ابن خیرة
cgietitle
1442/11/8 ۱۳:۱۳:۰۲
https://cgie.org.ir/ar/article/233217
1446/10/22 ۰۹:۵۷:۴۸
نشرت
3
اِبْنُ خیَرَة، أبو القاسم محمد بن إبراهیم المواعیني (تـ 564هـ/1169م)، شاعر وأدیب وكاتب من عصر الموحدین. لقّب بالمواعیني أو ابن المواعیني بسبب حرفة والده (ابن الأبار، 2/515؛ المراكشي، 6/91)، إلا أن الصفدي (1/351) ضبط اسمه بابن المراعیني، وحاجي خلیفة (1/929) بابن المداعیني، وربما هو تصحیف لكلمة المواعیني كما سماه ابن حبیش بعبد الرحمن، إلا أن ابن الأبار اعتبر ذلك خطأً.
معلوماتنا عن حیاته قلیلة وتنحصر في النبذة التي ذكرها ابن الأبار والمراكشي (ن.ص). أما المصادر الأخری فقد كررت تلك المعلومات نفسها فضلاً عن أبیات من شعره. سنة ولادته مجهولة، إلا أنه ولد في قرطبة وقطن إشبیلیة. تلقی العلم علی أساتذة مشهورین مثل شریح ویونس بن مغیث، وأبي عبد الله الحفید المكي، وابن أبي الخصال، وأحمد بن محمد بن بقي، وابن العربي وأبي بكر بن عبد العزیز ولازمهم مدة طویلة حتی بلغ درجة الأستاذیة. ذكره مخلوف (ص 151) في الطبقة الثانیة عشرة من فقهاء المذهب المالكي. كان ابن خیرة حسن الخط رائقه، سلك في البدایة مسلك أستاذه أبي بكر بن خیر، ثم نزع عنه إلی آنق منه وأبرع (المراكشي، ن. ص؛ ابن الخطیب، 2/338).
واعتبره البعض من كتاب عصر المرابطین (جنثالث پالنثیا، 165) وفي ذلك شك. سافر إلی غرناطة بدعوة من أبي سعید بن عبد المواطن والي غرناطة وأقام لدیه قرابة عامین (ابن الخطیب، ن.ص)، ثم قصد إشبیلیة لتولي الكتابة عند صاحبها أبي حفص عمربن عبد المؤمن لمصاهرة كانت بینهما، ونال جاهاً عریضاً وثروة واسعة (المراكشي، ابن الخطیب، ن.ص). ثم سافر إلی مراكش وتوفي بها (المراكشي، ن.ص). وذكر ابن سعید والصفدي (ن.ص) والمقري (3/326) عدة مقطوعات من أشعاره تبلغ 17 بیتاً نقلها عن سمط الجمان لابن الإمام أحدها في مدح أبي حفص ابن عبد المؤمن والأخری فيمدح الزبیر بن عمر. عده جنثالث پالنثیا في عداد شعراء الزجل بقرطبة (ن.ص) وذكر ابن سعید (ن.ص) قطعة من نثره المسجع.
أهم تصانیف ابن خیرة كتاب تحت عنوان ریحان الألباب وریعان الشباب في مراتب الآداب، وصفه ابن الخطیب (ن.ص) بأنه كتاب لانظیر له. جمع فیه فنون الأدب المختلفة وجعله في سبع مراتب (وكل مرتبة بمثابة كتاب)، وقسم كل مرتبة منه إلی عدة أبواب وفصول في مواضیع مختلفة من الشعر والأدب (عباس، تاریخ النقد، 513). وقد وصفه الصفدي بأنه «كتاب حسن في الأدب ملكته في مجلدین كبار وهو كتاب ممتع». قام ابن خیرة بنقد ودراسة الأسالیب الأدبیة المختلفة وبسط آرائه وذكر شروط الفصاحة والبلاغة بالتفصیل في المرتبة الرابعة من هذا الكتاب، التي تختص بالفصاحة والبالغة. ویتضح فیه تأثره العمیق بكتّاب شرق العالم الإسلامي كالجاحظ في البیان والتبیین وكذلك ابن المعتز. وقد اعتبر ابن خیرة للكلام المؤلف خمسة أركان كبقیة الفنون الأخری: الموضوع، الصانع، الصورة، لآلة، الغرض. ثم یتطرق بعد ذلك إلی عدد من المواضیع كعیوب الكلام وأقسام الشعر. كما كان ابن خیرة متردداً في قبول رأي أهل المذهب القائل بأن أطیب الشعر أكذبه ویضیف إلیه عبارة «في غالب الأمر». وقد تطرق في هذا الموضوع نفسه إلی الفرق بین الخطابة والشعر، حیث یری أن من شروط الخطابة هو مراعاة الاقتصاد في الكلام وكذلك مطابقته للواقع. ویقر ابن خیرة بأن تفاوت الشعراء – من حیث سهولة شعرهم وغموضه– أمر طبیعي، ولكنه یتعجب من أن یكون لشاعر واحد تارة شعر مستغلق وتارة سهل. ینفذ ابن خیرة إلی إفراد أبي نواس وابن الرومي (ن.ع.ع) بشيء یتفوقان فیه علی كل شاعر سواهما، فالطبع لأبي نواس والبراعة لابن الرومي (عباس، ن.م، 513-521).
توجد عدة نسخ من هذا الكتاب تحتفظ بها جامعة لیدن (ورهوفه، 282) والمتحف البریطاني (إلیس، II/191) ومكتبة «المجتمع الملكي للتاریخ» بمدرید (جنثالث پالنثیا، 178)، وكذلك جزء منه بمكتبة الفاتح بإستانبول رقم 399 (عباس، هامش نفح الطیب، 3/426). وقد ذكر دوزي جزءاً من هذا الكتاب يختص بتاریخ بني العباد في المجلد الثالث من «تاریخ العبادیین» الذي طبع في 1846م. ونُشرت أیضاً مقتطفات منه مع ترجمته الفرنسیة لسانغینتّي في 1853م في «المجلة الآسیویة»، المجلد الأول (ظ: إلیس، ن.ص). كما نسبت إلیه مؤلفات أخری وهي مفقودة الآن مثل الوشاح المفصّل و كتاب الأمثال (ابن الأبار، ن.ص). وذكر المراكشي (ن. ص) بأنه ألف كتاباً آخر في الأدب اتبع فیه أسلوب ابن عبدالبر في كتابه بهجة المجالس.
ابن الأبار، محمد، التكملة لكتاب الصلة، تقـ: عزت العطار الحسیني، القاهرة، 1375هـ/1956م؛ ابن الخطیب، محمد، الإحاطة، تقـ: محمد عبد الله عنان، القاهرة، 1394هـ/1974م؛ ابن سعید، علي، المغرب، تقـ: شوقی ضیف، القاهرة، 1955م؛ جنثالث پالنثیا، آنخل، تاریخ الفكر الأندلسي، تجـ: حسین مؤنس، القاهرة، 1955م؛ حاجي خلیفة، كشف؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: هلموت ریتر، بیروت، 1381هـ/1962م؛ عباس، إحسان، تاریخ النقد الأدبي عند العرب، بیروت، 1406هـ/1986م؛ م.ن، حاشیة علی نفح الطیب (ظ: همـ، المقري)؛ مخلوف، محمد، شجرة النور الزكیة، بیروت، 1350هـ؛ المراكشي، محمد، الذیل والتكملة، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1973م؛ المقری، أحمد، نفح الطیب، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1388هـ/1968م؛ وأیضاً:
Ellis, A. G., Cataloue of Arabic Bookd in the British Museum, London, 1967; Voorhoeve.
مریم صادقي/ خ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode