آق سنقر البرسقي
cgietitle
1442/10/17 ۲۲:۵۴:۵۷
https://cgie.org.ir/ar/article/231613
1446/10/21 ۱۵:۳۸:۲۷
نشرت
1
آق سُنقر البُرسقي، قسیمالدولة سیفالدین أبوسعید البُرسقي الغازي [إیلغازي] (مقـ 520ھ/1126م) من کبار أمراء السلاجقة، احتل مناصب مهمة في أواخر القرن 5 و أوائل القرن 6/10 و 11، في العراق والشام و ایران، في بلاط سلاطین السلاجقة سیّما السلطان محمد بن ملکشاه (498-511ھ/1105-1117م) وابنه السلطن محمود (511-525ھ/1117-1131م) و أصبح من کبار المسؤولین. وجاء في دانشنامۀ ایران و اسلام أن لقّبه قاسمالدولة و هو غیرصحیح. و کان مملوکاً کأغلب قادة الجیش السلجوقي أو جمیعهم. و یؤکد نسبه البرسقي، أنه کان مملوکاً لـ «برسق» أحد أمراءالدولة السلجوقیة الکبار أیام طغرل و ألب أرسلان و ملکشاه و یقال لابنائه «بني بُرسق» نسبة إلیه والذین صاروا من بعده أمراء أما کلمة بُرسُق فهي تعریب پُرسُق أو پُرسُخ و هي اسم حیوان بالترکیة تعني «اللّحاد» یشبه القنفذ.
و کان آق سنقر معروفاً بالعدل، والسیرة الحسنة و حسن المعاملة ویحافظ علی الصلوات في أوقاتها. وقد نقل ابن الأثیر حکایة عن أبیه حول ذلک أدرجها في حوادث 520ھ/1126م (10/634). وقد کان من أعدائه عائلة صدقة بن منصور بن دُبیس بن مزید الأسدي من أمراء الشیعة المعروفین في جنوب العراق والمشهور بـ «أمیر العرب»، بالاضافة الی الباطنیة أو الاسماعیلیة الذین قویت شوکتهم في أیامه في ایران والعراق و الشام، و بادروا إلی اغتیال معارضیهم من علماءالدین والأمراء و الخلفاء. وکان آق سنقر نفسه ضحیة لاحدی هذه «الاغتیالات» السیاسیة کما سنری فیما بعد. و کان من أعدائه و المعارضین له أیضاً الصلیبیون أو «الفرنج» الذین أطلقت علیهم الکتب التاریخیة آنذاک «الافرنج»، حیث أغاروا علی بلاد فلسطین و الشام و لبنان و کانوا یهددونها باستمرار، واحتلوا الکثیر من مدن السواحل الشرقیة للبحر المتوسط في لبنان و فلسطین و کذلک بیت المقدس. وأول خبر لدیناعنه، أن السلطان محمدبن ملکشاه ولاه شحنکیة (حاکم عسکري) العراق في شعبان 498/ نیسان 1105. و یستنتج من عبارة ابن الأثیر أن سبب اختیاره لهذا المنصب «سیرته الحسنة و تدیّنه و حسن إدارته».
وشحنکیة بغداد والعراق کانت منصباً مهماً أیام السلاطین السلاجقة، و کان کل سلطان سلجوقي یسیطر علی العراق و بغداد، ینصّب حاکماً عسکریاً لبغداد یمثله و یملک صلاحیات کاملة عندالخلیفة بالاضافة إلی کونه رئیس القوات العسکریة التابعة للسلطان السلجوقي. وقد شهد آق سنقر الحرب الطاحنة التي دارت بین صدقة ابن منصور بن دُبیس المزیدي و السلطان محمدبن ملکشاه في رجب 501/ شباط 1108. حیث قُتل صدقة في هذه الحرب و أخذ رأسه الی آق سنقر الذي حمله بدوره الی السلطان محمد فاحتضنه عندما دخل علیه. و في 507ھ/1113م قتلت الباطنیة الأمیر مودود بن آلتون تَکین (طَغتکین) و الي الموصل، في دمشق و عیّن السلطان محمد السلجوقي آق سنقر البُرسقي مکانه والیاً علی الموصل في 508ھ/1114م، و سیّر معه ابنه الملک مسعود علی رأس جیش کبیر و أمره بقتال «الإفرنج» الصلیبیین. غیر أن آق سُنقر الذي کان قد خاض حروباً ضد الصلیبیین انهرم أمام رکنالدولة و سقمان (سُکمان) بن أرتُق. وفي 509ھ/1115م عزل السلطان محمد آق سُنقر عن ولایة الموصل و ولي أمیر جُیوش بک أو «جُوش بک» علیها واکتفی آق سنقر بالرَحبَة إقطاعه السابق.
وقبیل وفاة السلطان محمد سار آق سنقر إلیه عازماً علی المطالبة بزیادة إقطاعه، ولکن السلطانمحمدکان قدتوفي (511ھ/1117م) قبل وصول آق سنقر الی بغداد. فمنعه شحنکیة بغداد مجاهد لدین بهروز من دخولها، وفي هذه الأثناء تولّی محمود ابن السلطان محمد السلطنة، فعزل بهروز عن شحنکیة بغداد و عین آق سنقر بدلاً عنه. ثم عزله و ولّی مکانه أحد کبار أمراء السلاجقة مَنکُوبرس (مکبرس) الذي أوفد نائبه الی بغداد. ولم یسمح البُرسقي الذي کان یحظی بدعم الخلیقة العباسي المستظهر باللَّه لنائب الشحنکیة الجدید من دخول بغداد و استطاع أن یهرمه في الحرب التي دارت بینهما.
و بعد ذلک وقعت بعض الأحداث و بذل دُبیس بن صدقه الذي کان من أعداء آق سنقر جهوداً ساعدت علی وصول منکوبرس إلی شحنکیة بغداد، وقد عامل الأهالي خلاف معاملة البرسقي الحسنة والتي کانت السبب في حب أهالي بغداد له، فبلغ ظلمه حداً استوجب أن یستدعیه السلطان محمود، فاختفی عن الأنظار خوفاً من أهالي بغداد. ولمّا کان البرسقي معلماً للملک مسعود (فقد عین أبوه السلطان محمد بعد مقتل الأمیر مودود آق سنقر البرسقي مربّیاً له) فقد ذهب إلیه و لازمه في آذربایجان (512ھ/1118م). وکان في 513ھ/1119م من حاشیة السلطان سنجر (ابن الأثیر، 10/553). و في 514ھ/1120م و عندما کان آق سنقر في آذربایجان عندالملک مسعود أقطعه مراغة بالاضافة الی الرَّحبة. لکن دُبیس بن صدقة أوقع بین الملک مسعود و آق سنقر ممّا دفع الأخیر للذهاب الی السلطان محمود أخي السلطان مسعود. واستطاع دُبیس وطُغرائي وزیر الملک مسعود الایقاع بینه و بین أخیه السلطان محمود ممّا أحج الحرب بین الأخوین، و انهزم الملک مسعود في الحرب التي دارت عند ممر أسد آباد و هرب من المعرکة. وأرسل السلطان محمود آق سنقر إثره فقبض علیه في طریقه الی الموصل و أتی به إلی أخیه محمود الذي استقبله بحفاوة. وأقطع السلطان محمود آق سنقر البرسقي في 515ھ/1121م الموصل والجزیرة و سنجار و کلّفه مهمة قتال الصلیبیین واستعادة المدن التي احتلوها. وفي 516ھ/1122م و عندما ضاق الخلیفة المسترشد باللَّه ذرعاً بأعمال دُبیس بن صدقة، طلب من السلطان محمود أن یستدعي آق سنقر من الموصل و یولیه شحنکیة بغداد لیراقب تحرکات دُبیس. واستجاب السلطان محمود لهذا الطلب و زوجه من أم الملک مسعود و أمره بقتال دُبیس إذا تعرّض له. واستدعی البُرسقي قواته من الموصل واتجهبها الی الحلّة. ودارت الحرب بینهما عند نهر بشیر الواقع شرق الفرات وانتهت بهزیمة البرسقي. وقد أقطع السلطان محمود البرسقي في تلک السنة مدینة واسط فأرسل الیها عمادالدین الزنکي من قبله. و في 517ھ/1123م عزم الخلیفة العباسي المسترشد باللَّه علی استئصال شأفة دُبیس فهاجمه و کان آق سنقر البرسقي في هذه الحملة أحد القادة الرئیسیین و تحت إمرته 8000 فارس و 5000 راجل، وانتهت بهزیمة دُبیس و فشله الذریع وأسرت جمیع نسائه و جواریه عدا اثنتین منهن و استطاع أن ینجو بنفسه. وفي 518ھ/1124م استاء المسترشد باللَّه من آقسنقر البرسقي الذي کان یتولّی شحنکیة بغداد و طلب من السلطان محمود عزله عنها و إعادته الی الموصل، فاستجاب له و طلب من البرسقي العودة الی الموصل وقتال الصلیبیین. و سلّم البرسقي بغداد الی نائب یُرُنقُش الذي کان قد تولّی شحنکیة بغداد. وکان السلطان محمود قد أرسل إلیه ابنه الصغیر مع أمه (لیکون مربّیاً له علی مایبدو). فاتجه البرسقي معهما الی الموصل.
وقد توجه دُبیس بن صدقة بعد هزیمته و تشرّده، الی مدینة صور التي کانت تحت سیطرة الصلیبیین و بدأ بتحریضهم لاحتلال مدینة حلب مدّعیاً أن أهالیها من الشیعة و هم یؤیدونه و إذا مارأوه مع القوات الصلیبیة فسیسلمّون المدینة إلیه. واتجه الصلیبیون مع دُبیس الی حلب وفرضوا الحصار علیها. و اضطر أهالي المدینة الی الطلب من البرسقي أن یسرع لنجدتهم. وقیل البرسقي ذلک شرط تسلیمهم مدینتهم الی مبعوثیه لیتسنی له إبعاد الصلیبیین عن أطرافها. و سلّم أهالي حلب المدینة الی مبعوثیه و اتجه هو لدحر الصلیبیین. و عندما علم الصلیبیون بقدمه ابتعدوا عن المدینة و منع البُرسقي قواته من مطاردتهم. غیر أن ابن العدیم یورد غیر هذه الروایة التي ینقلها ابن الأثیر (10/623-624). ویقول: عندما اتجه ممثلو أهالي حلب الی الموصل کان آقسنقر مریضاً مدنفاً و الناس قد منعوا من الدخول علیه إلّا الأطباء ولکن سمح لممثلي أهالي حلب بمقابلته حیث قال لهم إنکم ترونني مریضاً و لکن أنذر للَّه إذا ما شُفیت فسأدافع عن مدینتکم. و یمضي ابن العدیم قائلاً إن آق سنقر قد شفي و عوفي بعد ثلاثة أیام و استعد للتوجّه نحو حلب. و بعد وصوله إلیها عامل الأهالي معاملة حسنة و رفع عنهم الظلم و بعض الضرائب فاستأنف الناس أعمالهم وزراعتهم.
و توجّه البرسقي في 519ھ/1125م لقتال الصلیبیین و استعاد کَفر طاب من أیدیهم، ولکنه فشل فشلاً ذریعاً عند فرضه الحصار علی قلعة عَزار حیث قفل راجعاً الی حلب. ثم عاد آقسنقر إلی الموصل بعد مصالحة الصلیبیین و ترک ابنه عزالدین مسعود في حلب.
وفي یوم الجمعة 8 ذيالقعدة 520/25 تشرین الثاني 1126 خرج الی المسجد الجامع في الموصل لأداء صلاة الجمعة و هناک هاجمه ثمانیة من الباطنیة، کانوا متنکرین بزيّ الصوفیة والزّهاد، وتناوبوه بخناجرهم فتفّي متأثراً بجراحه بعد أن استطاع أن یجرح أو یقتل ثلاثة منهم. و یقول ابن العدیم إن جمیع المهاجمین قد قتلوا إلّا شاباً واحداً استطاع الهرب. و یعتقد أنو شروان الخالدي أن قتل آق سنقر کان بتحریض أبي القاسم الدَرگَزیني وزیر السلطان محمود.
ابن الأثیر، عزالدین، الکامل، بیروت، دارصادر، 1966م؛ ابنخلکان، أحمد بن محمد، وفیات الأعیان، تقـ : إحسان عباس، بیروت، 1977م، 1/242-243؛ ابن العدیم، عمر بن أحمد، زبدة الحلب من تاریخ حلب، تقـ : سامي الدهان، دمشق 1954م، 2/226 و ما بعدها؛ ابن القلانسي، أبویعلی حمزة، ذیل تاریخ دمشق، تقـ : آمدروز، بیروت، الآباء الیسوعیون، 1908م، ص 208 و مابعدها؛ عمادالدین الاصفهاني، محمد، تاریخ دولة آل سلجوق، بیروت، دارالآفاق، 1980م، ص 135-136.
عباس زریاب
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode