الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / ابن دواس، سیف الدوله /

فهرس الموضوعات

ابن دواس، سیف الدوله

ابن دواس، سیف الدوله

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/9 ۲۱:۵۴:۴۰ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ دَوّاس، سيف ‌الدولة، أو سیف ‌الدين الحسین بن علي بن دوباس الكتامي (تـ أواخر 411هـ/1020م)، من شیوخ قبیلة كُتامة في المغرب وأحد كبار قواد الحاكم بأمر الله الفاطمي، والمشهور أنه كان من المتواطئین في عملیة قتله. انفرد ابن العماد (3/193) بتسمیته بـ «طُلیب». لاتتوفر معلومات وافیة عن حیاته حتی عام 390هـ/1000م، عدا أنه خدم العزیز بالله والد الحاكم بأمر الله (ابن تغري بردي، 4/186)، وتغیّر علیه الحاكم في أواخر أيامه لأسباب غامضة.

واحتل مكان ابن عمار –وزیر الحاكم– في زعامة كتامة وسیطر علی المغاربة بعد أن عُزل الأخیر في 387هـ/997م وقُتل في شوال 390هـ. ویعتقد ماجد (ص 173) أن أحد الأسباب الرئیسة للعداء بین الخلیفة وبین ابن دواس هو تحول الخلیفة عن المغاربة والحرب الضاریة التي شنّها علیهم أیام ثورة المغامر أبي رَكوة (396هـ/1006م). وكان المغاربة یلعنون الحاكم علانیة ویبلغه ذلك (المقریزي، 2/119) وكان ابن دواس یخاف الحاكم دائماً (ابن الأثیر، 9/315) ویمتنع عن دخول قصره. وقد استدعاه الحاكم مرة إلی قصره فامتنع، فلما كان یوم الموكب عاتبه علی تأخره فقال له «دعني علی حالي، فإنه لاضرر علیك في تأخري عن حضور قطرك وإن كنت ترید بي سوءاً فلأن تقتلني في داري بین أهلي وولدي… أحب إلي من أن تقتلني في قصرك وتطرحني تأكل الكلاب لحمي» (ابن تغري بردي، 4/185-186). لكنه لم یلحق به سوء طوال عهد الحاكم، بل إنه –كما قیل– قد تواطأ في عملیة قتله. فالمشهور أن ست الملك –أخت الحاكم– وبدافع شخصي دبّرت مكیدة قتل أخیها بمساعدة ابن دواس، لكن لاشك في وجود عوامل سیاسیة بحتة وراء عملیة القتل، فالتبریرات التي قدمتها ست الملك لابن دواس في أنه «أخاف أن یثوروا به فیهلك هو ونحن معه وتنقطع هذه الدولة» (ابن الأثیر، 9/315-316؛ ابن تغري بردي، 4/186)، تشیر إلی أنها كانت ترقب الوضع السیاسي الحرج عن كثب، حتی إنها خطبت في أهل مصر بعد مقتل الحاكم ووعدتهم حسن السیرة والمعاملة وألغت كافة القرارات الجائرة التي كان الحاكم قد أصدرها (المقریزي، 2/126). وعلی أي حال، لایمكن إبداء رأي قاطع حول السبب الذي دفعها لانتخاب ابن دواس لقتل الحاكم، اعتماداً علی المصادر المتوفرة، إلا أنه یمكن بصورة عامة اعتبار المكانة الاجتماعیة التي كان یحظی بها ابن دواس كمعارض قوي، والأخطار التي كانت تهدد حیاته وحیاة ست الملك من قبل الحاكم، من بین الأسباب التي قربت بینهما. ومن جانب آخر یبدو أن ست الملك كانت بحاجة إلی دعم ابن دواس ونفوذه الاجتماعي لنقل السلطة من الحاكم إلی ابنه. ومع كل هذا فقد ظلت ست الملك طیلة فترة الصراع ممسكة بزمام المبادرة، ووعدت ابن دواس أن یكون بعد الحاكم مدبر الدولة، وأن تزید في إقطاعه مائة ألف دینار (ابن الأثیر، 9/316؛ ابن تغري بردي، 4/186-187).

أحضر ابن دواس عبدین لست الملك التي كانت تعلم أن الحاكم سیخرج في الغد من الحدیقة ولیس معه إلا ركابي وصبي. وأخبرت العبدین بوقت خروجه والجهة التي یقصدها وأمرتهما أن یكمنا له في الطریق ویقتلاه (ن.ص؛ ابن كثیر، 12/10). ولم یعثر علی جسد الحاكم بعد ذلك، ولكن قیل إن ابن دواس وخادمیه حملا جسده إلی ست الملك ودفنوه (ابن كثیر، ن.ص؛ المقریزي، 2/116؛ ابن تغري بردي، 4/189). ثم أمرت ابن دواس أن یأخذ البیعة للظاهر ابن الحاكم، من كتامة وغیرها. وبعد أن عیّنت ست الملك الخلیفة الجدید أعلم الوزیر خطیر الملك عن ذلك، كان ابن دواس أول من بایع من القواد ثم تبعه سائر طبقات العسكر (المقریزي، 2/117-125؛ ابن تغري بردي، 4/189-190).

وخلال الفترة بین اختفاء الحاكم والبیعة العامة للخلیفة الجدید في عید الأضحی عام 411 والتي استمرت 43 یوماً، بذل ابن دواس جهوداً مضنیة في تدبیر الأمور، ولم تغفل ست الملك لحظة عن دعمه وتشجیعه (المقریزي، 2/121، 124-125؛ ابن تغري بردي، ن.ص)، حتی إنها زارته في منزله وجعلت مصادر التدبیر علی یده وطمأنته بأنها ستجعل أمره نافذاً في الخزائن والجیش والرسائل. وشاع هذا الحدیث فركب الناس إلیه وهنّأوه بالنعم المتجردة له. وكانت ست الملك –في الحقیقة– تعد نفسها لتصفیته، إلا أنها أخفت نیتها حتی آخر لحظة وبالغت في إكرامه والتلطف علیه. وكانت عاقبة الأمر أن بعثت إلیه –وكان جالساً عند الستر- مائة عبد صقلبي یقودهم نسیم الصقلبي وأظهروا أنهم جاؤوا إكراماً له وتنویهاً به، وقد جرت عادتهم في أیام الحاكم بأن یتولوا قتل من یُؤمَر بقتله. ثم أعلنت ست الملك بشكل مفاجئ وعلی لسان نسیم أن ابن دواس هو قاتل الحاكم، فهجم علیه الصقالبة وقتلوه وحزّوا رأسه، ثم أمرت بمصادرة أمواله وقتل كاتبه والعبدین وإخراج جثته ورمیها علی باب القصر حیث ظلت علی ذلك الحال ثلاثة أیام. ووجدت في بعض صنادیقه المصادرة السكین التي كان یحملها الحاكم في كمّه أُخذت عند قتله (المقریزي 2/127-128؛ ابن كثیر، 12/11؛ ابن تغري بردي، 4/191-192).

ورأت بعض المصادر الأخری (ابن الأثیر، 9/320؛ ابن خلدون، 4(2)/128) التي ذكرت الحادثة مع شيء من الاختلاف، أن قتل ابن دواس تمّ علی ید خادم ست الملك. وبهذا تكون ست الملك ومن خلال سیاستها الخاصة قد قامت بما لم یستطع الحاكم القیام به (المقریزي، 2/129؛ ابن تغري بردي، 4/192).

 

المصادر

ابن الأثیر، الكامل؛ ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن خلدون، العبر؛ ابن العماد، عبد الحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1350هـ؛ ابن كثیر، البدایة؛ ماجد، عبد المنعم، الحاكم بأمر الله، القاهرة، 1959م؛ المقریزي، أحمد، اتعاظ الحنفاء، تقـ: محمد حلمي محمد أحمد، القاهرة، 1390هـ/1971م.

محمد مهدي مؤذن جامي/ع.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: