آقاباباخان، إحدی المدارس العامرة في شیراز، تتصل بمسجد وکیل و تقع في الجنوب الشرقي منه، حیث یلتصق ضلعها الغربي بجدار داخل مصلّی المسجد. و یوجد زقاق ضیّق في الناحیة الشرقیة بین المدرسة و سوق الوکیل. ویقع باب دخول المدرسة الوحید في الضلع الجنوبي من رفاق عریض نسبیاً. و تعتبر هذه المدرسة في الحقیقة إحدی الأبنیة الکریمخانیة التي لم یتم بناؤها کمسجد وکیل بسبب وفاة الخان الزندي. أما سبب تسمیتها بهذا الاسم أن الآغا باباخان بارفروش المازندراني هو الذي أتمّ بناءها. و قدکتب عنه الحاج میرزا حسن الفسائي ضمن حوادث 1245ھ/1829م: «کان الآغاباباخان بار فروش المازندراني یتولّی في البدایة منصب وکیل في فراشخانة [قسم المستخدمین] النواب فرمانفرما. ثم عیّن فراش‌باشي [رئیساً للخدم] لما أبدی من جدارة و مهارة. ثم نال شرف تعیینه في منصب للهِ باشي (مربّ) لتربیة و تعلیم أبناء النواب فرمانفرما. و منح في تلک الأیام منصب قائد في ولایة فارس» (ص 277). و کان الفسائي أقدم مؤلف ذکر هذه المدرسة. وقد أورد ضمن حدیثه عن المدارس القدیمة: «أن مدرسة آقاباباخان تقع في محلة بوابة شاهزاده بجانب سوق وکیل ومسجد جامع وکیلي. و قدبدأ بتأسیسها و بنائها المغفور له کریم‌خان زند. و بادر إلی إتمامها المرحوم الحاج محمدحسین‌خان الصدر الأعظم الأصفهاني الذي انتقل من شیراز إلی دار الخلافة بطهران دون أن یُتمّبناء المدرسة. وفي حوالي عام ألف و مائتین و أربعین و نیف أتمّ بناءها المرحوم الآغاباباخان بارفروش المازندراني الذي کان في خدمة المغفور له حسین علي میرزا حاکم ولایة فارس. و کان یتولّی عنده منصب فراش باشي ولله باشي. وأوقف لها أملاک مریجان في بوانات» (ص 162، 163). و یضیف مؤلف آخر باسم فرصت‌الدولة الشیرازي بعد سرده لما أورده الفسائي قائلاً: «… وزخرف جدارها بالقاشاني الملوّن. ووقف لها بعض أملاک بوانات. ویتولّاها الآن حضرة الحاج هدایت مدرّس الذي تکلمنا عنه في معرض حدیثنا عن مسجد «بیضا». وهي مدرسة ذات بهاء یحیط بها اثنتان و عشرون حجرة وأربع اسقِنشات [اقواس تبنی فوق زوایا الغرفة لتدعیمها]. وقد أقیم فوق بابها غرفة ذات نافذة منزلقة. ویتوسّطها حوض طویل. و یدرّس فیها الفیلسوفان سماحة الشیخ مرتضی بن المرحوم الشیخ أبي تراب بن المرحوم الملامحمدعلي المحلاتي و سماحة السیدسلیمان البرازجاني وفقهما الله تعالی» (ص 494).

ولم یرد في المصادر المتأخرة التي تحدّثت عن شیزار ذکر شيء جدید عن هذه المدرسة. و کان علي نقي البهروزي الوحید الذي وصف بناءها بقوله: «إن الوضع الحالي للمدرسة کمایلي: یوجد خلف بوّابتها القصیرة مدخل مثمّن بدون قاشاني و فوق دهلیزها غرفة ذات نافذة منزلقة زینت واجهتها وأعمدتها بالقاشاني، کمایوجد تحت سقفها ووسطها و علی حوافها نقوش و علی طرفي الغرفة حنیتان في أعلاهما منظران بالقاشاني الجمیل. و یبدو في وسطهما أصیص مملو بالورود نقش علی طرفیه صورة طاووسین. و یوجد في صحن المدرسة الذي یبلغ طوله 32م و عرضه 25م حوض کبیر دوحواف حجریة وأربع حدائق. و یشاهد في الجهة الشمالیة مقابل المدخل المثمن والدهلیز والغرفة ایوان مرتفع و طویل بعتبر بمنزلة المصلی فیها وقد زینت واجهته وجدرانه و حوافّه الداخلیة بالقاشاني و نقش تحت سقفه و في وسطه و علی حوافه الداحلیة آیات قرآنیة. ویوجد علی طرفي الایوان اسقنشتان أعید فوقهما منظر الأصیص و الطاووسین. و یوجد حول الصحن 22 غرفة إزارها من الحجر البسیط. زینت واجهتها وأعمدتها وزوایاها بالقاشاني و نقش علیها آیات قرآنیة بالخط الثلثي. کما أرّخ تحت النقوش في الرواق بعام 1245ھ/1829م و في أسفل نقوش الصحن بعام 1247ھ/1831م. وقد قامت دائرة الآثار في فارس سنة 1375ھ/1956م بترمیمها (ص 231، 232).

وکانت السیدة دیڤ لاڤوا الوحیدة بین السیّاح الأجانب التي زارت المدن الایرانیة و منها شیراز في عهد ناصرالدین شاه و رأت هذه المدرسة و کتب عنها بقولها: «تعتبر المدرسة أجمل أبنیة وکیل في زحرفتها و تقع قرب المسجد. وقد زینت جدرانها بالقاشاني اللازوردي المربع الشکل. وکل من هذه المربعات إذا مانزعت من البناء تعتبر وحدها لوحة جمیلة یحدربها أن توضع إلی جانب اللوحات الغربیة الفریدة (ص 412). و تعتبر مدرسة آقاباباخان من الآثار التاریخیة التي ترعاها‌الدولة.

المصادر

أفسر، کرامت‌الله، بافت قدیمي قدیمي شیراز، طهران، أنجمن أثار ملي، 1353ش، ص 166-167، 245-246؛ إمداد، حسن، شیراز در گذشته و حال، شیراز، 1339 ش، ص 199-200؛ بهروزي، علي نقي، بناهاي تاریخ و آثار هنري جلگۀ شیراز، ادارۀ کل فرهنگ و هنرآستان، 1354ش، ص 230-232؛ دیڤ لاڤوا، جان راشل، سفرنامه، تجـ : فره‌وشي، طهران، خیّام، 1332ش، ص 435-436؛ سامي، علي، شیراز، 1347ش، ص 361-383، 384، 385؛ صفایي، ابراهیم، «مدرسه‌ خان»، أرمغان، س 43، عد 9 (آذر 1344 ش)، ص 385-388؛ فرصت‌الدولة، محمدنصیر، آثار عجم، بومباي، 1314هـ، ص 330، 494؛ فسائی، میرزاحسن، فارسنامۀ ناصري، تهران، 1313هـ، ص 161-163، 296؛ کریمي، بهمن، «مدرسۀ‌خان در شیراز»، نشریۀ ایران امروز، س 3، عد7، 8 (مهر، آبان 1330ش)، ص 31-32؛ مصطفوي، محمدتقي، إقلیم پارس، طهران، أنجمن آثار ملي، 1343ش، ص 61، 62، 245، 246.

کرامت‌الله أفسر