابن سمجون (1/307) وكرر الضبي (ص 257) ما أورده بعینه وذكر اسمه دون كنیته، وأن «له تصرّف في البلاغة وكتاب في البدیع». كما ذكر ابن سعید شخصاً باسم أبي ساكن حامد بن سمجون مع ثلاثة أبیات من الشعر (2/53). ویبدو أنه یختلف عن ابن سمجون الذي تحدث عنه كلُّ من الحمیدي والضبي وابن أبي أصیبعة، ویمكن أن یربط ما أورده ابن الأبار بین هذه المعلومات المتفاوتة. فیقول اقتباساً من الحمیدي: «وهو فیما أحسب صاحب التآلیف في الأدویة» (1/280). وعلی هذا فإن جمیع المصادر تتحدث عن شخص واحد، ولاسیما وأن خصائص الخط المغربي یدعو للظن بأن كنیة «أبو ساكن» غیر المألوفة التي نسبت لابن سمجون في المغرب هي تحریف لـ «أبي بكر» (قا: فیصل، 11/280؛ ضیف، 2/53، فقد اعتبرا ابن سمجون الذي ذكر في المصادر شخصاً واحداً).

وقد ورد في مخطوطة من كشف الظنون ابن إسحاق بدلاً من ابن سمجون، ویشاهد في النسخة المطبوعة ابن سمجون (بالحاء) (حاجي خلیفة، 1/51). غیر أن أبناء هذه السلالة كانوا یشتهرون في الأندلس بابن سمجون (ظ: القاموس، مادة سمجون)، ویقول ابن سعید (ن.ص)، إنهم «من بیت جلیل وكانوا لیوث كتائب». ولاتتیسر معلومات عن والد ابن سمجون في المصادر ولایعلم مصدر البغدادي الذي ذكر أن اسمه عبد الله (1/259).

ویبدو من إشارة ابن الأبار (ن.ص) أنه اعتبر ابن سمجون قرطبیاً، ونظراً للازدهار العلمي والبیئة الثقافیة المناسبة في إسبانیا الإسلامیة آنذاك یمكن القول إن ابن سمجون الذي كان یتمتع بعیشة هادئة، قضی فترة صباه ونشدته في قرطبة ودرس علی أساتذة عصره الكبار وأفاد منهم ویدل نقله آراء علماء السلف في كتابه (ابن أبي أصیبعة، 2/52) علی سعة معلوماته وعمقها والتي لایمكن تیسرها دون دراسة علی كبار الأساتذة.

وكما مر فإن ابن أبي أصیبعة (ن.ص) یعتقد بأن ابن سمجون ألف كتابه في أیام محمد بن أبي عامر الملقب بالمنصور. والمنصور هذا وزیر وحاجب كبیر وفي الوقت نفسه محب للعلم ومصاحب للعلماء. وأكبر الظن أن عمر ابن سمجون كان لایزید عن 35 عاماً عندما كان الظافر في عهد قوته أي حوالي 390هـ/1000م وربما ألف كتابه بتشجیع منه ورعایته، وعلی هذا فإن مصاحبته لإسماعیل الظافر (ابن سعید، 2/531)، لابد أن حدثت في شیخوخة ابن سمجون أي بعد 427هـ/1036م، وهي بدء قوة الظافر بن ذي النون الذي أسس حكم بني ذي النون بطلیطلة وكان أمیراً وأدیباً وشاعراً (ظ: ابن الأثیر، 9/288؛ ابن خلدون، 4(2)/347). وربما أن الفتن والاضطرابات التي سببتها الاختلافات والقتال بین ملوك الطوائف في الأندلس آنذاك هي التي دفعت ابن سمجون المسن إلی الخروج من قرسبة والالتحاق بالظافر بن ذي النون، ذلك أن صحبة هذین كانت في غیر قرطبة، وأن أبا الحسن یحیی المأمون فتح هذه المدینة بعد وفاة أبیه الظافر (ابن خلدون، ن.ص). ولاتتیسر بعد ذلك معلومات عن ابن سمجون ولا عن مكان وفاته وزمانه.

 

آثاره

لا أثر لكتاب الأقراباذین (ابن أبي أصیبعة، 2/252)، وكتاب في البدیع (الحمیدي، 15/307) اللذین نسبا إلیه. وكتابه المهم هو في الأدویة المفردة وقد أثنی علیه ابن أبي أصیبعة (ن.ص) ثناء كبیراً. وعرف باختصار بین القدماء باسم الأدویة المفردة. وقد اعتمد علیه الأطباء والكتّاب واقتبسوا منه، منهم ابن میمون الذي أشار إلی استفادته منه في شرح أسماء العُقّار (ص 3-4) كما نقل منه ابن البیطار مراراً (مثلاً 1/8، 22). وأورد لكلر أن ابن البیطار ذكر ابن سمجون أربعین مرة (I/486؛ أیضاً ظ: أولمان، 267). ونقل عنه المقري التلمساني أحد المواضیع مباشرة (1/197-198)، ویدل كل هذه الاقتباسات بالإضافة إلی اختصار عبد اللطیف البغدادي له (ابن أبي أصیبعة، 2/212) علی مدی انتشار هذا الكتاب بین الأطباء والصیادلة في القرون بعده. والذي دعا إلی الاهتمام الشدید به كما یبدو من اسم الكتاب الكامل: الجامع لأقوال القدماء والمتحدّثین من الأطباء والمتفلسفین في الأدویة المفردة، هو أنه كان أجمع من آثار الماضین وأكثر شمولاً. وقد شرح ابن سمجون أكثر آراء وتجارب العلماء الكبار الذین سبقوه في الأدویة المفردة غیر المركبة، ووضع كتاباً كاملاً نسبیاً في تناول الأطباء والصیادلة آنذاك یغنیهم عن كتب عدیدة وكذلك «یعتبر بحق من الذین قدّموا خدمة فاضلة لعلم الصیدلة» (الدفاع، 385).

وقد أفاد ابن سمجون في هذا الكتاب من كتب الیونانیین ولاسیّما دیسقوریدس وأمثال ابن رَبَّن الطبري وعمران بن أبي عامر ومحمد بن عبدون وابن الكتّاني (GAS, III/236, 301,303, 316,320). وآخر ما عثر علیه من كتاب ابن سمجون هو الأسطر القلیلة التي نقلها المقري التلمساني، ولم یعثر له علی أثر حتی عدة عقود مضت مما دعا ما یرهوف في 1940م إلی القول بأنه مفقود (كاله، 25). ثم عثر علی أجزاء منه درسها كاله في مقالة مسهبة، وترجم قسماً منه إلی الألمانیة ونشره مع الأصل العربي (ص 44، 33)، وقد أورد الأدویة في هذا الكتاب حسب ترتیب الأبجدي (م.ن، 27-26)، ویختلف تبویب ابن سمجون عن دیسقوریدس الذي كان مصدراً رئیسیاً للكتاب (م.ن، 28). وقد تمّ الحصول حتی الآن علی مخطوطتین ناقصتین منه تشتمل كل منهما علی قسم مختلف من الكتاب، توجد إحداهما في المتحف البریطاني (المركزیة، 312)، والأخری في مكتبة أحمد الثالث بإستانبول (مجلة معهد…، 5(2)/261).

 

المصادر

ابن الأبار،محمد، التكملة، تقـ: عزت العطار الحسیني، القاهرة، 1375هـ/1955م؛ ابن أبي أصیبعة، أحمد، عیون الأنباء، تقـ: أغوست مولر، القاهرة، 1299هـ/1882م؛ ابن الأثیر، الكامل؛ ابن البیطار، عبد الله، الجامع لمفردات الأدویة والأغذیة، دار المدینة، 1291هـ؛ ابن خلدون، العبر؛ ابن سعید الأندلسي، علي، المغرب، تقـ: شوقي ضیف، القاهرة، 1955م؛ ابن میمون، موسی، شرح أسماء العقار، تقـ: ماكس مایرهوف، القاهرة، 1940م؛ البغدادي، هدیة؛ حاجي خلیفة، كشف؛ الحمیدي، محمد، جذوة المقتبس، تقـ: إبراهیم الأبیاري، بیروت، 1403هـ/1983م؛ الدفاع، علي عبد الله، إسهام علماء العرب والمسلمین في الصیدلة، بیروت، 1405هـ/1985م؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: شكري فیصل، بیروت، 1401 هـ/1981م؛ الضبي، أحمد، بغیة الملتمس، مدرید، 1884م؛ ضیف، شوقي، حاشیة المغرب (ظ: همـ، ابن سعید)؛ فیصل، شكري، حاشیة الوافي (ظ: همـ، الصفدي)؛ القاموس؛ مجلة معهد المخطوطات العربیة، القاهرة، 1379هـ/1959م؛ المقري التلمساني، أحمد، نفح الطیب، تقـ: إحسان عباس؛ بیروت، 1388هـ/1968م؛ المركزیة، مكروفلم؛ وأیضاً:

EI2; GAS; Dahle, Paul, «Ibn Samağūn und sein Drogenbuch...», Documenta islamica inedita, Berlin, 1952; Leclerc, Lucien, Histoire de la médecine arabe, Paris, 1876; Ullmann, Manfred, Die Medizin im Islam, Leiden/ Köln, 1970.

قسم العلوم/ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: