اِبْنُ داوُد الحِلّيّ، أبو محمد الحسن بن علي، الملقب بتقي‌ الدین (647-بعد 707هـ/1249- بعد 1307م)، رجالي وفقیه وأدیب إمامي. لاتتوفّر معلومات عن حیاته، إلا ما قیل إنه أخذ العلم عن علماء الحلة المشهورین آنذاك من أمثال المحقق الحلّي وجمال‌ الدین أحمد بن طاووس (ابن داود، الرجال، 45-83). وروی ابن داود (ن.م، 7-8) عن ابن جهیم الأسدي (ن.ع)، وعد الأمیني (6/6-7) كلاً من نجیب ‌الدین یحیی بن سعید الحلي والخواجة نصیر الدین الطوسي ووالد العلامة الحلي یوسف بن علي من مشایخه دون أن یذكر سنده في ذلك. وكان ابن داود زمیلاً في الدراسة لغیاث ‌الدین عبد الكریم بن أحمد بن طاووس (ابن داود، ن.م، 227) وروی عنه (المجلسي، 106/12-13). ویحتمل أن ابن داود أقام ببغداد مدة، استناداً إلی أنه اعتبر (ابن داود، ن.ص) ابن طاووس «بغدادي التحصیل» من جهة، ولقوله إنه كان قریناً لابن طاووس حتی وفاة الأخیر من جهة أخری. كما یستنتج من بیت ورد في أرجوزة عقد الجواهر، أنه كان بالكاظمیة في ذي القعدة 700/ تموز 1301. كما أشار في أرجوزة المنهج القویم إلی نعمة جواره للغري وحیاته في النجف (ظ: ابن داود، سه أرجوزة، 149، 256). وذكرت المصادر أن ممّن روی عنه رضي ‌الدین علي بن أحمد المزیدي وزین‌ الدین علي بن طراد المطار آباذي وتاج ‌الدین محمد بن قاسم بن مُعَیّة (الشهید الأول، 77؛ الحر العاملي، 2/71؛ المجلسي، 104/196، 105/153، نقلاً عن إجازات الشهیدین). وتعود شهرة ابن داود إلی كتابه الرجال، علی الرغم من وجود مصنفات له في الفقه، وقد أشاد عدد من كبار العلماء بقدرته الأدبیة (ظ: المجلسي، ن.ص؛ أفندي، 1/254). ونهج لأول مرة في كتاب الرجال أسلوباً فریداً في كتب الرجال الشیعیة المتقدمة، كما ذكر ذلك في مقدمته (ص 3-4)، ویتضمن هذا الأسلوب التزامه بالترتیب الهجائي في ذكر أسماء الرجال وآبائهم وأجدادهم. وبالإضافة إلی ذلك فقد استهدف المؤلف اختيار وجمع مطالب الكتب الرجالیة المتقدمة كمؤلفات الكشي والطوسي والنجاشي وابن الغضائري وآخرین، ولذلك اختار لكل مصدر من المصادر الرجالیة ولكل معصوم‌(ع) رمزاً للاختصار. ولم یتحدث ابن داود عن المتأخرین بعد الشیخ الطوسي، إلا في مواضع قلیلة. وأصبح أسلوبه في استعمال الرموز مثالاً یحتذي به المتأخرون في تألیف الكتب الرجالیة. واعتبر بعض علماء الشیعة كوالد الشیخ البهائي رجال ابن داود بأنه یغني عن كتب الرجال الأخری، كما عدّه البعض الآخر كالمولی عبدالله التستري أنه لایمكن الوثوق به للأخطاء التي وقع فیها عند النقل عن المتقدمین، واتخذ مجموعة ثالثة طریقاً وسطی حیث اعتبروه ومثل بقیة الكتب الرجالیة (النوري، 3/442). وهذا المصنف كما یقول ابن داود نفسه (الرجال، 46) یعود إلی حد كبیر إلی إشارات أستاذه أحمد بن طاووس حیث یزید ذلك في أهمیته. ومن الطبیعي فإن شهرة العلامة الحلي، العالم المعاصر له، وكتابه خلاصة الأقوال، قد قللت إلی حد من أهمیة كتابه الرجال وهذا مما دعا إلی قلة الإقبال علیه. ولعل وقوع بعض التصحیفات في كتابه والذي أدی بالتالي إلی نسبة عدم الدقة إلیه، یعود إلی عدم إتقان النساخ (ولتوضیح أكثر حول هذه التصحیفات، ظ: الكلباسي، 92، 94؛ بحر العلوم، 18؛ التستري، 1/63).

آثاره المطبوعة

1. الرجال: طبع هذا الكتاب مرة بطهران في 1383هـ بتحقیق السید جلال‌ الدین محدث ومرة أخری بالنجف في 1392هـ بتحقیق السید محمد صادق بحر العلوم؛ 2-4. «أرجوزة في الكلام» و«عقد الجواهر في الأشباه والنظائر» و«المنهج القویم في تسلیم التقدیم» وقد طبعت في مجلد واحد بعنوان سه أرجوزه [ثلاث أراجیز]. وتعد «أرجوزة في الكلام» (ص 51-101) منظومة شعریة جمیلة وطویلة في 145 بیتاً ویبدو أنها ناقصة وتتحدث عن العقائد في علم الكلام عند الشیعة بكلمات موجزة. وتم طبع 33 بیتاً في سه أرجوزة (ص 103-105) لناظم مجهول وجدت في مخطوطة أرجوزة في الكلام ویحتمل أنها جزء من القسم الأخیر من أرجوزة في الكلام؛ أما «عقد الجواهر في الأشباه والنظائر» (ص 183-256) فهي أرجوزة في الفقه ذكرها ابن داود بهذا الاسم عند ترجمته لحیاته (الرجال، 112) ولكن أطلق علیها اسم «جواهر الكلام في الأشباه والنظائر» في النسخة المطبوعة. وتم نظم هذه الأرجوزة بأبیاتها الـ 1,309 بالكاظمیة في 10 ذي القعدة 700هـ/17 تموز 1301م. ویجدر القول أن ابن داود قد وعد في هذه الأرجوزة (ص 256) بشرحها ولعله قد وفي بوعده هذا. وعلی كل حال فإن أفندي (1/257) قد شاهد في إیروان كتاباً تحت عنوان عقد الجواهر منسوباً إلی ابن داود مكتوباً بخط الكفعمي ولكنه غیر منظوم. «المنهج القویم في تسلیم التقدیم» (ص 149-173) أرجوزة تتضمن 201 بیت وتشتمل علی قصة لمناظرة خیالیة أو حقیقیة حول أجدر الأفراد لنیل منصب الخلافة بعد النبي‌(ص) وجرت هذه المناظرة في مجلس ببغداد ضم علماء المذاهب المختلفة.

ب- آثاره المخطوطة

1. التحفة السدیة، وتوجد مخطوطتها في مكتبة المتحف العراقي (ظ: النقشبندي، 1/232)؛ 2. تحصیل المنافع، في الفقه وربما یكون، كما یذكر أفندي (ن.ص)، شرحاً للشرائع أو شرحاً للمختصر النافع للمحقق الحلي. توجد مخطوطة منه في مكتبة روضاتي بأصفهان (مجلة معهد، 3(1)/16)؛ 3. الجوهرة في نظم التبصرة، في الفقه وتوجد مخطوطتان منه في مكتبة آیة الله المرعشي (المرعشي، 13/285، 15/15)؛ 4. المقتصر من المختصر، وتوجد نسخة منه في مكتبة المجلس (ظ: مدرسي، 109).

ومن الجدیر بالذكر أن ابن داود أورد في ترجمته لحیاته (الرجال، 112-113) بالإضافة إلی ما سبق، أسماء مصنفات أخری في الفقه والعقائد والنحو والعروض والمنطق بعضها منظوم. وكذلك فقد نسب السید حسین المجتهد العاملي، كما یقول أفندي (1/253-254)، رسالة إلی ابن داود تشتم لعلی روایات عن الأئمة‌(ع) ونقل عنها في كتابه دفع المناواة عن التفضیل والمساواة.

المصادر

ابن داود الحلي، الحسن، الرجال، تقـ: جلال ‌الدین الحسیني الأرموي، طهران، 1342ش؛ م.ن، سه أرجوزة، تقـ: حسین درگاهي وحسن طارمي، طهران، 1367ش؛ أفندي، عبد الله، ریاض العلماء، تقـ: أحمد الحسیني، قم، 1401هـ؛ الأمیني، عبد الحسین، الغدیر، بیروت، 1387هـ؛ بحر العلوم، محمد صادق، مقدمة كتاب الرجال لابن داود الحلي، النجف، 1392هـ/1972م؛ التستري، محمد تقي، قاموس الرجال، قم، 1410هـ؛ الحر العاملي، محمد، آمل الآمل، تقـ: أحمد الحسیني، بغداد، 1385هـ؛ الشهید الأول، محمد، الأربعون حدیثاً، قم، 1407هـ؛ الكلباسي، أبو الهدی، سماء المقال في تحقیق علم الرجال، تقـ: محمد علي روضاتي، قم، 1372هـ؛ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بیروت، 1403هـ/1983م؛ مجلة معهد المخطوطات العربیة، القاهرة، 1376هـ/ 1957م؛ مدرسي طباطبائي، حسین، مقدمة بر فقه شیعه، تجـ: محمد آصف فكرت، مشهد، 1368ش؛ المرعشي، المخطوطات؛ النقشبندي، أسامة ناصر وعامر احمد القشطیني، مخطوطات مكتبة المتحف العراقي (المخطوطات الفقهیة)، بغداد، 1975؛ النوري، میرزا حسین، مستدرك الوسائل، طهران، 1321هـ.

محمد هادي مؤذن جامي/ص.