آل قدامة
cgietitle
1442/10/24 ۱۶:۴۹:۲۵
https://cgie.org.ir/ar/article/231905
1446/9/10 ۱۵:۴۱:۱۱
نشرت
1
آل قُدامة، أسرة فلسطینیة الأصل، حنبلیة المذهب، نشأ منها فقهاء و محدّثون و حفّاظ و قضاة کثیرون، وکان لنشاطها العلمي والدیني أثر کبیر في الفکر الاسلامي و نشر المذهب الحنبلي.
اکتسبت هذه الأسرة شهرتها من الجد الأکبر لها قدامة ابن مقدام بن نصر بن عبدالله، المولود في قریة جمّاعیل أو جمّاعین من ضواحي نابلس. وکان محمد بن قدامة و من بعده ابنه أحمد ثم حفیده أبوعمر محمد یتولّون المشیخةالدینیة في هذه القریة. وقد بدأت الحیاة العلمیة ووجاهة آل قدامة بعد هجوم الصلیبیین علی فلسطین، وقد ظهر أمراء الصلیبیین علی هیئة الاقطاعیین بعد سقوط بیتالمقدس بأیدیهم في 492ھ/1099م، ومارسوا التضییق علی معیشه الناس، حیث کان مزارعو جمّاعیل والقری المجاورة لها یئنون من ممارسات الضغط وأعمال السخرة ودفع الجزیة والسجن و حتی قطع الأرجل، وکانوا یرون في خطب الشیخ أحمد سلوة لهم. وقد فکّر أهو من بن بارزان – الذي کان یحکم جمّاعیل آنذاک من قبل الصلیبیین – في قتل الشیخ أحمد بذریعة أن اجتماع المزارعین حوله یعیقهم عن العمل، فهاجر الشیخ أحمد سنة 551ھ/1156م إلی دمشق التي کانت تحت إمرة نورالدین محمود بن زنکي، وکانت هذه الرحلة بدایة حرکة علمیة دائمة، امتدت إلی عدة قرون منذ أواسط القرن 6-11ھ/12-17م، أقام آل قدامة في البدایة بمسجد أبي صالح في دمشق، و تولّی الشیخ أحمد إمامة الحنابلة فیه، ولکن هجرة الکثیر من أهالي جماعیل والقری الأخری ضیريال المکان علی المشرّدین، وقد دودی انتشار الأمراض الکثیرة بحیاة العدید من آل قدامة، کما جلب علیهم مذهبهم الحنبلي المصاعب من جهة أخری، فترکوا مسجد أبي صالح بعد قرابة ثلاث سنوات و توجّهوا الی صفح جبل قاسیون، حیث کانوا یدفنون فیه موتاهم. وقد سمّیت هذه المنطقة بعد ذلک بالصالحیة (نسبة إلی مسجد أبي صالح)، وقد بنی الشیخ أحمد هناک دیرالحنابلة حیث یسمی الآن مسجد الحنابلة، ولاتزال آثاره باقیة حتی الیوم. ثم بنیت البیوت والأسواق والمدارس والمساجد الکثیرة، وأضحت الصالحیة مرکزاً للحرکة العلمیة والدینیة، وقامت بدور مهم في نشر المذهب الحنبلي في دمش قو مصر و بعلبک وبغداد.
وقد نشأ في هذا البیت فضلاً عن الفثهاء، قضاة کبار تسنّموا منصب قاضي القضاة في الشام مرّات عدیدة، کما أن اهتماهم بتعلیم النساء أدی إلی رفع مستوی بعض النساء اللاّتي اشتهرن في العلومالدینیة آنذاک.
وکانت لآل قدامة أواصر قرابة مع أسر علمیة شهیرة مثل بني سرور و بني عبدالواحد و بیت راجح و بیت جماعة حیث عدّ أفرادها أحیاناً من بیت آل قدامة (ابن طولون، 1/65-81؛ الموسوعة الفلسطینیة). وسنشیر في هذه المقالة بالاضافة إلی آل قدامة إلی أولاد یوسف شقیق أحمد (حفید قدامة) الذین یعرفون بـ «آل عبدالهادي».
خطیب جمّاعیل، هاجر إلی دمشق مع أسرته في 551ھ/1156م بعد استیلاء الإِفرنج علی بیت المقدس، وأقام في مسجد أبي صالح کما تقدّمت الإِشارة إلیه، و نرح سنة 554ھ/1159م إلی جبل قاسیون، و بنی دیر الحمابلة، وبدأ بالتدریس هناک. وقیل إنه لانظیر له آنذاک في الزهد والورع، ودفن في سفح جبل قاسیون کأغلب أفراد هذه الأسرة (ابن رجب، 2/61؛ الذهبي، العبر، 3/29؛ ابن طولون، 1/250، 252؛ النعیمیي، 2/101).
الأخ الأکبر لموفقالدین عبدالله بن أحمد، ولد في قریة الساویا وعلی روایة أخری في قریة جمّاعیل. هاجر إلی دمشق سنة 551ھ/1156م، وسمع الحدیث هناک من أبیه و أبي المکارم عبدالواحد بن هلال و أبي تمیم سلمان بن علي الرجبي وآخرین. ثم ذهب إلی مصر و درس الحدیث عند سعید بن حسن المأموني (أبوشامة، 71؛ المنذري، 2/203؛ الذهبي، العبر، 4/147). وتعلم هناک النحو عند علي بن بري، وکان یحفظ القرآن و مختصر الخِرَقيّ وأحادیث کثیرة، وکان متبحّراً بالفقه والفرائض (ابن رجب، 2/52-53؛ الصفدي، 2/116). وقد اشترک أبوعمر في هجوم صلاحالدین الأیوبي علی البلاد التي احتلها الإِفرنج، وکان قد حضر فتح القدس و سواحل الشام، وأماکن أخری (أبوشامة، 71؛ ابن کثیر، 13/59؛ابن رجب، 2/56). و شیّد في 598ھ/1202م مدرسة في سفح جبل قاسیون عرفت باسم المدرسة العمریة. أوقفها علی دراسة الفقه و القرآن (ابنکثیر، 13/59؛ النعیمي، 2/435). کان یمتاز بجودة الخط فاستنسخ القرآن و عدداً من کتب التفسیر والفقه، وکان یقضي حیاته بالزهد و الورع، ویخطب في قاسیون، وقد سمع الضیاء (الحافظ أبوعبدالله محمد المقدسي) والمنذري الحدیث منه، ودفن في مقبرة تواجه دیر الحوراني (أبوشامة، 73). وکان له 4 أولاد یدعون عمر وشرفالدین عبدالله والد عزّالدین، وأحمد وعبدالرحمن، ولم یبق منهم علی قید الحیاة سنة 655/1257 إلا عبدالرحمن الذي کان أصغرهم (أبوشامة، 74؛ قا: الیافعي، 4/15؛ ابن طولون، 1/249-250؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، 6/202؛ ابن عماد، 5/27-30).
کان فقیهاً فاضلاً، سمع الحدیث من أبي الفرج عبدالمنعم بن کُلَیب الحرّاني وآخرین، وروی عنهم (المنذري، 2/388؛ الصفدي، 7/175؛ ابن طولون، 2/458-459؛ ابن العماد، 5/54).
هو ابن موفّقالدین، سمع الحدیث في دمشق من جمع غفیر، وفي مصر من أبي طاهر اسماعیل بن صالح بن یاسین وأبي القاسم هبة الله البوصیري وأبي عبدالله محمد الأرتاحي، وفاطمة بنت سعد الخیر الأنصاري وآخرین، وروی عنهم. وکان یتولّی الخطابة وإمامة الجامع المظفّري في قاسیون، وقد التقی به المنذري (المنذري، 2/430).
ولد في قریة جمّاعیل، وکان في العاشرة من عمره عند ما رجل أهله إلی دمشق هرباً من ظلم اللإِفرنج. حفظ القرآن و مختصر الخِرَقّي في هذه المدینة، وسمع الحدیث من أبیه و أبي المکارم بن هلال و آخرین (یاقوت، 2/114؛ المنذري، 3/107). سافر مع ابن خاله الحافظ عبدالغني إلی بغداد، و سمع الحدیث من هبة الله الدّقاق و ابن بطّي وعبدالقادر الجیلاني وآخرین؛ ثم سمع الحدیث من المبارک بن الطبّاخ في مکة، و في المصول من أبي الفضل عبدالله بن أحمد الطوسي الخطیب (أبوشامة، 140؛ ابنرجب، 2/133). وتعلّم الفقه عند أبي الفتح بن المنّط بعد وفاة عبدالقادر (یاقوت، 2/114). وبقي أربع سنوات في بغداد ثم عاد إلی دمشق، ورجع ثانیة الی بغداد سنة 567ھ/1172م (أبوشامة، 140)، وکان موفّقالدین یشترک في حروب صلاحالدین الأیوبي (ابنکثیر، 13/59). وحجّ سنة 574ھ/1178م وأقام في بغداد سنة لدی عودته، ثم رجع إلی دمشق و بدأ في هذه السنة بتألیف کتاب المغني في شرح الخرقي (ابن رجب، 2/134). وکان یتولّی إمامة الجامع المظفري في دمشق ویحدّث و یدرّس ویخطب أیام الجمع. وقد التقی به المنذري في دمشق و سمع عنه الحدیث.
وکان ملمّاً بعلوم مختلفة کالفقه والنحو والحساب والفرائض والنجوم، وترک کتباً کثیرة، و یمکن أن نذکر منها: لمعة الاعتقاد، طبعة دمشق، 1391/1971؛ لمحة الاعتقاد، دمشق، 1391ھ/1971م، التّوابین، دمشق، 1390ھ/1970م؛ المغني في شرح مختصر الخرقي، مصر، 1341ھ/1923م؛ المقنع، مصر، 1341ھ/1923م؛ عمدة الاحکام عن سید الأنام، مخطوطة في مدرسة سپهسالار (السابقة)؛ العمدة، القاهرة، ھ1384/1984م؛ الکافي؛ التبیین في أنساب القرشیین، مخطوطة في أمارة قطر؛ ذمّ الموسوسین، مخطوطة في مکتبة الروضة الرضویة المقدسة، إثبات صفة العلولّله الواحد القهّار، مخطوطة دارالکتب في القاهرة؛ العقیدة، طبع سنة 1329ھ/1911م ضمن مجموعة تضمّ تسعة کتب في مطبعة علمي في کردستان؛ ذمّ التأویل، طبع مع کتاب العقیدة؛ العقائد، مخطوطة في مکتبة الأوقاف العامة في بغداد؛ التنزیه و التفویض، مخطوطة في نفس المکتبة؛ روضة الناظر و جنّة المناظر، القاهرة، 1385ھ/1965م. وللتعرّف علی کتب موفّقالدین الأخری ظ: ابن رجب 2/139-140؛ طولون، 2/468-469؛ البغدادي، هدیة العارفین، 1/459-460. وکان له بنتان باسم صفیّة وفاطمة، وثلاثة أولاد باسم أبي الفضل محمد، أبي العزّ یحیی و أبي المجد عیسی، وقد توفيّ جمیع أولاده في أیام حیاته، ولم یخلف منهم إلّا عیسی، حیث خلف ولدین وقدمات الإِثنان فجأة، وبهذا لم یبق من نسل موفّقالدین أحد (أبوشامة، 141، قا: الذّهبي، العبر، 3/180-181؛ م.ن، دول الاسلام، 331-332؛ ابنکثیر، 13/99-100؛ الکتبي، 2/158؛ ابن طولون، 2/465-470؛ النعیمي، 2/680؛ ابن العماد، 5/88-92).
هي أخت أبي عمر و موفّقالدین. وقد حصلت علی إجازة في روایة الحدیث من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد و أبي القاسم یحیی بن ثابت بن بُندار و أبي بکر أحمد بن مقرّب الکرخي و آخرین، وأجازت المنذري روایة الحدیث. کما روی عنها فخرالدین أبوالحسن علی بن أحمد، و کانت أم محمد تحفظ القرآن و تدرّس النساء (المنذري، 3/109).
هي الأخت الکبری لأم محمد رابعة و والدة الحافظ أبي عبدالله محمد بن عبدالواحد المقدسي الشهیر بـ «الضیاء». وقد أجازها أبوالفتح محمد بن عبدالباقي بن أحمد وأبوبکر أحمد بن مقرّب الکرخي و آخرون في روایة الحدیث، کما روی الحدیث عنها المنذري، 3/124-125).
حصلت علی إجازة روایة الحدیث من أبي الفتح محمد بن عبدالباقي بن أحمد و أبي بکر أحمد بن مقرب و آخرین، وکانت تحفظ القرآن و تدرس النساء والإِماء، وقد أخذ المنذري إجازة نقل الحدیث منها (المنذري، 3/371).
رحل إلی بغداد و هو طفل، ودرس و سمع الحدیث لمدة قصیرة. ثم دخل الجیش و أظهر شجاعة في القتال ضد الصلیبیین و کان والیاً علی جماعیل مدة من الزمن. وسمع الحدیث من نصرالله القزّاز و ابن شاتیل و أبي المعالي ابن صابر و روی عنهم، وقد روی عنه جماعة منهم المنذري (المنذري، 3/406؛ الصّفدي، 7/264؛ ابن العماد، 5/159).
یعرف بخطیب الجبل. ولد في دمشق وسمع الحدیث هناک من یحیی الثقفي و في بغداد من أبي الفرج ابنالجوزي و ابن المعطوس و ابن سکینة وفي مصر من البوصیري والأرتاحي وفاطمة بنت سعد الخیر، و تعلّم الفقه عند أبیه و عمّه و کان یخطب مدة في جامع الجبل (أبو شامة، 177؛ الذهبي، العبر، 3/246؛ ابن کثیر، 13/171؛ ابن طولون، 2/478-479؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، 6/355؛ ابن العماد، 5/218-219).
ولد في قاسیون و سمع الحدیث من جده و أبي القاسم الحَرَستاني و أبي الیمن الکندي وآخرین. ثم ذهب الی بغداد و سمع الحدیث من أبي الفتح بن عبدالسلام و أبي علي بن الجوالیقي، وکان حسن الخط و صنَّف کتباً کثیرة. کما ألّف کتاباً ضخماً في الردّ علی محمد بن طاهر المقدسي الذي أباح السّماع في مواضع مختلفة من کتابه صفوة أهل التصوف. ولخّص ابن طولون هذا الکتاب إلی الربع. کما ألّف سیفالدین کتابي الاعتقاد و الأزهر في ذکر آلی جعفر، و عدّد في الأخیر فضائل ال جعفر بن أبي طالب (أبوشامة، 177؛ الذهبي، العبر، 3/244؛ الصفدي، 7/273؛ ابن طولون، 2/435-436).
اشتهر بخطیب الجبل، وسمع الحدیث من عمّ أبیه موفّقالدین و شهاب بن راجع والقاضي أبي القاسم الحَرَستاني وابن مُلاعب و ابن عبدون البنّا والکندي و أبي محمد بن البُنّ و أبي الفتح محمد بن عبدالغني وأبي المجد القزویني و آخرین، وقد أجازه ابن طبرزد و مؤید الطوسي و آخرون. وکان عزّالدین زاهداً، وروی عنه الدمیاطي و القاضي تقيالدین سلیمان و ابن الخبّاز و ابن زرّاد وآخرون، وقد جمع ابن الخبّاز مناقبه في عدة کرّاسات (الذهبي، العبر، 3/315؛ الصفدي، 6/35؛ ابن تغري بردي، المنهل الصافي، 1/64-66؛ م.ن، النجوم الزاهرة، 7/227؛ ابن طولون، 2/480؛ ابن العماد، 5/322).
ولد في الدّیر بسفح قاسیون (ابن رجب، 2/304). سمع الحدیث من أبیه و عمّه موفّقالدین و بنت الطرّاح و ابن الطبرزد، ثم من أبي المجد القزویني وابن باسویه في مکة و من أبي طالب عبدالمحسن الحفیفي في المدینة (الذهبي، العبر، 3/350؛ الکتبي، 2/292). وقد أجاز له روایة الحدیث کل من الصیدلاني و ابن الجوزي و جماعة آخرون. تعلّم شمسالدین الدصول عند سیف الآمدي، والفقه عند عمّه، و شرح کتاب المقنع في عشرة مجلدات، ولکنه اقتبس قسماً کبیراً من شرحه من الکتاب الاخر لعمه المغني (ابن رجب، 2/304). و کان أول شخص من آل قدامة ولي منصب قاضي قضاة الحنابلة في دمشق وقد بقي شمسالدین علی کره منه 12 سنة في هذا المنصب، ولکنه لم یأخذ لقاء عمله هذا أجراً ثم اعتزل، و بقي قضاء الحنابلة شاغراً حتی ولیه ابنه نجمالدین في أواخر حیاته (ابن رجب، 2/306؛ الکتبي، 2/292؛ ابن کثیر، 13/302). کما کان شمسالدین یعد من ذوي الفضل و المعرفة بین علماء عصره، و کان عمید الحنابلةالدیني، تولّی مشیخة مدرسة دار الأشرقیة للحدیث، و تعهّد القضاء و خطبة الجمعة في قاسیون مدة من الزمن، و کان تقيالدین ابن تیمیة و مجدالدین اسماعیل و ابن محمد الحرّاني من تلامذته، وقدروي الحدیث عنه أبومحمد الحارثي وأبوالحسن بن عطار و البرزالي (ابن رجب، 2/308)، و کتب عنه اسماعیل بن الخبّاز ترجمة في 150 جزءاً، بالغ فیه کثیراً، حیث لم یتعلّق منها إلّا قسم قلیل بحیاة شمسالدین.
ویمکن أننذکر من مؤلفاته: مختصر منهاج القاصدین، دمشق، 1391ھ/1971م؛ الشافي، القاهرة، 1341ھ/1923م (قا: الذهبي، دول الاسلام، 381؛ الصقاعي، 106؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، 7/358؛ الیافعي، 4/197-198؛ الذهبي، تذکرة الحفّاظ، 4/1492؛ ابن طولون، 1/157-158؛ ابن العماد، 5/376-379).
سمع الحدیث من عمّ أبیه موفّقالدین و ابن أبي لقمة القزویني و أبي القاسم الصَّصری وابن صباح، و تعلّم الفقه عند تقيالدین أحمد بن العزّ. وأجازه الحَرَستاني وآخرون نقل الحدیث، وقد روی کثیراً من الأحادیث، و روی عنه المِزّي و ابن الخبّاز والبرزالي، کما کان یلمّ بالفرائض والجبر و المقابلة، و کانت له حلقة درس في الجامع المظفّري ولکنه لم یکن یأخذ أجراً علی ذلک، وقد قضی حیاته زاهداً، ودفن في مقبرة قاسیون إلی جانب موفقالدین (الذهبي، العبر، 3/363؛ الصفدي، 6/230-231؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، 7/377؛ ابن طولون، 2/479؛ ابن العماد، 5/399).
سمع الحدیث عن الخطیب مَردا أبي عبدالله محمدبن إسماعیل و إبراهیم بن خلیل و ابن عبدالدائم، ولکنه لم یروعتهم، درس الفقه عند أبیه و کان یدرس في دار الأشرفیة للحدیث في قاسیون، ویعهد خطبة الجمعة فیها و إمامة حلقة درس الحنابلة و رئاسة أوقافهم، وخلف أباه بعد أن تخلّی الأخیر عن منصب قاضي القضاة، وکان حاضراً في فتح السلطان ملک منصور لطرابلس، وقد دفن في قاسیون (الذهبي، العبر، 3/368؛ ابن رجب، 2/322؛ ابن تغري بردي، المنهل الصافي، 1/310-311؛ الصفدي، 7/46؛ ابن طولون، 2/496؛ ابن کثیر، 13/319؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، 7/385؛ ابن العماد، 5/407-408).
ذکره ابن کثیر باسم حسین، حیث یبدو غیرصحیح. وقد سمع الحدیث من ابن قُمیرة وابن مسلمة والمرسي والیلداني وآخرین، وتعلّم الفقه عند عمّه شمسالدین، وبرز في اللغة وفروعالدین، ودرس في مدرسة جدّه أبي عمر، ودار الأشرفیة للحدیث، وقد سمع البرزالطي وآخرون عنه الحدیث و تسنم القضاء بعد نجمالدین (ابن کثیر، 13/345؛ ابن طولون، 1/158-159؛ ابن العماد، 5/430).
سمع الحدیث من ابن اللّتي وجعفر الحمداني وکریمة والضیاء وآخرین، تعلّم الفقه و تصدّی للفتیا والتدریس، کما کان یحدّث في مدرسة الأشرفیة في قاسیون و یستنسخ الکتب بخط جمیل، کان نائباً لأخیه في القضاء مدة من الزمن (الصفدي، 3/26؛ ابن طولون، 20/400) وذکر ابن طولون وفاته في 687ھ.
روت الحدیث عن جدّها وابن راجح. وأجازها أبوالقاسم الحَرَستاني، و کانت معتمدة في الحدیث، وقد سمع ابن النابلسي والمحبّ الحدیث منها (الذهبي، العبر، 3/389؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، 8/112؛ ابن طولون، 2/427-428؛ ابن العماد، 5/438).
کان یدرّس في مدرسة جدّه أبي عمر وفي جامع دمشق و یتولّی إمامة الجامع المظفري، وقتله التتر مع جماعة من الحنابلة في ربیع الأول 699/ تشرین الثاني 1299 علی بعد منزلین من بیرة (ابن طولون، 1/258؛ ابن العماد، 5/450).
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode