الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / ابن حمزة، عمادالدین /

فهرس الموضوعات

ابن حمزة، عمادالدین


تاریخ آخر التحدیث : 1443/8/12 ۱۱:۳۴:۲۴ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ حَمزَة، عمادالدین أبوجعفر محمد بن علي بن حمزة الطوسي، فقیه إمامي في القرنین 5-6هـ/11-12م، وصاحب کتاب الوسیلة. لاتتیسر معلومات دقیقة عن حیاته و شیوخه و تلامذته. وأقدم من أشار إلیه منتجب‌الدین (تـ بعد 600 هـ) فذکر أنه فقیه وأورد له عدداً من الکتب منها الوسیلة (ص 164). کما أن ابن شهرآشوب (تـ 588هـ) وهو أیضاً من أصحاب الفهارس في القرن 6 هـ، وإن لم یذکر اسمه، غیر أنه ذکر ضمن کتب مجهولة المؤلف کتاباً باسم الوسائل ذلی نیل الفضائل (ص 145)، ربما کان نفس کتاب الوسیلة إلی نیل الفضیلة لابن حمزة. ولابد أن تألیف هذا الکتاب تم بین 463و 600هـ، ذلک أنه ذکر الشیخ الطوسي (تـ 460هـ) وأبایعلی سلّار الدیلمي (تـ 463هـ) بین الوفیات (ص 180-181 ومخـ)، کما ذکر منتجب‌الدین الوسیلة في الفهرست الذي ألف في أواخر القرن 6 هـ. وإذا مادرسنا أسلوب الکتاب أمکن الحدس بأن ابن حمزة تأثر فیه بابن البراج (تـ 481هـ)، وأن فقهاء النصف الثاني من القرن 6 هـ/12م ومنهم الراوندي (تـ 573هـ) أفادوا من هذا الکتاب (ظ: بقیة هذه المقالة) وهذا یدعو إلی الحدس بأنه عاش بین أواخر القرن 5 هـ/11م والنصف الأول من القرن 6 هـ/12م. وورد في مصادر القرن الأخیر أن قبره في ضواحي کربلاء (آقابزرگ، 10/66؛ صدر، 305)، وتبدو اختلافات فیما أورده بعض الکتّاب المتأخرین حول اسم ابن حمزة مؤلف کتاب الوسیلة لیست ذات أهمیة بالنظر إلی التصریح باسمه في المصادر القدیمة، ومنهم المحقق الکرکي، فهو یذکر في إجازته للقاضي صفي‌الدین (المجلسي، 105/76) أن مؤلف الوسیلة هبة الله بن حمزة من فقهاء حلب، وهذا اسم غیر معروف البتة، کما یری صاحب نظام الأقوال أن الوسیلة لأبي یعلی الجعفري (للاطلاع علی ترجمته، ظ: النجاشي، 404؛ الأمین، 2/264؛ قا: الأفندي، 5/123) وهو مرفوض لأن وفاة أبي یعلی کانت في 463هـ (وللاطلاع علی أقوال أضعف، ظ: الأفندي، الأمین، ن.ص؛ قا: الحر العاملي، 2/361).

نزعة ابن حمزة الفقهیة

لابد أن یعتبر ابن حمزة من أتباع مدرسة الشیخ الطوسي. وتدل المقارنة بین فتاواه في الوسیلة وبین فتاوی الشیخ الطوسي أنه یقبل الإطار الفقهی للشیخ، وکان أکثر استفادة في تألیفه لـ الوسیلة من النهایة بین آثار الشیخ الطوسي، إلی حدّ أن ابن إدریس یعتبره تابعاً لکتاب النهایة (دون أن یذکر الاسم) (قارن بین ابن حمزة، 346، والطوسي، «النهایة»، 369، وابن إدریس، 380-381، في مسألة بطلان التدبیر في الإباق). کما یمکن اعتباره في الفقهاء الذین أوردهم الحمصي (فقیه في النصف الثاني من القرن 6هـ) وذکر أنهم یملکون فقه الشیخ الطوسي، وأنه من أتباعه في الحقیقة (ظ: ابن طاووس، 127). ومع‌ذلک لابد من اعتبار حدیث ابن إدریس و قول الحمصي عنه کلاماً مبالغاً فیه، ذلک أن ابن حمزة لم یعارض آراء الشیخ الطوسي في بعض المسائل وربما سعی في بعضها لتعدیل أحکامها فحسب (کقوله باستحباب تقدیم المضمضة علی الاستنشاق، ظ: العلامة الحلي، 26، السطر 1؛ و قوله في التسعیر، ظ: م.ن، 2/168، السطر 15)، بل أورد فروعاً جدیدة في الفقه لم تطرح في کتب الشیخ (کمثال ظ: ابن حمزة، 244؛ قا: العلامة الحلي، 2/183، السطر 12).
ولاشک في أن أحد أبرز خصائص فقه ابن حمزة أسلوبه في بیان الأحکام. فهو في البدء یمیز شقوق المسألة المختلفة بالعدد و بشکل مجمل ثم یفصلها واحداً واحداً، فیمیز في تقسیماته هذه بین الواجب والمستحب والحرام والمکروه والفعل والترک والکمیة والکیفیة ویورد کلاً منها علی حدة. یقول في مقدمة الوسیلة (ص 42-43) إن هذا التقسیم لیسهل حفظ الأحکام؛ و إن لم یکن ابن حمزة مبتدعاً لهذا الأسلوب، غیر أنه قد بلغ به الکمال.
ومن خصائص فقه ابن حمزة الأخری تعریفه للاصطلاحات الفقهیة في مقدمة بعض الأبواب، وقد أفاد من آراء الفقهاء المعاصرین له بالإضافة إلی الطوسي، فنقل (ص 141، 144، 180) بصراحة مثلاً آراء أبي یعلی سلّار الدیلمي (قا: سلار، ص 12، السطر 1 و 17 و 18، ص 14، السطر 20). وإذا ما قورن بین أسلوب تلک الآثار تبیّن أنه تأثر إلی حدّما بابن البراج أیضاً (کنموذج قارن بین ابن ابراج، 1/19-25 و بین ابن حمزة، 72-76، في أحکام المیاه والأسئار).

انتشار فقه ابن حمزه

رغم أن اسم ابن حمزة لم یرد في کتب النصف الثاني من القرن 6 هـ /12.، غیر أن تأثیر فقهه یبدو واضحاً فیها. فإذا ماقورن بین ماورد عند الراوندي في فقه القرآن و بین الوسیلة (کنموذج قارن بین الراوندي، 1/189-199 و بین ابن حمزة، 144-146؛ والاوندي، 2/58 و ابن حمزة، 265؛ والراوندي 2/211 و 212 و ابن حمزة، 340 و 342) تبیّن تأثر الراوندي بابن حمزة. فالراوندي یتبعه حتی في بعض الأحکام، کحکم دم الکلب والخنزیر في لباس المصلي، فینقل فتواه الشاذة فیه (ظ: ابن إدریس، 35، السطر 29؛ قا: ابن حمزة، 77). کما تأثر ابن زهرة (تـ 585هـ) به في الغنیة إلی حدّما (کنموذج قارن بین ابن زهرة، 40 و 43 و 44 و بین ابن حمزة، 112-114 و 121). وتأثر ابن إدریس في السرائر الذي ألف في 587-588هـ و نَقل الکثیر من الوسیلة بعبارة «بعض کتب أصحابنا» و غالباً مایشیر إلی آراء ابن حمزة بشکل لایخلو من النقد (کنموذج ص 35، السطر 2، ص 38، السطر 7؛ قا: ابن حمزة، 76، 77) غیر أن آراء ابن إدریس تتفق أحیاناً مع آراء ابن حمزة (ظ: ابن حمزة، 282، السطر 5؛ ابن إدریس، 173، السطر 21؛ قا: یحیی بن سعید، 89). و یبدو أن رسالة إزاحة العلّة في معرفة القبلة لشاذان بن جبرائیل القمي (النصف الثاني من القرن 6) هي تفصیل وإکمال ماورد في الوسیلة (ص 85-86؛ وأیضاً قا: الطوسي، المبسوط، 1/77-78، وقد استلهم منه کل من ابن حمزة وشاذان). وقد اهتمت مدرسة الحلة اهتماماً بالغاً بکتاب الوسیلة في القرن 7هـ/ 13م، فقد جعل المحقق الحلي (تـ 676هـ) الوسیلة إطاراً لعمله، ولاسیما القسم المتعلق بالعبادات من الشرائع، دون التصریح باسم ابن حمزة، ولم ینهج نهجه تماماً في تبویب قسم العبادات فحسب، بل تأثر به تأثراً واضحاً في أسماء الأبواب وطریقته في عرض المسائل وأحیاناً في المحتوی. وقد صرح باسم ابن حمزة کل من یحی یبن سعید الحلي (تـ 690هـ) في نزهة الناظر (ص 6، مخـ) والآبي (ن.ع) في کشف الرموز الذي ألف في 672هـ (1/40، مخـ) ونقلا عنه فتاواه. ولابد من اعتبار أوج الحدیث عن ابن حمزة في کتب الحلة الفقهیة یتمثل في کتاب مختلف الشیعة للعلامة الحلي (تـ 726هـ)، فقد کان کتاب الوسیلة، کما یبدو من رسالة الوزیر العلقمي إلی تاج‌الدین ابن الصلایا، من أکثر الکتب انتشاراً بین شیعة العراق (ولاسیما الحلة) في القرن 7هـ (ظ: السبکي، 8/265). وهنا لابد من الإشارة إلی أنه لم یعرف طریق متصل لروایة کتاب الوسیلة إلی مؤلفه، هذا مع غض النظر عن طریق مضطرب في إجازة الکرکي للقاضي صفي‌الدین (المجلسي، 105/76)، خلافاً لکتب سلّار وابن البراج وغیرهم من فقهاء الشیعة. ثم إن خلو إجازات الحلة المهمة من ذکر الوسیلة مثل إجازة العلامة الحلي إلی بني زهرة، وإجازة أحد تلامذة یحیی بن سعید (المجلسي، 104/60-137، و 152-169) ومقدمة رجال ابن داود الحلي (ص 3-8) یدل علی أن فقهاء الحلة أنفسهم عرفوا هذا الکتاب عن طریق «الوجادة» ولیس عن طریق «الروایة»، وعلی کل حال فلا تزال کتب الفقه الإمامیة تسفید من هذا الکتاب منذ ذلک الزمن حتی الیوم.

آثاره

1. الوسیلة إلی نیل الفضیلة، طبع هذا الکتاب في طهران سنة 1276هـ/1859م ضمن الجوامع الفقهیة، وفي النجف، 1399هـ/1976م بتحقیق عبدالعظیم البکاء، وفي النجف، 1399هـ/1976م بتحقیق عبدالعظیم البکاء، وفي قم، 1408هـ بتحقیق محمد الحسون؛ 2. الواسطة، ذکر له هذا الکتاب منتجب‌الدین (ص 164). وتوجد في آخر نسخ الوسیلة الموجودة إضافات (ص 461-469)، یبدو من ظاه بعض العبارات (ظ: ص 466) أنها جزء من کتاب الواسطة؛ 3. المعجزات، ذکره له منتجب‌الدین (ن.ص) أیضاً. وذهب بعضهم إلی أن کتاب الثاقب في المناقب الذي حققه نبیل رضا علوان، وطبع في قم عام 1412هـ هو لصاحب الوسیلة، ظناً منهم أنه نفس کتاب المعجزات، وأغلب الظن أن هذا الکتاب تألیف نصیر‌الدین عبدالله ابن حمزة الطوسي، وهو عالم إمامي في القرن 6هـ/12م؛ 4 و 5. الرائع في الشرائع و مسائل في الفقه (منتجب الدین، ن.ص). ونسب إلیه أحد تلامذة الصیمري من المتأخرین کتابین بدون ذکر المصدر باسم التعمیم والتنبیه (الأفندي، 5/123).

المصادر

الآبي، الحسن، کشف الرموز، قم، 1408هـ؛ آقابزرگ، الذریعة؛ ابن إدریس، محمد، السرائر، طهران، 1270هـ؛ ابن البراج، عبدالعزیز، المهذب، قم، 1406هـ؛ ابن حمزة، محمد، الوسیلة، تقـ: محمد الحسون، قم، 1408هـ؛ ابن داود، الحسن، الرجال، تقـ: جلال‌الدین محدّث، طهران، 1383هـ؛ ابن زهرة، حمزة بن علي، «الغنیة»، ضمن الجوامع الفقهیة، طهران، 1276هـ؛ ابن شهرآشوب، محمد، معالم العلماء، النجف، 1380هـ/1961م؛ ابن طاووس، علي، کشف المحجة، النجف، 1370هـ/1950م؛ الأفندي، عبدالله، ریاض العلماء، تقـ: أحمد الحسیني، قم، 1401هـ؛ الأمین، محسن، أعیان الشیعة، بیروت، 1403هـ؛ الحر العاملي، محمد، أمل الآمل، تقـ: أحمد الحسیني، بغداد، 1385هـ؛ الراوندي، سعید، فقه القرآن، تقـ: أحمد الحسیني، قم، 1397هـ؛ السبکي، عبدالوهاب، طبقات الشافعیة الکبري، تقت: عبدالفتاح محمد الحلو و محمود محمد الطناحي، القاهرة، 1971م؛ سلّار الدیلمي، أبویعلی، «المراسم». ضمن الجوامع الفقهیة، طهران، 1276هـ؛ شاذان بن جبرائیل القمي، «إزاحة العلة في معرفة القبلة»، ضمن بحار الأنوار، 81/73-85؛ الصدر، حسن، تأسیس الشیعة، بغداد، شرکة النشر والطباعة العراقیة؛ الطباطبائي، عبدالعزیز، مقدمة علی فهرست (ظ: همـ، منتجب الدین)؛ الطوسي، محمد، المبسوط، تقـ: محمد تقي الکشفي، طهران، 1387هـ؛ م.ن، «النهایة»، ضمن الجوامع الفقهیة، طهران، 1276هـ؛ العلامة الحلي، الحسن، المختلف، طهران، 1324هـ؛ المجلسي، محمد باقر، بحارالأنوار، بیروت، 1403هـ/1983م؛ المحقق الحلي، جعفر، شرائع الإسلام، تقـ: عبدالحسین محمدعلي، النجف، 1389هـ/1969م؛ منتجب الدین، علي، فهرست أسماء علماء الشیعة، تقـ: عبدالعزیز الطباطبائي، قم، 1404هـ؛ النجاشي، أحمد، الرجال، تقـ: موسی الشبیري، قم، 1407هـ؛ یحیی بن سعید الحلي، نزهة الناظر، تقـ: أحمد الحسیني ونورالدین الواعظي، النجف، 1386هـ.

أحمد پاکتچي
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: