الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / ابن خلکان /

فهرس الموضوعات

ابن خلکان

ابن خلکان

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/7 ۱۰:۰۱:۵۲ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ خَلِّكان، أبو العباس شمس ‌الدین أحمد بن شهاب‌ الدین محمد (أو بهاء الدین: أبو شامة، 214) بن إبراهیم بن أبي بكر بن خلكان (11 ربیع الثاني 608-26رجب 681هـ/22 أیلول 1211-30 تشرین الأول 1282م)، قاض ومؤرخ وأدیب شافعي شهیر. وتلفظ «خلكان» بفتح الخاء وكسر وتشدید اللام، وقیل إن شمس ‌الدین أحمد كان یخطها هكذا (النعیمي، 1/192)، كما ضبطت بأشكال أخری (ظ: تاج العروس، مادة خشك؛ الخوانساري، 1/320). ویری الإسنوي أن خلكان اسم قریة، یقول عبد الله الجبوري (1/495) إنها لازالت قائمة.

وُلد في أسرة من العلماء والفقهاء وتنتسب كما یذكر كمال ‌الدین موسی بن شمس ‌الدین أحمد إلی قبیلة زرزاریّة الكردیة، وآباؤه من أعقاب خالد بن برمك وكانوا من بلخ (عباس، 4/ط). ومع هذا فإن البعض یعرب عن شكوكه في انتسابهم للبرامكة، حتی ذُكر أن الیونیني سمع من یقول: إن أباشامة هو الذي خرّج هذا النسب لابن خلكان (الصفدي، 7/313). وقیل في تسمیة جده بـ «خلكان» إنه كان یفتخر بآبائه، أي البرامكة، فقیل له «خَلّ كان، أي دع كان أبي كذا، وجدي كذا، ونسبي كذا» (الخوانساري، ن.ص). ورغم قرب هذه الروایة من الأسطورة، غیر أن ابن خلكان دافع عن انتسابه للبرامكة (ابن شاكر، 1/113). كان أبوه محمد، مثل أخویه عمر بن إبراهیم، المعروف بالنجم، والحسین، الملقب بركن‌ الدین (الإسنوي، 1/495) من فقهاء عصره المعروفین، وتلقی العلم في الشام ومصر والعراق والحجاز، ومكث فترة في الموصل (م.ن، 1/469). ورحل إلی إربل في عهد الأمیر مظفر الدین الكوكبوري صاحب إربل، وتولی التدریس بالمدرسة المظفریة (ابن خلكان، 1/108). ولد ابن خلكان في نفس هذه المدینة وفي المدرسة المظفریة التي كان یقیم فیها أبوه (م.ن، 2/344)، وتوفي والده في 610هـ/1213م ولما یبلغ السنتین (م.ن، 1/108)، ولكن الأمیر مظفر الدین أكرم الأستاذ بعد وفاته وقام برعایة أبنائه من بعده كما أشار ابن خلكان إلی ذلك كراراً (مثلاً 4/120). وكان محمد بن إبراهیم كثیر الاهتمام بتربیة ابنه وتعلیمه، وهو ما دفعه، كما هي العادة آنذاك إلی استحصال إجازة لابن خلكان الصغیر في روایة الحدیث من رضي‌ الدین أبي الحسن المؤید النیسابوري الطوسي التي بعث بها من خراسان في 610هـ (م.ن، 5/345). كما كتبت له زینب بنت الشعري إجازة في الروایة (م.ن، 2/344). ثم حضر ابن خلكان دروس الفقیه شرف ‌الدین أبي الفضل أحمد بن منعة الذي وصل إلی إربل في 610هـ وتولی التدریس في المظفریة بعد وفاة محمد بن إبراهیم بن خلكان، وطالما أثنی علی دروسه (م.ن، 1/108). ویبدو أنه درس علی ابن منعة حتی عام 617هـ حینما توجه الأخیر إلی الحج، ثم التحق بالشیخ أبي جعفر محمد بن هبة الله بن المكرم في إربل وسمع منه الحدیث، وتعلّم صحیح البخاري.

وفي 623هـ التقی ابن خلكان في إربل جمال‌ الدین عبد الرحمن الواسطي الذي نزل بالمدرسة المظفریة وكان من أعیان شعراء عصره، وكذلك الشاعر محمد بن عُنَین الأنصاري (م.ن، 5/15)، ولكنه لم یأخذ عنهما شیئاً. وكان علی صداقة مع الشاعر عیسی بن سنجر الإربلي الذي كان ینشده كثیراً من أشعاره (م.ن، 3/501). وآخر معلوماتنا عن دراسة ابن خلكان في إربل، أنه تعلم علم الخلاف علی أثیر الدین الأبهري بدار الحدیث في 626هـ (م.ن، 5/313)، وذلك لأنه غادرها في رمضان هذه السنة (م.ن، 3/503) وربما وصل إلی الموصل بعد عدة أیام (م.ن، 7/98) والتقی كمال‌ الدین موسی بن یونس بن منعة (تـ 639هـ/1242م) الففیه الشافعي المعروف والد ابن منعة الذي سبق ذكره، فأحبّه وأقسم أن لو رزق ولداً ذكراً لسماه كمال‌ الدین موسی، وعندما رُزق ذلك الولد (بالضبط بعد مائة عام من ولادة ابن منعة) أسماه باسم أستاذه ولَقّبه (م.ن، 5/317). ثم سرعان ما خرج من الموصل قاصداً حرّان (م.ن، 5/81) ومنها إلی حلب التي كانت آنذاك مركزاً علمیاً مهماً، فدخلها في مستهل ذي القعدة بُعید وفاة یاقوت الحموي (م.ن، 6/139)، فاجتمع بعز الدین ابن الأثیر، الذي كانت بینه وبین والده مؤانسة أكیدة، وكان لذلك الاجتماع الذي تكرر تأثیر مهم علیه حتی إنه مدحه كثیراً (م.ن، 3/349). وسبق له أن تردد إلی الموصل من إزبل أكثر من عشر مرات للاجتماع بضیاء‌‌الدین ابن الأثیر –شقیق عز الدین– والأخذ عنه، فلم یفلح في الاجتماع به (م.ن، 5/391).

ووفد ابن خلكان مع أخیه علی القاضي بهاء الدین یوسف ابن شداد (تـ 632هـ/1235م)، ومعهما توصیة من مظفر الدین الكوكبوري إلی القاضي، فتلقاهما بالقبول والإكرام وأنزلهما في مدرسته (ربما دار الحدیث) ورتّب لهما أعلی الوظائف. وكان ابن شداد قد طعن في السن وضعف عن الحركة ولم یكن بمدرسته في ذلك الزمان درس عام، فرتّب أربعة من الفقهاء برسم الإعادة، وكان من بینهم جمال ‌الدین أبو بكر الماهاني الذي كان یقرأ علیه ابن خلكان وأخوه. وتوفي جمال ‌الدین في 627هـ، فتردد ابن خلكان إلی نجم ‌الدین محمد، المعروف بابن الخباز الموصلي الفقیه (تـ 631هـ) وهو إذ ذاك مدرس المدرسة السیفیة بحلب، فقرأ علیه جزءاً من كتاب الوجیز للغزالي (ابن خلكان، 7/90-91). كما حضر في 627هـ عند أدیب عصره البارز موفق ‌الدین یعیش بن علي في المقصورة الشمالیة بجامع حلب، وقرأ علیه كتاب اللمع لابن جني (م.ن، 7/48). ورغم عدم توفر معلومات دقیقة عن باقي أساتذة ابن خلكان، یُحتمل أنه قد تعلم أیضاً علی عدد من الأساتذة أمثال عبد اللطیف بن یوسف البغدادي الذي نعته بـ «شیخنا» (م.ن، 6/76). ومع هذا فهو لم یقتصر علی طلب العلم في حلب، فرحل بعد عدة سنوات إلی دمشق، وحضر في شوال 632هـ درس أبي عمر عثمان بن عبد الرحمن الشهیر بابن الصلاح وأقام عنده عاماً متتلمذاً علیه (م.ن، 3/244). ویبدو أنه عقد في دمشق صلات حمیمة مع جمال ‌الدین محمد بن مالك الذي ربما تعرف إلیه في حلب (ابن كثیر، 13/267). كما أنه أدرك جماعة من أصحاب الحافظ السلفي (تـ 576هـ/1180م) في الشام ومصر وسمع علیهم وأجازوه (ابن خلكان، 1/105). وكانت بینه وبین جمال‌ الدین ابن مطروح مودة أكیدة ومكاتبات ومجالس في مصر والشام أیضاً. وقد أنشده الأخیر أكثر دیوان شعره (م.ن، 6/260).

سافر ابن خلكان بعد فترة إلی مصر في 633هـ كما ذكر في كتابه (5/317)، وأقام أیاماً في الإسكندریة (م.ن، 4/318)، ثم توجه إلی القاهرة، فاتصل بمجموعة من علمائها وأدبائها أیضاً. وفي 637هـ اجتمع ببهاء الدین زهیر، الملقب ببهاء الدین الكاتب -الذي كان أدیباً وشاعراً– فسمع منه كثیراً من أشعاره وحصل علی إجازة منه في روایتها (م.ن، 2/332، 336). كما التقی الحافظ زكي ‌الدین المنذري محدث مصر (م.ن، 1/106)، وأخذ الروایة والإجازة عن أصحاب عبد الله ابن بَرّي (تـ 582هـ) الأدیب والحافظ المعروف في زمانه (م.ن، 3/109). وكان من نتائج صداقته لبهاء الدین زهیر وابن مطروح وهما من أمراء البلاط الأیوبي –فضلاً عن الفائدة العلمیة والأدبیة– أنه أصبح نائباً لقاضي القضاة أبي المحاسن بدر الدین یوسف، المعروف بقاضي سنجار بعد فترة من وصوله إلی القاهرة. وفي 649هـ توفي صدیقه القدیم ابن مطروح، وحضر الصلاة علیه ودفنه (م.ن، 6/266). وبعد مدة -ویبدو في 654هـ/1256م– بدأ بتألیف كتاب وفیات الأعیان (م.ن، 1/21). وفي 656هـ تفشی وباء في مصر أدی إلی وفاة خلق كثیر ومرض ابن خلكان أیضاً، إلا أنه برئ منه في النهایة (م.ن، 2/338).

وبعد عامین، وحینما قُتل سیف ‌الدین قطز، وأصبح الظاهر بیبرس سلطاناً علی مصر الشام (658هـ)، بدأ عهد جدید في حیاة ابن خلكان. فكان الملك الظاهر علی علم بتذمر الناس من نجم ‌الدین بن سني الدولة قاضي قضاة الشام، فعزله وقلّد ابن خلكان منصب قاضي القضاة وفوّض إلیه النظر في أوقاف الجامع والمصالح والبیمارستان والمدارس في دمشق والتدریس في سبع مدارس معروفة آنذاك (أبو شامة، 215)، إلا أنه تنحی في عام 660هـ عن التدریس في المدرسة الركنیة لمصلحة شهاب ‌‌الدین أبي شامة المقدسي، بل قیل إنه حضر درسه أیضاً (م.ن، 216؛ ابن كثیر، 13/235)، كما كان یحضر دروسه في دار الحدیث بالأشرفیة (662هـ) (م.ن، 13/242). وفي جمادی الأولی 663 عین بیبرس قضاة مستقلین لكل من المذاهب الأربعة، بینما كان قضاة هذه المذاهب نواباً لابن خلكان من قبل (أبو شامة، 235-236؛ ابن كثیر، 13/246، 301).

وظل ابن خلكان في منصب قضاء دمشق حتی عام 669هـ، وعُزل بعد عشر سنوات وحلّ محله ابن الصائع (الیونیني، 2/452)، فعاد إلی القاهرة وانكبّ علی إتمام وفیات الأعیان (ابن خلكان، 7/259). وافتقر في هذه الفترة كثیراً، وأراد بیبرس أن یعینه وزیراً لما قیل إنه عمل له تاریخاً ووصل نسبه فیه بجنكیز خان، إلا أن وزیره الصاحب بهاء الدین ابن حَنا سعی في القضیة إلی أن أبطل ذلك (الصفدي، 7/311) حتی فاوضه دواتدار بیبرس، فجُهِّز إلی مكانه بدمشق علی القضاء (ن.ص؛ عباس، 7/49)، فوصل ابن خلكان إلی دمشق في محرم 677 (عباس، 4/ ي) فاستقبله أهلها وعز الدین أیدمر نائب دمشق وكافة الأمراء (ابن كثیر، 13/279، 280) وأثنی علیه الشعراء (الصفدي، 7/309، 310)، وافتتحت في ذي القعدة من نفس العام المدرسة النجیبیة بدمشق وحضر فیها ابن خلكان للتدریس، ثم عیّن ولده كمال‌ الدین موسی للتدریس فیها (ابن كثیر، 13/280).

وفي 678هـ اضطربت الأوضاع السیاسیة في مصر والشام وانتهت بعزل السعید ناصر الدین ابن بیبرس ومجيء أخیه العادل سلامش وفي رجب 678 خُلع العادل أیضاً واستولی المنصور قلاوون علی مقالید السلطة في الشام ومصر. وأدّت هذه التطورات إلی تمرّد سنقر الأشقر –الذي أصبح نائباً للسلطنة في دمشق بعد عز الدین أیدمر– علی قلاوون وإعلانه الاستقلال، فبایعه قضاة المدینة وعلماؤها وأفاضلها (م.ن، 13/288-289، 290)، فبعث قلاوون الأمیر علم ‌الدین سنجر الحلبي إلی دمشق لقمع تمرد سنقر وخرج الأخیر لمواجهته. ویقول الدواداري (8/238) إن القاضي ابن خلكان كان قد أفتى بقتال المصریین، ولهذا أمر علم ‌الدین سنجر بعزله عن القضاء عندما استولی علی دمشق (صفر 679) وسجنه في أعلی المدرسة النجیبیة، ثم طلب إلیه أن یتحول عن العادلیة التي كان یسكن فیها. وفي تلك الأثناء جاء البرید من مصر بكتاب من السلطان قلاوون یعفو فیه عنه ویعیده إلی القضاء، وكانت مع الكتاب خلعة سنیة وتذكیر بالمودة القدیمة (ابن كثیر، 13/291). ورغم أنه قد قُلّد في ذي الحجة من عام 679 قضاء حلب أیضاً (م.ن، 13/292)، لكنه عُزل من كافة مناصبه القضائیة في محرم 680 (ابن الصقاعي، 6) فجلس في المدرسة النجیبیة التي كان یتولاها ولده كمال‌ الدین موسی وخُصّص له راتب شهري مقداره 300 درهم (عباس، 4/ ي، نقلا عن كمال‌ الدین موسی)؛ وفي صفر 681 انصرف إلی التدریس في المدرسة الأمینیة حتی نهایة حیاته (النعیمي، 1/192)، فمرض بعد عدة أشهر وتوفي في 26 رجب بالمدرسة النجیبیة ودُفن بسفح جبل قاسیون الذي دُفن فیه كثیر من العلماء (عباس، 4/ط؛ ابن كثیر، 13/301؛ قا: ابن قاضي شهبة، 2/214).

ولما كان ابن خلكان فقیهاً عالماً وحاكماً عادلاً في باب القضاء (ابن قاضي شهبة، 1/213)، وتتلمذ علی كبار فقهاء عصره، فقد أولی اهتماماً خاصاً بالفقه والأصول. كما كان له باع في التاریخ والنحو والأدب العربي، وهذا ما لایتضح من خلال علاقته بأدباء وشعراء عصره كبهاء الدین زهیر وابن الخیمي وأبي الحسن الجزار وابن مطروح وجمال‌ الدین محمود الإربلي (ابن خلكان، 2/99، 332، 336، وأیضاً، 2/106، 342، 6/260، 265) فحسب، بل بتبحره في دواوین عدد من الشعراء كالبحتري والمبرّد والفرزدق والمتنبي، حتی عُدّ بصیراً بالشعر (الیافعي، 4/193) وحفظ سبعة عشر دیواناً من الشعر (ابن قاضي شهبة، 2/214)، لم یُرفي وقته من یعرف دیوان المتنبي كمعرفته (ن.ص)، وقد خلّف آراءً رائعة في الشعر والشعراء (مثلاً 4/161، 424، 441، 464، 466، 5/14، 190، 191). وكان حاذقاً في نظم الغزل والأبیات الثنائیة. وشعره رقیقاً وعذباً (السبكي، 8/33؛ ابن كثیر، 13/301؛ للاطلاع علی بعض أشعاره، ظ: عباس، 7/91-107). كما كان بارعاً في النثر أیضاً ونلاحظ ذلك فیما كتبه بعد فتوحات بیبرس في الشام وقسّم فیه المناطق المفتوحة بین الفاتحین (الدواداري، 8/109-111)، وكذلك من كتاب وفیات الأعیان.

وكتابه وفیات الأعیان وأنباء أبناء الزمان (ن.ع) الذي ألفه متقطعاً منذ عام 654هـ حینما كان في القاهرة وحتی عام 672هـ (ابن خلكان، 1/21، 7/258)، وهو كتاب قل نظیره، وترجمة لطائفة كبیرة من علماء مختلف العلوم والأمراء الوزراء، قضی عدة سنوات في استخراجها من بطون مختلف الكتب أو سمعها من أفواه الثقات (م.ن، 1/19-20) أو عاشرهم بنفسه. ولیس لدینا مصنف آخر عنه، ولكن یُعتقد أن له مصنفات أخری (أبو الفداء، 3/16)، لاسیما وأن الصفدي (7/308) قد ذكر بأن له مجامیع أدبیة.

وأثنی كثیر من الكتّاب علی خُلق ابن خلكان فقالوا عنه إنه كان جمیل الأخلاق وسویاً (الیافعي، 4/193؛ ابن طولون، 1/193؛ ابن طولون، 1/193)، وكریماً وعفیفاً (عباس، 7/56، نقلاً عن ابن شاكر)، حتی إنه امتنع عن أخذ المال الذي بعثه إلیه بیبرس رغم إملاقه (الصفدي، 7/311)، ولم ینحرف في القضاء أبداً (م.ن، 7/310، 311). وكان هذا السلوك وراء ذلك الاستقبال الحافل والأفراح التي عمّت الناس یوم تولیه قضاء دمشق ثانیة (ابن كثیر، 13/279-280، 291). ومع هذا كله فقد اتهمه البعض بأعمال مشینة وانتسابه كذباً إلی البرامكة، إلا أنه فنّد بعض تلك التهم (الصفدي، 7/312، 313).

أما عن مذهبه، فلیس هناك شك في أنه كان شافعیاً، لكن قیل إن محمد بن الشیخ محیي ‌الدین، المعروف بالأسلمي عده شیعیاً في كتاب الترجمة العبقریة و الصولة الحیدریة، لأنه اعتمد علی بعض المصادر الشیعیة (عباس، 7/55). ومما یوحي إلی هذا الرأي صداقته لشعراء شیعة كأبي المحاسن الشوّاء ویوسف الإربلي. ونقلُهُ في كتابه قصیدة الفرزدق في مدح الإمام زین ‌العابدین‌(ع) (6/95)، ولكن لابد من القول إن ذلك إنما نجم في الدرجة الأولی عن حیاده في نقل الحوادث وذكر التراجم، مع ضرورة الالتفات إلی أنه كان یعیش في بلدة كانت تحت الحكم الفاطمي لسنوات مدیدة ولازالت النزعات الشیعیة قائمة في تلك المنطقة.

 

المصادر

ابن خلكان، وفیات؛ ابن شاكر، محمد، فوات الوفیات، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1973م؛ ابن الصقاعي، فضل‌ الله، تالي كتاب وفیات الأعیان، تقـ: جاكلین سوبلة، دمشق، 1974م؛ ابن طولون، محمد، القلائد الجوهریة، تقـ: محمد أحمد دهمان، دمشق، 1401هـ/1981م؛ ابن قاضي شهبة، أبوبكر، طبقات الشافعیة، تقـ: الحافظ عبدالعلیم خان، حیدرآباد الدكن، 1399هـ/1977م؛ابن كثیر، البدایة والنهایة، بیروت، 1406هـ/1985م؛ أبو شامة، عبد الرحمن، تراجم رجال القرنین، تقـ: عزت العطار الحسیني، القاهرة، 1366هـ/1947م؛ أبو الفداء، المختصر في أخبار البشر، بیروت، دار المعرفة؛ الإسنوي، عبد الرحیم، طبقات الشافعیة، تقـ: عبد الله الجبوري، بغداد، 1390هـ/ 1970م؛ تاج العروس؛ الجبوري، عبد الله (ظ: همـ، الإسنوي)؛ الخوانساري، محمدباقر، روضات الجنات، طهران، 1382هـ/1962م؛ الدواداري، أبوبكر، كنز الدرر، تقـ: أولرخ هارمان، القاهرة، 1391هـ/1971م؛ السبكي، عبدالوهاب، طبقات الشافعیة الكبری، تقـ: عبد الفتاح محمد الحلو ومحمود محمد الطناحي، القاهرة، 1971م؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: إحسان عباس، 1389هـ/1969م؛ عباس، إحسان، مقدمة وفیات (ظ: همـ، ابن خلكان)؛ النعیمي الدمشقي، عبدالقادر، الدارس في تاریخ المدارس، تقـ: جعفر الحسني، دمشق، 1367هـ/1948م؛ الیافعي، عبد الله، مرآة الجنان، حیدرآباد الدكن، 1337-1339هـ؛ الیونیني، موسی، ذیل مرآة الزمان، حیدرآباد الدكن، 1375هـ/1955م.

صادق سجادي/ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: