الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / ابراهیم بن الاغلب /

فهرس الموضوعات

ابراهیم بن الاغلب


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/2 ۱۷:۱۰:۰۳ تاریخ تألیف المقالة

آل طباطباإبراهیمُ بنُ الأَغلَب، أبوإسحق إبراهیم بن الأغلب بن سالم بن عقال التمیمي (تـ 196/812)، مؤسس السلالة الأغلبیة، وأول أسرة أقامت دولة في شمال إفریقیا.
عاش إبراهیم کما یبدو في إفریقیة حتی العاشرة من عمره، فقد قتل والده أمیر إفریقیة الأغلب بن سالم في قتاله مع أحد المتمرّدین (150/767) (ابن عذاري، 1/64، فیما یتعلّق بسن ابراهیم آنذاک، ظ: ابن الأثیر، 6/157). ثم توجّه إلی مصرف واستولی علی الحکم في تلک المنطقة عدد من أفراد آل المهلّب (ن.ع). وکانوا یعتبرون المنافسین الرئیسیین للأغلب منذ عهد أبي مسلم الخراساني وقد بادر ابراهیم في مصر إلی طلب العلم سیّما الفقه قبل أن یطلب إرث أبیه السیاسي والعسکري، وأصبح من عداد تلامیذ الفقیه لیث بن سعد (تـ 179/795) الممتازین، حتی إنه وهبه جاریة تدعی جلاجل، أنجبت له ابنه زیادة الله بن ابراهیم (ابن الأبّار، الحلة، 1/93؛ قا: ابن عذاري، 1/83، الذي قلب الروایة بشکل غریب). لیس لدینا تاریخ دقیق عن الزمن الذي التحق فیه ابراهیم بجُد مصر، ولکن البلاذري نقلاً عن أحمد بن ناقد مولی بني الأغلب ذکر إبراهیم باعتباره من کبار جیش مصر وأنه شارک في إحدی الفتن آنذاک، فق هاجم مع جماعة من أصحابه بیت‌المال، وبعد أن أخذوا منه مقدار أرزاقهم (ربّما المتأخرة) هربوا إلی الزاب في القیروان (وعلی روایة الیعقوبي، 2/414: أخرج من مصر؛ قا: EI2, III/981: ذکر أن الحاکم المهلبّي في مصر نفاه إلی الزاب)، و قیل إنه کان قائداً لهذا الجیش (فتوح، 233). والتناقضات التي تشاهد في المصادر حول تاریخ هذه الحادثة یجعل من العسیر تحدید تاریخ نهائي لها، فالبلاذري یذکر في موضع دخول إبراهیم بن الأغلب إلی الزاب أثناء حکم هرثمة بن أعین (179هـ) في المغرب (ن. ص). ولکن هذا یبدو بعیداً، فقد قیل أولاً إن الرشید حینما سیّر هرثمة إلی المغرب لقمع الأمراء العصاة کان إبراهیم في الزاب فأکثر الهدیة له ولاطفه حتی أقرّه هرثمة علی الزاب (ابن الأثیر، 6/139؛ ابن تغري بردي، 2/89، 90). ویضیف البلاذري في موضع آخر (أنساب، 3/137) وتبعه في ذلک الطبري (8/199) فیتحدّث عن تدخل الأمیر إبراهیم الفعّال في قتل إدریس بن عبدالله (مقـ 175/791). ومن ناحیة أخری، ذکر ابن الأبّار أن إبراهیم ذهب إلی الزاب أثناء حکم فضل بن روح بن حاتم المهلّبي علی إفریقیة (الحلة، 1/93). و ربّما کان مراد ابن الأبّار حکم فضل بن روح علی الزاب حینما ولاه علیها والده. وبالنظر إلی تدّخل إبراهیم في قتل إدریس عام 175 هـ، فمن المحتمل جداً أن وصوله إلی الزاب و هو في طریقه إلی بغداد (174هـ) کان مع خروج الفضل منها، وأنه بلغ حدّاً من القدرة نالت تأیید الخلافة ضمنیاً. فقد ذکر في حادثة قتل ادریس أنه کان عامل الخلیفة (هارون) و أنه مهّد لهذا القتل بناء علی أمر منه. وإن قیل إن ظهور ابن الأغلب في حوادث إفریقیة بدأ بخدمته في جیش بني المهلّب، و رغم معاملة الفضل السیئة لإبراهیم (ن. ص) فقد شارک في هجوم علاء بن سعید لقمع ابن جارود الذي ثار علی الفضل (عبدالرزاق، 21). إلا أن ظهوره علی المسرح السیاسي والعسکري بشکل جدي و رسمي في المنطقة کان کما یبدو بعد دخول هرثمة إلی إفریقیة، وکانت الإضطرابات في تلک الفترة مستمرة وغدت المغرب مرکزاً لنشاطات الخوارج ضد العباسیین، وکان العرب کأبناء عبیدة بن عقبة بن نافع و تمّام بن تمیم و سلیمان بن حمید الغافقي وآخرین کثیرین ممّن دخل آباؤهم هذه البلاد منذ أوائل فتح المسلمین للمغرب یرون أنهم أولی بالحکم من الولاة الذین یرسلهم خلیفة بغداد، وازداد نفوذ الأدارسة في المغرب وکانوا یسعون لتأسیس دولة علویة، ولذلک أوشکت منطقة المغرب بسبب تلک العوامل أن تخرج من نفوذ بغداد السیاسي، کما أن الولاة الذین کان الخلفاء العباسیون یرسلونهم الواحد تلو الآخر لتوطید سلطة الخلافة في تلک البلاد لم یفشلوا في تحقیق نجاح محدود فحسب، بل أنهم کانوا یواجهون ثورات واسعة أحیاناً تؤدّي إلی قتلهم، کما حدث أن فقد فضل بن روح بن حاتم، الأمیر المهلّبي حیاته في سبیل حکمه بإفریقیة، وأرسل هارون الرشید علی الفور هرثمة بن أعین لإخماد نار الثورة في المغرب (179/795). وقد بقي هرثمة في هذه الدیار سنتین و نصف، ثم کتب في 181 هـ إلی هارون یستعفي، فولّی هارون أخاه في الرضاعة محمد بن مقاتل العَکّي علی إفریقیة (ابن الأثیر، 6/154؛ ابن عذاري، 1/80). وطغی ابن مقاتل في منطقته ممّا أثار السخط العام والثرة في إفریقیة. ویبدو أن أَمرَ راشد مولی إدریس و ولي إدریس بن أدریس علا واستفحل في هذه الفترة، وهمّ باحتلال إفریقیة فکاده إبراهیم الذي کان یظهر عداءه للأدارسة، وفتن أصحابه فقتلوه، ورغم أن ابن مقاتل نسب ذلک إلی نفسه لدی الخلیفة، إلا أن صاحب برید المغرب أعلم الخلیفة بحقیقة الأمر (ابن الأبّار، الحلة، 1/100؛ قا: ابن الأثیر، 6/174؛ ناصري، 1/161، حول تاریخ وفاة راشد أو قتله). وفي 183/799 ثار علی ابن مقاتل حاکم تونس تمّام بن تمیم و کانمن أسرة ملک بن زید منات الذین کانوا أبناء عم الأغالبة (ابن الأبّار، الحلة، 1/91؛ EI2, III/982)، و بعد أن هزمه احتل القیروان (ابن الأثیر، 6/154، 155). وکان بإمکان إبراهیم الإستفادة من هذه الاضطرابات باعتباره أحد القادة المتنفّذین في المنطقة، خاصة وأنه کان یعتمد علی اسم أبیه الذي حکم إفریقیة لفترة، ولکن عدم ثقته بإمکان نجاحه، دفعه إلی دعم ابن مقاتل، لیظهر قدرته للمتمرّدین و یحول دون الحوادث التي یمکن أن تهدّد حکمه من جهة، ولیلفت إلیه من جهة أخری نظر الخلیفة الذي لایزال یؤید ابن مقاتل، لیکون ذلک مقدمة یکسب بها الشرعیة للحکم الذي یجول في فکره. ولیس بعیداً أنه کان یسعی من خلال دعمه هذا لزیادة سخط الناس علی ابن مقاتل و توجیه الأفکار العامة نحوه. ولهذا بادر إبراهیم إلی مهاجمة القیروان، ودخلها، فترکها تمّام لشعوره بعدم القدرة علی المقاومة (م. ن، 6/155؛ الصفدي، 5/328). فطلب إبراهیم من ابن مقاتل العودة إلی الحکم في خطبة ألقاها في جامع المدینة (ابن عذاري، 1/81) غیر أن الناس عبّروا عن سخطهم و فزع کثیر منهم إلی تمّام (م. ن، 1/82)، فقصد ثانیة لاحتلال القیروان، وسعی لایقاع الإختلاف بین ابن مقاتل و إبراهیم، فکتب رسالة إلی ابن مقاتل یتهم فیها إبراهیم بسعیه للحصول علی الحکم في إفریقیة و أنه اتّخذ من ابن مقاتل وسیلة لذلک غیر أن ابن مقاتل لم یأبه له، وأرسل إبراهیم لقتاله (ابن الأبّار، الحلة، 1/89، 90)، فهزم تمّاماً أیضاً ثم هاجم تونس (184/800). وأخیراً أمّن تمّاماً وأقبل به إلی القیروان (ابن عذاري، 1/83).
ازداد سخط الناس لهزیمة تمّام و انتصار ابن مقاتل. وحملوا إبراهیم الذي بلغ قدرة ونفوذاً کبیرین علی أن یکتب إلی الخلیفة یعلمه بذلک، و یطلب منه ولایة إفریقیة (ابن الأثیر، 6/155؛ ابن خلدون، 4/419)، واقترح علی الخلیفة أن یحمل 40,000 دینار بدل 100,000 کانت تحمل من مصر في کل سنة إلی حکومة إفریقیة (ابن الأثیر، 6/155؛ قا: الیعقوبي، 2/412). ثم استشار هارون الرشید هرثمة بن الأعین فأشاد هرثمة بإبراهیم و بعقله و دینه و کفایته، وربّما استقبل هذا الإقتراح لمواجهة نفوذ الأدارسة المستفحل کما یری الإصطخري (ص 37)، فولّی ابراهیم في محرم 184/ شباط 800 علی إفریقیة (البلاذري، فتوح، 234؛ الطبري، 8/272؛ ابن الأثیر، 6/155)، و بروایة حصر وراثة الحکم في أفراد أسرته (عبدالوهاب، 64). ثم کتب الخلیفة إلی ابن مقاتل بتسلیم العمل لإبراهیم (العیون، 3/302؛ ابن تغري بردي، 2/110). و بروایة أخری أن أهالي إفریقیة، أخرجوا ابنمقاتل و وبّوا إبراهیم (خلیفة بن خیاط، 2/748). و هکذا استلم إبراهیم الحکم في إفریقیة، و توجّه ابن مقاتل إلی طرابلس، فلما بلغها دلّس له کاتبه داود القیرواني علیلسان هارون الرشید کتاباً (ابن الأبّار، الحلة، 1/94) بإقراره علی إفریقیة ثانیة، فکتب ابن مقاتل إلی إبراهیم یأمره بالرجوع إلی الزاب. وکتب إلی سهل بن حاجب التمیمي یأمره أن یستلم العمل نیابة عنه، فرحل إبراهیم إلی الزاب في أواسط ربیع الأول 184/ نیسان 800، إلا أن هذا الخبر أغضب هارون فأرسل رسولاً إلی إبراهیم یؤکد له ولایته علی إفریقیة (العیون، 3/302، 303)، فسعی إبراهیم في حکم إفریقیة إلی إخماد نار الثورات الداخلیة، وبسط سلطة الخلافة و نفوذها في منطقته بالقبض علی کثیر من المناوئین و تسییرهم إلی الخلیفة (ابن الأثیر، 6/156). و قام في أوائل حکمه بإنساء مدینة خارج القیروان و إقامة قصره فیها، و أطلق علیها اسم العباسیة، ووضع فیها الکثیر من العبید السود باعتبارهم الجند الخاص (البلاذري، ن. ص؛ عبدالرزاق، 32). ومع‌ذلک لم یسلم حکمه من ثورة المناوئین. ففي 186/802 ثار حمدیس (أو خریش: ابن الأبار، الحلة، 1/104) بن عبدالرحمن الکندي في تونس، فأرسل إلیه ابراهیم قائده عمران بن مَخلد أو مجالد (ابن الأثیر، 6/156، 235؛ البلاذري، ن. ص؛ ابن خلدون، 4/419) لقمعه. فانهزم حمدیس، ودخل ابن مَخلد تونس، وفي هذه الفترة أراد إبراهیم قصد إدریس بن إدریس الذي استفحلت قدرته، ولکنه عدل عن قصده نزولاً عند نصیحة أصحابه، ولعل نصرة عدد من قبائل البربر الکبیرة لإدریس أمثال أوربة و زِناتَة و زراعة و مَکناسة، منع إبراهیم من مواجهته مباشرة (م. ن، 4/26، 27)، فأعمل الحیلة، وأغری القیم بأمره بهلول بن عبدالواحد المَدغَري بالمال حتی فارق إدریس، و أطاع إبراهیم، و تفرّق جمع إدریس (ابن الأثیر، 6/156). فکتب إلی إبراهیم، وقد وجد نفسه مهدّداً، یذکر له قرابته من رسول الله، و یطلب منه أن یخضع له أو یکفّ عنه (ن. ص؛ ابن الأبار، الحلة، 1/55). وهکذا تمّ الصلح بین إبراهیم و إدریس. و کفّ الأغالبة بعدها عن التعرّض مباشرة للأدارسة قتلاً للوقت، رغم إصرار الخلفاء (ابن خلدون، 4/27). و کانت طرابلس آنذاک من أکثر المناطق التي یحکمها إبراهیم اضطراباً، والولاة الذین یرسلون إلیها تباعاً لایحقّقون نجاحاً یذکر في إخماد نار الثورات التي کانت تتأجّج نتیجة للخلافات القدیمة بین القیسیین و الیمنیین، و بعدها عن مرکز الحکم. و في 188 أو 189/804 أو 805، أخرج أهل طرابلس سفیان بن المضاء (قا: ابن خلدون، 4/420) و هو في ولایته الرابعة، واستعملوا علیهم إبراهیم بن سفیان التمیمي، و في هذه الأثناء حدث اختلاف بین العرب في المنطقة آل إلی النزاع، فاستغل إبراهیم بن الأغلب الفرصة واستنجد أحمد بن إسماعیل أمیر مصر، فأنجده بجیش قضی علی الفتنة، ولکنه عفا عن رؤوسهم (ن. ص؛ ابن تغري بردي، 2/125).
وکانت أکبر ثورة واجهها إبراهیم، ثورة قائده عمران بن مخلد، ففي 194 أو 195/ 810 أو 811 ازداد تقدرته و سلطته، واتّخذ من عدم اهتمام إبراهیم به ذریعة للقیام ضدّه، واجتمع مع قریش بن التونسي بین القیروان و العباسیة، و خندق إبراهیم علی نفسه بالعباسیة، و کانت بینه وبینهم حروب لم تسفر عن نتیجة، خاصة و قدقیل إن جماعة من الجیش انضموا إلی عمران لتأخر أرزاقهم (البلاذري، ن. ص) ودامت هذه الحرب بین کرّوفرّ سنة، إلی أن بعث الخلیفة إل إبراهیم بالمال، ووزّعه علی أفراد العدو فتفرّقوا عن عمران، واستعاد إبراهیم القیروان (ابن الأثیر، 6/156، 157، 235، 236؛ ابن خلدون، 4/420؛ قا: ابن الأبار، الحلة، 1/105). ولم ینته إبراهیم من هذه الفتنة حتی عمّ الاضطراب والثورة طرابلس من جدید، فقد بعث إبراهیم ابنه عبدالله حاکماً علی طرابلس (196 هـ) و لکن الجند فیها حاصروه بداره وأجبروه علی الخروج من المدینة، فخرج، فاجتمع إلیه الناس ببذل المال لهم، واستولی علی المدینة بعد أن هزم الثائرین، ولکنه لم یبق طویلاً فقد عزله أبوه و ولّی سفیان بن المضاء علیها، فثار البربر و هزموا جند الحکومة و هدموا سور المدینة، فأرسل إبراهیم بن الأغلب ابنه عبداللَّه ثانیة بجیش إلی طرابلس، و کان ذلک کمایبدو بتشجیع من أبي سلیمان داود الکاتب الذي جاء إلی إبراهیم بعد ابن مقاتل (م. ن، إعتاب، 107)، فهزم عبدالله البربر أیضاً و دخل المدینة. و من ناحیة أخری، جمع عبدالوهاب بن عبدالرحمن بن رستم البربر لقتال الأغالبة، و حاصر طرابلس. فبادر عبدالله بن إبراهیم للتصدّي له، فبلغه الخبر بوفاة أبیه واضطر للصلح (ابن الأثیر، 6/270؛ ابن خلدون، 4/421).
وذکر بعض المؤرخین أن إبراهیم بن الأغلب کان عالماً و شاعراً حسن السیرة شجاعاً (ابن عذاري، 1/83؛ ابن الأبّار، الحلة، 1/93). وقیل إنه لم یتولّ إفریقیة قبله أحد أعدل منه سیرة ولا أحسن سیاسة و عطفاً (الصفدي، 5/327). وأحبّه أهل المغرب (الذهبي، 9/129)، و لذلک فمن الغریب قولهم إن أهالي القیروان و کثیر من المدن الإفریقیة الأخری، انضمّوا إلی ثورة ابن مخلد ضد ابراهیم (ابن الأثیر، 6/156). و ربّما کان لهذا علاقة بالقسوة التي اتّسمت بها أحداث حیاته، فحینما ثار التونسیون، قال لابن مخلد أن لایبقي علی أحد منهم، و قیل إنه قتل منهم عشرة آلاف رجل (ن. ص). ولابد أن هذه القسوة ناشئة علی الأکثر من عدم ثقته بوفاء المغاربة ولا سیّما الجند المحلّیون الذین کانوا یثورون من حین إلی آخر علی الولاة الذین ترسلهم بغداد. وقد تفاقمت روح الشک هذه، فدفعت إبراهیم إلی جلب 4,000 زنجي من السود، کوّن منهم حرسه الخاص، و أسکنهم في العباسیة (عبدالوهاب، 3/291)، و فضلاً عن ذلک، اهتم إبراهیم في عهده بعرب إفریقیة أکثر من اهتمامه بالبربر الذین کانوا یشکّلون شیئاً فشیئاً خطراً جدیّاً دائماً علی سلطة الولاة العباسیین. وأعطی امتیازات عدیدة للعرب بإقطاعهم الأراضي والهبات المادیة (عبدالوهاب، 3/252، نقلاض عن ابن ناجي). و رغم أن إبراهیم کان شبه مستقل في حکمه فقد کان یقرأ الخطبة باسم خلیفة بغداد، و یضرب علی السکة اسم الخلیفة إلی جانب اسمه و اسم رئیس دارالضرب، و یرسل المال إلی بغداد سنویّاً، و یؤید ذلک أن الرشید عیّن قاضي القیروان أبا عبدالرحمن عبدالله بن عمر غانم بن شرحبیل (تـ 190/806) أحد أصحاب مالک بن أنس و تلامذته (ابن عیاض، 1/10؛ ابن الدواداري، 6/24). کما شیّد إبراهیم في عهده الکثیر من المساجد و المدارس و الدواوین، وازدهرت الحضارة الإفریقیة في عصره، وانتشرت العلوم و الآداب (المدني، 51). ویبدو أنه بعد أن شیّد العباسیة وأصبح أمیراً مستقلاً، فاستقبل مبعوث شارلمان ملک فرنسا، واحتفی به احتفالاً منقطع النظیر. وأجابه إلی طلبه، بإعادة بقایا جسد «سیبریون» أحد القدیسین المسیحیین الذي کان في إفریقیة (ابن عامر، 119؛ المدني، 51؛ بروکلمان، 188)، و نُقل عن إبراهیم بن الأغلب بعض الأشعار أیضاً (ابن الأبّار، الحلة، 1/94، 96، 97).

المصادر

ابن الأبار، محمد بن عبدالله، إعتاب الکتاب، تقـ: صالح الأشتر، دمشق، 1961م؛ م. ن، الحلّة السیراء، تقـ: حسین مؤنس، القاهرة، 1963م؛ ابن الأثیر، علي بن محمد، الکامّل، بیروت، 1402 هـ؛ ابن تغري بردي، یوسف، النجوم الزاهرة، القاهرة، 1348-1358هـ؛ ابن خلدون، العبر؛ ابن الدواداري، عبدالله بن ایبک، کنزالدرر، تقـ: صلاح‌الدین المنجد، القاهرة، 1961م؛ ابن عامر، أحمد، تونس عبر التاریخ، تونس، 1373هـ؛ ابن عذاري المراکشي، محمد، البیان المُغرب، تقـ: راینهارت دوزي، لیدن، 1848-1851م؛ ابن عیاض، عیاض بن موسی، ترتیب المدارک و تقریب المسالک، بیروت، 1967م؛ الإصطخري، إبراهیم بن محمد، المسالک و الممالک، القاهرة‌، 1381هـ/ 1961م؛ بروکلمان، کارل، تاریخ الشعوب الاسلامیة، تجـ: نبیه أمین فارس و منیر البعلبکي، بیروت، 1984م؛ البلاذري، أحمد بن یحیی، أنساب الأشراف، تقـ: محمدباقر البهبودي، بیروت، 1977م؛ م. ن، فتوح البلدان، تقـ: یان دخویه، لیدن، 1863م؛ خلیفة بن خیاط، تاریخ، تقـ: سهیل زکّار، دمشق، 1968م؛ الذهبي، شمس‌الدین محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط، بیروت، 1401هـ/1981م؛ الصفدي، خلیل بن أیبک، الوافي بالوفیات، تقـ: س. دیدرینغ، ڤیسبادن، 1970م؛ الطبري، محمد بن جریر، تاریخ، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، بیروت، 1960-1968م؛ عبدالرزاق، محمود إسماعیل، الأغالبة، مصر، 1972م؛ عبدالوهاب، حسن حسني، ورقات عن الحضارة العربیة بإفریقیة، تونس، 1972م؛ العیون والحدائق، تقـ: یان دخویه، لیدن، 1869م؛ المالکي، عبدالله بن محمد، ریاض النفوس، القاهرة، 1951م؛ المدني، أحمد توفیق، المسلمون في جزیرة صقلیة و جنوب ایطالیا، الجزائر، 1965هـ؛ الناصري، أحمد بن خالد، الاستقصاء، تقـ: جعفر الناصري و محمد الناصري، الدار البیضاء، 1954م؛ الیعقوبي، أحمد بن إسحاق، تاریخ، بیروت، دارصادر؛ وأیضاً:

EI2
صادق سجادي
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: