آل کبة، من البیوتات التي لعبت دوراً مهماً في تاریخ الأدب العربي بتشجیعها لأهل العلم والأدب الاسلامیین، ونبغ منها علماء أیضاً والمشهور أن أجداد هذا البیت بنتسبون إلی قبیلة ربیعة. وقد لقّب أحدهم و هو قیس بن الغوث (بکبّة وکبّة فرس له) (البکري، 1/60-61). وجاء في رسائل الجاحظ. ذکر لشخص باسم محمدبن هارون کبّة في عداد الأثریاء ببغداد. کما ورد اسم آل کبة في بعض المتون القدیمة باعتباره أحد البیوتات المعتبرة في العصر العباسي (آغابزرگ، طبقات…، 401). أما سلسلة نسبهم فتعرف إلی حدما منذ القرن 10/16، والحاج معروف کبّة هو الجد الشهیر من هذه الأسرة و کان یعیش في أواسط هذا القرن ببغداد. وأشهر وجوه هذا البیت:

1. الحاج محمدصالح بن مصطفی بن علي بن جعفر بن معروف آل کبة (1201-1287ھ/1787-1870م)

کان من تجار بغداد الأخیار، تمتد تجارته إلی أمهات الحواضر کلندن و منشستر و دمشق وحلب وأصفهان و همدان و کلکتة و بمباي، وکان عالماً محباً للعلماء والأدباء، عطوفاً علیهم. وتقع داره الواسعة في الجانب الغربي من دجلة في موقع یطلق علیه الیوم اسم کرّادة مریم، وهي بمثابة ندوة أدبیة. وکان الحاج محمد صالح محبّاً للأعمال الخیریة أیضاً، وقد ساهم باعتمار الخانات الواقعة بین المدن المهمّة في العراق لاسیما بین بغداد و سامراء وکربلاء والنجف وکان بینه و بین الشیخ محمدحسن النجفي صاحب الجواهر والشیخ مرتضی الأنصاري معرفة ومراسلات. وقد أثنی علیه هذان الفقیهان.

2. الحاج مصطفی بن محمدصالح

کان من الشخصیات السیاسیة والاجتماعیة ببغداد محبّاً کوالده للأدب.

3. الشیخ محمدحسن بن محمدصالح (1269-1336ھ/1853-1918م)

أشهر علماء هذا البیت، کان یمارس التجارة في البدء في کنف والده. ویطالع الکتب الأدبیة في نفس الوقت. ویقرض الشعر أحیاناً. وکان للبیئة التي کان یعیش فیها أفراد عائلته ومعارفه أثر في شغفه بطلب العلم، توفيّ والده وله من العمر ثمانیة عشر عاماً. وکان أخوه مصطفی منشغلاً بالسیاسة. فألقیت جمیع أعباء الأعمال التجاریة والعائلیة علی عاتقه، ولم یکن یمیل إلیها، فآل أمره في 1298ھ/1881م إلی الإِفلاس، وتخلّی عن التجارة مجیراً وانصرف بکل همته لاکتساب العلم، فتوجّه في أول الأمر إلی النجف (1299ھ/1882م). ودرس سطوح الفقه والأصول علی الشیخ أحمد بن عبدالحسین حفید الشیخ محمدحسن صاحب الجواهر والشیخ جعفر بن الشیخ محمد الشرقي سبط صاحب الجواهر والسیدمهدي بن صالح الحکیم. ثم عاد إلی الکاظمیة و قرأ هناک علی الشیخ محمدبن کاظم صهر الشیخ محمدحسن آل یس، وعلی الشیخ عباس بن محمدحسین الجصّاني، ثم عاد ثانیة إلی النجف ودرس عند الشیخ عبدالله المازندراني والآغا رضا الهمداني. وفي 1306ھ/1889م هاجر إلی سامراء. فکان یحضر دروس المیرزا محمدحسن الشیرازي، کما یحضر خلال ذلک دروس المیرزا محمدتقي الشیرازيوالسیدمحمد الفشارکي؛ وبعد وفاة میرزا الشیرازي انقطع إلی درس المیرزا محمدتقي الشیرازي. وفي 1328ھ/1910م عاد إلی النجف فمنحه جماعة من کبار العلماء درجة الاجتهاد منهم الشیخ محمدطه نجف والآغا رضا الهمداني والشیخ عبدالله المازندراني ومیرزا محمدتقي الشیرازي، توفيّ الشیخ محمدحسن في النجف وووري الثری في مقبرتهم العائلیة قرب مرقد أمیرالمؤمنین علي (ع).

أهم مؤلفاته

حاشیة علی فرائد الأصول؛ حاشیة علی مدارک الأحکام للسید محمدبن علي الموسوي العاملي؛ حاشیة علی المکاسب للشیخ الانصاري؛ حجیة حکم الحاکم؛ الخلل؛ الرحلة المکّیة؛ شرح کتاب الحج من دروس الشهید الأول؛ شرح کتاب الصوم من إرشاد العلامة الحلّي؛ شرح قطر الندی؛ صلاة الجماعة؛ صلاة المسافر؛ الفوائد الرجالیة؛ المواسعة والمضایقة؛ مواقیت الصلاة.

المصادر

آقابزرگ، الذریعة، 2/471، 6/272-273؛ م.ن، طبقات أعلام الشیعة، القرن 14، مشهد، 1404هـ، 1/401-404؛ الأمین، محسن، أعیان الشیعة، بیروت، 1403هـ، 2/93، 9/174-178، 368؛ البکري، عبدالله بن عبدالعزیز، معجم مااستعجم، تقـ : مصطفی السقّا، القاهرة، 1364هـ، 1/63؛ الجاحظ، رسائل، القاهرة، 1384 هـ، 2/143؛ حرزالدین، محمد، معارف الرجال، قم، 1304هـ، 2/240-243؛ کحّالة، عمررضا، معجم المؤلفین، بیروت، 1376هـ، 9/215.

قسم التاریخ