الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أبرهة /

فهرس الموضوعات

أبرهة


تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/14 ۰۹:۳۲:۳۲ تاریخ تألیف المقالة

بدء التأریخ الحمیري

إن أقدم وثیقة تحدّثت عن مذبحة نجران هي رسالة شمعون أسقف بیت أرشام إلی رئیس دیر جبلة التي أوردها یوحنا الأفسي (تـ ح 585م) في کتابه «التاریخ الکنسي». قال شمعون في هذه الرسالة إنه توجه في 20 کانون الثاني عام 835 السلوکي/ کانون الثاني 524م، بالإتفاق مع ابراهام والد المؤخ الشهیر نونوسوس رسولاً من قبل یوستینوس الأول إلی ملک الحیرة المنذر الثالث، وهناک سمع خبر شهادة نصاری نجران ففي تلک الأثناء وصلت رسالة من ملک حمیر إلی المنذر الثالث یطلب منه فیها أن یفعل بنصاری الحیرة مافعل هو بنصاری نجران (فل، 3-2). وبناء علی‌هذا یمکن أن نستنتج أن وقوع احتلال نجران و مذبحة النصاری ینبغي أن یکونا قبل هذا التاریخ بقلیل أي في أواخر 523م (نولدکه، 328). کما ینبغي أن یکون تاریخ هجوم الأحباش علی حمیر قد أجل إلی ربیع 525 م نظراً لزمن وصول الخبر إلی القسطنطینیة والحبشة وإعداد العتاد والسفن وصعوبة الهجوم في فصل الشتاء (فل، 13، 12، 11). وبناء علی هذا وبالنظر إلی النص الموسوم بـ CIH621 والذي ینص إلی أن موت ملک حمیر کان في 640 الحمیري ینبغي أن یکون بدء هذا التاریخ عام 115 ق.م ورغم کل هذا فإن ریکمانس (وآخرین) اعتبروا بالإعتماد علی ماورد في النصوص Ry510 إلی Ry510 عدة ابتداءت مختلفة للتاریخ الحمیري (ریکمانس، 4-2)، والأدلة التي أوردها للتشکیک في تاریخ 115 ق.م تقوک کلها علی أساس تطبیق حوادث تاریخ حمیر علی روایات المؤرخین الرومان و الیونان و السریان. ویمکن القول علی سبیل المثال إن أبرهة استقبل في عام 657 الحمیري سفراء البلاد الأجنبیة ومنها ایران و بیزنطة. ونظراً لسوء العلاقات بین ایران و بیزنطة بین عامي 540-546م، وتحالف أبرهة مع بیزنطة فقد استنتج بعض الباحثین بالإستناد إلی ذلک أن عام 657 الحمیري لایمکن أن یکون أحد الأعوام الواقعة بین 540-546م. وفي مثال آخر اعتبر بیستن تاریخ النص CIH621 المتعلق بسمیفع معادلاً لـ 530م وذلک بالإستناد إلی روایة بروکوبیوس. وبناء علی‌هذا ینبغي اعتبار سنة 110 ق. م مبدأ التأریخ الحمیري، ولکن لایمکن حتی الآن الجزم بذلک لعدم القیام بدراسة مقارنة دقیقة بین بدء التاریخ في امبراطوریات بیزنطة وایران والحبشة، وبین بدء التاریخ في دولة سبأ و حمیر. ومع‌ذلک یبدو أن الباحثین عادوا إلی المبدأ الأول (115 ق.م) بالنظر إلی کسوف الشمس التام الذي حدث في جنوب شبه الجزیرة العربیة في 19/8/114 ق.م (پیغولیڤسکیا، 125، 128).

حکم أبرهة

ذکر الطبري عن ابن إسحاق وابن الکلبي، أن أبرهة کان منذ البدء محبّاً للرئاسة متمرداً، فما أن وصل إلی القدرة حتی أعلن تمرّده وامتنع عن دفع الخراج (تاریخ، 1/930 ومابعدها). فبعث النجاشي أریاط للقضاء علیه، ولکن أبرهة دعا أریاط للمبارزة وقتله غدراً بمساعدة غلامه (عَتوَدة، عَتوُدة أو أَرنجَدَة)، غیر أن روایات أبي الفرج (17/307) وأیضا ابن سعد (1/55) والدینوري (ص 62) التي لاتختلف عن روایة الطبري ذکرت أن أبرهة ثار علی أریاط لظلمه الأحباش الفقراء فسیّر هلستآیوس (کالب الا اصبحه) جیشاً للقضاء علیه، غیر أن الجنود قتلوا قائدهم وانضموا إلی أبرهة کما أن جیش هلستآیوس الثاني عاد بعد هزیمة نکراء إلی البلاد (بروکوبیوس، ج I، الفصل XX، الفقرات 8-3) وبذلک استقل أبرهة، ولما توفي هلستآیوس، خضع لخلیفته وتعهد بدفع خراج سنوي له (قا: الطبري، تاریخ، 1/933)، فإذا کان ما أورده بروکوبیوس صحیحاً ویمکن الإعتماد علیه أمکن القول إن الاعتراف بأبرهة ینبغي أن یکون قبل 540م، ولکن حدث ذلک بعد 535 م (اسمیت، 432). أما ماقیل أن ابرهة عین حاکماً علی الیمن بعد فتحها دون أي حادثة باعتباره مسیحیاً متّقیاً فلاصحة له البتة، لأنه لایتّفق مع الروایات الأخری (نولدکه، 337).
وبالإضافة إلی الروایات المختلفة عن احتلال الیمن و تسلّم أبرهة للحکم فإن الحوادث التاریخیة المعتبرة الأخری عنه وصلت إلینا من النقوش الحجریة التي توضح إلی حدما طریقة حکمه و سیاسته.
ففي النص المهم الموسوم بـ CIH 541 أو Glaser 618 والذي یبدأ بعبارة: بقورة ورحمة الرحمن ومسیحه وروح القدس. فقد اعتبر أبرهة نفسه نائب الملک الجعزي رمحیس زبیمن (؟) ملک سبأ وذي ریدان وحضرموت ویمنات (الیمن) وأعرابها في الطود [الهضبة] وفي تهامة [المنخفضات] (السطر 1-9). وهذا هو لقب الحکام الحمیریین، ورغم أن أبرهة اعتبر نفسه في هذا النص نائب ملک أکسوم غیر أنه کان في الواقع الحاکم المطلق في الیمن وحلیف النجاشي في الحبشة. وقد سمي النجاشي في هذا النص «ملک جعز» فقط (جواد علي، 3/483). ولیس من الواضح إن کان اسم هذا النجاشي رمحیس (رماحس) أو رمحیس زبیمن، ذلک لأنه یمکن ترجمة «زبیمن» بـ «الذي في الیمن» وعندئذ یکون المراد منها أبرهة نفسه (بافقیه، 159-160؛ عابدین، 59).
ویتحدّث النص أیضاً عن تمرّد یزید بن کبشة (یزید بن کبشت) رئیس قبیلة کندة وعدد من الأقیال (الأمراء) الذین تحصّنوا في حصن کدار (کدر)، ولذلک أرسل أبرهة في شهر ذي القیض من عام 657 الحمیري/ 542 م جیشاً بقیادة جراح ذي زبنور (جره ذز بنز) إلی کبشة للقضاء علی یزید، ولکن الأخیر أعلن ولاءه قبل أن یتحرک الجیش (السطر 37-41). ومع ذلک لم یسلّم قسم من المتمردین. ویبدو أن تمرّد یزید بن کبشة کان واسعاً وقویاً ذلک أنه امتد إلی حضرموت وحریب وذي جَدَن و حباب ولم یستطع أبرهة إخماده إلا بمساعدة قبائل الیمن التي وردت اسماؤها في النص (بافقیه، 160؛ جواد علي، 3/485-486).
وبینما کان الملک (أبرهة) یفکر في أمر الثوار إذا به یسمع خبر تصدّع سد مأرب في شهر ذمذران 657 الحمیري/ 542م، فوصل في هذه الأثناء الأعراب مع یزید، وأعلنوا ولاءهم وقدموا رهائنهم، کما أن السریة التي توجّهت إلی کدار تمکنت من الإنتصار علی الأقیال المتمرّدین، ثم أصدر الملک أوامره إلی الأحباش بأن یشترکوا في أعمال ترمیم السد. ویذکر النص هذه الأعمال بالتفصیل. وقد ذهب الأعراب في البدء إلی البیعة بمدینة مأرب وقدّ سوها ثم بادروا إلی ترمیم السد، وبعد أن تم لهم وضع الأساس انتشر مرض بین القبائل وأهالي المدینة، فأذن الملک (أبرهة)، للقبائل الحبشیة والحمیریة بالذهاب وبعدها بدأ العمل من جدید. وانتهی الترمیم في شهر ذي معن من عام 658 الحمیري/ 543م، وقد ذکر النص الأعمال التي أنجزت والنفقات التي صرفت وکمیات طعام العمال والجنود المشارکین في الترمیم (السطر 67-75). ثم ورد الأقیال الذین تمرّدوا في حصن کدار بصحبة السریة التي أرسلت، وأعلنوا ولاءهم للملک (أبرهة) (السطر 75-80).
کما ورد في النص الحدیث عن وفود سفراء النجاشي وسفراء ملک الروم ووفد ملک فارس، ورسل المنذر ورسل الحارث بن جبلة ورسل ابکرب بن جبلة (السطر 87-92).
ولاشک في أن مجيء هذه الوفود السیاسیة یدل علی منزلة أبرهة المهمة والمرکز الاستراتیجي الذي تحتله بلاده، کما یدل علی أن مجیئهم لم یکن لمجرد التهنئة أو المجاملة ولکن لأهداف أخری هي جرّ أبرهة إلی هذا المعسکر أو ذاک (ایران أو بیزنطة)، خاصة وأن یوستینیان کان یسعی إلی التحالف مع الحبشة وحتی الحمیریین لیضعف ایران، ولذلک ما أن تولّی أبرهة الحکم حتی تقرب منه لتنفیذ الهجوم الذي طلب من سمیفع أشوع القیام به قبل مدة علی ایران. وحینما کان أبرهة یعمل علی توطید حکمه، وعد یوستینیان بالهجوم علی ایران، ولمّا استعد للهجوم أرک صعوبة هذا العمل و سوء نهایته عاد علی الفور (بروکوبیوس، ج I، الفصل XX، الفقرة 13؛ جواد علي، 3/490-491). ولأبرهة نص آخر موسوم بـ Ry506، تاریخه ذو الثبت من عام 662 الحمیري/ 547م (أو 535م) مدوّناً علی صخرة بالقرب من بئر مُرَیغان (بیستن، «مذکرات حول نص مریغان»، 392-389؛ جواد علي، 3/493). ویشیر هذا النص إلی أن قبیلة معد الشمالیة الکبیرة وبني عامر ثارت في فصل الربیع بشهر ذوالثبات، فأرسل الملک (أبرهة) مقاتلین من قبائل کندة و سعد لحرب بني عامر، و هاجم نفسه حُلُبان، فهُزمت معد و بعد أن أخذ أبرهة رهائن من عمر بن المنذر أعاده أمیراً علی معد، و قفل راجعاً في عام 662 الحمیري/ 547م. وقد ذهب بعض الباحثین إلی أن هذا النص یتحدّث عن حملة أبرهة علی مکة في عام الفیل. و ذهب البعض الآخر إلی أن هذه الحملة کانت تمهیدً لحملة کان قد عزم القیام بها نحو المناطق الشمالیة من جزیرة العرب. فتوقفت عند مکة (جواد علي 3/495). و اعتقد جماعة أن النص لایشیر إلی حملة عام الفیل لأن هذه الحملة وقعت في 563م. أما تاریخ نص مریغان فهو 547م و لکن بیستن (ن. ص؛ پیغولیڤسکیا، 128) أثبت أن هذا النص یتحدّث عن حربین الأولی حرب أبرهة في حُلُبان و الأخری حرب قبائل کندة وسعد مراد مع بني عامر في (تربن) (الترب، تربة)، ویمکن أن نجد إشارة إلی هذه الحوادث في أبیات تعود إلی هذه الفترة. ویبدو أن تربن هذه هي «تربة» من مناطق مکة النجدیة وعلی مسافة 80 میلاً في الجنوب الشرقي من الطائف ببلاد بني عامر (جواد علي، 3/497-498).
وقد ذکرت المصادر العربیة أن أبرهة مات بالجدي إثر عودته من مکة (الطبري، تاریخ، 1/942) غیر أن المصادر الرومانیة – الیونانیة لم تشر إلی موته، وقد وجدت في وجدت في مکتبة ڤیینا الملکیة النسخة الأصلیة لمجموعة قوانین باللغة الیونانیة دوبنها غریغنسیوس أسقف ظفار بأمر من أبرهة (سیدیو، 42، 43).
وقد ذکر المؤرخون العرب أن ابنه یکسوم حکم الیمن 20 سنة بعد أبرهة و عمّ أذاه سائر الناس (المسعودي، 2/55). أما‌الدینوري (ص 62-63) فیری أن حکم أبرهة کان 40 سنة وحکم ابنه یکسوم 19 سنة. وذکر حمزة الأصفهاني (ص 89) أن مدة حکم أبرهة (بعد مقتل أریاط الذي حکم 20 عاماً) کانت 23 سنة، ویکسوم 17 عاماً و مسروق (ابن ابرهة الآخر) 12 عاماً (المسعودي، 2/57: 3 سنوات ) فیکون المجموع 72 سنة (قا: الطبري، تاریخ، 1/945-946). ومع ذلک فقد ذکر تئوفانس أن الایرانیین أسروا أحد ملوک حمیر حوالي 570م و ان اسم هذا الملک هو سنطرق (سنطرقس) ویری غلاسر أن هذا الاسم تحریف لشناتر و في الأصل ذوشناتر و هو نفس مسروق بن أبرهة. ذلک أن والده ولّاه حکم هذه المنطقة (جوادعلي، 3/505؛ قا: ابن قتیبة، 636). وانتهی حکم الحبشة للیمن بعد موت مسروق.

حملة أبرهة علی مکة

ذکرت المصادر العربیة أن أبرهة بنی بصنعاء کنیسظ فخمة لامثیل لها سماها القُلیّس (من الکلمة الیونانیة Ekklessia) و أراد أن یصرف حاج العرب إلیها (الأزرقي، 1/137-139). فغضب العرب، و أحدث في القلیس شخص من نسأة بني فُقَیم، فغضب عند ذلک أبرهة وقصد هدم الکعبة بجیش یتقدّمه فیل، وقد عرض له في الطریق عدد من القبائل فهزمهم، و لما وصل إلی مکة، دخل علیه حُناطة و خُویلد رئیسا قبیلتي بکر وهذیل و عرضا علیه ثلث أموال تهامة علی أن یرجع عنهم ولا یهدم البیت فأبی علیهم، ثم طلب عبدالمطلب من الأهالي الخروج من المدینة واللجوء إلی الجبال، وأخذ بحلقة باب الکعبة یدعوالله، ثم توجّه نحو الجبل. فأهلک الله جیش أبرهة بحجارة من سجیل، وعاد أبرهة إلی الیمن فاشلاً (الطبری، تفسیر، 30/194-195؛ ابن هشام، 1/49-54؛ السهیلي، 1/263-267).
وکان من الذین بحثوا حول حملة الفیل روسیني (ص 32-31) و له فیها رأي خاص و غیرمقبول، فقد رفض الروایة العربیة عن هذه الحملة واعتبرها تحریفاً لحملة افئیل (افیلاس) الملک الحبشي في أواخر القرن 3 م، لأنه یعتقد بتعذر الإستفادة من الفیل في الطرق الوعرة والصحاري التي یجد الجمل صعوبة في السیر فیها، و أنه یمکن القول بأن اسم الملک افئیل بدّل مع مرور الزمن إلی فیل، یدل علی ذلک أن اسم هذا الفیل في الروایة العربیة اتخذ اسماً انسانیاً (محمود). و لکن یبدو أن تشابه لفظي هاتین الکلمتین هو الذي دعا روسیني إلی هذا التفسیر فهناک روایات مختلفة عن حملة الفیل لاتدع مجالاً للشک في هذا الموضوع.
وقد ذکرت في الروایات القصصیة العربیة أسباب مختلفة و متباینة وأحیاناً بلا أساس لحملة أبرهة علی مکة، یشاهد في جمیعها تقریباً مقابلة بین القُلیِّس والکعبة (أبونعیم، 101؛ النیشابوري، 30/163؛ السیوطي، 6/394؛ البغوي، 4/525-526؛ الزمخشري، 4/285-286؛ القرطبي، 20/188)، ولکن لاشک في أنه ینبغي أن تکون الغایة من تفح مکة أکبر من هدم الکعبة، و ربما یمکن القول إن الهدف هو بسط النفوذ المسیحي في المناطق الغربیة والجنوبیة من جزیرة العرب و تأمین مصالح الروم والأحباش السیاسیة والإقتصادیة. وقد اعتبر بعض الباحثین خبر قتل محمد بن خزاعي بن حزابة الذکواني من قبیلة سلیم دلیلاً علی ذلک (جواد علي، 3/512-513؛ قا: ابن حبیب، 130). وتذکر الروایة أن أبرهة أمّر محمد بن خزاعيٍ علی قبیلة مضر وأمره أنیدعو الناس إلی حج القلیس، ولکن رجلاً من هذیل قتله (الطبري، تاریخ، 1/935؛ م. ن، تفسیر، 30/194). وبذلک رأی أبرهة أن أهدافه التوسعیة معرضة للخط فقرّر القضاء علی المتجاسرین (جواد علي، 3/518). و لاشک في أن ملوک الیمن کانوا یریدون بسط نفوذهم کالروم و الایرانیین عن طریق الأمراء المحلیین في شمال الجزیرة العربیة لتوفیر الأمن للقوافل التجاریة، یثبت ذلک روایة اشتراک قبیلة کندة في حملة أبرهة التي وردت في المصادر الأخری (ابن هشام، 1/62؛ شیخو، 1/229؛ نولدکه، 339). کما یجب ألّا یغیب عن البال دور بیزنطة في ذلک، ذلک أن بروکوبیوس یذکر أن أبرهة سار لتنفیذ الوعد الذي قطعه لیوستینیان (الحملة علی ایران)، و لکنه ما لبث أن قفل راجعاً. وتتّفق الروایات الإسلامیة العربیة في اعتبار وقوع هذه الحملظ في سنة ولادة النبي محمد (ص) (ح 570 م)، وذلک لیتّفق مع تاریخ بعثة الرسول (610م) ومع بلوغ الرسول سن الأربعین، غیر أن مثل هذا التاریخ متأخر جداً عن حملة أبرهة، ذلک أنه لاتبقی مدة لبقیة حکم أبرهة و أولاده حتی تاریخ فتح ایران للیمن (575م) (پیغولیڤسکیا، 129-130).
یبدو من روایة بروکوبیوس أن تاریخ هذه الحادثة ینبغي أن یکون قبل 570 و بالنظر إلی مقتل أفراد جیش أبرهة البالغ 60,000 جندي اثر انتشار الجدري (حدیث عِکرِمة في تفسیر الطبري، 30/193؛ م. ن، تاریخ، 1/945؛ شعر عبدالله ابن الِزَبَعری في ابن هشام، 1/59)، فقد ربط بعض الباحثین العرب (سالم، 168) بینها وبین إشارة بروکوبیوس (ج I، الفصل XXII، الفقرات 6-1) إلی انتشار وباء شدید وواسع عام 542 م في بلوز ووصوله إلی الاسکندریة وفلسطین «وسائر العالم»، و علی هذا یمکن اعتبار تاریخ 23 سنة قبل ولادة النبي محمد (ص) هو الصحیح (نولدکه، 340)، وذلک من بین التواریخ المختلفة التي ذکرت لعام الفیل (القرطبي، 20/194).

المصادر

ابن إسحاق محمد، سیرة، تقـ: محمد حمیدالله، قونیة، 1401هـ/1981م؛ ابن حبیب، محمد، المحبر، روایة حسن بن حسن السکري، تقـ: ایلزه لیختن شتاتر، حیدرآباد الدکن، 1361هـ/1942م؛ ابن حزم الأندلسي، علي بن أحمد، جمهرة أنساب العرب، بیروت، 1403هـ/ 1983م؛ ابن خلدون، العبر؛ابن قتیبة، عبدالله بن مسلم، المعارف، تقـ: ثروت عکّاشة، القاهرة، 1388هـ/1969م؛ ابن هشام، أبو محمدعبدالملک، السیرة النبویة، تقـ: مصطفی السقا و ابراهیم الأبیاري و عبد الحفیة شلبي، بیروت، دارإحیاء التراث العربي؛ أبوالفرج الأصفهاني، الأغاني، تقـ: علي محمد البجاوي، القاهرة، 1389هـ/ 1970م؛ أبو نعیم الأصفهاني، أحمد بن عبدالله، کتاب دلائل النبوة، حیدرآباد الدکن، 1977م؛ الأزرقي، محمد بن عبدالله، أخبار مکة، تقـ: رشدي الصالح ملحس، بیروت، 1403هـ؛ أفرام أغناطیوس، «کتاب الشهداء الحمیریین»، مجلة المجمع العلمي العربي، دمشق، 1948م؛ بافقیه، محمد عبدالقادر، تاریخ الیمن القدیم، بیروت، 1985م؛ البغوي، أبومحمد الحسین، تفسیر مععالم التنزیل، تقـ: خالد عبدالرحمن، بیروت، دارالمعرفة؛ البلاذري، أحمد بن یحیی، أنساب الأشراف، تقـ: محمد حمیدالله، معهد المخطوطات بجامعة الدول العربیة؛ البیهقي، أحمد بن الحسین، دلائل النبوة، تقـ: عبدالمعطي قلعجي، بیروت، 1985م؛ پیغولیڤسکیا، نیناڤیکورڤنا، العرب علی حدود بیزنطة وإیران تجـ: صلاح‌الدین عثمان هاشم، الکویت، 1985م؛ تقي‌زاده، سیدحسن، تاریخ عربستان وقوم عرب، قسمت پنجم [القسم الخامس]، طهران، 1329-1330ش؛ جوادعلي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، بیروت/ بغداد، 1968م؛ حمزة الأصفهاني، تاریخ سني ملوک الأرض والأنبیاء، برلین 1340هـ؛‌الدینوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال، تقـ:عبدالمنغم عامر و جمال‌الدین الشیّال، بغداد، 1379هـ/1959م؛ الزمخشري، جارالله، الکشاف، بیروت، دار المعرفة؛ سالم، سیدعبدالعزیز، تاریخ العرب في عصر الجاهلیة، بیروت، 1971م؛ السجستاني، أبوحاتم، المعمّرون والوصایا، تقـ: عبدالمنعم عامر، القاهرة، 1961م؛ السندوبي، حسن، شرح دیوان امرئ القیس، القاهرة، المکتبة التجاریة؛ السهیلي، عبدالرحمن، الروض الأُنُف، تقـ: عبدالرحمن الوکیل، القاهرة، 1967 م؛ سیدیف، ل. ا.، تاریخ العرب العام، تجـ: عادل زعیتر، القاهرة، 1969م؛ السیوطي، عبدالرحمن، تفسیر الدر المنصور، قم، 1404هـ؛ شیخو، لویس، کتاب شعراء النصرانیة، بیروت، 1926م؛ الطبرسي، فضل بن حسن، مجمع‌البیان، بیروت، مکتبة الحساة؛ الطبري، تاریخ؛ م. ن، تفسیر جامع البیان، بولاق،1329 هـ؛ عابدین، عبدالمجید، بین الحبشة والعرب، بیروت، دار الفکر العربي؛ القرطبي، محمد بن أحمد، الجامع لأحکام القرآن، تقـ: مصطفی السقا، بیروت، 1967م؛ کریستن سن، آرتور، ایران در زمان ساسانیان، تجـ رشید یاسمي، طهران، 1345ش، الکلبي، أبومنذر هشام بن محمد، کتاب الأصنام، تقـ أحمد زکي باشا، طهران، 1348ش؛ المسعودي، علي بن الحسین، مروج الذهب، تقـ: یوسف أسعد داغر، بیروت؛ المقدسي، مطهّر بن طاهر، البدء والتاریخ، باریس، 1903م؛ نولدکه. تئودور، تاریخ ایرانیان و عربها در زمان ساسانیان، تجـ : عباس زریاب، طهران، 1358ش؛ النیشابوري، حسن بن محمد، تفسیر غرائب القرآن ورغائب الفرقان، في هامش جامع البیان للطبري، بولاق، 1329هـ؛ وهب بن منبه، کتاب التیجان في ملوک حمیر، صنعاء، 1979م؛ الهمداني، حسن بن أحمد، الاکلیل، تقـ: انستاس ماري الکرملي، بغداد، 1931م، ج 8؛ ن. م، تقـ: محمد بن علي الأکوع الحوالي، القاهرة، 1963م، ج1؛ یاقوت، البلدان؛ وأیضاً:

Beeston, A. F.L., “Problems of Sabaean Chronology”, BSOAS, 1954, vol. XVI, Part l; id “Notes on the Mureighan Inscription”, ibid, 1954, vol. XVI, Part 2; Bell, Richard, The Origin of Islam in its Christian Environment, London, 1926; Daniélou, Jean & Henri Marrou, The Christian Centuries. Vol. I, tr. By Vincent Cronin, NewYork, 1964; Fell, Winand, «Die Christenverfolgung in Süldarabien und die himjarisch-āthiopischen Kriege nach abessinischer Überlieferung», ZDMG, 1881, vol. XXXV; Jeffery, Arthur, The Foreign Vocabulary of the Quran, Baroda, 1938; Loth, O., «Tabari’s Koran Commentar», ZDMG, 1881, vol. XXXV; Mordtmann, J. H., ‘’Miscellen zur himjarischen Alterthumskunde”, ZDMG, 1877, vol. XXXI; Procopius, History of the Wars, vol. I, tr. By H. B. Dewing, London, 1954; Rossini, Conti, «Expédition et Possession des Habašāt, en Arabie», JA, 1921, vol, XVIII; Runciman, Steven, Byzantine Civitisation, London, 1966; Ryckmans, Jacques, La Persécution des chrétiens himyarites au sixié me siécle, Leiden, 1956; Schroter, R., «Trostschreiben Jacob’s von Sarug an die himjaritischen Christen», ZDMG, 1877, vol. XXXI; Smith, Sidney, «Events in Arabia in the 6th Century A. D.», BSOAS, 1954, vol. XVI, Part 3.
کاظم برگ‌نیسي

الصفحة 1 من2

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: