ابن الخیاط، أبوالحسن

اِبْنُ الخَیّاط، أبو الحسن علي بن محمد الربعي شاعر في القرنین 4 و5هـ /10 و11م عاصر الكلبیین الصِقِلّیین.

لایتوفر إلا الیسیر عن حیاته، وما بقي منه ینحصر في 200 بیت من الشعر نقلها أحد أصدقائه المقربین له في القیروان باسم التجیبي (تـ 445هـ/1053م) في شرحه للمختار من شعر بشار في مواضع مناسبة. ولذلك لابد من دراسة أشعاره والبحث في أحوال معاصریه ما أمكن للوقوف علی حیاته وأحواله.

لایعلم تاریخ ولادته، وأغلب الظن أنه عاش في النصف الثاني من القرن 4هـ والنصف الأول من القرن 5هـ، ذلك أنه عاصر التجیبي وأمضی فترة طویلة في بلاط كلبیّي صِقلیة ومدح الأمیر ثقة الدولة (حكـ 379-388هـ) وأبناءه تاج ‌الدولة ومؤید الدولة وصمصام الدولة من هذه السلالة (التجیبي، 188، 268؛ النیفر، 1/132؛ قا: عباس، 209-210)، كما مدح عدداً من أمراء بني أبي الحسین هم مستخلص الدولة وانتصار الدولة وابنه (ظ: التجیبي 6، 79، 116، 120، 174، 287)، ولكن لایعلم من هم هؤلاء ولامناصبهم في صقلیة. ویذهب إحسان عباس إلی الظن أن مستخلص الدولة هو ابن الحسن بن عمار الذي كان في یوم ما قائد أسطول الكلبیین، وأن یكون انتصار الدولة ابنه صاحب مركز عال، لأن ابن الخیاط یذكر ظَفَره بخارجي خرج علیه (ص 210-211).

وینمّ الشعر الذي رثی به ابن الخیاط مستخلص الدولة بعد وفاته عن الأوضاع المضطربة في صقلیة آنذاك (ظ: التجیبي، 287؛ عباس، 214). وعلی أي حال یبدو من أشعار ابن الخیاط أنه كان حیّاً إلی أیام حكم ابن ثمنة (ن.ع) ولایستبعد أنه رحل إلی القیروان بعد انفصاله عنه حكم (ظ: عباس، 209؛ فروخ، 4/521-522). وقد مدح صمصام الدولة ومؤید الدولة ولذلك یبدو أنه كان یقیم في بلرم من صقلیة.

یمتاز شعر ابن الخیاط بالسلاسة والبلاغة والبعد عن التكلف والصنعة، وتفضیل المعنی علی اللفظ. وأهم أغراضه الشعریة هي المدح (التجیبي، 80، 120، 174، 268؛ النیفر، ن.ص) والحماسة (التجیبي، 5، 6؛ النویري، 6/192، 193) ووصف الطبیعة (التجیبي، 75، 107، 108، مخـ) والأدب والحكمة (م.ن، 35، 166) وبعض المسائل الاجتماعیة أیضاً (م.ن، 36، 37؛ عباس، 220).

وكما هو واضح أن ابن الخیاط أفاد في بعض المواضع من آثار ابن المقفع والمتنبي وأبي تمام (التجیبي، 147، 175؛ قا: عباس، 209؛ النویري، 6/193). وتشاهد في شعره أوصاف بدیعة لبیئة صقلیة القرویة والحضریة علی الرغم من أن ابن الخیاط أكثر قدرة في وصف الحوادث المثیرة منها صراعات الكلبیین وحروبهم، ومع ذلك فهو شغوف بوصف الحدیث وسحره وجماله (ظ: التجیبي، 35، 36، 41) وهي تقلید لشعر بشار بن برد وابن الرومي (ظ: عباس، 221-222).

المصادر: التجیبي البرقي، إسماعیل، شرح المختار من شعر بشار، تقـ: محمد بدر الدین العلوي، بیروت، 1934م؛ عباس، إحسان، العرب في صقلیة، بیروت، 1975م؛ فروخ، عمر، تاریخ الأدب العربي، بیروت، 1984م؛ النویري، أحمد، نهایة الأرب، القاهرة، 1342-1362هـ؛ النیفر، محمد، عنوان الأریب، تونس، 1351هـ.

رضا محمد زاده/ن.