الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن زاکور /

فهرس الموضوعات

ابن زاکور

ابن زاکور

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/14 ۱۲:۱۱:۲۵ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ زاكور، أبو عبد الله محمد بن القاسم بن محمد بن عبد الواحد ابن أحمد (ح 1075-20 محرم 1120هـ/1665-11 نیسان 1708م)، أدیب وفقیه وعارف وشاعر ومؤرخ. ولد ابن زاكور في فاس في أسرة شهیرة احتفظت بشهرتها حتی الآن (كنون، المنتخب، 11). وكان یتردد في صغر سنه إلی المنتدیات العلمیة بمدینة فاس التي كانت تعد آنذاك من المراكز العلمیة. وأشار إلی أنه كان في صباه یحضر دائماً مجلس درس الشیخ عبد القادر الفاسي، إلا أنه لم‌یستوعب من درسه ومجلسه شیئاً (ن.ص، نقلاً عن رحلته) وهكذا قطع ابن زاكور المراحل العلمیة سریعاً، واستفاد من مجالس درس أكثر الأساتذة الكبار، إلا أن همته العالیة لم‌تقنع بهذا القدر ولذا رحل إلی مراكش وتطوان والجزائر. وبالإضافة إلی لقائه أقرباءه وأصدقاءه وزیارة مقبرة جده الذي كان له ضریح بتطوان، فقد واصل دراسته عند أساتذة تلك الدیار (ن.م12). وطلب مرة في مقطوعة شعریة من الشیخ أبي العباس العطار أن یقرئه أرجوزة ابن سینا الطبیة، وقد نال مناه (ن.م، 68؛ البستاني 3/128).

سافر ابن زاكور، كما ذكر في رحلته، مرتین إلی تطوان في 1092 و1093 هـ وقضی سبعة أشهر من عام 1094 هـ في الجزائر ونال في هذه الفترة ثلاث إجازات علمیة، كانت إحداها من الشیخ محمد بن سعید قدّورة مفتي الجزائر (EI2؛ قا: البستاني، ن.ص). ورحل إلی تطوان مرة أخری في شهر شعبان من نفس السنة ونال الإجازة العلمیة من الشیخ علي بركة، عالم تطوان الأكبر (ن.ص) وقد مدح ابن زاكور أستاذه هذا في عدة قصائد، منها القصیدة التي نظمها في 1093هـ (ظ: كنون، ن.م، 40-42). وكان ابن زاكور دقیقاً في جمع وتنظیم هذه الإجازات، واستناداً إلی هذا النظم والترتیب یمكننا الآن أن نعلم بأن آخر إجازة مؤرخة لدیه كانت قد صدرت في فاس من أبي عیسی محمد المهدي بن أحمد في ذي القعدة 1100هـ/1689م، وكان سن ابن زاكور آنذاك حوالي الـ 25 (EI2). وقد ذكر ابن الطیب العَلَمي أحد تلامذته نص هذه الإجازة في الأنیس المطرب (الكتاني، 1/130-131). ونتج عن اهتمامه بتسجیل مراحل دراسته وأحوالها أن نعرف أساتذته في العلوم والفنون المختلفة أیضاً بأسمائهم وسماتهم (مخلوف، 330) وأن نُلم بنصوص الإجازات والمواد الدراسیة والكتب التي كان قد قرأها أن نتعرف إلی مناهج التعلیم العالي وكیفیتها في المدارس وحلقات الدرس بالمغرب في أواخر القرن 11 وأوائل القرن 12هـ.

ومن المیزات الفریدة التي ذكرت عن أحوال ابن زاكور، أنه كان یحفظ النصوص الكاملة لبعض الكتب الدراسیة وبالإضافة إلی ذلك فإنه تبحر منذ شبابه في التاریخ والسیرة والتفسیر والعلوم القرآنیة الأخری وتفوق علی أقرانه في العلوم والفنون الأدبیة واشتغل بالتدریس والتألیف في الفقه والحدیث والأصول والتاریخ والأدب (كنون، ن.م، 14-15).

وقد زار الشیخ الحسن بن مسعود الیوسي في شوال 1095مدینة فاس ومن المحتمل أن تكون تلك الزیارة بدعوة من ابن زاكور (ظ: القصیدة التي أرسلها له، ن.م، 68-69) وأقام بها أیاماً. وقد احتفل ابن زاكور بقدومه بمقطوعة شعریة بدیعة (ظ: ن.م، 52، 53)كما لازمه طوال إقامته في فاس، وتركت تلك الزیارة أثراً كبیراً علی نضجه الفكري والعلمي، علی الرغم من قصرها، وصرح بأن لقاءه بالیوسي قد وهب بصیرته قبسات أخری (ظ: الأشعار التي نظمها في مدح الیوسي في مناسبات مختلفة، ن.م، 27-32، 46). وبالنظر إلی هذا الأثر العمیق یمكننا القول بأن أكثر مؤلفات ابن زاكور وخاصة شرح حماسة أبي تمام وشرح لامیة العرب اللذین یظهر فیهما تبحره اللغوي وكذلك جمیع القصائد التي نظمها علی أسلوب شعراء الجاهلیة التي التزم فیها القوافي الصعبة، هي ولیدة مجالسته للیوسي، ویبدو من المقطوعة الشعریة التي نظمها في وداع الیوسي والأشعار التي نظمها في رثائه (1102هـ/ 1691م) (ن.م، 48، 102-103)، إخلاص هذا التلمیذ وتأثیر أستاذه علیه أكثر من أي شيء آخر.

وقد نقل ابن زاكور ذلك الأسلوب المحبب والعلم الوافر اللذین اقتبسهما من أستاذه، إلی تلامذته ومنهم ابن الطیب العلمي الذي نظم مرثیة في وفاة ابن زاكور وامتدح فیها فضائله وأشار إلی تأثره به (كنون، النبوغ المغربي، 3/299).

كان ابن زاكور یرغب في أن یشتهر بشعره أیضاً ولهذا فقد جمع –وبدقة بالغة– أشعاره التي نظمها علی الأغلب في شبابه ووضع الغث والسمین منها جنباً إلی جنب وامتنع عن إجراء أي تنقیح فیه أو اختیار له. وقد أشار إلی هذا الأمر في مقدمة دیوان أشعاره (م.ن، المنتخب، 12، 21).

ولاینقص شعر ابن زاكور شيء عن شعر معاصریه، بل هو جدیر بالمقارنة بأشعار أستاذه الیوسي من حیث المفردات والروح الصوفة (م.ن، النبوغ المغربي، 3/90-91، 139-140-141، 299). وخشیة إساءة فهم أحواله وفق ظاهر أشعاره فقد طلب ابن زاكور –الذي كان ملتزماً بأحكام الشریعة– في مقدمة الدیوان أن لاتحمل أشعاره في الغزل والتشبیب ووصف الخمر والحانة وبقیة المصطلحات الصوفیة علی معانیها الظاهریة (ظ: م.ن، المنتخب، 21، 23 ومابعدها). ومع كل هذا فقد انحصرت أغراضه الشعریة في المدیح. فامتدح في الأغلب الأساتذة والعلماء العظام الذین كانت لهم منزلة ومكانة في المحافل العلمیة بالمغرب. وكان ینشد أحیاناً مقطوعات شعریة في مدح أمراء وسلاطین عصره آنذاك. إلا أنه قدّم الجزء الأعظم من مدائحه للرسول الأكرم‌(ص) (كمثال ظ: ن.م، 55-58، 60) ثم إلی شیوخ الطریقة (ن.م، 66-68)، حتی قیل إنه قلّ أن تری ذا ضریح معروف أو مقام مشهود من الأولیاء والصالحین من رجال المغرب بالخصوص، إلا وله فیه مدح أو توسل به (ن.م، 19).

بدأ ابن زاكور منذ صباه بكتابة النثر الفني، وهو ما نجده في رحلته التي ألفها في 1094هـ، وفیها السجع والصنعة والتكلّف (ظ: ن.م، 16)، وقد استخدم أسلوب القدماء بما فیه من صنعة وتكلف في رسائله وخطبه أیضاً، أما في آثاره العلمیة مثل شرح القلائد، وشرح لامیة العرب والمعرِب فقد استخدم فیها الأسلوب المرسل السلس إلی حدّما.

توفی ابن زاكور في فاس ودفن في مقبرة باب گیسه (EI2). وظل ابن زاكور مجهولاً أكثر من 200 عام (حتی 1941م) في المحافل الأدبیة والمراكز العلمیة إلی أن سطعت شمسه بسعي من عبد الله كنون الفاسي، في سماء الأدب العربي والعلوم الإسلامیة ولایزال الأمل یحدونا في العثور علی بقیة آثاره الخطیة في زوایا المكتبات، وطبعها.

 

آثاره

ذكر في المصادر الموجودة 18 أثراً لابن زاكور وقد ألفت في الفروع المختلفة من العلوم الإسلامیة والفنون الأدبیة والطب والهیئة والنجوم والحساب.

 

ألف– المطبوعة

1. تفریج الكرب عن قلوب أهل الأدب في معرفة لامیة العرب. طبع هذا الأثر في 1328 هـ بالقاهرة (البستاني، 3/129)، بنفس هذا الاسم، ولكن یبدو أن اسمه الصحیح هو… عن قلوب أهل الأرب علی لامیة العرب (ظ: البغدادي، الإیضاح، 1/301، هدیة، 2/310). وذكر بعض المستشرقين عنوان هذا الأثر... عن قلوب أهل العرب… (GAL, I/16) وهو واضح الخطأ. وذكر هذا الأثر أیضاً في بعض المصادر (ظ: EI2) باسم أعجب العجب في شرح لامیة العرب. وقد أعرب ابن زاكور في مقدمة الكتاب عن سبب شرحه لامیة العرب للشنفری وهو بیان الجانب المعجز من الكلام الجلیل لأفصح العرب، حضرة الرسول الأكرم‌(ص) (قا: كنون، المنتخب، 17-18).

2. الروض الأریض (الأریج) في بدیع التوشیح ومنتقی القریض (ضبط اسم هذا الكتاب في بعض المصادر خطأً بـ الروض العریض، ظ: EI2). وهو دیوان أشعار ابن زاكور الذي جمعه بنفسه ورتبه ترتیباً أبجدیاً. ولم‌یستحسن عبد الله كنون (المنتخب، 19-20) منهج ابن زاكور في تدوین الدیوان واعتبره خطأ وقد أختار أشعاره ورتبها بأسلوب خاص. طبع هذا المنتخب في 1941م في مدینة العرائش بالمغرب باسم المنتخب من شعر ابن زاكور.

3. المعرب المبین عما تضمنه الأنیس المطرب وروضة النسرین، وهو منتخب موجز للغایة من كتابي الأنیس المطرب لابن أبي زرع وروضة النسرین لابن الأحمر، وقد لخّصهما ابن زاكور في كراستین. طبع هذا الأثر أولاً بروما في 1295هـ/1878م بدون اسم مؤلفه بعنوان: جمع تواریخ مدینة فاس، مع مقدمة باللغة الإیطالیة، وطبع طبعة حجریة بفاس مراراً (ابن سودة، 191).

4. نشر أزاهر البستان فيمن أجازني بالجزائر وتطوان من فضلاء الأكابر والأعیان. ذكر الكتاني (1/130) عنوان الكتاب بصورة أزاهر البستان. ویعد هذا الكتاب أول مؤلف منثور لابن زاكور، وقد ألفه في 1094هـ/1683م بعد عودته من مراكش والجزائر وتطوان (كنون، المنتخب، 16) وسمی غالباً بـ الرحلة. طبع هذا الأثر في الجزائر (1319هـ/1902م)، وباسم نشر أزاهر... وتطوان، في الرباط عام 1387هـ/1967م.

 

ب- المخطوطة

1. أیضاح المبهم من لامیة العجم، توجد مخطوطة واحدة من هذا الكتاب كانت في مكتبة الزركلي (7/7)؛ 2. تزیین قلائد العقیان بفرائد التبیان، واسمه الآخر هو مقیاس (معیار) الفوائد في شرح ما خفي من القلائد. وهذا الكتاب هو حاشیة ابن زاكور علی قلائد العقیان للفتح بن خاقان. توجد عدة مخطوطات من هذا الكتاب في الرباط والقاهرة (سید، 1/156، 157). وكانت عند الزركلي (ن.ص) مخطوطة واحدة منه مصححة وسلیمة؛ 3. الجود بالموجود في شرح المقصور والممدود، وهو شرح علی تحفة المودود في المقصور والممدود لابن مالك الأندلسي. توجد مخطوطة منه في المكتبة الأحمدیة بتونس (كنون، المنتخب، 17؛ منصور، 343)؛ 4. الروضة الجنیة في ضبط السنة الشمسیة وهي أرجوزة نظمها ابن زاكور في التقویم وحساب أیام العام. توجد مخطوطة منه في المكتبة الصبیحیة باسم الروضة الجنیة، الضابطة للسنة الشمسية (كنون، ن.ص؛ حجي، 502)؛ 5. النفاسة في شرح الحماسة، وهو شرح علی دیوان الحماسة لأبي تمام. لهذا الكتاب عدة مخطوطات منها مخطوطة بخط المؤلف نفسه (الزركلي، ن.ص)، وهي موجودة في تونس (منصور، 91-92). وتوجد كذلك مخطوطات منه في الرباط (ن.ص) ودمشق (الظاهریة، 317-318)؛ 6. النفحات الأرجیة (الأرحبیة) والنسمات البنفسجیة بنشر مارَقّ (راق) من مقاصد الخزرجیة، وهو شرح علی القصیدة الخزرجیة لأبي جیش (حُبیش) الخزرجي المغربي، في فن العروض. توجد عدة مخطوطات منه في الرباط والقاهرة وسلا (علوش، 2/372؛ الأزهریة، 4/478؛ حجي، 393).

 

ج- الآثار المنسوبة إلیه

1. الاستشفاء من الألم في التلذذ بذكر صاحب العلم. المقصود «بصاحب العلم» الشیخ عبدالسلام ابن مُشیش الذي كان من شیوخ مراكش المحنكین. وقد ذكر ابن زاكور في هذه الرسالة أسماء أبناء ابن مشیش وإخوانه وأخواته وأعمامه وأقربائه، ونبذة عن أحوال كل منهم وقد عرّف كذلك مناطق الأعیان بمراكش (الكتاني، ن.ص؛ كنون، المنتخب، 17)؛ 2. أنفع الوسائل في أبلغ الخطب وأبدع الرسائل (مخلوف، كنون، ن.ص) أو أنفع الوسائل في أبلغ الخطب وأبدع الرسائل (مخلوف، كنون، ن.ص)، أو أنفع الوسائل في إبداع الخطب وأبرع الرسائل (البغدادي، هدیة، 2/310)، ولابد أن تكون مجموعة مختارة من خطبه ورسائله؛ 3. حاشیة علی الجزریة (مخلوف، ن.ص)، وكانت كما یبدو في فن التجوید؛ 4. الحسام المسلول في قصر المفعول علی الفاعل والفاعل علی المفعول (EI2؛ كنون، ن.ص)؛ 5. الحلّة السیراء في حدیث البراء (البغدادي، كنون، ن.ص)، أو الدرة السیراء… (الكتاني، ن.ص)؛ 6. الدرة المكنوزة في تذییل الأرجوزة، وهو حاشیة ابن زاكور علی أرجوزة ابن سینا في الطب (البغدادي، ن.ص)؛ 7. الصنیع (الصنع) البدیع في شرح الحلیة ذات البدیع. وهو شرح ابن زاكور علی بدیعیة صفي‌الدین الحلي، التي تسمی أیضاً كافیة البدیعیة (كنون، ن.ص؛ قا: مخلوف، ن.ص)؛ 8. معراج الوصول إلی سماوات الأصول. وقد نظم ابن زاكور رسالة الورقات لإمام الحرمین في علم الأصول وشرحها وسماها بهذا الأسم (مخلوف، كنون، ن.ص). وجاء في بعض الفهارس اسم هذه الرسالة نظم الورقات (البغدادي، الإیضاح، 1/704، هدیة، ن.ص).

 

المصادر

ابن سودة، عبد السلام، دلیل مؤرخ المغرب الأقصی، تطوان، 1950م؛ الأزهریة، الفهرست؛ البستاني؛ البغدادي، الإیضاح؛ م.ن، هدیة؛ التیموریة، الفهرست؛ حجي، محمد، فهرس الخزانة العلمیة الصبیحیة بسلا، الكویت، 1985م؛ الزركلي، الأعلام؛ سید، المخطوطات؛ الظاهریة، المخطوطات (الشعر)؛ علوش، ي. ر. وعبد الله الرجراجي، فهرس المخطوطات العربیة المحفوظة في الخزانة العامة برباط الفتح، الرباط، 1954م؛ الكتاني، عبد الحي، فهرس الفهارس، فاس، 1346هـ؛ كنون، عبد الله، المنتخب من شعر ابن زاكور، المغرب، 1941م؛ م.ن، النبوغ المغربي في الأدب العربي، بیروت، 1395هـ/1975م؛ مخلوف، محمد، شجرة النور الزكیة، بیروت، 1349هـ؛ منصور، عبد الحفیظ، فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدیة بتونس، بیروت، 1969م؛ وأیضاً:

EI2; GAL.

محمد علی لساني فشاركي/خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: