ابراهیم بیک
cgietitle
1443/1/19 ۱۳:۱۵:۱۰
https://cgie.org.ir/ar/article/232207
1446/10/17 ۱۴:۴۳:۲۶
نشرت
2
أبراهیم بَیک، أوإبراهیم بک، یعرف بالکبیر و رئیس الممالیک و شیخ البلد (تـ 1231/1816)، کان من أبرز الشخصیات بین أمراء الممالیک بمصر في أواخر القرن 12 و مطلع القرن 13/18 و 19. و کان معاصراً لعبد الحمید الدول العثماني (حکم: 1187-1203/1773-1789) و نابلیون بونابرت امبراطور فرنسا، ومحمد علي باشا في مصر، و قیل إنه ولد حوالي 1150 أو 1148/1737 أو 1735) قاموس الأعلام؛ البستاني ب). وأصله شرکسي اشتراه محمد أبو الذهب في مصر بصفته مملوکاً، فدعي بإبراهیم بیک محمد، ثم اعتقه أبو الذهب و زوّجه أخته (الجَبرتي، 455). ازداد نفوذ إبراهیم شیئاً فشیئاً وتنامت قدرته یوماً بعد یوم حتی صار في 1182/1767 أحد الأمراء الممالیک الـ 24 الذین کانوا یحکمون مصر. ویمکن تقدیر مدی أهمیته و مکانته من خلال عدد الممالیک الذین کانوا تحت إمرته، فبینما کان الأمراء المذکورون یملکون ما بین 50 الی 200 مملوک، کان لدی أسرة ابراهیم بیک حوالي 600 مملوک (ڤولني، 101)، و قدعُیّن إبراهیم في 1186/1772 أمیراً للحج، و نجح في أخذ الحجّاج المصریین إلی مکة والعودة بهم إلی مصر (الجبرتي، 97). و کان محمد أبو الذهب آنذاک یتولّی إمارة مصر، وفي 1189 هـ بدأ یعد العدة لاحتلال سوریة و قتال الظاهر عمر حاکم تلک المناطق، و حینما توجّه إلیها صحب معه جمیع البکوات ماعدا إبراهیم، الذي استخلفه علی إمارة مصر، وأوکل إلیه إدارة الأمور فیها (م. ن، 99). و قد بدأ أبو الذهب هجومه بالإستیلاء علی یاقا ثم عکّا، و ارتکب مذبحة فقتل کل الذین قاوموه دون تمییز بین دینهم و عرقهم، حتی إذا فرح بما أوتي من نصر، و زیّنت بولاق والقاهرة استعداداً لاستقباله، جاءه الموت بغتة (م. ن، 99-100؛ ڤولني، 94)، فعاد الجیش المنهزم بعد موته إلی مصر بلاقیادة. وکان أحد الممالیک باسم مرادبیک قد نال مکانة عالیة لاهتمام أبي الذهب به، فأسرع نحو القاهرة للإستیلاء علی السلطة، کما اتخذ إبراهیم بیک الذي کان عملیاً في السلطة التدابیر اللازمة لتعزیز مرکزه و کان کل شيء ینبئ عن قرب وقوع حرب بین الأمیرین المملوکین القویین، إلا أنهما قرّرا الصلح بعد تقدیر نتائج هذا النزاع، و عقدا اتفاقیة تقضي بإیجاد حکومة مشترکة بینهما یرأسها إبراهیم بیک بعنوان «شیخ البلد» (ن. ص؛ واصف، 267). و کانت نسبة إبراهیم إلی أبي الذهب قد أورثته ثروة هائلة و مکانة اجتماعیة سامیة، فأصبحت إدارة شؤون البلاد بیده والشؤون العسکریة بید مراد بیک (IA). ولکن حکومة إبراهیم لم تلبث أن انفرط عقدها إثر استلام اسماعیل بیک للحکم و کان من ممالیک الفرقة العلویة و ینسب الی علي بیک، و یتولّی رئاسة اتحاد البکوات الممالیک ضد إبراهیم و مراد. و اضطر هذان إلی مغادرة القاهرة إثر هجوم اسماعیل بیک علیهما و لجأا إلی «أرک»، و حینما حاصرها اسماعیل توجّها إلی الصعید (ڤولني، ن. ص). ولکن أعمال الظلم التي ارتکبها اسماعیل دفعت الکثیرین إلی الفرار و الانفضاض من حوله و التحاقهم بإبراهیم، فاستطاع بمساعدتهم إجبار اسماعیل و أعوانه علی الهرب، و صار «شیخ البلد» ثانیة (أوزون چارشیلي، IV(2)/509؛ ڤولني، ن. ص). وتوجّه مراد بیک إلی الصعید في ملاحقته لهم. فاستسلم له الکثیرون من أصحاب اسماعیل، بینما قصد أسوان کل من اسماعیل و صاحبه المقرّب له حسن بیک الجَداوي و 250 من أنصاره. و بعد عودة مراد بیک إلی القاهرة، اتحد بقیة بکوات أسر الممالیک الذین لم ینالوا مناصب فيالدولة، و قاموا بثورات جدیدة ضد إبراهیم بیک و مراد بیک فتصدّی لهم ابراهیم مع 3,000 مقاتل (م. ن، 96)، و لکن حبّه للهدوء والسلام دفعه للإتفاق معهم علی العودة و استلام مناصبهم من جدید. ممّا أغضب مرادبیک الذي غادر القاهرة مع رجاله قاصداً الصعید. فأرسل إبراهیم عدداً من الأفراد لإرضائه حسماً منه للخلاف. و بعد 4 أشهر أعادوه إلی القاهرة (م. ن، 97). وقد أدّی الإختلاف بین إبراهیم و مراد من جهة و کذلک اختلافهما مع بقیة البکوات الممالیک إلی اضطراب الأمن و الهدوء في القاهرة، ممّا اضطرالدولة العثمانیة التي کانت تحکم مصر إلی التدخّل، فأرسل الباب العالي مندوباً جدیداً یدعی محمد باشا (الجَبرتي، 134)، فاستبشر الناس لهذا الخبر، و کانوا قد ضاقوا ذرعاً من صراع الأمراء الممالیک علی السلطة (أوزون چارشیلي، (IV(2)/511 أما إبراهیم فقد ضاعف من نشاطه ضد العثمانیین بالهجوم علی القری و نهبها و بث الفتن فیها. فأمر الباب العالي أمیر البحر غازي حسن باشا، المعروف بالجزائّري، بقمع ثورة الأمراء الممالیک و إعادة الاستقرار و الأمن إلی مصر. فاستهل دخوله إلیها بکتابة عدة مراسیم، أرسلها إلی المدن و القصبات لاستمالة قلوب الناس (الجبرتي، 143)، فقام إبراهیم بالتعاون مع سائر الأمراء بقطع الطرق أمام حسن باشا واقترح علیه أن یکفّ عن القتال و ملاحقتهم مقابل أخذ أخراج مصر منهم، غیر أن حسن باشا رفض الإقتراح و تابع القتال (أوزون چارشیلي، (IV(2)/513.وانهارت آخر مقاومة لإبراهیم في الحرب المعروفة بـ «جِرجِة». و بدأت منذ ذلک التاریخ أسهم اسماعیل بیک منافس إبراهیم القدیم بالإرتفاع، فتولّی منصب الدیوان في مصر (م.ن، (IV(2)/514.، أماالدولة الروسیة فقد بدأت بالعمل لإضعاف سلطة العثمانیین، فأرسلت کاترین الثانیة ملکة روسیا، قنصلها العام في الاسکندریة البارون کونوس إلی إبراهیم، و شجّعه علی المقاومة ضدالدولة العثمانیة و وعده بإرسال الاسطول الروسي إلی مصر للدفاع عنه، کما أثار اسماعیل بیک ضد العثمانیین بوعده بحکم سوریا (م. ن، (IV(2)/604). إلا أن هذه الأعمال لم تنفع إبراهیم، فقد هزم أمام القوات العثمانیة، و أجبر علی الإقامة في مصر العلیا (م. ن، (IV(2)/518. و بعد عودة حسن باشا إلی استانبول، أعلن إبراهیم بیک الثورة ثانیة. و طالب بحکومة مصر العلیا، فرفضت الحکومة العثمانیة طلبه بشدة. فبادر إبراهیم و مراد إلی تهیئة العدة و السلاح استعداداً للحرب، و قطعا طرق مواصلات القاهرة، ممّا أدّی إلی حدوث مجاعة في المدینة، و في هذه الأثناء هلک اسماعیل بیک بالطاعون (الجبرتي، 220)، و لم یقو شیخ البلد الجدید عثمان بیک علی المقاومة فسلّم المدینة، و دخل الأمراء الممالیک القاهرة. أماالدولة العثمانیة التي کانت منهمکة في حرب مع روسیة من جهة، و لم تکن راغبة بمزید من سفک الدماء من جهة أخری، فقد عفت عن إبراهیم (أوزون چارشیلي، (IV(2)/604.هکذا کان الوضع حینما هاجم الجیش الفرنسي مصر بقیادة نابلیون بونابرت، ففي 1213/1798 أجبر بونابرت البرلمان الفرنسي علی القبول بمهاجمة مصر، فتحرّک من میناء طولون قاصداً احتلال هذا البلد الغني الذي کان أحد المقاطاعات المهمة في الامبراطوریة العثمانیة، فدخل الجیش الفرنسي الاسکندریة في تلک السنة و بعد أن قضی علی مقاومة سکّانها و احتلها، سار نحو القاهرة (لوتسکي، 36). فعقد إبراهیم و مراد اجتماعاً شارک فیه أبوبکر باشا المندوب العثماني في مصر، والأمراء والأعیان و المشایخ، و بادروا إلی دراسة الأوضاع. و رغم أن مراد بیک اتهم في هذا الإجتماعالدولة العثمانیة بالإهمال و الضعف أمام القوات الفرنسیة، إلا أن أبابکر باشا ردّ هذا الإتهام و دعا إلی الصمود و القتال. و قد اتخذ المشارکون في الاِجتماع قراراً بمواصلة الحرب ضد الفرنسیین و بادروا إلی إعداد القوات. و اقتراح بعض أمراء الممالیک الذین کانوا لایملکون القدرة علی الحرب مع العدو، قتل المسیحین المقیمین في مصر قبل بدء القتال، و لکن إبراهیم بیک عارض هذا الإقتراح بشدة (جودت، 6/328-329). و في هذه الفترة وجّه نابلیون إعلاناً إلی أهالي مصر دعا نفسه فیه حامیاً للإسلام و صدیق الامبراطور العثماني والشعب المصري، و ان الهدف من هجومه معاقبة الأمراء الممالیک و تخلیص الأهالي من ظلمهم، ولکنه وجّه في مکان آخر من البیان تهدیداً إلی الشعب بإبادته إذا أبدی مقاومة تجاه الجیش الفرنسي (نص البیان في تاریخ الجبرتي، 245-247). وأخیراً استعد إبراهیم و مراد لقتال الفرنسیین و دارت بین الطرفین حرب بالقرب من الأهرام عرفت بحرب «الأهرام» انتهت بهزیمتهما و تراجعهما، بعد أن خلّفا 2,000 قتیل (آقچورا، 70). فأرسل جزّار باشا مندوبالدولة العثمانیة و إبراهیم بیک و مراد بیک رسولاً یحمل رسالة إلی الشعب المصري یدعوهم فیها إلی المقاومة و الثورة، فهاجم الأهالي الجنود الفرنسیین في مدن المنصورة و دمیاط و منطقة الصعید و قتلوهم (جودت، 6/346)، و في هذه الأثناء عاد نابلیون فجأة إلی فرنسا (21 ربیعالأول 1214/23 آب 1799)، و خلّف الجنرال کلبر قائد القوات الفرنسیة مکانه (الجبرتي، 332). و قد أضعفت عودة نابلیون مرکز القوات الفرنسیة، فاستغل العثمانیون هذه الفرصة و هاجموا مع قوات إبراهیم بیک القاهرة، ولکن قوات کلبر هزمتهم هزیمة نکراء. وحینما رأی إبراهیم ما آل إلیه الوضع العسکري م سوء استنجد بمراد بیک، لکن هذا لم یکتف بعدم الإهتمام بندائه، بل اتصل بقائد القوات الفرنسیة أیضاً و طلب منه حکم الصعید، کما قبض علی قائد القوات العثمانیة درویش باشا و ضبط ما عنده من ضرائب و أموال و سلّمها للجنرال کلبر (آقچورا، 82). و في 1215 هـ قتل کلبر علی ید أحد الحلبیین (الجبرتي، 373). و بعد فترة غادرت القوات الفرنسیة مصر أیضاً، و عیّن الصدر الأعظمف إبراهیم بیک ثانیة بمنصب «شیخ البلد» (آقچورا، IA; 92). وفي 1216 هـ سنحت فرصة للباب العالي للقضاء علی حکم الممالیک في مصر، فقبض علی جمیع أمرائهم و منهم إبراهیم بیک (الجبرتي، 464)، ولکنه ما لبث أن أطلق سراحهم إثر الضغوط التي مارستها الحکومة الانجلیزیة، و ذهب إبراهیم خلال ذلک إلی مصر العلیا (IA؛ جودت، 8/134). و بعد أن تولّی محمدعلي باشا الحکم، إستدعی إبراهیم إلی القاهرة و عیّنه بمنصب «شیخ البلد» مرة أخری، و کان محمد علي یهدف من ذلک إلی توفیر الأمن في الطرق لمرور والي جدة أحمد باشا الذی کان یمرّ من هناک. غیر أن إبراهیم فشل في القیام بهذه المهمة، لأنه کان قد فقد نفوذه من جهة و لعدم ثقته بمحمد علي من جهة أخری (جودت، ن. ص) . و اضطر إبراهیم إلی مغادرة المدینة مع ابنه مرزوق عثمان بک البَردیسي متوجّهاً الی الصعید، نتیجة لسیاسة التفرقة التي کان یمارسها محمد علي بین الأمراء الممالیک، و تآمره للقضاء علیهم. و من هناک أعلن الحرب علی محمدعلي (جودت، 8/83، 134؛ آقچورا، 95)، و کبّد جیش محمدعلط خسائر فادحة، غیر أنه فشل في توحید الأمراء الممالیک بسبب الإختلافات الشدیدة بینهم، و وجود بعضهم في مناصب حکومیة حساسة، أما محمدعلي الذي کانت سلطته تزداد یوماً بعد یوم فقد استغل هذا الإختلاف، و دعا أمراء الممالیک إلی القاهرة بمساعدة الباب العالي، و استطاع خلال عرض عسکري أن یحبسهم بالحیلة و الخداع في «القلعة» و یقتلهم جمیعاً في 1226/2 آذار 1811 (الجبرتي، 809-810). غیر أن إبراهیم و عدداً آخر من أمراء الممالیک لم یستجیبوا لدعوة محمدعلي باشا بالتوجّه إلی المدینة لعدم اطمئنانهم به، فنجوا من المؤامرة، و هربوا إلی السودان. و قضی إبراهیم بقیة حیاته مع من نجا معه من الموت في غایة الفقر و الإملاق، و کان یلبس لباس الممالیک الفقراء و یعیش من زراعة الدخن (ذرة العبید). و أخیراً توفي الأمیر الذي کان یملک یوماً من الحشم 600 مملوک، في دیار الغربة بمدینة دُنقَلة في السودان (الجبرتي، 963-964)، و بعد فترة سمح محمدعلي باشا فحمل جثمانه إلی القاهرة و دفن فیها.
البستاني ب؛ الجبرتي، عبدالله، المختار من تاریخ الجبرتي، تقـ: محمد قندیل البقلي، القاهرة، 1958م؛ جودت، أحمد، تاریخ، استانبول، 1309هـ؛ الشرقاوي، عبدالله، تحفة الناظرین في من ولي مصر من الولاة و السلاطین، القاهرة 1281هـ؛ قاموس الأعلام؛ لوتسکي، ڤلادیمیر، تاریخ عرب در قرون جدید، تجـ: پرویز بابایي، طهران، 1349ش؛ و أیضا:
Aķçura, Yusuf, Osmanli Devletinin Dağilma Devri, Ankara, 1985; IA; Karal, Enver Ziya, Osmanli Tarihi, Ankara, 1983, vol. V, pp. 39-40; Uzunçarṣih, İsmail Hakki, Osmanli Tarihi, Ankara, 1982; Volney, Constantin François, Voyage en Egypt et en Syrie, Paris, 1959; Vâsif, Ahmed, Mehâsinû’l Ahbâr, Istanbul, 1978.عليأکبر دیانت
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode