الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / ابن الداعي /

فهرس الموضوعات

ابن الداعي

ابن الداعي

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/8 ۱۳:۴۸:۴۲ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ الدّاعي، أبو عبد الله محمد بن الحسن بن القاسم بن الحسن العلوي، الملقب بالمهدي لدین الله (304-359هـ/916-970م)، عالم وفقیه علوي، ثار في عهد معز الدولة الدیلمي واستولی علی جیلان وضواحیها لفترة من الزمن. ولد في الدیلم، وفي شبابه قدم من بلده إلی معز الدولة وهو إذ ذاك بالأهواز (ابن عنبة، 84)، ورحل منها إلی بغداد طلباً للعلم. وقد ذكر ابن عنبة شرحاً مستفیضاً عن حیاته، ولایوجد الكثیر مما ذكره في بقیة المصادر، ومع كل هذا فهناك موضوعات عدیدة یشترك فیها عمدة الطالب والمصادر الأخری والتي تؤید صحة معلوماته التي انفرد بها.

وكما قال ابن عنبة فإن ابن الداعي وبعد فترة من التحاقه بمعز الدولة تمرد سراً وهو في بغداد وقد بایعه قوم من الدیلم، فبلغ الخبر معز الدولة فقبض علیه وقیدّه زمناً طویلاً وقبض علی أولئك الدیلم ومن دخل في بیعته، ثم نفاهم وشرّدهم، وأرسل ابن الداعي إلی أخیه عماد الدولة بفارس، فأرسله الأخیر إلی أبي طالب النوبندجاني، فحبسه في قلعة أكوسان. وبعد أن قضی في السجن سنة وشهرین شفع فیه إبراهیم بن كاسك الدیلمي، فأطلقه عماد الدولة علی أن یلبس القباء الدشتي ویخرج به إبراهیم إلی كرمان ففعل، وكان معه إبراهیم إلی أن أسره أمیر كرمان أبو علي بن إلیاس إلا أن ابن الداعي أفلت من الحرب التي دارت بین أبي علی وإبراهیم ومضی إلی منوجان بمكران، فبایعته الزیدیة هناك، فعلم به ابن معدان صاحب تلك الناحیة فقبض علیه وأنفذه إلی عمان وبایعته الزیدیة هناك سراً. فبلغ ذلك صاحب عمان فقبض علیه ونفاه إلی البصرة. وفیها أیضاً بایعه من كان هناك من الجیل والدیلم. فحبسه في البدایة أبو یوسف حاكم المدینة ثم أقطعه قریة بخمسة آلاف درهم، فأقام في البصرة سنوات، ثم استأذن للحج فخرج إلی الأهواز، ثم إلی بغداد ومنها إلی الحج. وعاد فأقام ببغداد (م.ن، 84-85) وفیها درس الفقه وعلم الكلام علی أبي الحسن الكرخي والحسین بن علي البصري وبرع فیها حتی أصاب منزلة فأقام مجلس الدرس والفُتیا (الذهبي، 16/115؛ ابن عنبة، ن.ص).

التحق ابن الداعي في بغداد بمعز الدولة مرة أخری ویبدو أنه كان من قادة عسكره. وقد ذكر ابن الأثیر أن معز الدولة قد هزم في المعركة التي دارت بینه وبین توزون (332هـ/944م) وأسر الأخیر 14 شخصاً من قادة عسكره، منهم ابن الداعي (8/408-409). ولابد أن یكون أبو عبد الله قد تنحی بعد هذه الواقعة عن الأعمال العسكریة والسیاسیة، حیث ذكر أن معز الدولة قد سأله في 348هـ/959م الدخول علیه وتقلّد نقابة العلویین ببغداد، فأبي في البدایة، إلا أنه أجابه بعد إلحاحه علیه. وكان معز الدولة یبالغ في تعظیم ابن الداعي. وقد سأله معز الدولة عندما مرض أن یقرأ علیه القرآن فلما فرغ من قراءته أخذ معز الدولة یده وقبلها (ابن عنبة، 85). كما أقطعه أقطاعاً من السواد كان یدر خمسة آلاف درهم في كل سنة، وكان یتأول في أخذه باعتباره من حق العلویین من بیت المال (ن.ص).

وقد أقام ابن الداعي ببغداد معززاً مكرّماً، حتی بايعه عدد غفیر من العلویین والدیلم واستنهضوه، إلا أنه كان یخشی معز الدولة ولم یشرع بالخروج مازال معز الدولة ببغداد وظلّ مقرباً لدیه حتی عام 352هـ. وفي هذا العام عُزل ابن أبي الشوارب (ن.ع) القاضي غیر الكفوء المرتشي، عن القضاء بتوصیة من ابن الداعي (الهمداني، 182-184). وفي 353هـ خرج معز الدولة إلی الموصل لقتال ابن حمدان فاغتنمها ابن الداعي فرصة ودخل ذات یوم علی عز الدولة ابن معز الدولة الذي أناب والده وافتعل قضیة وخرج غاضباً من بغداد مع جماعة قلیلة من أصحابه وخلف عیاله واتجه في أواخر شوال 353 إلی الدیلم حتی وصل إلی هوسم (مدینة رودسَر الحالیة) وأعلن هناك عن ثورته (ظ: أبو علي مسكویه، 6/207؛ ابن الأثیر، 8/555؛ الذهبي، 16/116؛ ابن عنبة، 86)، وأطاعته الدیلم وبایعته بالإمامة. تزهد ابن الداعي هناك وكان یرتدي دائماً جبة من الصوف الأبیض ویعلّق في صدره مصحفاً منشوراً. وقد لقب في هذه الفترة بـ «المهدي لدین الله القائم لحق الله»، فجهز جیشاً كبیراً وقصد فتح المناطق المجاورة (ن.ص؛ أبو علي مسكویه، 6/209؛ ابن الأثیر، 8/574)؛ وبعد أن اجتمع لدیه عشرة آلاف رجل بادر عندئذ إلی محاربة ابن الناصر العلوي، فهرب ابن الناصر من بین یدیه. ثم قضی ابن الداعي علی قائد كبیر من قواد وشمگیر (أبو علي مسكویه، ن.ص)، وقد وقعت هذه المعركة في 354هـ/965م. واتسعت دائرة ثورة ابن الداعي بحیث إنه كاتب ركن الدولة ومعز الدولة ودعاهما للانقیاد له فأجابه ركن الدولة بالإمامة واعتذر له من ترك نصرته (الذهبي، ن.ص). واجه ابن الداعي في 355هـ ابن وشمگیر فهزمه وأسر جماعة من أصحابه وقواده، إلا أنه اضطر إلی العودة بسبب التمرد الذي قام به رجل من العلویین یدعی میركا بن أبي الفضل الثائر، فكتب حینئذ إلی العراق یدعوهم للجهاد (أبوعلي مسكویه، 6/216؛ ابن الأثیر، ن.ص؛ مادلونغ، 4/191). وقد تمكن میركا الذي كان یعارضه منذ البدایة من دفعه فاستولی علی هوسم وأسر أباعبدالله وحبسه في قلعة، فغضب الدیلم وانتفض الحنابلة منهم انتصاراً لأولئك ولما رأی میركا أنه لاقِبَل له بهم أطلقه من سجنه. وقد وقعت هذه الحادثة في 358هـ/969م وبادر میركا بتزویجه أخته وعاد ابن الداعي إلی هوسم وأقام بها شهوراً ورجع أمره إلی ما كان علیه، حتی وافته المنیة في 359هـ. ویقال إن میركا أنفذ إلی أخته سماً، فسقته إیاه فتوفي بسببه، ودفن في تلك المدینة (ابن عنبة، 87؛ الهمداني، 189). وكان لابن الداعي من الأولاد أبو الحسن علي وأبو الحسین أحمد الذي توفي قبل أبیه (ابن عنبة، ن.ص).

 

المصادر

ابن الأثیر، الكامل؛ ابن عنبة، أحمد، عمدة الطالب، تقـ: محمد حسن آل الطالقاني، النجف، 1380هـ/1961م؛ أبو علي مسكویه، أحمد، تجارب الأمم، تقـ: آمدروز، القاهرة، 1961م؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط وأكرم البوشي، بیروت، 1404هـ/1984م؛ مادلونغ، ویلفرد، «سلسله‌هاي كوچك شمال إیران»، تاریخ ایران از إسلام تا سلاجقه، تجـ: حسن أنوشه، طهران، 1363ش؛ الهمداني، محمد، تكملة تاریخ الطبري، تقـ: ألبرت یوسف كنعان، بیروت، 1961م.

علي آل داود/خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: