ابن الدرا
cgietitle
1442/11/8 ۱۶:۳۰:۰۴
https://cgie.org.ir/ar/article/233285
1446/10/22 ۰۷:۳۲:۲۵
نشرت
3
اِبْنُ الدَّرّا، محمد بن نور الدین بن محمد الدرا (1028- رمضان 1065هـ/1619- أیار 1655م)، شاعر وأدیب شافعي. یبدو من الأرجوزة التي نظمها فیه أستاذه العمادي أن اسمه ابن الدرا وأن الدرّا الذي ورد في الأعلام (الزركلي، 7/126) ومعجم المؤلفین (كحالة، 12/82) لیس صحیحاً.
والمصدر الأصلي المعتمد علیه في ترجمة ابن الدرا هو كتاب خلاصة الأثر للمحبي، ولاشك في أن روایات المحبي التي نقلها عن والد ابن الدرا، أو مباشرة عن الابن جدیرة بالاعتماد، ذلك أن المحبي التقى ابن الدرا بالقاهرة في 1060هـ (المحبي، 4/252).
ولد ابن الدرا بدمشق، واستهل قراءته للعربیة في مطلع شبابه علی الشیخ عبد الرحمن العمادي، وحضر دروس كل من محمد بن یحیی الفرضي ونجم الدین الغزي وكانا من مشاهیر زمنهما، حتی برع في النحو واللغة. ویورد المحبي شبه مناظرة، یسأل ابن الدرا أستاذه العمادي فیها بالرجز عن معنی بیت لابن الفارض وإعرابه. ویجیبه الأستاذ نثراً یستهله بمقدمة تضم 17 بیتاً في الرجز. ویبدو من هذه الأبیات أن أهل الفن ینظرون إلی ابن الدرا بعین شاب فاضل ومتذوّق، وكان جده من كبار أهل العلم وموضع احترام وإجلال (4/249-250).
رحل ابن الدرا بعد فترة إلی القاهرة وأخذ الأدب علی الشیخ سلطان وكبار المعاصرین له، ولكنه لم یلبث أن حج، وجاور بمكة، وأخذ فیها عن علمائها. وكان علی علاقة بالقاهرة فتكررت له الرحلة إلیها ومدح بها محمد بن زین العابدین البكري بقصیدتین (م.ن، 4/252).
ویذكر المحبي أن ابن الدرا كان بالقاهرة في 1060هـ، وجاور بمكة ثانیة في 1064هـ وعمل بها شرحاً علی سقط الزند لأبي العلاء المعري، ثم أدركه المرض ولم یكمل الشرح، فعاد إلی دمشق (ن.ص) وتوفي فیها بعد فترة ودفن بمقبرة باب الصغیر (م.ن، 4/257؛ وأیضاً ظ: البستاني، 3/56).
لانعرف لابن الدرا فضلاً عن دیوان شعره أثراً سوی كتاب شرح سقط الزند، باسم ضوء النفد من سقط الزند، منه مخطوطة في مكتبة آل المغربي بطرابلس الشام (مخلص، 127).
وتبین المقدمة التي أوردها المؤلف في أول الكتاب وضعه، ویتضح منها أن هذا الشرح انتهی رغم رأي المحبي. ویقول إنه في مستهل عمله سمّی الكتاب سفط العقیان والحلی لعروس دیوان أبي العلاء؛ وبعد الفراغ منه رأی حلماً وفضل أن یسمیه ضوء الفند من سقط الزند، ثم صرّح في خاتمة الكتاب أنه فرغ من تألیفه في 1064هـ، أما رأي المحبي في أن الكتاب لم یتم، فالحقیقة أن ما لم یتم هو تبییضه، فقد بیّض المؤلف منه أربعة كراریس ومرض وتوفي... قام بعده بثلاثین سنة ابن أخته عبد الحق ابن علي الدرا فأكمل بیاض الشرح، ولعل المخطوطة الموجودة هي من خط عبد الحق (المغربي، 57). وما لفت نظر المغربي في اسم الكتاب كلمة «الفند» وأنها لم تشرح في المعاجم بالمعنی المناسب للشرح المذكور، وسعی إلی أن یجد أصلاً لها ومعنی في العامیة الدمشقیة وأحیاناً في الفارسیة (ص 57-58).
قدّم ابن الدرا كتاب ضوء الفند –الذي یری عبد الله مخلص (ن.ص) أنه أوفی من شرح الخطی التبریزي علی السقط– لزید بن محسن شریف مكة، وصدّره بقصیدة في 64 بیتاً یمدحه فیها، ذكرت في الدیوان (الورقة 10 وما بعدها ؛ أیضاً ظ: المحبي، 4/253).
وما بقي لابن الدرا، دیوان صغیر في 20 ورقة (39 صفحة)، توجد منه 4 مخطوطات في العالم، إحداها ببرلین (GAL, II/356)؛ والثانیة في بریل (GAL, S, II/386)؛ والثالثة في جامعة برینستون (ظ: حتي، رقم 148) وفیها مختارات من شعره فقط؛ والرابعة مخطوطة المكتبة الوطنیة بطهران، رقم 124/ع، وهي مجموعة لعدة آثار، ویبدو أنه سقط منها عدة صفحات (بین الأوراق 9-10)، وما بقي منها: حوالي 25 قصیدة یشتمل بعضها علی 80 بیتاً، ومقطوعة أو مقطوعتان قصیرتان و5 من الدوبیت في نهایة الدیوان.
یبرز الغزل في شعر ابن الدرا بروزاً تاماً ولكن كل دیوانه خلافاً لرأي البستاني لیس في الغزل، ففیه مقطوعات طویلة كرقم 4 و23 في مدح محمد البكري، وعدة مقطوعات في مخاطبة الخلان، والمقطوعة 15 تضم 64 بیتاً في مدح شریف مكة (وهي القصیدة التي وردت في أول ضوء الفند)، وعدد من المقطوعات في مدح شرفاء مكة الآخرین. ومع ذلك فلیس من شك في أنه كان یولي عنایة خاصة بالغزل. حتی إنه سعی إلی أن ینظم قصائد طویلة كبعض شعراء الغزل الكبار مثل عمر بن أبي ربیعة تختص كلها بهذا الفن (مثلاً القصیدة رقم 1 في الدیوان وتضم 80 بیتاً، وكذلك القصیدتان 2و3). ولم یخف حبه للجمال عن عین المحبي، فبعد أن یذكر فضائله وما جبل علیه من طبع حسن ومعاشرة، یقول: «كان مغرماً بالجمال كثیر الهیام والتعشق ولهذا رقّ شعره وعذب موقعه» (4/249؛ وأیضاً ظ: نامۀ دانشوران، 4/366).
والحقیقة أن شعر ابن الدرا لایخلو من رقة ومعان جدیدة ممتعة، ولكنه لم یستطع تعدي معاني الشعراء الكبار القدماء التقلیدیة، فلا تزال البدور تطلع في دجی الشعور منیرة، وخمرة الحب تسكر العاشق، وقدّ المحبوب «غصن بان»، والفراق أشد أحزان الشاعر. ولایری في شعره معنی جدید في تشبیه العیون والفم والأسنان والشعر وطبع المحبوب وسلوكه، وتبدأ قصائده بالغزل المثیر والبكاء من ألم الحب، ولم یقلد أبداً نسیب القصائد القدیمة والبكاء علی الأطلال والدمن، ولیس هذا الأمر جدیداً، فیعود علی الأقل إلی 8 قرون سبقت.
ذُكر نحو 20 بیتاً من شعره في نامۀ دانشوران (4/373-375)، وترجمت إلی الفارسیة، ویبدو خلافاً لما عودنا الكتاب أنها لاتتمتع بالدقة الكافیة.
البستاني؛ الزركلي، الأعلام؛ كحالة، عمر رضا، معجم المؤلفین، بیروت، 1957م؛ المحبي، محمد أمین، خلاصة الأثر، القاهرة، 1284هـ؛ مخلص. عبد الله، «خزانة كتب آل المغربي في طرابلس الشام»، مجلة المجمع العلمي العربي، دمشق، 1942م، ج 17؛ نامۀ دانشوران، قم، دار الفكر؛ وأیضاً:
GAL; GAL, S; Hitti, Ph. K. et al., Descriptive Catalog of the Garrett Collection of Arabic Manuscripts..., Princeton, 1938.
آذرتاش آذرنوش/ن.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode