ابن الساعي، أبوطالب
cgietitle
1442/11/14 ۲۳:۵۶:۴۹
https://cgie.org.ir/ar/article/233531
1446/10/20 ۰۳:۳۶:۰۹
نشرت
3
اِبْنُ السّاعي، أبو طالب تاج الدين علي بن أنجب البغدادي (593-674هـ/1197-1276م)، المعروف بالخازن (ابن الفوطي، مجمع الآداب، 4(2)/666)، مؤرخ وأدیب وحافظ شافعي. اختلف المؤرخون في اسم جده، فقال البعض إن عثمان بن عبد الله (أو عُبید الله السلامي: ابن العماد، 5/343) بن عبد الرحمن بن عبد الرحیم والد أنجب وجد أبي طالب علي (ابن قاضي، 2/178؛ قا: ابن رافع، 137). وقال آخرون إن عبد الله بن عمار بن عبید الله هو والد أنجب وجد أبي طالب علي (ابن الفوطي، الحوادث الجامعة، 389). ثم لایُعرف هل «الساعي» كان شغلاً ولقباً لأنجب (والد أبي طالب علي) أم لأحد أجداده.
لاتتوفر معلومات دقیقة عن فترة شبابه وتلمذته ولكن یمكن العثور علی أسماء كثیر من شیوخه وأساتذته في مختلف الكتب بما فیها مصنفاته. قرأ القراءات علی أبي البقاء عبد الله العُكبري (ابن قاضي، 2/179)، وسمع الحدیث من أبي عبد الله ابن الدبیثي (ابن الساعي، الجامع المختصر، الفهرس)، وعلي بن محمد بن علي الموصلي، وأبي القاسم سعید بن معالي النحّاس، وأجاز له روایة الحدیث أبو الیمن الكندي (ابن رافع، ن.ص)، وقرأ علی ابن النجار كتابه تاریخ بغداد (ابن قاضي، 2/180)، وأوصی إلیه ابن النجار حین وفاته (ابن كثیر، 13/270). وسمع صحیح البخاري من الحسن والحسین ابني المبارك ابن الزبیدي وأبي بكر محمد بن أحمد بن القطیعي (ابن رافع، ن.ص)، ومع هذا قیل إنه لم یكن بالحافظ ولا الضابط المتقن (ابن كثیر، ن.ص)، وكانت له نزعة صوفیة، فضلاً عن إلمامه بالعلوم الشائعة آنذاك، فذُكر أنه لبس الخرقة من شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي (الذهبي، تذكرة، 4/1469). وإن كانت ثمة مبالغة فیما قیل من لبسه الخرقه وهو في الخامسة عشرة أي في عام 608هـ (ابن رافع، ن.ص).
ولاتتوفر معلومات دقیقة عن تلامذته أیضاً، ولكن یتبین من المصادر أن كلاً من أبي محمد عبد المؤمن بن خلف الدمیاطي بالنظامیة، وتقي الدين محمود بن علي الدقوقي، وأبي الفضل ابن الفوطي سمعوا منه ورووا عنه (م.ن، 137-138؛ الذهبي، ذیول العبر، 4/96). كما كان عبد الرحمن سنبط الإربلي صاحب خلاصة الذهب المسبوك، وابن الفوطي المذكور آنفاً من أبرز تلامذته (مصطفی جواد، مقدمة الجامع المختصر، «ط»). ولانعرف أین كان یدرّس ابن الساعي، ویحتمل أنه كان یحدّث أو یدرّس في المستنصریة والنظامیة بعد سقوط بغداد علی ید هولاكو في 656هـ/1258م، لأنه كان خازناً لكتب هاتین المدرستین لفترة طویلة (الذهبي، تذكرة، ن.ص؛ ابن رافع، 138)، حتی إن البعض لقّبه بـ «الخازن». وقیل إنه لجأ مع عز الدین ابن أبي الحدید شارح نهج البلاغة، وأخیه موفق الدين ابن أبي الحدید إلی بیت ابن العلقمي وزیر المستعصم أثناء غزو هولاكو لبغداد فنجوا من القتل (ناجي معروف، 2/337). ویبدو أن الخواجة نصیرالدین الطوسي فوّض إلیهم أمر خزائن الكتب ببغداد بعد سقوطها (مصطفی جواد، مقدمة نساء الخلفاء، 19).
ولم یتحدث عنه الكتّاب الذین عاصروه، غیر أن المؤلفین الذین تلوه أثنوا علیه ونعتوه بالفقیه، والحافظ، والمحدث، والمؤرخ، والشاعر (الإسنوي، 2/70، 71؛ ابن قاضي، 2/179). وعدّه السیوطي في طبقة الحفّاظ العشرین (ص 512)، وابن الداودي (1/400) في طبقة المفسرین. وأخیراً توفي ببغداد (الإسنوي، 2/71)، ودُفن بمقبرة الشونیزیة بالجانب الغربي من بغداد وهي مقبرة الصوفیة (ناجي معروف، 2/337؛ مصطفی جواد، ن.م، 23). وكان قد وقف كتبه علی النظامیة ببغداد قبل موته (الإسنوي، ن.ص).
كان ابن الساعي في العصر الذي لابد أنه عصر ازدهار كتابة التاریخ، وظهرت فیه مصنفات مهمة لعدد من المؤرخین الكبار كعز الدین ابن الأثیر وابن خلكان، محظوظاً في التألیف، حتی قیل إنه حصّل بذلك مالاً كثیراً، وإنه ما كان یكتب مجلداً من التاریخ إلا ویحصل له في مقابله المائة دینار والثلثمائة (ابن رافع، 139؛ قا: روزنثال، 57,58؛ مصطفی جواد، مقدمة نساء الخلفاء، 20). وورد أن آثاره تبلغ 133 مجلداً (ن.ص)، إلا أنه یشك في صحتها. فبعض آثاره مثلاً عُرفت بعدة أسماء تصورها بعضهم أنها أسماء لعدة كتب والحال أنها تعود لكتاب واحد (ظ: فهرس آثاره)، كما أن بعض الآثار المنسوبة إلیه لاتعدو كونها عناوین فصول كتبه الكبیرة، بل إن منها ما نُسب إلیه خطأً (مثلاً: مصطفی جواد، مقدمة الجامع المختصر، «ر، ش، خ»). ومن میزات آثاره، اهتمامه بتسجیل تاریخ الخلفاء. ومن المحتمل أن یكون قد كتبها في الفترة التي عاشها بعد انقراض الدولة العباسیة، والتي بلغت نحو 20 عاماً. وقد بقیت تلك التآلیف مراجع مهمة، كثیرة المادة والنفع للمؤرخین فاستمدوا منها، منهم ابن الفوطي في مجمع الآداب والحوادث الجامعة، وعبد الرحمن سنبط الإربلي في خلاصة الذهب المسبوك، وابن كثیر في البدایة والنهایة، والغساني في العسجد المسبوك، بل إن بعض آثار ابن الساعي عُرف عن هذا الطریق.
وعلی أي فإن الآثار المنسوبة إلیه والتي استطعنا التعرف علیها من كتب المؤرخین وكتّاب الفهارس المتقدمین والمتأخرین عبارة عن: الأحادیث الثمانیة الغالیة (حاجي خلیفة، 1/14)، وأوردها ابن رافع (ص 138) الأحادیث الیمانیة، وهو غیرصحیح، فالمعروف هو الثمانیات في الحدیث؛ أخبار الأدباء، في 5 مجلدات (حاجي خلیفة، 1/25)؛ أخبار الحلاج (م.ن، 1/26)؛ أخبار الخلفاء [الأربعة أو الراشدین] (م.ن، 2/293)؛ أخبار الرُّبُط والمدارس (م.ن، 1/27)؛ أخبار الطاهر (ابن رافع، ن.ص)؛ أخبار قضاة بغداد (حاجي خلیفة، 1/29)، ویحتمل أن یكون نفس القضاة والشهود ببغداد (ابن رافع، ن.ص)، أو تاریخ الشهود والحكام ببغداد (حاجي خلیفه، 1/296)؛ أخبار المصنفین، في 6 مجلدات (م.ن، 1/30)؛ أخبار من أدركت خلافة ولدها من جهات الخلفاء [أو من نساء الخلفاء] (ابن الساعي، نساء الخلفاء، 43؛ البستاني، 3/159)؛ الأخبار النبویة، مع شرحه في 3 مجلدات (ابن رافع، ن.ص)؛ أخبار الوزراء في دولة الأئمة الخلفاء (روزنثال، 413)، ویبدو أنه نفس تاریخ ابن الساعي (حاجي خلیفة، 1/309)؛ إرشاد الطالب إلی معرفة المذاهب (ابن رافع، ن.ص)؛ الإشارة الموفقیة في أخبار علماء الدولة البویهیة (الإربلي، 260) وقد أسماه البستاني (ن.ص) الإرشادات…؛ اعتبار المستبصر في سیرة المستنصر (ابن رافع، ن.ص)، وأسماه حاجي خلیفة (2/1016) سیرة المستنصر؛ الأقتفاء (ابن الفوطي، مجمع الآداب، 4(2)/793)، وأطلق علیه مصطفی جواد (مقدمة نساء الخلفاء، 25) الاقتفاء في ذیل طبقات الفقهاء؛ الإیضاح عن الأحادیث الصحاح (ابن رافع،ن.ص)؛ الإیناس بمناقب العباس (حاجي خلیفة، 1/215) ویُعرف أیضاً بأسماء أخری مثل مناقب الخلفاء العباسیین (ابن رافع، ن.ص)؛ بشارة من بلغ الثمانین من العمر (البستاني، ن.ص)؛ بغیة القاصدین في معرفة القضاة والمعدّلین (ابن الفوطي، ن.م، 4(1)/245)، وغالب الظن أن یكون اسماً آخر لكتاب القضاة والشهود ببغداد (ابن رافع، ن.ص)؛ تاریخ ابن الساعي، والمعروف أیضاً بأخبار الخلفاء، أو تاریخ الخلفاء، والذي یتألف من 26 أو –علی قول آخر– أكثر من 30 مجلداً (ابن قاضي، 2/179؛ حاجي خلیفة، 1/278، 279)؛ الجامع المختصر في عنوان التواریخ وعیون السیر، في 25 مجلداً، وقد ذیّله ابن الفوطي (م.ن، 1/573)، والمجلد التاسع منه هو الجزء الوحید الباقي منه وقد نشر ببغداد بتحقیق مصطفی جواد؛ الحث علی طلب الولد (م.ن، 1/630)؛ الذیل علی ذیل تاریخ بغداد لأبي بكر المارستاني (مون، 1/288)؛ الذیل علی طبقات الشافعیة لأبي إسحاق الشیرازي، في 7 مجلدات (م.ن، 2/1100)؛ الذیل علی الكامل لابن الأثیر، في 5 مجلدات (الذهبي، تذكرة، 4/1469؛ ابن قاضي، ن.ص)؛ الذیل علی كتاب الوزراء للصاحب بن عباد [؟] (حاجي خلیفة، 2/1469)؛ الروض الناضر في أخبار الإمام الناصر (ابن الفوطي، مجمع الآداب، 4(1)/78؛ الإربلي، 282)؛ سیرة المستعصم؛ شرح الفصیح لثعلب (ابن رافع، 138)؛ نهایة الفوائد الأدبیة في شرح المقامات الحریریة، في 25 مجلداً (حاجي خلیفة، 2/1781) وكذلك شرح موجز للمقامات في مجلد واحد؛ شرح نهج البلاغة (ابن رافع، ن.ص)؛ شرط المستنصریة (حاجي خلیفة، 2/1044)؛ شعراء الزمان، في 10 مجلدات (ابن قاضي، ن.ص؛ حاجي خلیفة، 1/1048)؛ غرر المحاضرة ودرر المكاثرة (م.ن، 2/1202)؛ غزل الظراف ومغازلة الأشراف، في مجلدین (مصطفی جواد، مقدمة الجامع المختصر، «ث»)؛ القلائد الدریة في المدائح المستعصمیة (عوّاد، 558)؛ كتاب الزهاد (ابن الفوطي، الحوادث، 389)، وهو آخر مؤلفاته؛ كشف الكلمات العربیة؛ المحب والمحبوب (ابن رافع ن.ص)؛ مختصر أخبار الخلفاء، وقیل إنه نفس كتابه التاریخ (سركیس، 115؛ زیدان، 3/214)، لایتحدث إلا عن تاریخ العباسیین، طبع في بولاق (1309هـ/1892م)؛ مختصر تفسیر البغوي (السیوطي، 512)؛ المدائح الوزیریة (البستاني، ن.ص)؛ مقطوعة شعریة في رثاء والدة الناصر لدین الله العباسي (ابن الساعي، الجامع المختصر، 9/279)؛ مشیخة علي بن أنجب في 20 أو –علی قول آخر– في 10 مجلدات (حاجي خلیفة، 2/1697؛ ابن العماد، 5/343، 344) وقال بعضهم إنه من تألیف محمد بن أنجب (ظ: كوپریلي، 2/245)؛ معجم الأدباء، في 5 مجلدات (ابن قاضي، ن.ص)؛ المعلم الأتابكي (ابن الفوطي، مجمع الآداب، 4(3)559)؛ مقابر بغداد (ماسینیون، I/277)، وهو نفس كتاب المقابر المشهورة والمشاهد المزورة (حاجي خلیفة، 2/1778)، توجد نسخة منه في مكتبة مصطفی توفیق أفندي في آماسیة (ششن، 2/234)؛ المناقب العلیة لمدرّسي المدرسة النظامیة (ابن رافع، 138)؛ منهاج الطالبین في معرفة نقباء العباسیین (عوّاد، 558)؛ نزهة الأبصار في معرفة نقباء الأسرة الأطهار (ابن الساعي، الجامع المختصر، 9/79)؛ نزهة الأبصار في أخبار ابني المستعصم بالله العباسي (مصطفی جواد، مقدمة نساء الخلفاء، 31؛ قا: حاجي خلیفة، 2/1938)؛ نزهة الراغب المعتبر في سیرة الملك قشتمر (ابن الساعي، ن.م، 9/43)؛ نساء الخلفاء، والمعروف بجهات الأئمة الخلفاء من الحرائر والإماء، تحقیق مصطفی جواد، والمطبوع بالقاهرة؛ ولاة خوزستان (مصطفی جواد، مقدمة نساء الخلفاء، 32)؛ وثلاثة كتب أخری: بلغة الظرفاء، وحسن الوفاء لمشاهیر الخلفاء، ونظم منثور الكلام، نسبها البستاني (ن.ص) ومصطفی جواد (مقدمة الجامع المختصر، «خ، ش، ر») إلی ابن الساعي نقلاً عن حاجي خلیفة.
ابن الدادي، محمد، طبقات المفسرین، بیروت، 1403هـ/1983م؛ ابن رافع السلامي، محمد، منتخب المختار، تقـ: عباس العزاوي، بغداد، 1357هـ/1938م؛ ابن الساعي، علي، الجامع المختصر، تقـ: مصطفی جواد، بغداد، 1353هـ/1934م؛ م.ن، نساء الخلفاء، تقـ: مصطفی جواد، القاهرة، 1960م؛ ابن العماد، عبد الحي، شذرات الذهب. القاهرة، 1351هـ؛ ابن الفوطي، عبد الرزاق، الحوادث الجامعة، تقـ: محمدرضا الشیبي ومصطفی جواد، بغداد، 1351هـ/1932م؛ م.ن، مجمع الآداب، تقـ: مصطفی جواد، القاهرة، 1965م؛ ابن قاضي شهبة، أبوبكر، طبقات الشافعیة، تقـ: الحافظ عبد العلیم خان، حیدرآباد الدكن، 1399هـ/1979م؛ ابن كثیر، البدایة؛ الإربلي، عبد الرحمن، خلاصة الذهب المسبوك، تقـ: مكي السید جاسم، بغداد، 1964م؛ الإسنوي، عبد الرحیم، طبقات الشافعیة، تقـ: عبد الله الجبوري، بغداد، 1391هـ/1971م؛ البستاني؛ حاجي خلیفة، كشف؛ الذهبي، محمد، تذكرة الحفاظ، حیدرآباد الدكن، 1333- 1334هـ؛ م.ن، ذيول العبر، تقـ: محمد السعید بن بسیوني، بیروت، 1405هـ/1985م؛ زیدان، جرجي، تاریخ آداب اللغة العربیة، تقـ: شوقي ضیف، القاهرة، 1957م؛ سركیس، معجم المطبوعات العربیة والمعربة، القاهرة، 1346هـ/1928م؛ السیوطي، طبقات الحفاظ، بیروت، 1403هـ/1983م؛ ششن، رمضان، نوادر المخطوطات العربیة، بیروت، 1400هـ/1980م؛ عواد، كوركیس وعبدالحمید العلوجي، جمهرة المراجع البغدادیة، بغداد، 1962م؛ كوپریلي، المخطوطات؛ مصطفی جواد، مقدمة الجامع المختصر (ظ: همـ. ابن الساعي): م.ن، مقدمة نساء الخلفاء (ظ: همـ. ابن الساعي)؛ ناجي معروف، تاریخ علماء المستنصریة، القاهرة، 1396هـ/1976م؛ وأیضاً:
Massignon, Louis, La passion de Husayn ibn Mansur Hallaj, Paris, 1975; Rosenthal, Franz, A History of Muslim Historiography, Leiden, 1968.
صادق سجادي/ت.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode