الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن السراج، أبوبکر /

فهرس الموضوعات

ابن السراج، أبوبکر

ابن السراج، أبوبکر

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/15 ۱۵:۴۲:۰۶ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ السَّرّاج، أبو بكر محمد بن السَريّ بن سهل (تـ ذي الحجة 316هـ/ كانون الثاني 929م)، نحوي وأدیب وشاعر بغدادي. لاتتیسر معلومات دقیقة عن تاریخ ولادته ومكانها، وما نعرفه عن دراسته أنه كان یحضر وهو صغیر مجلس درس النحوي الشهیر أبي العباس المبرد، وسرعان ما نال اهتمامه بما یتمتع به من ذكاء كبیر (الیغموري، 342؛ یاقوت، 18/197). ویقول الیغموري (ن.ص) إنه كان أحدث غلمان المبرد سناً مع ذكاء وفطنة، وكان یقضي أكثر أوقاته معه لعلاقته الشدیدة به (القفطي، إنباه…، 3/148). وقرأ علیه كتاب سیبویه وصاحبه مدة طویلة (یاقوت، ن.ص). ولیس لدینا معلومات عن أساتذته الآخرین، ویبدو أنه أدرك مجلس الزجّاج أیضاً (یاقوت، القفطي، ن.ص). ترك النحو بعد وفاة المبرد (285هـ/ 898م)، ومال إلی الموسیقی والمنطق (القفطي، ن.م، 3/148-149)، فقد قرأ علی الفارابي صناعة المنطق، وقرأ الفارابي علیه صناعة النحو (ابن أبي أصیبعة، 2/139)، واشتغل ابن السارج بالموسیقی والمنطق إلی أن عجز في أحد المجالس عن الإجابة عن سؤال نحوي، فوبخه الزجاج، وهو في المجلس، فتألم لما حدث، وترك الموسیقی والمنطق وعاد إلی كتاب سیبویه، ولم ‌یقنع به بل درس آراء البصریین والكوفیین ونظر في دقائقها وأقوال علماء النحو الشهیرین، ولم یمض وقت حتی أصبح أحد العلماء الشهیرین، وإلیه انتهت رئاسة نحاة البصرة بعد المبرد والزجاج. ومع ذلك فقد ظل علی علاقته واحترامه للمبرد؛ فلما فضل أحد تلامیذه كتابه الأصول علی المقتضب للمبرد اضطرب بشدة (ابن الجوزي، 6/220؛ یاقوت، 18/197-198؛ القفطي، ن.م، 3/148-149؛ ابن الأنباري، نزهة…، 170).

وكانت آراء ابن السراج النحویة والذي یمكن أن یعد حلقة اتصال بین نحاة القرنین 3 و4هـ، موضع استناد النحویین الكبار لفترة طویلة. فقد اهتم الزجاجي بآرائه واعتمد علیها في الإیضاح (ص 50، 59) وكذلك الجوهري في الصحاح (1/132) وابن یعیش في شرح المفصل (5/87) والسخاوي في سفر السعادة (1/85، 121) وأبو حيان الغرناطي في تذكرة النحاة (ص 7، 10) وابن هشام في تخلیص الشواهد (ص 47، 154) ومغني اللبیب (1/280) وغیرهم.

وتتلمذ علیه عدد من أكبر نحاة القرن 4هـ، منهم أبو القاسم الزجّاجي (الزجاجي، 78-79) والسیرافي (السیرافي، 66، 69، 108) وأبو علي الفارسي (الزبیدي، 187؛ یاقوت، 7/233) وابن الجراح (یاقوت، 4/239) وعلي بن عیسی الرمّاني (أبو حیان التوحیدي، الإمتاع…، 2/196). وقد قرأ علیه أبوعلي الفارسي دیوان النابغة الذبیاني بروایة الأصمعي بالإضافي إلی كتاب سیبویه وتصریف المازني (ناصف، 1/15). وأورد المخزومي في كتاب مدرسة الكوفة (ص 90) أبا الطیب المتنبي في تلامیذه، غیر أن هذا لایشاهد في المصادر القدیمة. وكان یمیل كما سبق إلی مدرسة البصرة، ویبدي اهتماماً كبیراً بالقیاس في النحو، ویأخذ علی الكوفیین استنادهم إلی الشواذ والنوادر، ولذلك اعتبره عدد كالزجاجي (ص 59) والسیرافي (ص 108-109) وابن الأنباري (الإنصاف، 2/513) بصریاً، ولكن من الصعب اعتباره منتمیاً إلی مدرسة خاصة، ذلك أنه كان یخالف آراء سیبویه (ظ: ابن السراج، 3/462)، أو غیره من البصریین (ظ: القفطي، إنباه، 3/149) في كثیر من المسائل ویفضل علیهم أحیاناً آراء الكوفیین (ظ: السیوطي، همع…، 1/117، في مبحث جواز تقدیم أخبار الأفعال الناقصة)، أو البغدادیین (ظ: ابن جني، 2/54).

ویبدو أنه كان متبحراً أیضاً في قراءات القرآن، فقد استند أبو علي الفارسي في الحجة (1/4) إلی قوله في وجوده اختلاف القراءات في سورة البقرة. وكان له باع في فن الكتابة المعهودة في عصره، فقد أورد أبو حیان التوحیدي (الصداقة…، 218) نموذجاً من نثره المليء بالتكلف في رسالة إلی ابن الحارث الازي (وهي تنبئ أیضاً عن صداقة عمیقة بینهما). وكان ابن السراج ینظم الشعر أیضاً (ظ: الزبیدي، 112، 114) كما كان مكباً علی الموسیقی والغناء واللذة كما ذكرنا سابقاً (الذهبي، 14/484) فكان یهوی المطرب المعروف ابن یانس (الصفدي، 3/87؛ الذهبي، ن.ص). وأما قصة علاقته بالجاریة التي انتهت بزواجه منها (القفطي، المحمدون…، 472) فهي معروفة، وقد نظم فیها أبیاتاً أیضاً (ظ: الزبیدي، الصفدي، ن.ص).

وكانت تربطه صداقة ومصاحبة مع عدد من الشعراء والعلماء كابن الرومي (أبو حیان التوحیدي، الإمتاع، 1/27) وأبي بكر ابن مجاهد، وإسماعیل القاضي (ابن الأنباري، نزهة، 170)، والأوارجي الكاتب وعبد الله بن حمدان الموصلي (القفطي، إنباه، 3/146).

ولاتختلف المصادر في أنه توفي عام 316هـ (ظ: ابن الأنباري، ن.م، 171؛ الذهبي، القفطي، ن.ص؛ ابن الأثیر، 8/199). غیر أن الذهبي (ن.ص) یذكر أنه توفي في شیخوخته، والسیوطي (بغیة، 1/110) في شبابه. ویقول أبو حيان التوحیدي (الإمتاع، 3/216-217) إن الوزیر محمد ابن بقیة هو الذي قتله.

 

آثاره المطبوعة

1. الأصول في النحو، وتعود شهرة ابن السراج في الحقیقة إلی هذا الكتاب ولایعرف بدقة سبب إطلاق «الأصول» علی هذا الكتاب النحوي. وابن السراج یؤكد علی اتخاذه «الإیجاز» كلما أشار إلی غرضه من تألیف هذا الكتاب (ظ: 1/36)، وكأنه كان یرمي منذ البدء إلی جمع أشتات كتاب سیبویه المضطرب (وربما كان یحفظه) لیجمع كل مایعود إلی موضوع نحوي واحد تحت عنوان موحد ویخرجه من التشتت الذي اعتری كتاب سیبویه فتظهر القواعد في إطار متكامل. فبذلك یمكن الوصول بعد دراسة جمیع أشكال الجملة أو الكلمة، إلی قواعد أكثر شمولاً في كل باب من النحو أو الصرف. ولاشك في أن هذا الأمر دعا بعضهم إلی اعتبار ابن السراج مؤسس «علم أصول النحو» (مثلاً ظ: عید، «أ»). ولكنه لم ینجح إلا في جمع المواضیع النحویة وتبویبها، وبذلك هوّن الأمر إلی حدٍما علی الباحثین في هذا المجال، فأصبح من الممكن العثور علی كل موضوع في باب معین. ولكنه لم یستطع أن یضع قواعد عامة تتصف بالشمول في اللغة العربیة لیمكن وضعها تحت عنوان «أصول» النحو. ومن جانب أخر فإن ما جاء في كتابه من دراسة التغیرات اللفظیة للكلمات دون الاهتمام بدورها النحوي، أو دراسة التغیرات الصرفیة البحثة، وكذلك بیان مخارج الحروف، لهو أكثر مما نعتبره نحواً بمفهومه الأخص. وقد لاحظ ابن جني ذلك ورفض بصراحة في كتابه الخصائص (1/2) اعتبار هذا الكتاب بمثابة كتاب في أصول النحو، ویقول بذكاء إنه لم یستطع أحد حتی عهده من مدرسة الكوفة أو البصرة أن یؤلف كتاباً في هذا الموضوع. ولایعني هذا أننا ننكر قیمة هذا الكتاب وأهمیته الكبیرة، وتأثیره العمیق في المدارس النحویة. یقول یاقوت (18/198) عن هذا الكتاب: «مازال النحو مجنوناً حتی عقله ابن السراج بأصوله» ومما یدل علی قیمته وأهمیته تلك الشروح التي وضعها العلماء له بعده (ظ: حاجي خلیفة، 1/111). حق هذا الكتاب عبد الحسین الفتلي وطبعه في بیروت عام 1405هـ/1985م.

2. كتاب الخط، طبع باهتمام عبدالحسین محمد عام 1976م في مجلة المورد (ج5). وقد ذكر یاقوت (18/200) هذا الكتاب باسم الهجاء، ویری سزكین (IX/85) أن كتاب الهجاء هو نفس كتاب الخط.

3. كتاب العروض، نشر في مجلة كلیة الآداب (1972م).

4. الموجز في النحو، طبع لأول مرة في بیروت باهتمام مصطفی الشویمي وبن سالم الدامرجي عام 1965م.

 

آثاره المخطوطة

1. كتاب الاشتقاق، وهناك مخطوطة منه في مكتبة الشهید علي (GAS, VIII/I0I)؛ 2. الشكل والنقط، توجد في مكتبة صائب أفندي بأنقرة (GAS, IX/85). ویذكر القفطي (إنباه، 2/295) أن علیه شرحاً للرماني یبدو أنه مفقود.

 

الآثار المنسوبة إلیه

احتجاج القراء (یاقوت، 18/200)؛ أحكام الأشعار (حاجي خلیفة، 2/1048)؛ جمل الأصول، أو الأصول الصغیر (یاقوت، ن.ص)؛ الریاح والهواء والنار؛ شرح كتاب سیبویه؛ الشعر والشعراء (یاقوت، ن.ص)؛ علل النحو (القفطي، المحمدون، 473)؛ المواصات والمذكرات (یاقوت، ن.ص).

 

المصادر

ابن أبي أصیبعة، أحمد، عیون الأنباء، تقـ: أغوست مولر، القاهرة، 1299هـ/1882م؛ ابن الأثیر، الكامل؛ ابن الأنباري، عبد الرحمن، الإنصاف، القاهرة، 1364هـ؛ م.ن، نزهة الألباء، تقـ: إبراهیم السامرائي، بغداد، 1959م؛ ابن جني، عثمان، الخصائص، تقـ: محمدعلي النجار، القاهرة، 1371هـ/1952م؛ ابن الجوزي، عبد الرحمن، المنتظم، حیدرآباد الدكن، 1357هـ؛ ابن السراج، محمد، الأصول في النحو، تقـ: عبد الحسین الفتلي، بیروت، 1405هـ/1985م؛ ابن هشام، عبد الله، تخلیص الشواهد، تقـ: عباس مصطفی الصالحي، بیروت، 1406هـ؛ م.ن، مغني اللبیب، تقـ: محمد محیي ‌الدین عبد الحمید، القاهرة، مطبعة المدني؛ ابن یعیش، شرح المفصل، بیروت، عالم الكتب؛ أبو حيان التوحیدي، علي، الإمتاع والمؤانسة، تقـ: أحمد أمین وأحمد الزین، القاهرة، 1939م؛ م.ن، الصداقة والصدیق، تقـ: علي متولي صلاح، المطبعة النموذجیة؛ أبو حيان الغرناطي، محمد، تذكرة النحاة، تقـ: عفیف عبدالرحمن، بیروت، 1406هـ/1986م؛ أبو علي الفارسي، الحسن، الحجة، تقـ: علي النجدي ناصف وآخرون، القاهرة، 1385هـ/1965م؛ الجوهري، إسماعیل، الصحاح، تقـ: أحمد عبدالغفور، بیروت، 1404هـ؛ حاجي خلیفة، كشف؛ الذهبي، محمد، سیرأعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط وأكرم البوشي، بیروت، 1404هـ/1984م؛ الزبیدي، محمد، طبقات النحویین واللغویین، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1973م؛ الزجاجي، أبو القاسم، الإیضاح في علل النحو، تقـ: مازن المبارك، بیروت، 1406هـ/1986م؛ السخاوي، علي، سفر السعادة، تقـ: محمد أحمد الدالي، دمشق، 1403هـ/1983م؛ السیرافي، الحسن، أخبار النحویین البصریین، تقـ: فریتس كرنكو، بیروت، 1936م؛ السیوطي، بغیة الوعاة، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1384هـ؛ م.ن، همع الهوامع، تقـ: محمد بدر الدین النعساني، قم، 1405هـ؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: س. دیدرینغ، دمشق، 1953م؛ عید، محمد، أصول النحو العربي، القاهرة، 1973م؛ القفطي، علي، إنباه الرواة، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1371-1374هـ/1952-1955م؛ م.ن، المحمدون من الشعراء وأشعارهم، تقـ: ریاض عبد الحمید مراد، دمشق، 1395هـ/1975م؛ المخزومي، مهدي، مدرسة الكوفة، القاهرة، 1377هـ/1958م؛ ناصف، علي النجدي، مقدمة وتحشیة علی الحجة (ظ: همـ، أبو علي الفارسي)؛ یاقوت، الأدباء؛ الیغموري، یوسف، نور القبس المختصر من المقتبس، تقـ: رودلف زلهایم، فیسبادن، 1384هـ/1964م؛ وأیضاً:

GAS.

عنایت‌ الله فاتحي‌ نژاد/ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: