الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / ابن الرفعة /

فهرس الموضوعات

ابن الرفعة

ابن الرفعة

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/13 ۲۳:۱۳:۲۲ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ الرِّفعَة، أبو العباس نجم‌ الدین أحمد بن محمد بن علي بن مرتفع الأنصاري (645-710هـ/1247-1310م)، الملقب بشیخ الإسلام، فقیه شافعي. كني بأبي یحیی في بعض المصادر المتأخرة (الحسیني، 229)، ومن الصعب اعتبارها كنیة أخری له. ونسبة «الأنصاري» التي ذكرها له الإسنوي (1/601)، یمكن أن تدل علی نسبته إلی الأنصار الذین هاجروا إلی مصر. ثم إن تلقیب ابن العماد له بـ «البخاري» (6/22) غایة في الغرابة وبعید عن الذهن. ولد ابن الرفعة بمصر (الإسنوي، ن.ص)، في مدینة الفسطاط (قرب القاهرة) (السیوطي، 2/320). وكان قلیل الرحلة ولذلك قضی جل عمره في الفسطاطا والقاهرة. ویذكر ابن حجر أنه حج مرة في 707هـ/1307م كما أقام مدة في «الواحات» غربي مصر متولیاً منصب القضاء (1/337، 338).

أخذ ابن الرفعة الفقه الشافعي عن عدد من الأساتذة كسدید ‌الدين وظهیر ‌الدين التزمنتیین، والشریف العباسي وضیاء القنائي وابن رزین وابن بنت الأعز وابن دقیق العید، وسمع الحدیث من عدد من المشایخ كمحيي ‌الدین الدمیري وعلي بن محمد الصواف (السبكي، 9/26؛ الإسنوي، ن.ص؛ ابن حجر، 1/336، 337). ومن أشهر تلامذته في الفقه شمس ‌الدین الذهبي وتقي ‌الدین السبكي وضیاء ‌الدین المناوي وعماد‌ الدین البلبیسي وشمس ‌الدین ابن اللبّان (السبكي، 9/26، 94، 128؛ الإسنوي، 2/466؛ الحسیني، 230).

وكان لابن الرفعة منزلة خاصة في الفقه، فقد دعاه الیافعي بعَلَم الفقه الشافعي في عصره (4/249)، ولقبه السبكي (9/24) والإسنوي (1/601) بـ «شافعي الزمان». واشتهر بین الشافعیة بالفقیه فأطلق علیه حتی صار علماً علیه إذا أشیر إلیه (الیافعي، ابن حجر، ن.ص). وبلغ علمه وإحاطته بالفقه الشافعي إلی أن صار یضرب به المثل (ن.ص).

وقد بالغ بعض الكتّاب من الشافعیة ولاسیما السبكي في مدحه (9/24-26). فكان یحیط إحاطة واسعة بنصوص فتاوی الشافعیة، وأعجوبة في استحضار كلامهم لاسیما من غیر مظانه (الإسنوي، ن.ص)، ممّا دعا بعض معاصریه إلی القول «إنه كثیر النقل غیر قوي البحث» (ابن حجر، 1/339). وكان یخطِّئ أحیاناً مشایخ الشافعیة من السلف لعدولهم عن رأي الشافعي (ظ: الأمیني، 11/156). ومع ذلك فله فتاو شاذة ومفردة كثیرة، منها قوله: «إن المرتد إذا مات له قریب مسلم ثم عاد إلی الإسلام ورثه» وهذا یخالف الإجماع، وقوله إن العقل لایشترط في الوطء الذي یصیر به محصناً (السبكي، 9/27). ولم تقتصر هذه التفاوی الشاذة والغریبة علی الحالات الكلیة بل أفتی مثلها في المسائل الجزئیة المتعلقة بزمانه، منها أنه لما زُینت القاهرة في 702هـ أفتی بتحریم النظر إلیها (السبكي، ن.ص)، ولما أبغض أهالي مصر الیهود والنصاری عندهم جوّز هدم كنائسهم، وجریت فتواه في بعض الحالات (المقریزي، 1/(3)/912). ویبدو أن ابن الرفعة ألف كتابه النفائس في 707هـ لإثبات هذه الفتوی (ظ: حاجي خلیفة، 2/1966).

وبرع بالإضافة إلی الفقه في الأصول والآداب والمناظرة أیضاً وقل من كان یستقیم أمامه (السبكي، 9/25؛ ابن حجر، 1/337)، ویبدو أنه كان یناظر ابن تیمیة بین عامي 705-710هـ أي منذ دخول ابن تیمیة مصر إلی وفاة ابن الرفعة (ابن حجر، ن.ص)، ولكن موضوع المناظرة مجهول لدینا، ویمكن الحدس بدراسة الأوضاع السیاسیة آنذاك، أن هذه المناظرة كانت في 708 أو مطلع 709هـ/ 1308 أو 1309م وذلك في عهد حكم بیبرس القصیر والذي كان من أشد مخالفي ابن تیمیة وتمت بطلب منه. ویلوم الشوكاني ابن الرفعة بصراحة لمناظرته مجتهداً كابن تیمیة لاعتقاده بأن ابن الرفعة لم یكن متبحراً إلا في فقه الشافعیة، ثم إنه لم یكن أكثر من مقلّد فیه (1/115-116).

ودرّس ابن الرفعة في المدرسة المعزیة والطیبرسیة (الیافعي، 4/249؛ ابن حجر، 1/338-339). كما تولی بعض المناصب في الدولة بین حین وآخر، فولي مدة قضاء الواحات في غربي مصر، ثم أمانة الحكم بمصر، ثم شهد علیه بعض معارضیه أنه نزل حوض المدرسة عریاناً فأسقط نائب الحكم عدالته، ولكن قاضي مصر أعاده لحاله. وبعد مدة انتخب لنیابة الحكم بمصر، ثم استقال من منصبه لسبب مجهول وبعدها تولی الحسبة بمصر إلی أن مات (ابن حجر، ن.ص). ولم یقتصر ابن الرفعة علی النشاط العملی في مختلف شؤون الدولة ولاسیما القضاء والحسبة، بل كانت له تصانیف في هذه المجالات.

عرض له في أواخر حیاته وجع شدید في المفاصل ومع ذلك استمر في مطالعاته (ابن حجر، 1/339). وأخیراً توفي في موطنه (الذهبي، 4/25؛ ابن شاكر، 22/350؛ الإسنوي، 1/602)، ودفن بالقرافة في ضواحي القاهرة، حیث قبر الإمام الشافعي (ابن شاكر، ن.ص).

 

آثاره

 

ألف- المطبوعة

الإیضاح والتبیان في معرفة المكیال والمیزان، حققه محمد إسماعیل خاروف، وطبعه مركز البحث العلمي بمكة المكرمة عام 1980م.

 

ب- المخطوطة

1. كفایة النبیه في شرح التنبیه، منه مخطوطات عدیدة في مكتبات العالم (الخدیویة، 3/266-268؛ أحمد، 1/106؛ بانكیپور، XIX/80؛ الأزهریة، 2/602، 603، 634؛ آربري، I/24, 27; II/42؛ نموي، رقم 1008؛ خالدوف، I/187) وكذلك في مكتبة زهیر الشاویش ببیروت (الزركلي، 1/222)، وهذا الكتاب شرح مسهب لكتاب التنبیه لأبي إسحاق الشیرازي في الفقه الشافعي، لخصه شهاب ‌الدین ابن النقیب باسم تسهیل الهدایة (ظ: الأزهریة، 2/475؛ آلوارت، رقم 4465؛ النقشبندي، 2(1)/182)، وكان لدی الإسنوي كتاب في نقد الكفایة باسم الهدایة إلی أوهام الكفایة (ظ: 1/601-602)؛ 2. المطلب العالي في شرح وسیط الإمام الغزالي (الخدیویة، 3/276؛ TS, II/675؛ نموي، رقم 1011-1009)، بدأ ابن الرفعة في شرح الوسیط للغزالي بالأرباع الثالثة الأخیرة من الكتاب ومات قبل إكماله ما بقي من الأول، وقد أوصی إلی نور الدین البكري بتكمیله ولم ینهض بذلك وكمله القمولي تكملة جیدة (الإسنوي، 1/602). ویعتبر كتاب المطلب العالي، من الكتب المبسوطة والمنتشرة بشكل واسع في الفقه الشافعي (القلقشندي، 1/473)؛ 3. النفائس في هدم الكنائس (الأزهریة، 2/625؛ آربري، VI/50؛ المنجد، 55)، ویبدو أن ابن الرفعة ألفه في 707هـ (ظ: حاجي خلیفة، ن.ص)؛ 4. بذل النصائح الشرعیة فیما علی السلطان وولاة الأمور وسائر الرعیة (دوسلان، رقم 2451؛ پرچ، رقم 1219). لم یرد اسم هذا الكتاب في المصادر القدیمة.

ونسب له البغدادي كتاباً باسم الرتبة في الحسبة (1/549).

 

المصادر

ابن حجر العسقلاني، أحمد، الدرر الكامنة، حیدرآباد الدكن، 1392هـ/1972م؛ ابن شاكر، محمد، عیون التواریخ، النسخة المصورة؛ الموجودة في مكتبة المركز؛ ابن العماد، عبد الحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1351هـ؛ أحمد، سالم عبدالرزاق، فهرس مخطوطات مكتبة الأوقاف العامة في الموصل، الموصل، 1395هـ/1975م؛ الأزهریة، الفهرست؛ الإسنوي، عبد الرحیم، طبقات الشافعیة، تقـ: عبدالله الجبوري، بغداد، 1390هـ؛ الأمیني، عبد الحسین، الغدیر، بیروت، 1387هـ؛ البغدادي، إیضاح؛ حاجي خلیفة، كشف؛ الحسیني، أبو بكر، طبقات الشافعیة، تقـ: عادل نویهض، بیروت، 1971م؛ الخدیویة، الفهرست؛ الذهبي، محمد، ذیول العبر، تقـ: محمد السعید بن بسیني زغلول، بیروت، 1405هـ؛ الزركلي، الأعلام؛ السبكي، عبد الوهاب، طبقات الشافعیة الكبری، تقـ: محمود محمد الطناحي وعبد الفتاح محمد الحلو، القاهرة، 1383هـ/1964م؛ السیوطي، حسن المحاضرة، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1387هـ/1967م؛ الشوكاني، محمد، البدر الطالع، القاهرة، 1348هـ؛ القلقشندي، أحمد، صبح الأعشی، القاهرة، 1383هـ؛ المقریزي، أحمد، كتاب السلوك، تقـ: محمد مصطفی زیادة، القاهرة، 1970م؛ المنجد، صلاح الدین، المخطوطات العربیة في فلسطین، بیروت، 1982م؛ النقشبندي، أسامة ناصر وعامر أحمد القشطیني، مخطوطات مكتبة المتحف العراقي، المخطوطات الفقهیة، بغداد، 1396هـ/1976م؛ الیافعي، عبدالله، مرآة الجنان، حیدرآباد الدكن، 1337-1339هـ؛ وأیضاً:

Ahlwardt; Arberry; Bankipore; De Slane; Khalidov; Nemoy, L., Arabic Manuscripts in the Yale University Library, New Haven, 1956; Pertsch; TS.

أحمد پاكتچي/ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: