الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / آماري /

فهرس الموضوعات

آماري

آماري

تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/25 ۱۸:۳۲:۴۴ تاریخ تألیف المقالة

آماري، میکلة بندتّو گائتانو (1806-1889م)، مستشرق و مؤرخ و سیاسي و رجل دولة وطني إیطالي عاش في القرن 19م.

حیاته: ولد مکلة في 7 تموز 1806م في پالرمو (صقلیة). وکان أبوه فردیناندو آماري من رجال السیاسة، حکم علیه بالسجن 30 عاماً في 1822 م لاشتراکه في مؤامرة سیاسیة (در نبورغ، 93؛ بدوي، 33). کانت دراسة میکلة خصوصیة اقتصر فیها علی مقدمات في أیام صباه عند بعض القساوسة ضعیفي الایمان، وعلی الموضوعات التي درسها خلال السنوات الأربع التي قضاها في الثانویة (آماري، «مذکرات»، 368-369؛ درنبورغ، 94-95؛ تومازیني، 271 ومابعدها). واضطر بعد سجن والده إلی ترک دراسته الثانویة والعمل لتوفیر معاش عائلته المؤلفة من أمه وأخته وأخویه الصغیرین، وذلک بسبب سوءالأحوال وقلق العائلة وصعوبة الحیاة (بدوي، ن.ص). ولکن آماري لم یتوقف عن الدراسة، فقد بادر الی التعرّف علی الآداب اللاتینیة والایطالیة بالاضافة إلی الآداب الانجلیزیة واللغة الفرنسیة إلی حدما (در نبورغ، 102؛ دوکا، 1/12 و بعدها). وعمل موظفاً صغیراً في عام 1828م بوزارة الداخلة في حکومة صقلیة المؤقته. وأسدي خدمات جلیلة الی الصحة العامة إبان انتشار وباء الکولیرا في پالرمو عام 1837 م (بدوي، 33؛ در نبورغ، 103)، کما عمل في السنة ذاتها في وزارة العدل في ناپولي (ن.م، 96). وفي عام 1842م لاحقته حکومة البوربون في نابلي، فهرب سراً إلی فرنسا و وصلها بعد مشاق کبیرة. وفي باریس استقبله اللاجئون الایطالیون وبعض المثقفین الفرنسیین و منهم الکساندر دوما و میشلة و تییر و جوزیف توسن رنو استقبالاً حافلاً (1795-1867م) (درنبورغ، 112). وبادر آماری في فرنسا إلی تعلّم اللغة العربیة وآدابها وهو في السادسة والثلاثین من عمره عند رنو واثنین آخرین من المختصّین بالعربیة وهما نوئیل دي ڤیرجیه وبارون مالک گوکن دوسلان (1810-1878م) وکانا من أتباع مدرسة سیاڤستر دي ساسي (1758-1838م)، وکان جادّاً في تعلّمه هذا إلی درجة أنه استطاع في 1845م أن یطبع مقالتین بالعربیة مع ترجمتهما الفرنسیة.

وعاد میکلة إلی صقلیة عام 1848م، وقد عمّت الثورة الصناعیة أنحاء أوروبا وما أعقبتها من ثورة اجتماعیة، فانتخبه الأهالي هناک مندوباً في اللجنة الثوریة. ثم تسنّم منصب وزیر المالیة لمدة خمسة أشهر شهد فیها نوعاً من الصراع الطویل بین صنفین من الناس الساخطین باستمرار علی الحکم الجدید: صنف علیهم ان یزوّدوا المیزانیة بالموارد، وصنف یریدون أن یعیشوا منها، علی حد تعبیره (بدوي، ن. ص). وامتنع میکلة مع بقیة الوزراء من الحصول علی المرتب الخاص بمنصب الوزیر وسعی بلاطائل، للحصول علی نجدة لسقلیة من حکومة الجمهوریة الفرنسیة. وعاد إلی باریس في 1849م لعدم نجاحه في عمله وبسبب الهزائم التي لحقت بمن کان ینادي بالحریة في صقلیة، حیث کرّس نفسه للبحث العلمي والدراسة. وفي تلک الفترة، وفي عام 1860 تمّتأسیس معهد التعلیم العالي في مدینة فلورنس التي کانت آنذاک عاصمة إیطالیا الموقتة؛ فاستدعي آماري للعمل استاذاً فیه و عهد إلیه بکرسي اللغة العربیة (درنبورغ، 169). وهکذا فإن ترک آماري فرنسا للمرة الثانیة وعودته إلی ایطالیا تزامنت مع انتصار جوزپه غاریبالدي، (1807-1882) و کاڤور  (1810-1861) وجلوس فکتور عمانوئیل ملکاً دستوریاً علی إیطالیا. وانتخب في عام 1861 م نائباً في أول مجلس للنواب الایطالي، ثم صار وزیراً للتعلیم العام في النظام الجدید حتی سنة 1864م (درنبورغ، 185). وبعد سقوط الوزارة في عام 1864م عاد الی تدریس اللغة العربیة، ثم مالبث أن تخلّی عنه، لیتفرغ للتألیف والکتابة (دوگا، 1/15-24؛ بدوي، ن.ص)، وفي 1865م تزوّج و هو في التاسعة والخمسین من فرنسیة أنجبت له ثلاثة أولاد. وتولّی في عام 1878م رئاسة مؤتمر المستشرقین الرابع الذي عقد بفلورنسا. کما شارک في المؤتمر الخامس للمستشرقین الذي انعقد ببرلین في 1881م. وحصل في أواخر عمره علی جوائز وأوسمة قدّمها له مواطنوه المعترفون بفضله، وبعض الأوساط العلمیة الأجنبیة (درنبورغ، 104)، منها شهادة الدکتوراه الفخریة من جامعات لیدن وتوبینغن واستراسبورغ (دانکونا، 2/395؛ درنبورغ، 229). توفي میکلة في 11تموز بفلورنسا.

 

نشاطه السیاسي

کان لمیکلة آماري هدفان أحدهما وطني والآخر سیاسي دفعاه الی العمل علی تدوین الکتب التاریخیة وتعلّم اللغة العربیة وکذلک التخصّص في مجال الاستشراق والعلوم الاسلامیة أیضاً (درنبورغ، 115، 120، 125، 128؛ آماري، «المراسلات»، 1/255؛ ـــــــــ، «الحرب الصقلیة عند دعاء المساء»، 1/8) وکان آماري یصرّ في شبابه علی المطالبة بانفصال جزیرة صقلیة مسقط رأسه واستقلالها. ولهذا حرص علی دراسة تاریخ وطنه وأجداده لیستلهم منه مایعینه علی تحسین أوضاعه ورفعة شعبه وکان تاریخ إیطالیا زاخراً بالاضطرابات في القرن 19 نتیجة لأطماع و تدخّلات بعض الدول التوسعیةآنذاک وجور الحکام المحلیین، فقام الأهالي بثورات مطالبین بالحریة. وأدی ذلک إلی انتشار القلق والاضطرابات السیاسیة والانحطاط، ممادفع آماري الی التضحیة والدعوة بقلمه ولسانه، الی استقلال وطنه صقلیة أولاً، وبعد بلوغه مرحلة النضج الاجتماعي والثقافي والسیاسي طالب بوحدة کافة أرجاء ایطالیا واستقلالها (تومازیني، 311؛ درنبورغ، 122-123). وأخیراً حصلت إیطالیا في 1861م علی الحکم الدستوري. وتحققت أهداف آماري في توحیدها و تحررّها من الأجانب، ونیلها الحریة الفکریة والدینیة والسیاسیة. وقد أیّده أبناء وطنه رفاقة في النضال من خلال انتخابه لتولّي بعض المناصب الحکومیة کوزارة التعلیم و عضویة مجلس الشیوخ، وأشادوا بوطنیته ونضاله و نزاهته السیاسیة و تجاربه وعلمه.

 

آثاره

ورد في الکتاب الذي صدر إحیاءً لذکراه تحت عنوان «الذکری المئویة لولادة میکله آماري» سرد کامل لآثاره نشیر فیمایلي الی ما اشتهر منها:

 

الف. الکتب

1. «حقبة من تاریخ صقلیة في القرن 13‌»، 1842م وهو اوّل قیّم لآماري حول أرض أجداده. واشتهر فیما بعد بـ «الحرب الصقلیة عند دعاء المساء» و طبع حتی وفاة المؤلف حوالي 9 مرات مع إضافات و تنقیحات. و تختلف الطبعة التاسعة والأخیرة منه التي صدرت في عام 1885م عن الطبعة الأولی اختلافاً کبیراً. ویدور الکتاب حول دراسة تاریخ انتفاضة الأهالي الذین ضاقوا ذرعاً في صقلیة بمظالم حاکمها شارل دانجو (1226-1285م) شقیق لویس التاسع ملک فرنسا. والتي بدأت ضد عملاء الامبراطور الفرنسي بذبح الفرسان الفرنسیین مع قرع أول ناقوس في کنیسة بالریمو لدعوة الأهالي الی صلاة العصر ودعاء المساء 20 آذار 1282م (درنبوغ، 106-107).

واستمرت الحروب طوال شهر نیسان و عمّت کافه صقلیة، وهلک فیها 8000 فرنسي. ویقال إن الذي دبّر هذه المذبحة هو خوان دي بروثیدا، الذي کان زمیلاً بطرس الأرغوني (المنافس لشارل دانجو) ویبدو أن زمن تنفیذ الخطة کان محدّداً من قبل. ولکن الرأی الراجح هو أن الصقلیین قد ضاقوا ذرعاً من ظلم شارل دانجو وسیطرة الفرنسیین، فاغتنموا اول فرصة مناسبة للثورة والقیام بتلک المذبحة. وقد حدثت هذه الواقعة عندما شتم رجل یدعی دروڤه سیدة صقلیة في الوقت الذي کان فیه الجمهور یتوجّه لصلاة العصر في کنیسة مونریال، فانفجرت نیزان حقد الأهالي وفاجؤوا الفرنسیین و هم عزّل من السلاح، فذبحوهم رجالاً ونساءً وأطفالاً (بدوي، 34). واستنتج آماري من هذه الواقعة التاریخیة أن صمود الأهالي في هذه الانتفاضة الدمویة کان سبباً لعقد معاهدة 1302 م و ضمان استقلال صقلیة. وکانت إشارات هذا الکتاب إلی اوضاع صقلیة في 1842م واستیلاء الحکام البوربونیین الجائرین في ناپولي علی تلک الجزیرة واضحة إلی درجة إن حکومة ناپولي اتهمت آماري باثارة الفوضی والدعوة إلی الاستقلال وأصدرت أمراً للقبض علیه ومحاکمته. فلجأ، آماري إلی پاریس. وطبع الکتاب طبعة جدیدة منقحّة في فرنسا عام 1843م بعنوان «الحرب الصقلیة عند دعاء المساء أو حقبة من تاریخ صقلیة في القرن 13» (در نبورغ، 113، الهامش 1). وقد ترجم اثنان من الفرنسیین هذا الکتاب ترجمة مغلوطة نسبیاً وانتحلاه؛ 2. «التسلیّات السیاسیة لابن ظفر»، 1851. وهو الترجمة الایطالیة لکتاب السلوان المطاع في عدوان الأتباع الکاتب الصقلي المسلم ابن ظفر (497-565/1104-1170) 3. «تاریخ مسلمي صقلیة»، فلورنسا، 1854-1873م، في ثلاثة أجزاء. وقد أدی حماس آماري الوطني أثناء وجوده في باریس إلی دراسة تاریخ صقلیة أیام الحکم الاسلامي، وقضی سنین طویلة في تألیف هذا الکتاب. وأخیراً تمّ طبع الجزء الأول منه في 1854م (گابریلي، 89). وتناول المؤلف في هذا الکتاب فترة الحکم الاسلامي علی تلک الجزیرة لمدة 300 سنة مسلّطاً الأضواء علی الجوانب المظلمة من تلک الفترة التاریخیة. وکان آماري قبل هروبه إلی فرنسا قد شاهد الترجمة الفرنسیة التي قام بها نوئیل دي فرجیة لبعض الفصول الخاصة بتاریخ صقلیة في العهد الاسلامي من کتاب العبر لابن خلدون (تـ 808/1405). وقد تناول آماري في کتابه هذا تاریخ صقلیة منذ عهد البیزنطیین و حتی نهایة حکم أسرة اشتاوفن (ـــــ، 90-91؛ بدوی 34). واستمر حکم المسلمین خلال هذه الفترة منذ عام 212، 483/827-1090. واستفاد آماري في تألیفه هذا الکتاب من الکتب والوثائق والنقوش والنقود. وطبع الجزء الثاني في عام 1858م والثالث في 1872م. وأضاف کارلو آلفونسونالینو (1872-1938م) ملاحظات قیّمة علی الطبعة الثانیة. وأشاد هارتویغ درنبورغ (1844-1908) بهذا الکتاب واعتبره من الکتب العلمیة والأدبیة الفریدة؛ 4. «تاریخ القرآن» شارک آماري عام 1859م في المسابقة التي نظمها المجمع العلمي الفرنسي للنقوش و الآداب حول تاریخ القرآن الاسلامیة التاریخیة وذلک لأنه کان یری نفسه مختصاً بالبحوث الاسلامیّة بسبب دراساته للمخطوطات العربیة وقد قسمت الجائزة ثلاثون ألف فرنک بالتساوي بین آماري والباحثین الالمانیین ثیودور نولدکه (1836-1930م) ولویس اشبر نجر(1813-1893م)، اللّذین تألّقاً في المسابقة، خلافاً لما کان یتوقعه آماري واستاذه رنو الذي کان یظن بعدم وجود نظیر لتلمیذه وأنه الفائز الوحید بالجائزة ولم یطبع من دراساتهم الثلاث إلا بحث نولدکة متأخراً، لأن آماري لم یکن یری بحثه جدیراً بالنشر (درنبورغ، 162-163)؛ 5. «خریطة مقارنة لصقلیة الحدیثة مع صقلیة في القرن الثاني عشر، استنادا إلی ماأورده الإدریسی وبقیة الجغرافیین العرب»، 1859م؛ 6. «وثائق عربیة محفوظة في الأرشیف الملکي بفلورنسا» فلورنسا، 1863م؛ 7. «الکتابات العربیة علی شواهد القبور في صقلیة» پالرمو، 3 أجزاء، 1871-1872م؛ 8. «کتاب الرُّجاري»، روما، 1878-1883م. وهذا الکتاب مقتبس من نزهة المشتاق لابي عبدالله محمد بن محمد الشهیر بالشریف الإدریسي (493-560/1100-1165). وقد نشر آماري القسم المختص بایطالیا بالتعاون مع تلمیذه تشلستینو اسکیاپارلي (1841-1919م) (گابریلي، 94، الهامش 2). ویشمل هذا الکتاب معلومات حول الکثیر من البلاد المسیحیة. وتمّ طبع و نشر النص العربي له في 1878م و ترجمته الایطالیة في 1883م؛ 9. «ذکریات عربیة جدیدة عن تاریخ جنوة»، جنوة، 1883. تناول في هذا الکتاب أثر الحملات العربیة علی الموانیء الایطالیة ونتائجها.

 

ب. المقالات

1. «وصف بالرمو في أواسط القرن العاشر المیلادي»، مقتبس من کتاب المسالک و الممالک لابن حوقل (تـ 367/978)، المجلة الآسیویة، 1845م، النص والترجمة الفرنسیة؛ 2. «رحلة محمدبن جبیر البلنسي إلی صقلیة أیام غیوم الطیّب، النص العربي، الترجمة والتعلیقات، المجلة الأسیویة، 1845م، 507-545، 1846م، 73-92، 201-241.

 

المصادر

آماري، میکلة، ترجمة وتعلیقات علی سلوان المطاع في عدوان الأتباع لابن ظفر، فلورنسا، 1851م، المقدمة؛ بدوي، عبدالرحمن، موسوعة المستشرقین؛ المکتبة العربیة الصقلیة (نصوص في التاریخ والبلدان)، تقـ میکله آماري، لایبزیک، 1857م، المقدمة؛ وأیضاً:

Amari, Michele, “appunti autobiografici”, Carteggio di Michele Amari, Torino, 1896; id, La guerra del vespro Siciliano, Roma, 1947,. (passim); id, Storia deimusulmani di Sicilia, 2nded, Carlo Alfonso Nallino, Florence, 1933-1938, Vols. 1-3 (Passim); Centenzrio della nascita de Michele Amari, 1910, I/XLV-CVIII; D’Ancona, Alessandro, carteggio di Michele Amari, II/398; Derenburg. Hartwig, “Notice sur Michele Amari”, Opusculesd’un Arabisant 1868-1905, Paris, 1905 (passim); Dizionario Enciclopedico Italiano, Roma, 1970, I/339; Dizionario letterario, Roma, Bompiani, 1956, I/66-67; Dugat, Gustave, Histoire des Orientalistes de I’Europe, Paris, 1868-1870, I/12-24; Enciclopedia Vniversal “llustrada Evropea-Americana, Arabo-Siculi”, Studia Islamica, Paris, 1954, II/89-94; GSE; Tommasini, Oreste, Scitti di storia e critica, Roma, 1891.

رضا رضازاده لنگرودي

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: