ابن الدهان، ابوبکر
cgietitle
1442/11/8 ۲۲:۲۵:۵۶
https://cgie.org.ir/ar/article/233336
1446/10/22 ۱۱:۱۴:۳۶
نشرت
3
اِبْنُ الدَّهّان، أبو بكر المبارك بن أبي طالب المبارك بن سعید، المعروف بالوجیه (تـ 16 شعبان 612هـ/10 كانون الأول 1215م)، أدیب ونحوي ومقرئ وشاعر ضریر واسطي.
ولد في جمادی الثانیة 532 أو 534/ شباط 1138 أو 1140 (القفطي، 3/256؛ الذهبي، سیر، 22/88). وأرّخ یاقوت (17/59) والصفدي (ص 234) ولادته في 502هـ، وواضح أن كلمة «ثلاثین» قد سقطت. أمضی فترة من طفولته في واسط، وقرأ خلالها الأدیب أبي سعید نصر بن محمد والشاعر أبي الفرج العلاء البغدادي، المعروف بالسوادي، وغیرهما. ثم سافر مع أبیه إلی بغداد وسكن في محلة الظفَریّة (یاقوت، ن.ص؛ القفطي، 3/254). أدرك ببغداد ابن الخشاب النحوي وأخذ عنه ولازم أبا البركات ابن الأنباري الذي كان أشهر شیوخه (یاقوت، ن.ص)، وسمع منه تصانیفه (یاقوت، ن.ص؛ القفطي، 3/255). قرأ ابن الدهان علی أبي البركات عدداً من كتب النحو واللغة والشعر ونصف الكتاب لسیبویه وسمع الحدیث كذلك من أبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي (یاقوت،ن.ص) ویحیی بن ثابت وأحمد بن المبارك المُرَقّعاتي (الذهبي، ن.ص).
وكان اثنان من تلامذته أكثر شهرة من الجمیع: الأول یاقوت الذي امتدحه كثیراً بعنوان أستاذه (ن.ص) والآخر ابن الجوزي الذي قرأ مقدمة الأستاذ في النحو علیه (8(2)/573). وكان حسن بن الباقلاوي الحلّي وعبد اللطیف بن یوسف البغدادي وسالم بن أبي الصقر العروضي من تلامذته الآخرین (یاقوت، ن.ص)، وأجاز لابن أبي الجَیر (الذهبي، المختصر، 343)، ولأحمد بن سلامة، أستاذ الذهبي (م.ن، سیر، 22/89)، وروی عنه البرزالي (م.ن، المختصر، ن.ص). كان حافظاً للقرآن (م.ن، سیر، 22/88). وذكر یاقوت (17/59-60) أنه كان یجید كلّاً من اللغات الفارسیة والتركیة والحبشیة والرومیة والهندیة والأرمنیة والزنجیة، وإذا قرأ علیه أعجمي واستغلق علیه المعنی بالعربیة أفهمه إیاه بلغته. ولم یشر إلی هذا الأمر من المصادر الأخری سوی الذهبي (سیر، 22/87-88). ثم لازم الوزیر عضد الدین بن أبي الفرج ابن رئیس الرؤساء وأقرأ أهله. وبلغ قربه من أهل الوزیر حداً حتی اقترحت علیه بعض حظایا الوزیر أن ینشد أبیاتاً تكتبها علی قمیصها، فأنشد ابن الدهان قطعة جمیلة، فنال بذلك من الوزیر خیراً كثیراً (یاقوت، 17/70-71). مع كل ذلك كان التدریس شغله الدائم وعمل في ذلك سنوات في النظامیة ببغداد (م.ن، 17/59). ویبدو أنه بقي في هذا العمل حتی وفاته (الذهبي، سیر، 22/88).
یوجد تناقض شدید في حكم تلامذته وكذلك في رأي بعض الكتّاب فیه وقد أبدی یاقوت أسفه علیه (17/59، 60) باعتباره مدرساً جیداً، قلیل الحظ من التلامذة، یتخرجون علیه ولایُنسبون إلیه، وامتدح ابن النجار (الذهبي، سیر، 22/87-88) ذكاءه وفهمه وتواضعه وسعة صدره وإلمامه بالنحو واللغة والتصریف والعروض ومعاني الشعر والتفسیر ومعرفته بالفقه والطب والنجوم وعلوم الأوائل وقال «وهو أول من فتح فمي بالعلم». أما تلمیذه الآخر أبو البركات محمد بن أبي الفرج التكریتي الذي كان شاعراً أیضاً (السیوطي، 2/2749 فقد هجا تلونه في اختیار المذهب (یاقوت، 17/66؛ القفطي، 3/255؛ الذهبي، المختصر، ن.ص)، ووصفه القفطي (ن.ص) أنه كان كثیر الهذر والتوسع في القول وفیه شره النفس وكثرة دعاو لعلم ما لایعلمه؛ أما یاقوت (17/59) فأشار إلی أنه كانوا إذا جلس للدرس یقطع أكثر وقته بالأخبار والحكایات وإنشاد الأشعار، حتی یسأم الطالب وینصرف عنه وهو ضجر. إلا أنه امتدح سعة صدره من بین جمیع صفاته وقال: فكان لایغضب من شيء (17/64)، وحتی حین تعمدوا إغضابه لم یوفقوا وأدرك حیلتهم بحنكة.
بقیت من أشعاره عدة مخمسات قصیرة (یاقوت، 17/60، 61، 63، 67-70) وقصیدتان في مدح مسعود بن جابر صاحب المخزن وبإضافة إلی هذا كتب ابن الدبیثي عدداً من قصائده غیر أنها فقدت (ظ: الذهبي، المختصر، ن.ص). ورغم عدم توفر شيء من كتاباته الآن سوی الأشعار المذكورة، إلا أن القفطي (ن.ص) اعتبره صاحب مؤلف في النحو، وذكر أبو شامة (ص 91) مقدمته في النحو، واعتبره ابن الجزري (2/41) أعجوبة بسبب كثرة محفوظاته في العلوم المختلفة.
كان ابن الدهان حنبلیاً أول الأمر، غیر أنه كما ذكر ابن الجوزي (8(2)/573) انتقل إلی مذهب الحنفیة بسبب إیذاء الحنابلة له. ویذكر الإسنوي (1/536) أن الخلیفة طلب لولده حنفیاً یعلمه النحو، فانتقل ابن الدهان إلی هذا المذهب، فلما درّس بالنظامیة صار شافعیاً (یاقوت، 17/66)، لأن من شروط واقف المدرسة أن یكون المدرس بها شافعیاً (القفطي، ن.ص). وتغییر مذهبه بشكل متكرر حمل ابن أبي الفرج علی هجوه كما سبق. وقال السیوطي (ن.ص) بعد أن نقل قطعة ابن أبي الفرج الهجائیة متأسفاً: هكذا تكون التلامذة یتخرجون بأشیاخهم ثم یهجونهم. غیر أن ابن الدهان كان یقول ما انتقلت عن مذهبي (ابن الجوزي، ن.ص). وفي نهایة الأمر توفي ابن الدهان ببغداد ودفن في مقبرة الوردیة (یاقوت، 17/59). ویضیف أبو شامة (ن.ص) صلّي علیه بالنظامیة ودفن بالوزیریة عند ابن فضلان.
ابن الجزري، محمد، غایة النهایة، تقـ: ج. برجستراسر، القاهرة، 1352هـ/1933م؛ ابن الجوزي، یوسف، مرآة الزمان، حیدرآباد الدكن، 1371هـ/1952م؛ أبوشامة عبد الرحمن، الذیل علی الروضتین، تقـ: محمد زاهد الكوثري، القاهرة، 1366هـ/1947م؛ الإسنوي، عبد الرحیم، طبقات الشافعیة، تقـ: عبد الله الجبوري، بغداد، 1390هـ؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: بشار عواد، معروف، بیروت، 1405هـ/1985م؛ م.ن، المختصر المحتاج إلیه من تاریخ ابن الدبیثي، بیروت، 1405هـ؛ السیوطي، بغیة الوعاة، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1384هـ/1946م؛ الصفدي، خلیل، نكت الهمیان، تقـ: أحمد زكي بك، القاهرة، 1339هـ/1911م؛ القفطي، علي، إنباه الرواة، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1374هـ/ 1955م؛ یاقوت، الأدباء.
محمدآصف فكرت/ج.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode