الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / آل خجند /

فهرس الموضوعات

آل خجند

آل خجند

تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/23 ۲۲:۲۷:۲۹ تاریخ تألیف المقالة

آل خُجَند، أسرة من العلماء والفقهاء والمتکلّمین والوعّاظ الشافعیین، یعود أصلهم الی خجند الواقعة في ماوراءالنهر. کانوا ذوي شوکة ومکانة في أصفهان في الفترة بین القرنین 5-7ھ/11-م13 وکانوا یسیطرون علی أحد الحیّین المهمّین في المدینة المذکورة ویدعی «دَردَشت»، کما کانوا یرأسون مجموعة کبیرة من سکانها. و تنتسب هذه الأسرة إلی المهلّب بن أبي صفرة القائد الأموي الشهیر (7-83ھ/628-702م).

وأورد الصفدي أسماء أجداد هذه الأسرة علی الوجه، التالي: محمد بن ثابت بن حسن بن ابراهیم بن الزبیر بن مخلّدبن معاویة بن یزیرد بن المهلّب بن أبي صفرة (2/281). وکان آلی صاعد یتولون رئاسة اتباع المذهب الحنفي في عهد آل خجند. و کان النزاع قائماً في أغلب الأحیان بین هاتین الطائفتین و بین رئیسیهما. وقد أصاب الدمار والخراب أصفهان مرات عدیدة إثر هذه الاضطرابات. واشتهر معظم وجوه هذه الأسرة بحبهم وولائهم للعلماء والخطباء، وقد ترک واحد أواثنین منهم أشعاراً باللغتین الفارسیة والعربیة. ویذکر العتبي أنهم أسسوا مکتبة عامة قیّمة في أصفهان (ص 214). ویعود أصلهم إلی مدینة خجندولذلک اشتهروا بآل خجند. وأشهر وجوههم:

 

1. أبوبکر محمدبن ثابت الخجندي (تـ 483ھ/1090م)

وهو أول من عرف من هذه الأسرة، کان یعیش في مرو ویدرس ویخطب فیها. وقد عیّنه نظام‌الملک وزیر ملکشاه للتدریس في المدرسة النظامیة التي بناها بنفسه في أصفهان وکانت تسمی «صدریة». نال محمدبن ثابت منزلة رفیعة في أصفهان خلال فترة قصیرة؛ وکان نظام‌الملک یحضر مجالس و عظه کما کان یلتقي به في أغلب الأحیان (ابن الأثیر، 10/366-367، السبکي، 4/124). وانتقلت إلیه إمامة الشافعیة بأصفهان تدریجیاً.

درس الحدیث علی أبیه أبي محمد ثابت بن الحسن و أبي الحسن علي بن أحمد الاسترآبادي وعبدالصمد بن نصر العاصمي. وکان أبوسهل أحمد بن علي الأبیوردي أستاده في الفقه. وکان لأبي بکر بالاضافة إلی الفقه باع طویل في الأصول والحدیث والوعظ أیضاً، إلا أنمهارته و شهرته کانت في الفقه. تخرج علیه کثیر من التلامذة، وذاع صیته العلمي بسرعة في الأقطار الاسلامیة. أخذ الحدیث عنه عدد من المحدثین ورووا عنه، ومنهم: أبوالقاسم اسماعیل بن محمدبن فضل الطلحي وأبومنصور محمدبن أحمد بن عبدالمنعم بن فاذشاه و أحمد بن فضل الممیّز وغیرهم. توفي محمدبن ثابت في ذي‌القعدة 483/ کانون الأول 1090 (الذهبي، 3/303؛ السبکي، 4/44؛ ابن العماد، 3/368). وذکر الصفدي تاریخ وفاته في 482ھ/1089م (2/281).

أما تلامذته في الفقه فهم: أبوالعباس بن الرطبي وأبوعلي حسن بن سلمان الأصفهاني و أبوجعفر بن المشاط، وهو من کبار فقهاء الشافعیة. وذهب أبوجعفر بن المشاط، وهو منکبار فقهاء الشافعیة. وذهب أبوجعفر هذا إلی الري بعد أن درس علی محمدبن ثابت ومارس التدریس هناک (ابن الأثیر، 10/393). ومن تلامذته الآخرین عبدالکریم بن علي بن أبي طالب الملقب بأبي القاسم الرازي، وعمادالدین محمدبن عبدالکریم بن أحمد الشهیر بابن الورّان، وسلیمان بن محمد الشهیر بأبي سعد البلدي وعبدالرحمن بن عبدالله الحصیري الرازي (السبکي، 7/95، 150، 179، 285؛ ابن قاضي شهبة، 1/339-340، 344).

ولمحمد بن ثابت مؤلفات منها: روضة المناظر و زواهر الدرر في نقض جواهر النظر (السبکي، 4/124-125؛ حاجي خلیفة، 1/932، 2956).

 

2. أبوالمظفّر بن محمدبن ثابت الخُجَندي (مقـ 496ھ/1103م)

وهو ابن محمدبن ثابت ومن أئمة الشافعیة في أصفهان. کان یمارس التدریس والوعظ في تلک المدینة. وکان الخلاف قد اشتد بین الشیعة والسنة فقتله احد الشیعة حین نزل عن کرسیه وذلک في السفرة التي قام بها من أصفهان الی الري في 496ھ/1103م. ودفن في المسجد الجامع بمدینة الري (ابن الجوزي، 9/137؛ ابن الأثیر، 10/366).

 

3. عبداللطیف بن محمد بن ثابت (مقـ 523ھ/1129م)

کان کآخیه من أئمة الشافعیة في أصفهان ویتمتع بنفوذ کبیر. ویذکر ابن الأثیر أن الاسماعیلیین قتلوه بأصفهان (10/659-660). وقد أجاز عبداللطیف في الروایة عدداً من کبار رواة الحدیث کیوسف بن عبدالرحمن الشهیر بابن ارکابي (ابن الصابوني، 184).

وکان یعادي الاسماعیلیین بشکل علني حیث کان لهم نفوذ واسع في أصفهان، ولهذا نراه یذمّ سعدالملک الأبي الذي کان وزیراً للسلطان محمدبن ملکشاه السلجوقي عند مجيء الأخیر إلی أصفهان واعتبره من الباطنیة (رشیدالدین، 318-319؛ الراوندي، 158-159؛ العقیلي، 231-232؛ خواندمیر، 182-183).

 

4. أبوسعید أحمد بن محمدبن ثابت (443-531ھ/1051-1137م)

وهو الابن الآخر لأبي بکر الخجندي وذکر أنه یکنّی بأبي سعد أیضاً، تفقه علی أبیه وسمع الحدیث عن عبدالرحمن بن عَلیَک ومن ثم مارس التدریس في النظامیة ببغداد وأصفهان ولکنه عزل عن التدریس في النظامیة ببغداد بعد وفاة والده، وأصبح حلیس داره و توفي في یوم السبت الأول من شعبان 531/24 نیسان 1137 بأصفهان (ابن الأثیر، 11/54؛ ابن الجوزي، 10/70؛ ابن کثیر، 12/212). وکان ابن السمعاني ممن رووا عنه.

وذکر القزویني الرازي شخصاً یدعی الخواجة أحمد الخجندي منتقداً کلامه في ذم الشیعة (ص 147-149). واغلب الظن أن الخواجة أحمد هذا ه نفس أبي سعید أحمدبن ثابت.

 

5. أبوالقاسم مسعود بن محمد بن ثابت (کان حیاً في 494ھ/1101م)

وهو آخر أبناء أبي بکر الخجندي ومن فقهاء الشافعیة بأصفهان وأئمتهم. وأورد ابن الأثیر اسمه في الحوادث التي قام بها الباطنیون بأصفهان في 494ھ/1101م أیام السلطان برکیارق السلجوقي، قائلاً: إن الباطنیة في تلک السنة ارتکبوا مجزرة مروّعة. وکانوا یستدرجون أعداءهم بواسطة رجل ضریر من أتباعهم الی دار ویقتلونهم فیها سراً. وبعد مدة اتضح هذا الأمر ووقع محبؤهم السري بأیدي الناس الحانقین. وأمر مسعود بن محمد بحفر أخادید وأوقد فیها النیران، وجعلوا یأتون بالباطنیة أفواجاً فیلقون بهم في النار وقد قتل منهم خلق کثیر في هذه الحادثة (10/314-315).

 

6. صدرالدین أبوبکر محمدبن عبداللطیف بن محمد بن ثابت (تـ 552ھ/1157م)

وهو حفید أبي بکر الخجندي وأحد أبرز شخصیات آل خجند. درس العلوم المتداولة آنذاک في أصفهان. کما درس الحدیث في تلک المدینة علی أبي علي الحدّاد وغانم بن أحمد وأبي القاسم اسماعیل بن الفضل السراج. وأصبح واعظاً مقتدراً، کما کان ذا نفوذ في البلاط، وقضی ردحاً من حیاته في بغداد مدرّساً بالمدرسة النظامیة. وفي نفس الوقت کان یعظ في جامع القصر بتلک المدینة یحیط به جماعة من أتباعه بسیوفهم المسلولة. وعاد بعد مد الی أصفهان و تولی إمامة الشافعیة ورئاستهم. وکان في حیاته أشبه بالوزراء منه بالعلماء.

وفي عهده تمرّد الأمیر بوزابة حاکم محافظة فارس في 542ھ/1147م. حیث بدأ بقتال السلطان مسعود السلجوقي، وعندما حاصر أصفهان، فتح محمد بن عبداللطیف أبواب المدینة بوجهه و تعاون معه. ولم یهتم بوزایة باقتراح صلح السلطان مسعود و بدأ بمطاردته ولکنه انهزم في الحرب التي دارت بینهما وأسر ثم قتل (ابن الأثیر، 11/119). وغضب السلطان مسعود علی محمد بن عبداللطیف عندما علم بصداقته لبوزابة غیر أن محمد بن عبداللطیف هرب قبل أن یلقی أي أذی مع أخیه جمال‌الدین محمود من أصفهان الی الموصل. وفي تلک الفترة هاجم العوام مدرسة الشافعیة بأصفهان وأحرقوا مکتبتها. و حظي الأخوان الخجندیان في الموصل بترحیب الوزیر جمال‌الدین و تکریمه. وبعد مدة سافر جمال‌الدین إلی مکة لأداء فریضة الحج. وأما محمد فقد عاد الی أصفهان بعد أن رأی الأوضاع مناسبة، فاستقبله أهالي المدینة (صفر 543/ حزیران 1148). وعض السلطان مسعود السلجوقي الطرف أیضاً عما قام به محمد بن عبداللطیف و جمال‌الدین في الماضي و منحهما رئاسة المدینة مرة أخری (البنداري، 201-202).

وأخیراً توفي محمد بن عبداللطیف في إحدی القری الواقعة بین همدان و کرج (قریة تقع في محافظة باختران الحالیة) في طریق عودته من إحدی رحلاته بین بغداد و أصفهان وذلک في 22 شوال 552/27 تشرین الثاني 1157، حیث نام في إحدی اللیالي سالماً معافی ولکنه جد في الصباح جثة هامدة. ونقل جثمانه الی أصفهان و دفن في محلة «سنبلان». وذکر الأسنوي أنها «سیلان» و یبدو أنه غیر صحیح (1/490). وقد أحدث موته المفاجئ اضطرابات وفوضی في أصفهان، أدت إلی موت جماعة من الناس. وترک لنا أشعاراً باللغة العربیة (السبکي، 6/134). وقد خلط اسماعیل باشا البغدادي بین الخجندي هذا وبین فخرالدین الخجندي الطبیب الذي لاینتسب الی هذه الأسرة (2/92). ووقع کحّالة بهذا الخطأ أیضاً (10/192).

 

7. جمال‌الدین محمود بن عبداللطیف بن محمد بن ثابت (المتوفی شاباً بعد 543ھ/1148م)

وهو شقیق صدرالدین أبي بکر. توجه بعد مقتل بوزابة الی الموصل و منها إلی الحجاز هرباً من أذی مسعود السلجوقي. وعاد في صفر 543/ حزیران 1148 الی بغداد و منها الی أصفهان. حیث حظي باهتمام السلطان مسعود (البنداري، 202)، ولکنه توفي بعد فترة قصیرة.

 

8. صدرالدین أبوالقاسم عبداللطیف بن محمد بن عبداللطیف بن محمد بن ثابت (رجب 535-جمادی‌الأولی 580/ شباط 1141- آب 1184)

من أشهر أفراد أسرة آل خجند. کان له باع طویل في الشعر والأدب العربي والفارسي إضافة الی تضلّعه في الفقه والحدیث والوعظ والخطابة، وقدخلف أشعاراً باللغتین. ولد صدرالدین في أصفهان، وتفقه علی أبیه محمد بن عبداللطیف، وَدرس الحدیث علی أبي الوقت عبدالأول السجزي وأبي القاسم غانم بن خالد بن عبدالواحد التاجر وآخرین. وتولّی بعد وفاة والده إمامة الشافعیة ورئاسة مدینة أصفهان ونال منزلة سامیة في البلاط، وکان عامة الناس یؤمنون به ویمتثلون لأوامره. وکان له حلقة درس و محاضرة في أصفهان تخرج منها عدد من الطلاب (السبکي، 7/186؛ الأسنوي، 1/491؛ الکتبي، 2/373)، منهم یوسف بن عبدالرحمن المعروف بابن الرکابي (تـ 598ھ/1202م) (ابن الصابوني، 184). ویذکر المؤرخون أن اضطرابات واسعة حدثت في أصفهان في صفر 560/ کانون الأول 1164. حیث حدث صراع بین الشافعیة الذین کان یترعمهم صدرالدین و بین الحنفیة. واستمرت الحرب وإراقة الدماء بینهما تمانیة أیام، قتل فیها عدد کبیر من الناس وأحرقت الکثیر من البیوت والأسواق. وأخیرا تمّ إحماد هذه الفتنة، ولکن العداء مازال باقیاً (ابن الأثیر، 11/319؛ الذهبي، العبر، 4/169).

دخل صدرالدین قبل وفاته بسسنة الی بغداد مع عدد کبیر من أتباعه وشارک في مجلس للوعظ وأجاد الکلام فیه فحلع علیه من دارالخلافة. وأصیب بالشّلل في الحمّام في همدان أثناء عودته من هذه الرحلة، ثم توفي فجأة (الکتبي، 2/384؛ السبکي، 7/186). وذکر الأسنوي أن تاریخ وفاته في ربیع الأول أو ربیع الثاني/ حزیران أو تموز (1/491)، ودفن في أصفهان.

وکان ابن جبیر قد التقاه في المدینة المنورة ووصف أحد مجالس وعظه فیها. ویتبین من وصفه کیف کان صدرالدین یثیر إعجاب الناس ویفتنهم (ص 177-179). و یذکر القزویني عنه أحادیث عجیبة ویقول إنه کان یأتمر بمائة ألف مقاتل، ولکنه أخطأ کما یبدو في تاریخ وفاته (ص 296-298).

وذکر الکتبي (2/384) وابن الأثیر (11/509) نماذج من شعره بالعربیة. وتعود شهرته في الأدب الفارسي علی الأغلب إلی أنه کان یشجع الشعراء ویحلع علیهم بالاضافة الی تمتعه بموهبة شعریة. وذکر العوفي ترجمة حیاته، وأورد نماذج من مقطوعاته الغزلیة و رباعیاته مشیداً بمقدرته في النظم بالقارسیة والعربیة (ص 256).

وقدمدح صدرالدین کل من جمال‌الدین الأصفهاني وابنه کمال‌الدین اسماعیل الخاقاني الشرواني (319، 773، 816)، وظهیرالدین الفاریابي (78-80، 127، 192) ومجیرالدین البیلقاني (320).

ویبدو أن صدرالدین عامل ظهیر الفاریابي بجفاء حینما قدم لاول مرة الی أصفهان للحصول علی الخلعة والجائرة، فنظم قطعة شعریة في ذمه (307-308؛ دولتشاه، 112؛ الرازي، 359؛ براون، 104). إلا أن سعدي مدحه في بوستان [روضة الورد] (ص 199) بقوله:

یکي خارِ پاي یَتیمي بِکَند/ به خواب الدَرَش دید صدرِ خُجَند

[أخرج شخص شوکة من قدم یتیم فرأی صدر الخجندي في المنام].

ونظم الخاقاني قطعة شعریة في رثائه أیضاً (ص 814). کما أن الراویني أورد اسم صدرالدین الخجندي وابنه جمال‌الدین في مقدمة ترجمة مرزبان‌نامة (مرزبان بن رستم، 3-4). ورثا أثیرالدین الاخسیکتي صدرالدین بقصیدة (ص 87). وقال القزویني إن لصدرالدین باعاً في نظم الشعر (ص298).

 

9. أبو إبراهیم عبیدالله بن محمد بن عبداللطیف بن محمد بن ثابت (تـ 584ھ/1188م)

شفیق صدرالدین عبداللطیف الخجندي، کان عالماً وأدیباً وففیهاً. وذکر السبکي (6/162) والذهبي أن اسمه عبدالله بن محمد (تذکرة الحفاظ، 4/1336). وقد عانی الکثیر في طلب العلم والمعرفة، وحفظ أحادیث کثیرة ودوّنها. سافر ثلاث مرات الی بغداد في 562 و 566 و 583ھ/1167، 1171 و 1187م و منها الی مکة لأداء فریضة الحج. وفي آخر رحلة له سمع منه عبیدالله بن علي التیمي الحدیث، وتوفي في أصفها.

 

10. صدرالدین محمد بن عبداللطیف بن محمد بن عبداللطیف بن محمدبن ثابت (مقـ 592ھ/1196م)

تولی إمامة الشافعیة في أصفهان بعد وفاة والده. وذکرابن الأثیر أن اسمه صدرالدین محمود (12/124) ویبدو أنه لیس بصحیح وذکرت مصادر أخری اسمه صدرالدین محمد. وکان قد سمع الحدیث من أبیه وجده في وقت لم یبلغ فیه سن الرواة. إلا أنه خلافاً لبقیة کبار أفراد أسرته لم یحفظ أحادیث کثیرة ولکن هذا لم یحل دون إمامته للشافعیة بأصفهان بعد وفاة والده.

ویقول ابن الأثیر نشبت في 582ھ/1186م فتنة بأصفهان بین الشافعیة والحنفیة وذلک بعد وفاة البهلوان محمد بن إیلدگز والي أصفهان والري و آذربایجان. وقتل فیها جماعة من الطرفین، وأحرقت الکثیر من المنازل والأبنیة. کما حدثت في تلک الفترة اشتباکات في الري بین الشیعة والسنة أدت إلی مقتل جماعة من الناس (11/525-526).

وفي 588ھ/1192م سافر صدرالدین إلی بغداد وحظي باحترام الخلیفة العباسي ونال منه الهدایا الوافرة. وأقام مدة في بغداد وتولی الإِشراف علی أوقاف المدرسة النظامیة وأساتدتها. غیر أن القصیدة التي نظمها کمال‌الدین إسماعیل في 585ھ/1189م وأرسلها إلیه في بغداد تفید أن صدرالدین کان یعیش في تلک المدینة قبل ذلک التاریخ، ومطلعها:

خُقتۀ بِیدار بُوَدَم دُوش کَز دارِ السّلام/ مسرع بادِ صبا آورد سُوی مَن پَیام

کنت مساء أمس بین النوم والیقطة فإذا بنسیم الصبا یحمل لي رسالة من دار السلام

کنت مساء أمس بین التوم و الیقطة فإذا بنسیم الصبا یحمل لي رسالة من دارالسلام

أقام صدرالدین في بغداد إلی أن سار بصحبة وزیر الخلیفة مؤبدالدین القصّاب إلی خوزستان، ومنها الی أصفهان لیتولی منصبه السابق في إمامة الشافعیة ورئاسة المدینة، وتلألأنجمه یوما بعد آخر، وأرسل الخلیفة العباسي الناصر في 591ھ/1195م جیشاً الی أصفهان بقیادة سیف‌الدین طغرل. وفي الفترة ذاتها استقر في المدینة جیش أرسله خوارزم شاه، إلا أن أهالي أصفهان کانوا یکرهونهم. وکتب صدرالدین رسالة للخلیفة أعلن فیها أنه سیسلّم المدینة إلی عساکر سیف‌الدین طغرل إذا ماوصولا الی دصفهان. ودخل جیش الخلیفة أصفهان و بدأ بمطاردة قوات خوارزم شاه (م.ن، 12/117).

وفي 592ھ/1196م کان صدرالدین في ذروة اقتداره فعیّن الخلیفة العباسي، فلک‌الدین سنقر الطویل شحنةً لأصفهان فوصلها مع ألفین من جنوده. وتوترت بعد مدة العلاقات بینه و بین صدرالدین الخجندي. وسرعان ما أدی هذا الخلاف إلی قیام سنقر الطویل بقتل صدرالدین الخجندي في جمادی الثانیة 592/ أیار 1196 (الراوندي، 381؛ ابن الأثیر، 12/124) ویقول مؤرخ آخر إن سنقر الطویل اتهم صدرالدین بوجود علاقات ورسائل متبادلة واتصالات سریة بینه و بین خوارزم شاه ولذلک قتله (أبوشامة، 10).

 

11. صدرالدین عمرالخجندي (بدایة القرن 7ھ/13م)

کان معاصراً للقاضي رکن‌الدین مسعود صاعد، وإماماً لشافعیة أصفهان. أشّاد به شعراء کبار أمثال کمال‌الدین اسماعیل ورفیع اللنباني، ولکمال‌الدین عدة قصائد طویلة في مدحه، منها القصیدة التي نظمها عندما تأججّت الفتنة بین الشافعیة والحنفیة بأسفهان و تم الصلح بین رکن‌الدین صاعدو صدرالدین عمر الخجندي.

توفي صدرالدین عمر قبل کمال‌الدین اسماعیل (635ھ/1237م) ورثاه الأخیر بأبیات، کما أن لرفیع اللنباني قصیدة في مدحه أیضاً.

ویبدو أن صدرالدین تعاون مع رکن‌الدین الغور سانجي بن السلطان محمد خوارزم شاه عندما احتل أصفهان، وأنهما أغارا مع أتباعهما علی محلة «جُوبارة» للقاضي صاعد والحنفیة وقتلوا منهم جماعة. وهرب القاضي رکن‌الدین صاعد إلی فارس ولحأ الی أتابک سعد (النسوي، سیرت، 94-95).

 

12. شهاب‌الدین الخجندي (یحتمل أنه مقـ في 633ھ/1236م)

تولّی بعد والده إمامة الشافعیة بأصفهان، وتفاقم العداء بین الحنفیة والشافعیة وأدی إلی حدوث اصطدامات بینهما. وبقیت أصفهان التي کان یحکمها رکن‌الدین العورسانجي آمنة في بدایة هجوم المغو لعلی جمیع أنحاء ایران، إلا أن الشافعیة بزعامة شهاب‌الدین الخجندي دعوا المغول الی أصفهان في 633ھ/1236م لتسلیم المدینة والتخلّص من الحنفیة وآل صاعد نهائباً، أملا في العیش بسلام، ولکن المغول بدأوا بعد فتحهم المدینة بقتل الشافعیة ثم انتقلوا منهم الی الحنفیة وسائر الناس. ودمّرت أصفهان و بقیت علی هذه الحال فترة من الزمن (ابن أبي الحدید، 8/237-240؛ إقبال، 298-301). وربما قتل شهاب‌الدین الخجندي أثناء هذا الهجوم أیضاً. وقد نظم کمال‌الدین اسماعیل قصائد في مدحه.

 

13. عمادالاسلام عضدالدین الخجندي (تـ قبل 635ھ/1237م)

رئیس الشافعیة بأصفهان و ربما کان شقیق عمر الخجندي. وقد مدحه کمال‌الدین اسماعیل في عدة قصائد و مقطوعات شعریة.

 

14. أبوسعد علاءالدین ثابت بن محمد بن أحمد بن ثابت الخجندي (548-637ھ/1153-1239م)

ذکر ابن الفوطي أنه یکنی بأبي محمد و قال إنه کان في البدایة خطیبا في بلخ ثم ذهب الی أصفهان. سمع صحیح البخاري من أبي الوقت السنجري في 551ھ/1156م وهو في الرابعة من عمره و کان آخر من حضر مجلسه. کما درس الحدیث علی محمود بن محمد بن أبي بکر الشحام.

بقي أبوسعد في أصفهان حتی 633ھ/1236م، ثم هرب الی شیراز أثناء هجوم المغول علی اصفهان وأقام فیها إلی أن توفي، ودفن في مقبرة المصلّی.وقدروی عنه بالإِجارة القاضي تقي‌الدین الحنبلي وجماعة. کما سمع عبدالله بن علي بن أبي المحاسن العلوي منه صحیح البخاري (ابن الفوطي، 4/1011؛ الصفدي، 10/471؛ الذهبي، العبر، 5/153؛ جنید الشیرازي، 325-326، 419-420).

وقد وردت أسماء عدد آخر من وجوه هذه الأسرة في المصادر المختلفة علاوة علی مادکر، إلا أنه لاتتوفر معلومات عن حیاتهم وأحوالهم، منهم؛ جلال‌الدین الخجندي الذي وصفه الخاقاني (ص 812-813) في قطعة شعریة مطلعها:

هَرکُجا أَزخُجَندیان صدري است/ ز آتش فکرت آب مي‌چکدش

أینما وجد صدري من آل خجند/ تفجّر ماء [العلم] من نار فکره.

خاصه صدرالهدی جلال‌الدین/ کز سخن در ناب مي‌چکدش

[سیما صدرالهدی جلال‌الدّین/ تتناصر اللآلئ الصافیة من کلامه].

کما لابد من ذکر کما لالاسلام الخجندي و محي‌الدین الخجندي اللذین ذکرهما نجم‌الدین القمي (ص 239).

 

مقبرة آل خجند

ذکر صدرالهاشمي وجود مقبرة تدعی «میرحمزة» بالقر من منطقة فلفل چي خارج بوابة سید أحمدیان باصفهان في موضع کان یدعی سابقاً حي «کرّان»، فیها ضریح خرب یدعی «خواجة صدر»، لیس له صوة، وربما کان قبر أحد أفراد هذه الأسرة. والذي یؤید هذا الاحتمال، وقوع المقبرة في أحسن محلات أصفهان إبان عهد السلاجقة (ص 28-29).

 

المصادر

ابن أبي الحدید، عزالدین، شرح نهج‌البلاغة، تقـ : محمد أبي الفضل ابراهیم، بیروت، دار احیاء الکتب العربیة؛ ابن الأثیر، عزالدین، الکامل، بیروت، دار صادر، 1399هـ، 10/430، 433-434، 437، 464، 11/228-237، 251، 308، 309-310، 12/153؛ ابن جبیر، محمد بن أحمد، رحلة، بیروت، دار صادر، 1384هـ، ص 177-181، 195-196؛ ابن الجوزي، عبدالرحمن، المنتظم، حیدرآباد الدکن، دائرة المعارف العثمانیة، 1359هـ، 10/179؛ ابن الصابوني، محمدبن علي، تکملة إکمال الاکمال، تقـ : مصطفی جواد، بغداد، المجمع العلمي العراقي، 1377هـ، ص 141؛ ابن العماد، عبدالحي، شذرات الذهب، القاهرة، مکتبة القدسي،1350هـ، 369، 4/163، 188، 5/183، 184؛ ابن الفوطي، عبدالرزاق بن محمد، تلخیص مجمع الآداب، تقـ : مصطفی جواد، وزارة الثقافة والارشاد القومي، 4/439-440؛ ابن قاضي شهبة، أبوبکر بن أحمد، طبقات الشافعیة، تقـ : حافظ عبدالعظیم خان، حیدرآباد الدکن، دائرة المعارف العثمانیة، 1398هـ، 1/345، 2/47-48؛ ابن کثیر، اسماعیل بن عمر، البدایة والنهایة، القاهرة، مطبعة السعادة، 1932م، 12/237، 13/12؛ ابن النجار محمدبن محمود، ذیل تاریخ بغداد، تقـ : قیصر فرح، حیدرآباد الدکن، دائرة المعارف العثمانیة؛ ابن الوردي، عمر، تتمة المختصر، تقـ : أحمد رفعت البدراوي، بیروت، دارالمعرفة، 2/92، 167؛ أبوشامة، عبدالرحمن بناسماعیل، الذیل علی الروضتین، تقـ : محمد زاهد الکوثري، 1366هـ؛ أثیر أخسیکتي، عبدالله بن محمد، دیوان أشعار، تقـ : رکن‌الدین همایون فرخ، تهران، رودکي، 1337ش، ص 95-98 المقدمة، 88، 95-96، 123، 124، 214-215؛ الأسنوي، عبدالرحیم، طبقات الشافعیة، تقـ : عبدالله الجبوري، بغداد، 1390هـ، 1/478؛ اقبال، عباس، مجموعۀ مقالات، تقـ : محمد دبیر سیاقي، طهران، خیّام، 1350ش؛ براون، ادوارد، از سنایی تا سعدي، تجـ : غلام‌حسین صدري أفشار، تهران، مروارید، 1350ش، ص 104-107، 110، 221-222؛ البغدادي؛ اسماعیل باشا، هدیة العارفین، استانبول، 1951م؛ البنداري، فتح بن علي، تاریخ دولة آل سلجوق، بیروت، دار الآفاق الجدیدة، 1400هـ، ص 134-233؛ جمال‌الدین الاصفهاني، محمد بن عبدالرزاق، دیوان اشعار، تقـ : وحید دستگردي، تهران، أرمغان، 1320هـ، المقدمة، ص 60-63، 118-121، 259-261، 400؛ جنید الشیرازی، أبوالقاسم، شدالإِزار، تقـ :محمد قزویني و عباس اقبال، طهران، 1328ش؛ حاجي خلیفة، کشف الظنون، استانبول، 1941م؛ خاقاني شرواني. بدیل بن علي، دیوان اشعار، تقـ : محمد عباسي، تهران، أمیرکبیر، 1336ش، ص 320؛ خواندمیر، غیاث‌الدین، دستور الوزراء، تهران، اقبال، 1317ش، ص 184؛ دولتشاه سمرقندي، تذکرة الشعراء، تهران، خاور، 1338ش، ص 88-89؛ الذهبي، محمدبن أحمد، تذکرة الحفاظ، حیدرآباد الدکن، دائرة المعارف العثمانیة، 1390هـ، 4/1414-1415؛ م.ن، العبر، تقـ : فؤاد السید، الکویت، دائرة المطبوعات و النشر، 1961م؛ 4/149، 5/152؛ رازي، أمین أحمد، هفت اقلیم، تقـ : جواد فاضل، تهران، علمي؛ الراوندي، محمدبن علي، راحة الصدور، تقـ : محمد اقبال، لیدن، 1921م، ص 182، 372، 421، 485؛ رشیدالدین فضل‌الله، جامع التاریخ، تقـ : أحمد آتش، آنکارا، نشریۀ أنجمن تاریخ ترک، 1957م؛ السبکي، عبدالوهاب، طبقات الشافعیة الکبری، تقـ : عبدالفتاح محمد الحلو و محمود محمد الطناحي، القاهرة، عیسی البابي الحلبي، 4/43، 123، 7/62، 66، 178؛ سعدي، مصلح‌الدین، دیوان، تقـ : مظاهر مصفّا، طهران، کانون معرفت، 1345ش؛ صدرهاشمي، محمد، «خاندان خجندي در إصفهان»، یادگار، ص 3، عد 1 (شهریور 1325ش)، ص 10-13؛ الصفدي، خلیل بن ایبک، الوافي بالوفیات، تقـ : دید رینگ، استانبول، 1949م، 3/284؛ ظهیرالدین فاریابي، طاهر بن محمد، دیوان أشعار، تقـ : أحمد شیرازي، طهران، فروغي، 1361 ش، ص 127، 128، 203، 206؛ عتبي، أبونصر، ترجمۀ تاریخ یمیني،تجـ : ناصح بن جرفادقاني، تقـ : جعفر شعار، تهران، بنگاه ترجمة و نشر کتاب، 1345ش، ص 429؛ عقیلي، سیف‌الدین، آثار الوزراء، دانشگاه تهران، 1337ش؛ العوفي، محمدبن محمد، لباب الألباب، تقـ : ادوارد براون، لیدن، 1906م، ص 354-356؛ القزویني، زکریا، آثار البلاد، بیروت، دارصادر، ص 296-299؛ القزویني الرازي، عبدالجلیل، النقض، تقـ : جلال‌الدین محدث أرموي، تهران، أنجمن آثار ملي، 1358ش، ص 591، تعلیقات، ص 722-723، 730-731، 1319-1323؛ القمي، نجم‌الدین، تاریخ الوزراء، تقـ : محمدتقي دانش پژوه، تهران، مؤسسۀ مطالعات و تحقیقات فرهنگي، 1363ش، ص 151-152، 212، 224، 237-240، 248-251؛ الکتبي، محمدبن شاکر، فوات الوفیات، تقـ : إحسان عباس، بیروت، دارصادر، 1974م، 2/368؛ کحّالة، عمررضا، معجم المؤلفین، بیروت، داراحیاء التراث العربي؛ کمال‌الدین اسماعیل، دیوان اشعار، تقـ : حسین بحر العلومي، تهران، دهخدا، 1348ش، (مخـ)؛ مجیرالدین بیلقاني، دیوان أشعار، تقـ : محمدآبادي، تبریز، مؤسسۀ تاریخ و فرهنگ ایران، 1358ش؛ مرزبان بن رستم، مرزبان نامه، تقـ : سعدالدین وراویني، تقـ محمد قزویني، لیدن، 1909م؛ المستوفي، حمدالله، تاریخ گزیده، تهران، أمیرکبیر، 1362ش، ص 690؛ نسوي، محمدبن أحمد، سیرت جلال‌الدین مینکبرتي، تقـ : مجتبی مینوي، تهران، بنگاه ترجمة و نشر کتاب، 1344ش، ص 341، 409-410؛ م.ن، نفثة المصدور، تقـ : أمیرحسین یزدگردي، تهران، 1343ش، ص 111، 332-333.

سیدعلي آل‌داود

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: