اِبْنُ الخَصیب، أبو علي أحمد بن إسماعیل بن الخصیب الأنباري البصري (تـ ح 290هـ/903م)، شاعر وراویة للأدب العربي، المعروف بنطّاحة (الصفدي، 6/248: طاء مهملة مخففة). أسرته من الأنبار، وكان جده أبو نصر الخصیب بن عبد الحمید صاحب مصر (ن.ص؛ یاقوت، 2/227، 228)، وأشار أبو نواس إلی أصله الأعجمي في قصیدة مدحه بها (ص 483).

وكان ابن المعتز (تـ 296هـ/909م)، ممن عاصروا ابن الخصیب وكانت بینهما مراسلات وردود (ابن الندیم، 138؛ یاقوت، 2/227؛ الصفدي، 6/249)، وقد أشار إلیه مرة باسم «الخصیبي» (ص 248) وأخری باسم أحمد بن الخصیب البصري (ص 373). وكان كاتباً متقدماً في صناعة البلاغة ولاسیما الإخوانیات (ابن الندیم، ن.ص). ومما یكشف عن سعة علمه قیامه بتشكیل وإعجام كتاب الحدود للفراء (ن.ع) وقد افتخر بهذا العمل في إحدی قصائده (یاقوت، 2/230؛ الصفدي، ن.ص)، التحق أول الأمر بالطاهریین وتولی الكتابة لمحمد بن عبدالله بن طاهر (209-253هـ/824-867م)، ثم لأخیه عبید الله (ابن الندیم، الصفدي، ن.ص). ویبدو أن عبارة «كاتبُ عبید الله وقبله لمحمدٍ» قد حُرّفت في إحدی نسخ الفهرست لابن الندیم إلی «وقتله محمد». واستناداً إلی هذه العبارة ظن بعض المتأخرین أنه قتل علی ید محمد (البستاني، 1/96؛ EI2; III/835). غافلین عن أنه تولی الكتابة بعده لعبید الله.

روی ابن الخصیب أخبار الأدب العربي عن أحمد بن أبي الأصبغ وأبي سهل الرازي وسعد بن یعقوب النصراني (التنوخي، 1/237، 383، 2/224)، وأحمد بن الحارث (المرزباني، 263)، والبطین الحمصي (ابن المعتز، 248)، والحسن بن وهب (الصولي، 101) وغیرهم، كما روی عنه في هذا المضمار أیضاً ابن المعتز (ص 248، 374)، والصولي (ص 71، 148، 158، 230)، وطائفة من المشاهیر (ظ: التنوخي، 1/237، 2/224؛ المرزباني، 315، یاقوت، 2/229؛ الصفدي، 6/248). وهو كاتب علّامة وشاعر محیط بالشعر وظریف خلیع (یاقوت، ن.ص). ووصل إلینا شيء من شعره (الصولي، 47، 48، 49، 63، 93، 101، 146، 161، 230؛ الصفدي، 6/248، 249؛ یاقوت، 2/228، 229، 230) وكذلك بعض رسائله (الصولي،155، 161). وقد أشار بعض الأدباء إلی براعته في فن الكتابة فنقل الصولي (ص 77، 147) ظرائفه وآراءه في أسلوب الكتابة وآدابها وقواعدها، كما ذكر ابن عبدربه (4/172) رأیه القائل بأن الشكل الظاهري للكاتب یجب أن یتناسب مع مقامه، ونقل أبو حیان (2/440) امتداحه للخط الجمیل، مما یدل علی أن هؤلاء كانوا یعدونه ضلیعاً في فن الكتابة.

آثاره

1. دیوان الرسائل، ویضم حوالي ألف ورقة كما یقول ابن الندیم (ن.ص)، ویحتوي علی كل شيء حسن من أصناف الرسائل؛ 2. كتاب الطبیخ؛ 3. طبقات الكتّاب؛ 4. المجموع المنقول من الرقاع، ویحتوي علی سماعه من العلماء وما شاهد من أخبار الجلة؛ 5. صفة النفس؛ 6. رسائله إلی إخوانه، ویبدو أنه یضم الإخوانیات ورسائله الودیة (ابن الندیم، ن.ص؛ قا: یاقوت، 2/227). ویظهر أن كافة هذه المصنفات قد ضاعت. ویجب أن لایُخلط بین ابن الخصیب هذا وأحمد ابن الخصیب الوزیر (ن.ع).

المصادر

ابن عبدربه، أحمد، العقد الفرید، تقـ: أحمد أمین وآخرون، بیروت، 1402هـ/1982م؛ ابن المعتز، عبد الله، طبقات الشعراء، تقـ: عبد الستار أحمد فراج، القاهرة، 1375هـ/1956م؛ ابن الندیم، الفهرست؛ أبو حیان التوحیدي، علي، البصائر والذخائر، تقـ: إبراهیم الكیلاني، دمشق، 1385هـ/1965م؛ أبو نواس، الحسن، دیوان، تقـ: أحمد عبد المجید الغزالي، بیروت، دار الكتاب العربي؛ البستاني، التنوخي، المحسّن، الفرج بعد الشدة، تقـ: عبود الشالجي، بیروت، 1398هـ/1978م؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: س. دیدرینغ، بیروت، 1392هـ/1972م؛ الصولي، محمد، أدب الكتّاب، تقـ: محمد بهجة الأثري ومحمود شكري الآلوسي، القاهرة، 1341هـ؛ المرزباني، محمد، الموشّح، تقـ: محب ‌الدین الخطيب، القاهرة، 1385هـ؛ یاقوت، الأدباء؛ وأیضاً:

EI2.

غلام ‌رضا جمشید نژاد/ص.