إبراهیم أدهم پاشا

إبراهیم أَدهَم باشا (1233-1310/1818-1893)، سیاسي و صدرأعظم عثماني في عهد السلطان عبدالحمید الثاني (سا 1872-1909م). ولد في عائلة قرویة في جزیرة ساقز (بالیونانیة: خیوس، کیوس) من جزر بحر إیجة. فقد والدیه في الثورة التي قام بها أهالي الجزیرة ضدالدولة العثمانیة، وأسر وهو لایزال صغیراً ونقل إلی إزمیر و من ثم إلی استانبول فاشتراه الحاج أحمد أفندي أحد أفراد الأمیرال خسروباشا غلاماً للأمیرال (کوتاي، X/6217؛ کارال، VIII/278). ولم یکن لخسرو باشا أبناء فتبنّی عدة أولاد منهم عدا أدهم باشا هذا اسماعیل باشا حکیم باشي، و  جاوید باشا (کوتاي، ن. ص). درس أدهم باشا علومه الأولیة علی المعلّمین والأساتذة الذین کانوا یتردّدون علی بیت خسرو باشا، ثم أرسل إلی فرنسا لمواصلة دراسته (کارال، ن. ص). فدخل معهد باربه الذي کان یدرس فیه لویس پاستور أیضاً (TA؛ کوتاي، ن. ص). ثم معهد هندسة المناجم، وتخرج 1839م، وبعد فترة من التدرّب في مناجم بلجیکا و سویسرا، عاد في نفس السنة إلی استانبول. و عین عضواً في دار الشوری العسکریة برتبة عقید «میرآلاي»، وبذلک أصبح موظفاً في‌الدولة. إلی أن حلّت سنة 1849م فدخل البلاط العثماني برتبة عمید (أمیر لواء) و تولّی رئاسة مهندسي مناجم النحاس في الأناضول، و عمل فترة في أرکان الجیش، و علّم السلطانین عبدالحمجید و عبدالحمید اللغة الفرنسیة (TA؛ کارال، ن. ص؛ عثمانلي پادشاهلاري آنسیکلوپدیسي، III/2104). و من ثم انتخب عضواً في «مجلس التنظیمات» و تولّی مناصب وزاریة مابین سنتي 1856-1876م في وزارة الخارجیة و وزارة التجارة و وزارة المعارف، والأشغال العامة و دیوان العدلیة (کارال، ن. ص؛ أوزتونا، X/381-382)، وکذلک محافظاً في ولایتی ترحالة ویانیا (TA) وعضواً في دارالشوری الحکومیة. ثم عیّن سفیراً في برلین. و في 1877م مثّل الحکومة العثمانیة في مؤتمر استانبول لحل قضیة البلقان الذي عقد بضغط من الحکومة الروسیة، وأدّی صموده الشدید أمام طلبات ممثّلي دول روسیا و انجلترا والنمسا و ألمانیا و فرنسا وإیطالیا (کارال، VII/28) إلی کسب ثقة عبدالحمید به، فعیّنه رئیساً لدار الشوری الحکومیة (EI2).
وبعد عزل مدحت باشا و نفیه، أصدر السلطان عبدالحمید في 21 محرم 1294/5 شباط 1877 أمراً بتعیینه صدراً أعظم بمرتّب شهري قدره 500 لیرة ذهبیة، وبقي في هذا المنصب إلی أن أقصي منه في 7 محرم 1295/11 کانون الثاني 1878 أمراً بتعیینه صدراً أعظم بمرتّب شهري قدره 500 لیرة ذهبیة، وبقي في هذا المنصب إلی أن أقصي منه في 7 محرم 1295/11 کانون الثاني 1878 (کارال، VIII/302؛ کوتاي، X/6220؛ أوزتونا، VIII/423؛ کابنار، 351). و افتتح مجلس الشوری العام العثماني في عهد صدارته في 5 ربیع الأول 1294/20 أیار 1877 (کارال، VIII/232). وبعد رفض‌الدولة العثمانیة اتفاقیة لندن، أصدرت روسیا في 5 ربیع الثاني 1294/19 نیسان 1877 بیاناً، أعلمت فیه الدول الأوروبیة ببدء الحرب ضد العثمانیین (م. ن، VIII/40). واستولت في مدة قصیرة علی مناطق واسعة من شمال شرقي الأناضول وأطراف الدانوب ممّا مهّد لهزیمة‌الدولة العثمانیة. وبعد اشتداد الأزمة، طلب المجلس الذي کان یعتبر أدهم باشا مسبّباً لهذه الهزیمة، اقصاءه عن السلطة فأقاله عبدالحمید للحیلولة دون تقدم روسیا، و توفیر شروط السلام، وعیّن حمدي باشا خلفاً له (کوتاي، XIII/7759). وبعد فترة من الإقصاء السیاسي عیّن في 9 ربیع‌الأول 1296/3 أیار 1879 سفیراً لبلاده في النمسا (TA)، ثم أصبح وزیراً في وزارة سعید باشا لفترة (أورتونا، XIII/386). وأخیراً توفّي في 2 رمضان 1310/20 أیار 1893 في استانبول، ودفن بجوار مسجد مهرماه سلطان الواقع في اسکدار (EI2)، ورغم أن أدهم باشا لم یحقّق نجاحاً سیاسیاً یذکر بالمقارنة مع سائر الذین تولّوا منصب الصدارة العظمی في‌الدولة العثمانیة، وکانت صدارته القصیرة أکثر الفترات اضطراباً في التاریخ العثماني، فقد وصف بأنه کان شخصاً تقدّمیاً ووطنیاً و عارفاً بالأصول الدبلوماسیة. کما کان له نشاط علمي، منها ممارسة تدریس العلوم الطبیعیة في دارالفنون والعضویة في الرابطة العلمیة، ونشر العدید من المقالات في العلوم الطبیعیة بمجلة الفنون، وأسّس «المطبعة العامرة» بالقرب من توپ قاپي (TA).

المصادر

Cevdet Paga, Tezâkir, ed., Cavid Baysun, Ankara, 1986; EI2; Karal, Enver Ziya, Osmanli Turihi,Ankara; 1983; Kaynar, ReŞat, Mustafa ReŞit PaŞa ve Tenzimat, Ankara, 1985, Kutay, Cemal, Türkiye İstiklâl ve Hürriyet Mücadeleleri Tarihi, Istanbul, 1981; Osmanli Padisahlari Ansiklopedisi; Öztuna, Yilmaz, Büyük Türkiye Tarihi, Istanbul, 1983; TA.
 علي‌أکبر دیانت