الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / ابن السلار /

فهرس الموضوعات

ابن السلار

ابن السلار

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/15 ۱۸:۱۱:۴۲ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ السَّلّار، أبو الحسن علي، الملقب بالملك العادل سیف ‌الدين (مقـ 6 محرم 548هـ/3 نیسان 1153م)، وزیر الخلیفة الفاطمي الظافر بمصر.

كان من أصل كردي؛ ذكر ابن خلكان أسمه أبا منصور علي بن إسحاق (3/416). وكان والده من عساكر وأصحاب سُقمان بن أرتُق أمیر الشام، فلما استولی الوزیر الفاطمي الشهیر الأفضل أمیر الجیوش، علی بیت المقدس في 491هـ/1098م، ضم إلی عساكره بعضاً من أمراء سقمان؛ وكان منهم والد علي، المعروف بالسلار فأكرمه ولقبه بـ «ضیف الدولة»، كما أكرم ابنه علیاً وألحقه بفرقة «صبیان الحُجَر» وهي مجموعة تشبه «فرسان الهیكل»، أو «الفرسان المضیفون» من الصلیبیین. فاق أبو الحسن أقرانه بفطنته وشجاعته (ابن خلكان، 3/418). فولاه الحافظ الفاطمي إمارة الإسكندریة حوالي 540هـ (الشیّال، 137). وفي جمادی الآخرة 544 ولي الظافر الفاطمي الخلافة، فاستوزر نجم ‌الدين سلیم ابن مصال، إلا أن ابن السلار الذي كان یطمع بالوزارة حین تغیرت الخلافة (قا: سالم: 195، الذي أشار إلی دور ابن السلار في تولي الظافر الخلافة) اتجه إلی القاهرة مع أصحابه وعساكره الذین كانوا من المغاربة والبربر (ابن الدواداري، 6/552). وقام الظافر بتدبر الأمر ودعا أمراء الدولة للمشورة. ویذكر ابن منقذ الذي كان حاضراً آنذاك أن الأمراء أعربوا أولاً عن ولائهم للخلیفة ولابن مصال، إلا أن أمیراً باسم لكرون أید ابن السلار فتبعه الآخرون، فهبوا لمساعدة ابن السلار فأعطی الخلیفة لابن مصال مالاً كثیراً لیعد العدة ویدفع ابن السلار (ص 7)، ویضیف ابن منقذ أن ابن مصال خرج إلی الحوف وهي قریة في شرقي دلتا النیل وحشد من قبیلة لَواتة من بربر إفریقیة الشمالیة ومن جند مصر والسود خلقاً كثیراً (ص 8).

دخل ابن السلار القاهرة في شعبان 544 واضطر الخلیفة إلی استیزاره رسمیاً (ابن خلكان، 3/416؛ ابن الدواداري، 6/556)، ولقبه بالملك العادل (ابن منقذ، 8). ویذكر ابن الدواداري (ن.ص) أنه نعت بالسید الأجل الأفضل، ثم نعت نفسه بالعادل. ولما كان ابن السلار یستشعر الخطر من جانب ابن مصال فقد سیّر ربیبه عباس بن أبي الفتوح (أو عیاش: القلقشندي، 13/242) لمواجهة ابن مصال الذي كان یتأهب لقتاله، فهزمه عباس في دَلاص وقتله وبعث برأسه إلی القاهرة (ابن منقذ، ن.ص). وبهذا تولی ابن السلار الوزارة دون أي منافس وسعی كما ذكر ابن القلانسي (ص 482) في إصلاح وترتیب الأجناد، وإطلاق رواتبهم، فهدأت النائرة. ولم یبق للخلیفة نفوذ وحكم مع وجود مثل هذا الوزیر القوي (ابن الأثیر، 11/142)، ولهذا فلاغرو أن یثیر تسلط هذا الوزیر الشافعي في الجهاز الحاكم للخلافة الفاطمیة، حفیظة الخلیفة فسعی لقتله؛ إلا أن ابن السلار اطلع علی هذه المؤامرة فأحبطها بقتل الأفراد الذین تواطؤوا مع الخلیفة (ابن منقذ، 9).

كان بیت المقدس حینئذ في ید الصلیبیین ومدینة عسقلان الواقعة علی الساحل الجنوبي من فلسطین بید الفاطمیین وتمثّل خطراً یهدد سلطة الصلیبیین في فلسطین. ولذا فقد بادر سلطان بیت المقدس بالدوین في 545هـ إلی ترمیم قلعة غزة لیجعلها مركزاً لهجماته علی عسقلان (رانسیمان، 2/393). ومن جانب آخر بعث ابن السلار الأمیر أسامة بن منقذ سفیراً إلی نور الدین زنكي الذي كان قد حاصر دمشق لیحفزه علی مهاجمة طبریة التي كانت في أیدي الصلیبیین. كان وعد بإرسال أسطول مصري للهجوم علی سواحلهم وموانئهم، وكان هدف ابن السلار من هذا لفت أنظار الصلیبیین إلی طبریة فیهجم هو علی غزة (ابن منقذ، 10). ومع أن نور الدین زنكي لم یلب دعوة ابن السلار، إلا أنه أنفذ مع ابن منقذ عدداً من عساكره. فدخل نورالدین عسقلان ووقاد معارك ضد الصلیبیین لمدة عامین ثم عاد بأمر من ابن السلار إلی مصر (رانسیمان، ن.ص؛ ابن منقذ، 14، 16). وفي أواخر 547هـ أرسل ابن السلار جیشاً إلی بلبیس بقیادة عباس بن أبي الفتوح لمحاربة الصلیبیین. وأشار ابن منقذ (ص 18، 19) إلی أن ناصر ‌الدين ابن عباس ترك المعسكر بعد فترة بغیر إذن من الوزیر وعاد إلی القاهرة، فأمره ابن السلار الذي كان یظن أنه دخل القاهرة للعب والفرجة وللضجر من المقام في المعسكر، بالرجوع إلی العسكر وهو غافل عن أن ناصرالدین كان قد عاد إلی القاهرة بتواطؤ مع الخلیفة الظافر ضده لتنفیذ تلك المؤامرة. فجند ناصر الدین أحد حجاب الوزیر لتنفیذ مؤامرته، وقتل الوزیر علی ید غلمان ناصر الدین وبمعونة ذلك الحاجب. ویقال إن ناصر الدین قتله بنفسه (أبو شامة، 2/91). ویعتقد ابن الأثیر أن لابن منقذ یداً في قتل ابن السلار وهو الذي حرّض عباساً علی قتله (11/184، 191). ویؤكد ابن خلكان أیضاً علی أن ابن منقذ تواطأ مع عباس بن أبي الفتوح علی قتل ابن السلار واتفقا علی أن یباشر ذلك ولده ناصر الدین (3/418). وكان عباس هذا – وهو ربیب ابن السلار– ابن أبي الفتوح بن یحیی من أمراء بني الزیدي؛ وكان أبوه أبو الفتوح قد نفي في 509هـ/1115م إلی مصر وتوفي بعدها بقلیل، وتزوجت بعده امرأته بلّارة أم عباس الذي كان في سن الرضاعة، بابن السلار (ابن الأثیر، 11/142) وقد أحسن ابن السلار تربیة عباس (م.ن، 11/185) وكان ابنه ناصر الدین من المقربین لدیه وممن یدخلون علیه بغیر إذن (أبو شامة، ن.ص).

كان ابن السلار جباراً ظالماً شدید البأس صعب المراس (ابن شاكر، 17/68: وقائع 548هـ)؛ وذكر ابن خلكان قصة مخیفة في تأیید خصلته هذه، ومع كل هذا فقد قیل إنه كان یمیل إلی أرباب الفضل والصلاح وكان كثیر الإجلال لهم (3/417)، حیث أنه عندما كان والیا علی الإسكندریة بنی فیها عام 544هـ مدرسة لأبي طاهر أحمد بن محمد، المعروف بالحافظ السلفي (تـ 576هـ/1180م) الفقیه والمحدث واللغوي الشافعي الشهیر ووقف علیها وقفاً. وكانت تعد المدرسة الوحیدة للشافعیة (ابن الجوزي، 8(1)/361-362؛ الشیال، 137، 138)،وتعرف باسم العادلیة (نسبة إلی العادل) والسلفیة والشافعیة (الحسني، 1/35؛ أبو شامة، ن.ص). وبنی ابن السلار في القاهرة أیضاً مساجد، و نسب إلیه مسجد بظاهر مدینة بلبیس (ابن خلكان، 3/417).

 

المصادر

ابن الدثیر، الكامل؛ ابن الجوزي، یوسف، مرآة الزمان، حیدرآباد الدكن، 1370هـ/1951م؛ ابن خلكان، وفیات؛ ابن الدواداري، أبوبكر، كنز الدرر، تقـ: صلاح ‌الدين المنجد، القاهرة، 1380هـ/1961م؛ ابن شاكر، محمد، عیون التواریخ، مخطوطة أحمد الثالث بتركیا؛ ابن القلانسي، حمزة، تاریخ دمشق، تقـ: سهیل زكار، دمشق، 1403هـ/1983م؛ ابن منقذ، أسامة، الاعتبار، تقـ: فیلیب حتی، برینستون، 1930م؛ أبو شامة، عبد الرحمن، كتاب الروضتین، القاهرة، 1288هـ؛ الحسني، بهیجة، مقدمة معجم السفر تألیف صدر الدین السلفي، بغداد، 1398هـ/1978م؛ رانسیمان، إستیون، تاریخ جنگهاي صلیبي، تجـ: منوچهر كاشف، طهران، 1360ش؛ سالم، عبد العزیز، تاریخ الإسكندریة وحضارتها، الإسكندریة، 1969م؛ الشیال، جمال ‌الدين، أعلام الإسكندریة، القاهرة، 1484هـ/1965م؛ القلقضندي، أحمد، صبح الأعشی، القاهرة، 1383هـ/1963م.

صادق سجادي/خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: