آل عراق
cgietitle
1442/10/24 ۱۵:۴۰:۳۶
https://cgie.org.ir/ar/article/231882
1446/10/20 ۰۲:۱۰:۳۶
نشرت
1
آل عراق، (أو الخوارزمشاهیون القدامي أو آل أفریغ أو أفریغیوکاث)، عائلة من ملوک خوارزم القدماء، حکمت حوالي 93-385ھ/712-995م. و کانت مدینة کاث أو کات الواقعة شرقي جیحون قاعدة لحکمهم، و لیس لدینا عن هذه الأسرة سوی معلومات تاریخیة ضئیلة ووثائق مبعثرة. أول من ذکرهم ابن فضلان حینما مرّ بمدینة کاث في طریقه إلی بلاد الصقالبة في 309ھ/921م؛ کما یتحدّث عنهم البیروني (362-420ھ/973-1029م) و أشار الیهم آخرون باختصار أمثال نظامي العروضي والعتبي و حمدالله المستوفي وابن الأثیر و الگردیزي ومیرخواند و خواندمیر. أما مؤلف حدود العالم الذي دوّن کتابه في 372ھ/982م، فقد ذکر في معرض حدیثه عن مدینة کاث والتي أسماها کاژ – أنها کانت عاصمة لمملکة خوارزم – و قال عن گرگانج إن هذه المدینة کانت تقع ضمن منطقة نفوذ الخوارزمشاهیین من آل عراق و هي الآن تابعة لأمیر گُرگانج (ص 122، 123).
یقول البیروني، إن اجداد هذه الأسرة کانوا یحکمون منطقة خوارزم و حوالیها قبل ظهور الاسلام. و تدّل دراساته علی أن آفریغ الذي کان من نسل کیخسرو، أصبح ملکاض علی خوارزم أولاً، ثم انتقل حکم خوارزم بعده إلی ابنه، واقتصر العرش علی أسرته. شیّد ابن آقریغ – الذي تولّی الحکم بعد والده – قصراً فخماً باسم «فیر» في 305م و ذلک بالقرب من مدینة کاث، و کان هذا القصر مؤلّفاً من ثلاث قلاع متداخلة، الواحدة تعلو الأخری و یقع قصر الحاکم في أعلی هذه القلاع الثلاثة (56، 57). وکتب البیروني الذي کان قد توصّل إلی معلومات في دراسته تاریخ خوارزم یقول إن أرتَموخ أحد أفراد هذه الأسرة کان یحکم خوارزم عندما بعث نبي الإِسلام (ص) بالرسالة. ویرجع البیروني أصله إلی آفریغ بقوله: أرثموخ بن بوزکاربن خامُکري بن شاوُش سَحر ابن أزکاجَوار بن أسکَجموک بن سَحَّسَک بن بَغرَة بن أفریغ (ص 57). ورغم ما یظن حتی الآن بأن معلومات البیروني کانت اسطوریة، إلا أن الدراسات الحدیثة التي أجراها علماء الآثار السوڤیت في خوارزم دلّت علی صحة بعض کتاباته. حیث لوحظ إن النقود و الأشیاء التي عثر علیها تحمل اسم واحد أو اثنین علی الأقل من الأسماء التي أوردها البیرني. إلا أنه لم یعثر علی اسم آفریغ الذي یعتبره البیروني مؤسس هذه العائلة. ومن المحتمل أن بعض ملوک خوارزم لم یکونوا من نسل آفریغ. ورغم ما أورده البیروني في الآثار الباقیة نجد أن البیهقي في معرض حدیثه عن خوارزم، یرجع أصل حکام هذه المدینة القدماء إلی أحد أقارب بهرام گور الذي کان من قادة هؤلاء الملوک. و ینقل عن مصادره الخاصة أن هذا الرجل قدم خوارزم و سیطر علی تلک الولایة و حکم فیها أولاده (ص 665). ویقول ابن الأثیر: إن قتیبة بن مسلم القائد العربي في خراسان (49-96ھ/669-715م) مال الی الصلح في عام 93ھ/712 م مع ملک خوارزم في البدایة إلا أنه تطلّع بعد مدة الی السیطرة علی تلک الولایة. فأرسل جیشاً بقیادة أخیه عبدالرحمن الذي استطاع أن یأسر شقیق خوارزمشاه و یقتله (4/570-571). ولکن قتیبة علم عند فتح خوارزم للمرة الثانیة أن أهالیها ارتدوا عنالدین و اختاروا دیانتهم السابقة. ولذا فقد أصدر أمراً بقتل کل من یعرف الخط الخوارزمي وإبادة کل الذین کانوا یعرفون أخبار الخوارزمیین و یقومون بتعلیمها ونشرها. وأبقی الحکم في سلالة الأفریغیین، ولکنه حوّل تاریخهم الی الهجري (البیروني، 57-58). ویذکر البیروني أیضاً أن اسکجمک کان حاکماً علی خوارزم آنذاک، ورد اسمه علی سکة بشکل اسکتسور (إسکاجور الأول). ولکن یستنتج من مقالة البیروني أن عبدالرحمن تُرکسباثة کان أول ملک من هذه الأسرة اختار لنفسه اسماً إسلامیاً. کما أورد شجرة نسب هذه الأسرة عند حدیثه عن آخر أفرادها و هو أبو عبدالله محمد (مقـ 385ھ/995م) و هم أبو عبدالله محمد بن أحمد بن محمد بن عراق بن منصور بن عبدالله بن تُرکسباثة بن شاوشفر بن اسکحموک بن ازکاجوار (ص 57-58).
وقد امتزجت المعلومات المتوفرة عن أفراد هذه السلالة في الفترة التي سبقت الاسلام بالأساطیر، بینما لم تردِ أسماء ملوکهم بشکل منظم في العصر الاسلامي. و أهم وجوه هذه السلالة هم:
و یذکر البیروني أن قتیبة بن مسلم عیّن اسکجموک بن أزکاجوار ملکاً علی خوارزم عندما فتحها في 93ھ/712 م أثناء حملته الثانیة علیها و کان من الأسرة المالکة فیها و لکنه لم یمنحه صلاحیات واسعة (ص 57). کما ذکر ابن الأثیر خلال سرده لأحداث تلک السنة بعض الوقائع في هذا المجال قائلاً: إن ملک خوارزم کان آنذاک ضعیفاً جداً، وبما أن أخاه «خُرَّزاد» غلبه علی أمره کتب الی قتیبة سرَّا یدعوه إلی أرضه لیسلّمها إلیه، فأجابه قتیبة إلی ما طلب و تجهّز للغرو، وأظهر قتیبة أنه یرید الصُّغد، وسار من مرو، و جمع خوارزمشاه أجناده و دهاقنته فقال إن قتیبة یرید الصُّفد ولیس یغاریکم فاقبلوا علی الشرب والتنعم تمهیداً لقبول الصلح. وعندما التقی قتیبة صالحه وفق شروط معینة وعاد الی خوارزم (4/570-571). وفي أواخر هذه السنة أرسل قتیبة ثانیة جیشاً بقیادة المغیرة بن عبدالله إلی خوارزم، فتمرد أهلها الساخطون علی ملکهم الذي کان خاضعاً للمسلمین وأجبروه علی الفرار إلی بلاد الترک (م.ن، 4/570-571). وفي أواخر هذه السنة أرسل قتیبة ثانیة جیشاً بقیادة المغیرة بن عبدالله إلی خوارزم، فتمرد أهلها الساخطون علی ملکهم الذي کان خاضعاً للمسلمین وأجبروه علی الفرار إلی بلاد الترک (م.ن، 4/575-576). والفترة بین هذا الحاکم والذي بعده تقدر بـ 216 سنة، لاتتوفر معلومات عن حکامها.
وصل ابن فضلان إلی خوارزم في أواخر عام 309ھ/921م عندما کان مع جماعة في طریقه إلی عاصمة الصقالبة لتسلیم کتاب الخلیفة العباسي. و توجه من هناک إلی محمد بن عراق ملک خوارزم آنذاک فاستقبله، ثم دعاهم إلیه بعد ثلاثة أیام، و عندما اطلع علی هدفهم من هذه الرحلة حاول أن یثنیهم عن القیام بهذه المهمة مبیّناًلهم الأخطار التي قد تحدق بهم في أراضي الصقالبة و استطاع ابن فضلان و جماعته بالحاحهم الحصول من شاه خوارزم علی الإِذن بمواصلة رحلتهم (ابن فضلان، 64). ولاتوجد معلومات أخری عن محمد بن عراق و فترة حکمه سوی ماورد عنه في رحلة ابن فضلان.
لم یرد اسم هذا الملک في ثبت الأسماء التي أوردها البیروني، لکن ابن الأثیر أشار في معرض حدیثه عن هذه السنة إلی أن عبدالله بن أشکام ثار في خوارزم علی نوح ابن نصر الساماني و ذهب نوح من بخاری إلی مرو و أرسل جیشاً بقیادة ابراهیم بن بارس لقتاله و القضاء علیه. ولکن هذا القائد توفي في الطریق. وراسل عبدالله بن أشکام ملک بلاد الترک طالباً منه دعمه. و کان لملک الأتراک ابن في سجن بخاری عند نوح بن نصر، فکتب نوح رسالة إلی ملک بلاد الترک طالباً منه اعتقال عبدالله بن أشکام والاحتفاظ به مقابل ابنه، فوافق علی ذلک. و عندما علم عبدالله بهذا التحالف، بادر إلی الصلح مع الأمیر نوح و خضع ثانیة له. ثم خرج من خوارزم و ذهب إلی نوح الساماني، فاستقبله و عفی عنه (ابن الأثیر، 8/415).
وهو الحاکم ما قبل الأخیر من أفراد هذه الأسرة (زامباور، 316). أجری تعدیلات في التقویم الخوارزمي ذکرها بالتفصیل أبوریحان البیروني في التفهیم والآثار الباقیة. و قضی أبوسعید فترة من الزمن في سجن السامانیین.
تولّی الحکم بعد أبیه، ویعد آخر ملوک هذه الأسرة، و یذکر البیروني أنه استشهد (ص 57). دامت فترة حکم أبي عبدالله حتی عام 385/995. وقد اعتقل في تلک السنة أبا علي السیمجوري الذي کان یرید اللجوء إلی بلاط المأمون بن محمد حاکم گرگانج، وإثر ذلک هاجم المأمون بن محمد مدینة کاث واستولی علیها و اعتقل أبامحمدبن أحمد و قتله بعد فترة. وقد ذکر ابن الأثیر (9/108-109) والباحثون المتأخرون تاریخ هذه الحادثة عام 385ھ/995م، بینما حدّده الجر فادقاني في ترجمة تاریخ یمیني (ص129) في 386 هـ. وانقرضت عائلة آل عراق بمقتل محمد بن أحمد و خضعت منطقة نفوذهم إلی الخوارزمشاهیین الین خلفوهم (آل مأمون). ولم تنقرض هذه الأسرة علی ید السلطان محمود الغزنوي خلافاً لما ذهب إلیه بعض الباحثین المتأخرین و إنما أطیح بها علی ید الخوارزمشاهیین من آل مأمون.
ابن الأثیر، عزالدین، الکامل، بیروت، 1399هـ؛ ابن فضلان، أحمد بن عباس، سفرنامة، تجـ : أبي الفضل طباطبائي، طهران، 1345ش؛ أبونصر عراق، رسائل أبي نصر إلی البیروني، حیدرآباد الدکن، 1948م، المقدمة؛ باسورت، کلیفورد إدموند، سلسلههاي اسلامي، تجـ : فریدون بدرهاي، تهران، 1349ش، ص 167-169؛ البیروني، أبوریحان، الآثار الباقیة، تجـ : أکبر داناسرشت، تهران، 1363ش، ص 372-374؛ البیهقي، أبوالفضل، تاریخ، تقـ : قاسم غني و عليأکبر فیاض، تهران، 1362ش؛ جرفادقاني، ناصح ابن ظفر، ترجمۀ تاریخ یمیني، تقـ : جعفر شعار، تهران، 1357ش، ص 103 و ما بعدها؛ حدود العالم، تقـ : منوچهر ستودة، تهران، 1362ش؛ زامباور، إدوارد ریتر، نسبنامۀ خلفا و شهریاران، تجـ » محمدجواد مشکور، تهران، 1356ش؛ السُّکي، تاجالدین، طبقات الشافعیة، مصر، 4/306؛ فروزانفر، بدیع الزمان، مباحثي از تاریخ أدبیات ایران، تهران، 1354ش، ص 185-188؛ گردیزي، عبدالحي بن ضحّاک، تاریخ، تقـ : عبدالحي حبیبي، تهران، 1363ش، ص 374؛ المستوفي، حمدالله، تاریخ گزیدة، تقـ : عبدالحسین نوائي، تهران، 1362ش، ص 386؛ میرخواند، محمدبن خاوندشاه، روضة الصفا، تهران، 1338ش، 4/67-69؛ نظامي عروضي، چهار مقالة، تقـ : محمد قزویني، لیدن، 1327/1909، ص 76-246-249.
سیدعلي آلداود
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode