اِبْنُ خَلدون، أبو زكریا یحیی (۷۳۴-۷۸۰هـ/۱۳۳۴-۱۳۷۸م)، مؤرخ وكاتب وأدیب والشقیق الأصغر لعبد الرحمن بن خلدون (ظ: ن.د، ابن خلدون، أبو زید). لاتتوفر معلومات دقیقة عن النصف الأول من حیاة یحیی بن خلدون العلمیة ونشأته. ویمكن القول اعتماداً علی القرائن إن یحیی وعبد الرحمن تعلما معاً عند أساتذة متعددین بالإضافة إلی قراءتهما علی والدهما (قا: ابن خلدون، عبد الرحمن، التعریف، ۱۹) ولاسیما الأساتذة الذین كانوا برفقة السلطان أبي الحسن المَریني، ودخلوا تونس في ۷۴۸هـ. وهو حادث لایمكن التغاضي عن أثره العلمي في نشأة یحیی، حیث اعتبره عبد الرحمن من الحوادث ذات الأهمیة الكبری. ومع ذلك فقد كانت الفترة التي أفاد بها هذا الأخوان من أكثر هؤلاء الأساتذة قصیرة، فقد مات بعضهم بالطاعون في ۷۴۹هـ والبعض في حادثة بحریة في ۷۵۰هـ. وقد أشار عبد الرحمن إلی أشهر هؤلاء الأفراد وهم الفقیه المالكي السَطّي والنحوي ابن عبد المهیمن والأدیب ابن رضوان والفیلسوف الأدیب ابن شعیب الفاسي والفقیه المالكي ابن عبد النور والمحدث ابن الصباغ وابن مرزوق والآبلي وتحدث عنهم واصفاً إیاهم بمشایخه وأصدقائه (ن.م، ۳۲-۵۵). وقد ثبت قراءة یحیی علی عدد من هؤلاء العلماء، منهم أبو عبد الله الآبلي وبعض تلامذته مثل أبي عبد الله الشریف (ظ: ابن خلدون، یحیی، ۱/۱۲۰). وكان الآبلي خاصة ذا تأثیر عمیق علی كلا الأخوین (ابن خلدون، عبد الرحمن، التعریف، ۳۳-۳۹؛ حاجیات، ۱۸).
ویظن حاجیات أنّ یحیی كان مع أخیه عبد الرحمن في بلاط أبي عنان وحضر هناك مجلس أبي عبد الله الشریف (ص ۲۰-۲۱). كما یذهب إلی الظن بما یشبه الیقین، أن یحیی أفاد أیضاً من لسان الدین ابن الخطیب الذي سافر إلی فاس في ۷۶۱هـ لأنه كان آنذاك یتولی منصب كاتب في دیوان الإنشاء بفاس تحت إشراف ابن رضوان (م.ن، ۲۱، ۲۶، نقلاً عن ابن خلدون، یحیی)، كما توجد علاوة علی ذلك رسالة من ابن الخطیب إلی یحیی تنم عن علاقة الصداقة بینهما (ظ: ابن الخطیب، ۴/۶۰۰-۶۰۴؛ المقري، ۶/۳۸۹، ۳۹۶). ویمكن أن یعتبر أسلوب ابن الخطیب مثالاً یقتدی به في الفنون الأدبیة لیحیی في تألیفه بُغیة الروّاد (ظ: حاجیات، ۲۱). وذكر یحیی بن خلدون من أساتذته بالإضافة إلی أولئك الفقیه والأدیب والكاتب أبا البركات البلفیقي وأحد تلامذة البلفیقي الفقیه أبا علي الزواوي وابن عبد المهیمن (۱/۱۳۲؛ حاجیات، ۲۰، نقلاً عن یحیی بن خلدون). ونعت ابن الخطیب یحیی في رسالة أرسلها إلیه بالفاضل والفقیه (۴/۶۰۰)، كما یلاحظ علاوة علی ذلك عنوان الفقیه في بدایة خطبة كتاب البغیة (ابن خلدون، یحیی، ۱/۷۸). ومن هنا یمكن القول إن یحیی تعلم علوم عصره الدینیة والأدبیة بصورة جیدة، وإن كان من غیر الممكن استشفاف المستوی الذي وصل إلیه في الفقه من كتابه الوحید الذي لدینا، غیر أن مهارته الأدبیة تظهر في هذا الكتاب والشعر الذي تركه (المقري، ۶/۵۱۰-۵۱۳، ۵۱۵-۵۱۷؛ قا: برنشفیك، ۲/۴۲۹). ثم إن بغیة الرواد یدل بالإضافة إلی ذلك علی میول یحیی إلی آراء الصوفیة وأحوالهم (ظ: بقیة المقالة). ولابد أن هذا كان نتیجة تأثیر أستاذه الآبلي المباشر الذي كانت له میول صوفیة ویسافر في زي الفقراء علاوة علی تأثیر الجو العام في ذلك العصر (ابن خلدون، یحیی، ۱/۱۲۰).
وكان لیحیی كأخیه نشاط سیاسي في خدمة ثلاث من الأسر الحاكمة، فكان تارة في بجایة وتارة في تلمسان ومدة في فاس. ویبدو أن یحیی بدأ نشاطاته السیاسیة إلی جانب أخیه عبد الرحمن وبإرشاده ورعایته. ویمكن مشاهدة الأخوین معاً بعد ذلك في مناسبات عدیدة، ویظهر أن أول مهمة سیاسیة تصدی لها یحیی كانت مع الأمیر أبي عبد الله محمد الذي سار لاحتلال بجایة، وقد رافقه نیابة عن أخیه الذي كان حاجباً للأمیر (ابن خلدون، عبد الرحمن، التعریف، ۱۰۳)، غیر أن یحیی (حاجیات، ۲۸، نقلاً عن یحیی بن خلدون) لایشیر إلی هذه النیابة، ولكنه یقول إن السلطان أبا سالم المریني جعله من مرافقي أبي عبد الله لیتولی منصب الحجابة لسابق خدمة آبائه عند سلف الأمیر. وفي أوائل سنة ۷۶۴هـ عزم أبو عبد الله علی احتلال بجایة فأرسل یحیی إلی تلمسان لطلب مساعدات عسكریة من أبي حَمّو الثاني فدخل بلاطه في صفر من تلك السنة وقضی في بلاط أبي حمو مدة واستفاد خلال إقامته القصیرة هناك من دروس العلماء بالإضافة إلی مهمته السیاسیة، وألقی في یوم مولد الرسول الأكرم(ص) قصیدة نالت إعجاب الحاضرین (م.ن، ۲۹).
وبعد أن احتل الأمیر أبو عبد الله بجایة رافقه بحیی ثانیة إلی تلمسان (ابن خلدون، عبد الرحمن، التعریف، ۱۰۴، العبر، ۶/۸۵۴) وقد توجه عبد الرحمن إلی بجایة في منتصف عام ۷۶۶هـ وتولی إدارة الشؤون السیاسیة بناء علی وعد سابق من أبي عبد الله (م.ن، التعریف، ۱۰۴-۱۰۵؛ أیضاً ظ: برنشفیك، ۱/۲۱۰)، ولكن لاتتوفر معلومات عن المنصب الذي تولاه یحیی فیما بعد، إذ لم یلبث أبو عبد الله أن قتل بعد فترة علی ید ابن عمه السلطان أبي العباس أحمد الحفصي وانضم عبد الرحمن إلی المنتصر، ورغم أن أبا العباس أكرمه في البدایة، غیر أنه ترك بجایة بعد أن كثرت الوشایة به وقبض الأمیر علی أخیه یحیی لتراید شكوك السلطان في وفائه واعتقله ببونة، وكبس بیوت أسرة ابن خلدون ظناً منه بوجود ذخیرة وأموال فیها (ن.م، ۱۰۶). وبعد هذه الحادثة ذهب عبد الرحمن إلی أحمد بن یوسف بن المزني في بسكرة (ن.م، ۱۰۷، ۱۰۹) وفیها التحق به أخوه یحیی بعد فراره من السجن (ن.م، ۱۱۱).
وخلال إقامة یحیی ببسكرة أرسل السلطان أبو حمو الزیّاني رسولاً من ملیانة إلیها في ربیع الأول ۷۶۹ للاتصال به، كيیعرض علیه الدخول في خدمته، ومساعدته في إدارة شؤون بلاد الزاب السیاسیة الحساسة، ذلك أن یحیی كان قادراً علی إقامة تحالف بین طائفة الذواودة من قبیلة ریاح وبین أبي حمو. فقبل یحیی هذا العرض وفي الأول من رجب ۷۶۹ قدم تلمسان یرافقه أربعة من أبناء شیخ الذواودة وحوالي ۴۰۰ فارس (حاجیات، ۳۲، نقلاً عن یحیی بن خلدون). فحظي يحيى بمنزلة سامية لدى سلطان بني زیّان، وصار مقرّباً إلیه، وأصبح من مستشاریه ونال منصب كتابة السر، فاستدعي یحیی أسرته من بسكرة إلی تلمسان واستقر في عاصمة بني زبان (ن.ص؛ ابن خلدون، عبد الرحمن، التعریف، ۲۴۲). ویورد عبد الرحمن روایة أخری حول علاقة یحیی ببلاط أبي حمو یتبین منها أن أبا حمو قدّم إلی عبد الرحمن مثل ذلك العرض، إلا أنه أرسل یحیی بدلاً عنه في هذه المهمة، زهداً منه في الرتب، ولمیله إلی الاشتغال بالعلم فأدی یحیی المهمة بكفاءة (ن.م، ۱۰۹-۱۱۲؛ قا: العروسي، ۴۵۸-۴۶۹). ویعتقد حاجیات (ص ۳۲-۳۳) بأن قول عبد الرحمن لیس صحیحاً ویفضل علیه روایة یحیی الواضحة والدقیقة.
ورغم الاحترام الذي حظي به یحیی عند أبي حمو فقد انفصل عنه حینما تعرضت تلمسان وحكم أبي حمو للخطر من قبل السلطان أبي فارس عبد العزیز المریني. ویقول عبد الرحمن: «وكان الأخ یحیی لما رحل السلطان أبو حمو من تلمسان رجع عنه من بلاد زُغبة إلی السلطان عبد العزیز» (ابن خلدون، عبد الرحمن، ن.م، ۲۴۲). واستقر یحیی في خدمته ثم في خدمة محمد السعید من بعده (ن.ص). وقد اعتبر هذا العمل في المرحلة التالیة من حیاته السیاسیة نتیجة خیالات سوداویة ونزعات شیطانیة وسوء حظ، دون أن یفصح عن تفاصیل أدق منها (حاجیات، ۳۵-۳۶، نقلاً عن یحیی بن خلدون)، ولكن لاشك في وجود أسباب سیاسیة دفعته لترك أبي حمو. والحقیقة فإن عبد الرحمن قام كما یقول بتحریض الذواودة لإطاعة السلطان المریني وإخراج أبي حمو عن أراضیهم بأمر من عبد العزیز (التعریف، ۱۴۴-۱۴۶). ویمكن لهذا الأمر أن یثیر شك أبي حمو بیحیی (ظ: حاجیات، ۳۶-۳۷). وعلاوة علی ذلك فقد انفصل یحیی عن أبي حمو حین كان الأخیر یفر أمام عبد العزیز نحو الجنوب، وقد تسبب هذا ولاشك في ضعف مركزه، فأغلظ له بعض رفاقه المقربین القول وفكروا بقتله أیضاً (حاجیات، ۳۶، ۴۶، نقلاً عن یحیی بن خلدون) عاد یحیی إلی تلمسان بعد أن احتلها عبد العزیز والتحق فیها بأخیه عبد الرحمن، ولكن الأمن قد انعدم في المنطقة خلال الحوادث التي أعقبت موت عبد العزیز (۷۷۴هـ) وتهدید أبي حمو لتلمسان. فانتقل مركز المرینیین إلی فاس وعادت تلمسان إلی أبي حمو، وتعرضت الدولة المرینیة بالتدریج للفتنة والصراعات الداخلیة والخارجیة، ووصلت هذه الحوادث بیحیی إلی نهایة الشوط بمقتل لسان الدین ابن الخطیب (صفر ۷۷۶). فتوجه بعد عدة أیام نحو بلاط أبي حمو وكان قد أقام علاقة مع هذا البلاط قبل فترة عندما طلب ابن الخطیب منه أن یتوسط لدی البلاط لمساعدته وقد أرسل ابن الخطیب رسالة إلی أبي حمو مستنجداً فیها وصدّرها بقصیدة لیحیی في مدح السلطان وشوقه إلی لقائه (م.ن، ۴۷). وقد بدأت الفترة التي نعم بها یحیی بالراحة في السنوات الأخیرة من حیاته باستقراره في بلاط أبي حمو، الذي غضّ الطرف عن ماضي یحیی وأعاده إلی كتابة سره (ابن خلدون، عبد الرحمن، التعریف، ۲۴۲).
وفي أواخر حیاة یحیی حدث نزاع علی السلطة بین أبي حمو وابنه أبي تاشفین، ویقول عبد الرحمن ابن خلدون (العبر، ۷(۲)/۲۹۲-۲۹۳)؛ «إن أبا حمو ولّی ابنه أبا زبان وهران فطلب أبو تاشفین ولایتها لنفسه، فاستجاب له علی ما یبدو وعهد إلی یحیی بن خلدون بمماطلته في كتابتها، حتی یری سبیلاً للخلاص من ذلك فاغتنم الفرصة أحد رجال البلاط ویدعی موسی بن یخلف وكان منافساً لیحیی، فدس إلی أبي تاشفین أن ابن خلدون إنما ماطله بالكتاب خدمة لأخیه أبي زیان، فأثاره ضده، وفي إحدی لیالي رمضان ۷۸۰- وكان یحیی خارجاً من القصر إلی بیته – تعرّض له عدد من الغوغاء وطعنوه بالخناجر وقتلوه. وحینما بلغ الخبر السلطان في الغداة أمر بالبحث عن هؤلاء في أطراف المدینة والقبض علیهم، ولما علم أن ابنه أبا تاشفین هو صاحب الأمر في القتل، لم یجد بداً من الإغضاء عن ذلك وأقطعه وهران». وعلی هذا فلیس صحیحاً ما أورده بیل [۱](EI2) الذي یعتقد بأن سبب القتل هو حسد رجال البلاط لمكانة یحیی لیس إلا كما أن ما ذكره مخلوف (ص ۲۲۸) وبروكلمان (GAL, II/312) من أن وفاته كانت في ۷۸۸هـ مع اختلاف ۸ سنوات لیس بصحیح أیضاً.
وحینما عاد یحیی إلی بلاط أبي حمو بدأ بتدوین تاریخ لبني عبد الواد، ویبدو أنه ألّفه للاعتذار عما بدر منه وللتأكید علی وفائه للسلطان الزیاني، وإن كان أبو حمو هو الذي طلب منه كتابة مثل هذا التاریخ (ابن خلدون، یحیی، ۱/۷۹-۸۰). ویذهب حاجیات (ص ۳۸، ۵۰) في نفس الوقت إلی الظن بأن یحیی بدأ بتألیف هذا التاریخ قبل عودته إلی أبي حمو، وأنه كان قد أنهی القسم الأول منه. ویضم هذا الكتاب الحوادث التي وقعت من نهایة ۷۶۶هـ وما بعدها، ولابد أن تقدیمه وإهداءه وقع في أوائل ۷۷۷هـ (م.ن، ۵۲). ولایقاس هذا الأثر كما أشار كل من بیل (ظ: EI2) وحاجیات (ص ۵۷) بنظرة وطریقة عبد الرحمن، من الناحیتین النقدیة والتاریخیة، وهو یقول: إن الهدف من تألیفه هو تخلید اسم دولة بني زیان (ظ: ۱/۷۹). ویقع هذا الأثر الذي یسمی بغیة الروّاد في ذكر الملوك من بني عبد الواد وما حازه أمیر المسلمین مولانا أبو حمو من الشرف الشاهق الأطواد (۱/۸۱)، في مجلدین و۳ أقسام، وكل قسم في ۳ أبواب وكل باب بدوره في فصلین أو ثلاثة. ویختلف طول الأبواب والفصول. ویختص الفصل الأول من الكتاب باسم تلمسان التي كان یعیش فیها بنو عبد الواد، ووصفها، ویورد یحیی في هذا الفصل ضمن ذكره لعدة أحادیث في البربر حدیثاً یثیر الاهتمام یخبر فیه الرسول الأكرم(ص) ابنته فاطمة(ع) بأن ذریة الحسن(ع) والحسین(ع) سیجدون لهم أنصاراً في المغرب الأقصی وبین البربر (۱/۸۵). ویختص الفصل الثاني من القسم الأول والذي هو أطول فصول الكتاب بذكر ۱۰۹ من مشاهیر تلمسان أو الذین أقاموا فیها. منهم الفقیه والمحدث والأدیب والعالم في الأنساب والمقرئ والقاضي وغیرهم. ومما یلفت النظر فیه كثرة أسماء الزهاد والصوفیة وأهل الكرامات (۱/۱۰۰-۱۳۲، مثلاً رقم ۸، ۱۸، ۱۹، ۲۶، ۳۶، ۳۹، ۴۵، ۵۳، ۷۶، ۷۹، ۹۱، ۹۴)، حیث یمكن الاستناد إلی هذا الفصل في دراسة الصوفیة في شمال إفریقیة، وبعض حكایاتهم وكراماتهم. وذكر یحیی في هذا الفصل ۳ من أساتذته. واختص الفصل الثالث بأمراء تلمسان منذ فتح جیوش المسلمین لها. ویبحث في الباب الثاني من القسم الأول في أصل بني عبدالواد البربري، كما یتطرق الباب الثالث باختصار إلی ماضیهم في تولّي الإمارة. ویتحدث القسم الثاني من الكتاب عن أول سلاطین بني عبد الواد، أي یغمراسن بن زیان وابنه وأحفاده. ویضم القسم الثالث الذي یعتبر القسم الأساس من الناحیة التاریخیة، المجلد الثاني كله ویتحدث عن عهد أبي حمو الثاني سنة بسنة. وتعود أهمیة هذا القسم إلی إمكانیة الاستناد إلیه تاریخیاً وذلك لتمكن یحیی من الوصول إلی الوثائق الحكومیة آنذاك وقد اعتمد علیه كل من بروسلار [۲]و بارجیه [۳]اعتماداً كبیراً في بحثیهما حول تلمسان (EI2).
ولایعتبر أثر یحیی هذا ذا أهمیة من النواحي التاریخیة فحسب، بل ومن نواح أخری، فقد ذكرت فیه أبیات وأحیاناً قصائد طویلة في مناسبات مختلفة (ظ: ۱/۸۶-۹۰، ۱۰۹-۱۱۲، ۱۲۶)، كما وردت فیه بعض القصص للترفیه عن القارئ كالقصص الفارسیة في سلوان المطاع لابن ظفر (حاجیات، ۵۵). ویتجلی تكلّف یحیی في سجعه ونثره الذي یعتبر من خصائص الكتاب علی الأغلب أثناء ذكره لأسماء الأمراء والسلاطین فقط، أما الأخبار والروایات التاریخیة فیخلو نثرها من كل صنعة. وقد حقق هذا الأثر لأول مرة آلفرد بیل ونشره مع ترجمته الفرنسیة بالجزائر (۱۹۰۴-۱۹۱۳م) في مجلدین وأخیراً حققه عبد الحمید حاجیات بالاعتماد علی مخطوطات جدیدة ونشره في الجزائر (۱۴۰۰هـ/۱۹۸۰م) مع مقدمة بدیعة عن حیاة یحیی بن خلدون وآرائه.
المصادر
ابن الخطیب، محمد، الإحاطة في أخبار غرناطة، تقـ: محمد عبد الله عنان، القاهرة، مكتبة الخانجي؛ ابن خلدون، عبد الرحمن، التعریف بابن خلدون، بیروت، ۱۹۷۹م؛ م.ن، العبر، بیروت، ۱۹۵۹م؛ ابن خلدون، یحیی، بغیة الرواد، تقـ: عبد الحمید حاجیات، الجزائر، ۱۴۰۰هـ/۱۹۸۰م؛ برنشفیك، روبار، تاریخ إفریقیة في العهد الحفصي، تجـ: حمادي الساحلي، بیروت، ۱۹۸۸م؛ حاجیات، عبد الحمید، مقدمة بغیة الرواد (ظ: همـ، ابن خلدون، یحیی)؛ العروسي المطوي، محمد، السلطنة الحفصیة، بیروت، ۱۴۰۶هـ؛ مخلوف، محمد، شجرة النور الزكیة، بیروت، ۱۳۴۹هـ؛ المقري، أحمد، نفح الطیب، تقـ: إحسان عباس، بیروت، ۱۳۸۸هـ/۱۹۶۶م؛ وأیضاً:
EI2; GAL.
محمد مهدي مؤذن جامي/ن.