ابن رشید
cgietitle
1442/11/13 ۱۱:۱۴:۵۱
https://cgie.org.ir/ar/article/233444
1446/10/17 ۱۸:۴۲:۱۲
نشرت
3
اِبْنُ رُشَید، أبو عبد الله محب الدين محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن إدریس الفهري السبتي (657-721هـ/1259-1321م)، رحالة ومحدث وراوٍ وفقیه مالكي مغربي، وقد برع في الشعر والخطابة أیضاً. اعتبره البعض ظاهري المذهب (المقري، أزهار، 2/350). واشتهر ابن رشید بالسبتي لولادته ونشأته بسبتة (ابن الخطیب، أوصاف، 101)، احتفل في صغره بالأدب وارتحل إلی فاس لیدرس العلوم الدینیة. ثم رجع إلی سبتة واشتغل بالتدریس (الصفدي، 4/285).
عزم ابن رشید في 683هـ/1284م علی زیارة بیت الله وأداء فریضة الحج. فقصد في البدایة بلاد المشرق ووصل ألمریة وتعرف بها إلی أبي عبد الله محمد بن الحكیم (تـ708هـ) الذي كان قد عزم هو الآخر علی السفر إلی الحج (ابن الخطیب، الإحاطة، 2/445، 462؛ ابن القاضي، 2/96) وكان لذلك أثر كبیر في حیاة ابن رشید فیما بعد. ومر الاثنان بتونس والإسكندریة والقاهرة والشام والمدینة ووصلا أخیراً إلی مكة. وتعرف ابن رشید في هذه المدن إلی علمائها ومحدّثیها ونال من بعض المشایخ إجازة روایة الحدیث لنفسه ولأفراد أسرته ولمعارفه وأجاز البعض الآخر الروایة عنه (الصفدي، ن.ص؛ ابن رشید، 2/128، مخـ، 3/مخـ؛ 692هـ وتوجه إلی غرناطة، فعیّن هناك خطیباً وإماماً للجامع الأعظم (الصفدي، ن.ص؛ ابن الخطیب، الإحاطة، 2/444-445، 3/137)، واشتغل بالتدریس والخطابة طیلة إقامته بالأندلس (ابن فرحون، 311؛ ابن حجر، 5/369)، ثم عیّنه ابن الحكیم في قضاء المناكح (ابن القاضي، ن.ص). وحین قتل ابن الحكیم إثر تمرد حدث في 708هـ/1308م، تعرض ابن رشید لمحاولة اغتیال لعلاقته بابن الحكیم وصداقته له، ولكنه نجا وهرب من الأندلس (م.ن،، 3/142) وذهب إلی مدینة عدوة (في المغرب) وحظي هناك بكرم ورعایة السلطان المریني عثمان بن یعقوب بن عبد الحق (حكـ 710-732هـ) (الصفدي، ن.ص؛ ابن الخطیب، الإحاطة، 3/136)، وجعل له السلطان المریني الاختیار، أین یحب الاستقرار، فاختار التحول إلی مراكش وقدّم للصلاة والخطبة بجامعها العتیق، وبعد مدة استدعاه السلطان المریني مرة أخری إلی فاس، فوردها وصار من خواص السلطان بها وحظي بكرمه ولطفه (ابن القاضي، ن.ص). توفي ابن رشید في 721هـ (ظ: الصفدي، ن.ص) بفاس ودفن في المقبرة المعروفة بمطرح الجنة (ابن الخطیب، الإحاطة، 3/142-143).
ویمكن القول بنظرة عابرة إلی ملء العیبة، أهم أثر لابن رشید، إن هذا الكتاب لایقتصر علی وصف المدن كبقیة كتب الرحلات، بل هو أقرب إلی كونه كتاب رجال، وهذا یدل علی أن الهدف الرئیس لرحلته إلی الشرق –إلی جانب زیارته لبیت الله– لمیكن وصف المدن، بل لقاء مشایخها ومشاهیرها والإفادة منهم وتعریفهم إلی الأجیال القادمة. فقد صاحب مشایخ عظاماً أمثال أبي عبد الله ابن حیان وأبي إسحاق ابن الحاج وابن النحاس (ابن رشید، 2/128، 174، 3/99، 108) وابن عساكر الدمشقي (المقري، أزهار، 2/349) وغیرهم ونال منهم إجازة الروایة وأجازهم الروایة أیضاً ویمكن الإشارة إلی أبي الحسین ابن أبي الربیع (الملقب بإمام النحاة) الذي درس علیه الكتاب لسیبویه في سبتة (الصفدي، ن.ص) وعبد الله بن محمد بن سلیم الأزدي الذي تعرف إلیه في تونس ورافقه في رحلته إلی الحج (ابن رشید، 2/164).
فضلاً عن مشایخه الذین مر ذكرهم. كان ابن رشید یعد من المشایخ المشهورین في عصره وتعلم علیه تلامذة كثیرون ورووا عنه أهمهم ابن الحكیم وعدد آخر أمثال محمد بن فتح بن علي الأنصاري ومحمد بن یحیی الأشعري المالقي ومحمد بن أحمد والي مالقة ومن قضاة غرناطة (ابن الخطیب، الإحاطة، 2/139، 179، 184). ومما یثیر الاهتمام في كتاب ملء العیبة هو أنه لم یكتف بروایة الحدیث فحسب، بل كان یبدي رأیه في بعض الرواة أیضاً. ویمكن علی سبیل المثال الإشارة إلی أبي عبد الله السلاوي، فلم یعتبره أهلاً للاعتماد علیه في الروایة لسوء خطه وعدم رعایته الدقة في إعراب الكلمات (ابن رشید، 2/296)، كما اعتبر كلاً من خراش ودینار وأبي هُدبة من واضعي الحدیث (المقري، أزهار، 2/354). وألحق في نهایة الجزء الثاني والثالث من ملء العیبة الاستدعاء الصغیر (2/7، 8، 417-426) والاستدعاء الكبیر (3/463-487) یتضمن كل منهما الإجازات التي نالها خلال رحلته. وقد استفید من أخبار هذا الكتاب فوائد مختلفة، ویمكن الإشارة مثلاً إلی قضیة المصحف العثماني (المقري، نفح، 1/605-615). وكان ابن رشید علی مذهب أهل الحدیث في الصفات لایتأول فیها، ولهذا فقد اتهمه معاصروه بالانحراف عن المذهب المالكي (ابن حجر، 5/370).
وقد نظم ابن رشید الشعر في مناسبات مختلفة، وبقیت بعض نماذجه ومنها شعره الذي نظمه في خف النبي(ص) الذي كان قد رآه بالشام (الصفدي، 4/284؛ ابن الخطیب، الإحاطة، 3/138)، وكذلك القصیدة التي نظمها في رثاء ابنه الشاب (ن.م، 3/141-142). كما شارك في حفل شعري أقیم بمنزل عبد الواحد بن محمد بن مبارك أحد أفاضل تونس ونظم في نهایته شعراً في مدح مضیّفه (ابن رشید 2/385). كما كان له حظ في الخطابة أیضاً، إذ كان حاضر البدیهة وقد ارتجل الخطبة في مواضع متعددة منها تلك الخطبة التي ارتجلها في جامع غرناطة (ابن الخطیب الإحاطة، 3/137-138).
1. إفادة النصیح في التعریف بسند الجامع الصحیح، طبع بتونس بتحقیق محمد الحبیب ابن الخوجة؛ 2. السنن الأبین والمورد الأمعن في المحاكمة بین الإمامین في السند المعنعن، حقق هذا الأثر أیضاً المحقق نفسه وطبع بتونس في 1977م؛ 3. ملء العیبة بما جمع بطول الغیبة في الوجهة الوجیهة إلی الحرمین مكة وطیبة، طبع منه الجزء 2 و3 في تونس بتحقیق المحقق نفسه في 1402هـ/ 1982م، أما الجزء الخامس منه فطبع ببیروت في 1408هـ/1988م. وفضلاً عن هذه الآثار یوجد قسم من الفهرست المنسوب إلی ابن رشید في خزانة القرویین بفاس والذي یتناول مشایخه (ابن سودة، 345). كما یُنسب إلیه خمسة عشر أثراً آخر أشار إلیها بعض كتّاب الفهارس أمثال حاجي خلیفة وابن الخوجة في مقدمة كتاب ملء العیبة.
ابن حجر العسقلاني، أحمد، الدرر الكامنة، حیدرآباد الدكن، 1396هـ/1976م؛ ابن الخطیب، محمد، الإحاطة، تقـ: محمد عبد الله عنان، القاهرة 1394-1395هـ؛ م.ن، أوصاف الناس، تقـ: محمد كمال شبانة، المغرب، 1397هـ/1977م؛ ابن رشید، محمد، ملء العیبة، تقـ: محمد الحبیب ابن الخوجة، تونس، 1402هـ/1982م؛ ابن سودة، عبد السلام، دلیل مؤرخ المغرب الأقصی، تطوان، 1369هـ/1950م؛ ابن فرحون، إبراهیم، الدیباج المذهب، تقـ: عباس بن عبد السلام بن شقرون، القاهرة، 1351هـ؛ ابن القاضي المكناسي، أحمد، درة الحجال، تقـ: محمد الأحمدي أبو النور، القاهرة، 1391هـ/1971م؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: س. دیدرینغ، بیروت، 1394هـ/1974م؛ المقري أحمد، أزهار الریاض، تقـ: إبراهیم الأبیاري وآخرون، القاهرة، 1359هـ/1940م؛ م.ن، نفح الطیب، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1388هـ/1968م.
مهدي سلماسي/ص.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode