الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن الزبیر، أبوالحسین /

فهرس الموضوعات

ابن الزبیر، أبوالحسین

ابن الزبیر، أبوالحسین

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/14 ۱۲:۳۹:۰۱ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ الزُّبَیر، أبو الحسین أحمد بن علي بن إبراهیم الأسواني، الملقب بالقاضي الرشید، شاعر وعالم من القرن 6هـ. ینتسب إلی قبیلة غسّان (فخذ بن الأزد) (ظ: ابن خلكان، 1/163؛ الیافعي، 3/369)، یكنی بأبي الحسن أیضاً (مثلاً ظ: الأدفوي، 98؛ الإسنوي، 1/116؛ أبو مخرمة، 2/4).

ولد بأسوان ونشأ بها في أسرة ثریة كبیرة جُل أفرادها كانوا من ذوي المناصب العلیا (السلفي، 48؛ یاقوت، 1/400؛ الصفدي، 7/220). كان جده إبراهیم حاكماً بقوص في 472هـ (ظ: الأدفوي، 67)، وأبوه فاضلاً وشاعراً (م.ن، 364). وعُدّ أخوه المهذب (ظ: ن.د، ابن الزبیر، أبو محمد) أفضل منه في الشعر (یاقوت، 2/942). ذكر عماد الدین الكاتب أن ابنه علیاً یقرض الشعر أیضاً (1/202). درس في مسقط رأسه علی أساتذة أمثال ابن موقن وابن بركات السعیدي وابن القطاع وغیرهم، وسمع بالیمن والإسكندریة من علی بن النضر الأسواني وأبي طاهر السلفي صاحب معجم السفر (السلفي، ن.ص؛ الأدفوي، 98؛ المقریزي، المقفی…، 1/533). وعبّر عنه محمد بن عیسی الیمني بأستاذه في الهندسة (عماد الدین، 1/201؛ الأدفوي، 99). وأورد یاقوت أنه أجاب عن مسألة في علم اللغة عجز عنها الآخرون ألقاها الصالح وزیر الفائز (حكـ 549-555هـ) علی جماعة من الفضلاء (1/402).

ولایُعرف علی وجه الدقة متی غادر أسوان، لكن قیل إنه انتقل إلی قوص في مطلع صباه (فروخ، 3/327)، فتولی مطبخ الأمیر (ظ: یاقوت، 1/401؛ المقریزي، ن.م، 1/535).

وتشیر بعض المصادر إلی أنه خرج إلی الیمن في ربیع الأول 539 كداع إسماعیلي بأمر من الخلیفة الفاطمي الحافظ لدین الله (حكـ 525-544) (ابن میسّر، 2/86؛ الأدفوي، 102؛ المقریزي، اتعاظ…، 3/179، 289؛ الهمداني، 190، 191؛ قا: الشامي، 2/77، الذي أرّخ تلك المهمة عام 534هـ). ورحّب به في الیمن القاضي أبو بكر (تـ 552هـ) (ابن سمرة، 167). وتولی القضاء هناك ولُقِّب بألقاب عدیدة كقاضي القضاة وداعي الدعاة وعلم المهتدین، وأفاد منه البعض (ن.ص؛ یاقوت، 1/400؛ الأدفوي، ن.ص؛ الصفدي، 7/223؛ المقریزي، المقفی، 1/534؛ أبو مخرمة، 2/5-6). ویحتمل أنه قصد عدن أولاً في سفره إلی الیمن (ظ: م.ن، 2/6).

ذكر یاقوت لما استقر ابن الزبیر بالیمن سمت نفسه إلی رتبة الخلافة فسعی فیها، وأجابه قوم وسُلّم علیه بها، وضُربت له السكة، مما أثار غضب الخلیفة الفاطمي علیه، ولم یمر وقت طویل حتی قُبض علیه وحُمل إلی قوص، فحُبس بأمر الأمیر طرخان سلیط. وقیل إنه حُبس في المطبخ الذي كان قد تولاه قدیماً (1/400؛ أیضاً ظ: الصفدي، ن.ص). ویبدو أن یاقوتاً قد بالغ في روایته، لاسیّما وأنّ الأدفوي قال: «قد وقفت علی محضر كتبه بالیمن، فیه خط جماعة كثیرة، أنه لم یدّع الخلافة، رأیت المحضر بأسوان» (ن.ص)، وأنه لم یلبث أن خرج من السجن مكرّماً بأمر الصالح (یاقوت، ن.ص). ویُستشف من روایة المقریزي (المقفی، ن.ص) أیضاً أنه كان یفكر بالخلافة، إلا أنه لم یفصح عن ذلك أبداً. وهناك تفسیران لإطلاق سراحه: الأول للصداقة التي تربط أخاه المهذب بالصالح (یاقوت، ن.ص؛ الصفدي، 7/224)، والثاني عندما ادعی ابن الزبیر الخلافة قبض علیه رجل یعرف بالداعي فمدحه المهذب بقصیدة دعته إلی إطلاق سراحه (ظ: یاقوت، 2/942).

وروت بعض المصادر سبب إلقاء القبض علی ابن الزبیر كالآتي: إنه مدح علي بن حاتم الهمداني أمیر صنعاء (حكـ 545هـ) وذمّ الفاطمیین، مما أدی إلی القبض علیه ومصادرة أمواله، ثم عاد إلی مصر بعد فترة (ابن خلكان، 1/163؛ ابن العماد، 4/197؛ الصنعاني، 1/163-164). وهناك روایة أخری تكشف عن قربه من الأمیر علي بن حاتم، وقیل إنه هندس وعمّر للأمیر داراً علی صفة قصور الخلفاء الفاطمیین ظلت قائمة إلی أن خربها المتوكل (حكـ 763- 779هـ) لمّا دخل صنعاء (م.ن، 1/166).

وفي 30 محرم 549 توجه إلی القاهرة وحضر مع باقي الشعراء مأتم الظافر (حكـ 544-549هـ)، وأنشد قصیدة في رثائه تأثر بها الحاضرون وانثالت علیه العطایا واستعاد منزلته في بلاط الفاطمیین (یاقوت، 1/401؛ الصفدي، 7/222)، وقد أورد البعض هذه القصیدة مع تغییر طفیف في مطلعها قالوا إن ابن الزبیر أنشدها في مدح الصالح (ظ: عماد الدین، 1/201).

وأوردت بعض المصادر خطأً خروج ابن الزبیر إلی الیمن في هذه المرحلة من حیاته (مثلاً ظ: السیوطي، 1/337). ولم تتوفر لدینا معلومات عن حیاته منذ هذا التاریخ وحتی عام 559هـ عندما ولي النظر بثغر الإسكندریة في الدواوین السلطانیة بغیر اختیاره (ظ: السلفي، 48؛ المقریزي، المقفی، 1/534)؛ غیر أننا نعلم أنه ظل في هذا المنصب لمدة 4 سنوات (الإسنوي، 1/117). وفي 562 هـ رافق شیركوه (ولي وزارة العاضد الفاطمي في 563هـ) وابن أخیه، صلاح ‌الدین الأیوبي، في التصدي للغزو الصلیبي، فحقد علیه شاوَر وزیر العاضد وعیّن القاضي أبا منصور ناظراً علی الدیوان بدلاً منه، وأصدر أمراً بإلقاء القبض علیه، فاعتقل بالقرب من برقة وحُمل إلی القاهرة، فأمر بإشهاره علی جمل وعلی رأسه طرطور ووراءه جلواز ینال منه، ثم شنق بعد تعرضه لما لایُطاق من التعذیب (یاقوت، 1/402-403؛ الصفدي، 7/224؛ المقریزي، ن.ص، أیضاً اتعاظ، 3/288-289). ویبدو أن ذلك كان بسعي من عُمارة الیمني (تـ 569هـ) لدی شاور (ظ: الصفدي، 7/225). وقال البعض إنه قد ضُربت عنقه وصُلب عند أحد المساجد (الأدفوي، 101؛ المقریزي، ن.م، 3/288).

ویصرح الصنعاني (1/161، 166) أنه كان علی المذهب الإسماعیلي (أیضاً ظ: آقابزرگ، 5/153)، وكما رأینا من قبل أن الحافظ قد بعثه كداع إلی الیمن، ومع هذا یعده الإسنوي شافعیاً (1/116). وأثنت المصادر علی منزلته العلمیة وقالت إنه كان متضلعاً من الفقه والنحو والعروض واللغة والأنساب والتاریخ والطب والموسیقی والنجوم والمنطق والهندسة (یاقوت، 1/400؛ ابن خلكان، 1/161-162؛ الأدفوي، 98).

ورغم كماله المعنوي، لم یكن له حظ من الجمال الظاهري فبشرته السوداء وقبح منظره والادعاءات المبالغة في فطنته أثارت الشعراء وحركت ألسنتهم لهجائه (ظ: یاقوت، 1/402؛ ابن خلكان، 1/162-163؛ الأدفوي، 101-102؛ المقریزي، المقفى، 1/535). وهناك قصة تُنقل عنه تشبه مانُقل عن الجاحظ وقُبح منظره (ظ: یاقوت، ن.ص؛ الصفدي، 7/222-223؛ السیوطي، 1/338). وقیل في سجایاه إنه كان عالي الهمة، سامي القدر، عزیز النفس (الأدفوي، 101؛ المقریزي، ن.ص).

دُفن في الموضع الذي شنق فیه، ثم نقل رفاته فیما بعد إلی مقبرة القاهرة (یاقوت، 1/403؛ الصفدي، 7/224). وهناك اختلاف في تاریخ وفاته، فقد قیل إنها وقعت في 561هـ، أو 20 من ذي القعدة 562، أو محرم 563 (السلفي، 48؛ یاقوت، 1/400؛ المقریزي، ن.م، 1/534؛ ابن العماد، 4/197). رثاه أبو علي الحسن بن علي الجویني بقصیدة (ظ: الصفدي، 7/224-224).

لم یصلنا دیوانه الذي قال یاقوت بأنه یتألف من حوالي 100 ورقة (ن.ص)، وهناك مایقرب من 50 بیتاً من شعره وردت مبعثرة هنا وهناك، وهي رغم قلتها تنبئ عن سلاسة قریحته. وأغلب أبیاته الجمیلة تتحدث عن شكواه من الدنیا، والآلام والغصص التي تجرعها في حیاته. ونراه في موضع مایذمّ الدنیا ویتمنی لو یأمن آفاتها (ن.ص)، كما نراه یتأوه أحیاناً من الحیاة والناس الجهلاء الذین ینكرون الإكرام والإحسان، ویظلمونه بلاحقّ (م.ن، 1/404؛ أیضاً ظ: عماد الدین، 1/202)، وقد نجده یمتدح نفسه ویقول بأنه في أطماره مثل دُرّة بین الأصداف (ظ: ابن خلكان، 1/162). وله قصیدة أجاب فیها أخاه المهذب وعلی شعره الذي أنشده فیه لإطلاق سراحه، وتتمیز هذه القصیدة بإیقاع الشعر الجاهلي مع خلوها من الألفاظ الغریبة وغیر المستساغة وبُعدها عن اللف والدوران والغموض، واحتوائها علی تعابیر عصر الشاعر (ظ: یاقوت، 1/403-404). ونقل الأمین صاحب أعیان الشیعة بیتین له في مدح أهل البیت‌(ع)، عبر فیهما عن حبّه وولائه لهم (3/29).

 

آثاره

1. أمنیة الألمعي ومنیة المدعي، كتاب أشبه بالموسوعة كتبه بأسلوب فكاهي، یحتوي علی معلومات غزیرة مما یدل كما ذكر الأدفوي (ص 98) علی سعة علمه، یحتمل أن یكون هذا الكتاب هو نفس الرسالة (أو المقامة) الحَصیبیة التي كتبها للأمیر حاتم بن أحمد الیامي في الیمن (ظ: الصنعاني، 1/163؛ قا: GAL, I/329، الذي عدّهما كتابین مستقلین). هناك اختلاف في اسم هذا الكتاب، فقد ورد بأشكال مختلفة (ظ: الصفدي، 7/220؛ یاقوت، 1/400؛ السیوطي، 1/337). طبع هذا الكتاب عام 1318هـ بتحقیق محمد محمود الحبّال (سركیس، 1/448)؛ 2. تاریخ أسوان (البغدادي، هدیة، 1/86)؛ 3. تذكرة أهل الألباب في استیفاء العمل بالأسطرلاب (م.ن، إیضاح، 1/273)؛ 4. جِنان الجَنان وریاض (روضة) الأذهان، في 4 مجلدات، ذیَّل به علی یتیمة الدهر للثعالبي، وهو مصدر مهم في شعراء مصر (الأدفوي، 100؛ یاقوت، ن.ص)؛ 5. دیوان شعر؛ 6. الرسائل، ویتألف من حوالي 50 ورقة؛ 7. شفاء الغُلّة في سمت القبلة؛ 8. المقامات؛ 9. الهدایا والطرف (یاقوت، الصفدي، ن.ص).

 

المصادر

آقابزرگ، الذریعة؛ ابن خلكان، وفیات؛ ابن سمرة، عمر، طبقات فقهاء الیمن، تقـ: فؤاد سید، بیروت، 1401هـ/1981م؛ ابن العماد، عبدالحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1350هـ؛ ابن میسّر، محمد، أخبار مصر، تقـ: هنري ماسیه، القاهرة، 1919م؛ أبو مخرمة، عبد الله، تاریخ ثغر عدن، لیدن، 1936م؛ الأدفوي، جعفر، الطالع السعید، تقـ: سعد محمدحسن، القاهرة 1966م؛ الإسنوي، عبد الرحیم، طبقات الشافعیة، تقـ:، عبد الله الجبوري، بغداد، 1390هـ/1970م؛ الأمین، محسن، أعیان الشیعة، تقـ: حسن الأمین، بیروت، 1403هـ/1983م؛ البغدادي، إیضاح؛ م.ن، هدیة؛ سركیس، یوسف إلیان، معجم المطبوعات العربیة والمعربة، القاهرة، 1346هـ/1928م؛ السلفي، أحمد، معجم السفر، تقـ: شیر محمد زمان، إسلام آباد، 1988م؛ السیوطي، بغیة الوعاة، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1384هـ/1964م؛ الشامي، أحمد، تاریخ الیمن الفكري في العصر العباسي، بیروت، 1407هـ/1987م؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1402هـ/1982م؛ الصنعاني، یوسف، نسمة السحر في ذكر من تشیع وشعر، النسخة المصورة الموجودة في مكتبة المركز؛ عماد الدین الكاتب، محمد، خریدة القصر وجریدة العصر، قسم شعراء مصر، تقـ: أحمد أمین وآخرون، القاهرة، 1951م؛ فروخ، عمر، تاریخ الأدب العربي، بیروت، 1984م؛ المقریزي، أحمد، اتعاظ الحنفاء، تقـ: محمد حلمي محمد أحمد، القاهرة، 1393هـ/1973م؛ م.ن، المقفی الكبیر، تقـ: محمد الیعلاوي، بیروت، 1411هـ/1991م؛ الهمداني، حسین، الصلیحیون والحركة الفاطمیة في الیمن، القاهرة، مكتبة مصر؛ الیافعي، عبد الله، مرآة الجنان، بیروت، 1390هـ/1970م؛ یاقوت، الأدباء، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1993م؛ وأیضاً:

GAL.

بابك فرزانه/ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: