آستاراخان
cgietitle
1442/10/8 ۱۵:۲۵:۱۸
https://cgie.org.ir/ar/article/231495
1446/10/21 ۱۰:۳۵:۱۲
نشرت
1
آستاراخان، قاعدة قضاء بهذا الاسم تقع علی جانبي مصب نهر الڤولغا وهي جزء من المناطق الجنوبیة لاتحاد الجمهوریات الاشتراکیة السوڤیتیة.
یطلق الروس علی هذه المدینة اسم آستراخان وتعرف في العربیة بـ أستراخان، وتعود أولی المعلومات حولها إلی القرن 7ھ/13م. حیث کان المهاجرون التتریسمونها هشترخان أوحاجي طرخان (تَرخان) وأمثال هذه الأسماء (دائرةالمعارف السوڤیتیة الکبری، ط 3، 2/339). وقد ورد اسم هذه المدینة فیما کتبه الرحالة الأوروبیون والمسلمون و منهم ابنبطوطة الذي عاش في القرن 8ھ/14م فذکر تَرخان علی اعتبارها موضعاً محرراً من المغارم» وبیّن سبب تسمیتها بـ الحاج ترخان قائلاً: «والمنسوب إلیه هذه المدینة هو حاج من الصالحین ترکي نزل بموضعها وحرر له السلطان ذلک الموضع» (رحلة، 1/343). وترخان کما وردت في کتب السلف تطلق علی بعض رؤساء القبائل التابعة للأتراک. حیث نجد أن حاکم چاچ مثلاً کان یلقب بـ «طرخان» في منتصف القرن 1ھ/7م. وذکر کل من الطبري وابن الأثیر والبلاذري و بقیة المؤرخین المسلمین «نیزک طرخان» الذي أعدم في سنة 88ھ/707م بأمر من قتیبة بن مسلم الباهلي عامل بني أمیة (البلاذري، 420). کما أشار الفردوسي إلی «بیجن (بیژن) طرخان» بصفته حاکم سمرقند (9/348، 349). أما ابن فضلان فقد أورد اسم طرخان معر اسم ینال (ص 100-104). وکلمة طرخان لقب قبیلة ترکیة. ورغم صعوبة تحدید منشأ تسمیة حاجي طرخان، بصورة دقیقة، إلا أن التسمیة یمکن ربطها باسم قبیلة طرخان.
تبلغ مساحة قضاء آستاراخان 1/44 ألف کم2، وعدد سکانه حوالي 000/868 نسمة وذلک حسب إحصاء عام 1390ھ/1970م ویحتوي القضاء علی 10 وحدات إداریة ومدینتین کبیرتین و 14 قصبة. ویقع في السهل الواقع شمال بحر الخزر وعند مصب نهر الڤولغا. أما أراضیه فهي في مستوی سطح البحر تنخفض في بعض المناطق عن هذا المستوی. ویحتوي سهل آستاراخان علی تلال ملحیة یبلغ ارتفاعها أحیاناً 150م. وتوجد بعض التلال عند مصب نهر الڤولغا تدعی تلال بروفسک. ومناخ هذه المنطقة قاري جاف. ویبلغ معدل درجة الحرارة في شهر کانون الثاني في الشمال و في الجنوب، أما في شهر تموز فیبلغ المعدل في الشمال و في الجنوب. ومعدل الأمطار السنویة یبلغ في الشمال 244 ملم وفي الجنوب 175 ملم. وتغطي النباتات المناطق التي تزید فیها درجة الحرارة عن (دائرةالمعارف السوڤیتیة الکبری، ط 3، 2/337). وینقسم نهر الڤولغا عند مصبه إلی روافد عدیدة یکوّن کل منها نهراً مستقلاً. کما تحتوي المقاطعة علی عدد من البحیرات الملحیة والعذبة عند مصب نهر الڤولغا.
تنمو في أراضي هذا القضاء الحشائش والنباتات الملائمة للأراضي الملحیة، حیث یستفاد منها کعلف للحیوانات. وتبلغ مساحة أراضیه الزراعیة حوالي 3507300 هکتار؛ یزرع حوالي 3/9% منها بالمحاصیل الزراعیة و 6/15% لأنواع العلف. کما تغطي المراعي حوالي 9/72% منها (ن.م).
تعیش في سهول آستاراخان أنواع مختلفة من الحیوانات والطیور کالخنازیر، والغزلان والجرذان والنسور، وأخری من الزواحف. ویحتوي نهر الڤولغا ولاسیما في منطقة آستاراخان علی 50 نوعاً من الاسماک؛ یصطاد أکثر من 30 نوعاً منها تستخدم في المجال الصناعي. ولأسماک الکاڤیار في هذه المنطقة شهرة عالمیة. ویشاهد عند مصب نهر الڤولغا اللقالق والبجع وأنواع أخری من الطیور في بعض فصول السنة (ن.م).
یشکل الروس حوالي 5/77% من مجموع سکان آستاراخان وذلک حسب إحصاء عام 1959م. کما تبلغ نسبة القوزاق حوالي 80/9% والتتر حوالي 2/8% والقومیات الأخری حوالي 5/4%. وأکثر سکان هذه المقاطعة المحلیین من المسلمین وعلی المذهب الشافعي، إلا أن نسبة المسلمین انخفضت بالنسبة إلی المسیحیین إثر نزوح الروس إلیها. وکانت نسبة کثافة السکان في هذه المنطقة عام 1969م حوالي 9/18 نسمة لکل کم2 (ن.م).
تقع مدینة آستاراخان علی جانبي نهر الڤولغا وعند مصب أحد روافده. الذي یدعی آختوبینسک. وتنقسم هذه المدینة إلی ثلاث مناطق مدنیة. وقد بنی المغول آستاراخان بالقرب من بلدة اِتِل (ایتل) التي کانت تابعة للخزر (بارتولد، 3/336). ویبدو أن ضرب النقود في هذه المنطقة بدأ منذ عام 782ھ/1380م. وقد دمّرت آستاراخان في الفترة بین 798-801ھ/1396-1399م بأمر من الأمیر تیمور الگورکاني ویعتقد أن المدینة استعادت ازدهارها بعد سقوط عاصمة هذه المنطقة القدیمة أي مدینة سراي. وبعد انهیار دولة قزل أوردا (المعسکر الذهبي) في مطلع القرن 10ھ/16م ظهرت إلی الوجود دولة جدیدة في آستاراخان استمرت حتی أواسط القرن التالي. ویعود احتلال الروس لآستاراخان إلی 961ھ/1554م. حیث عینوا علیها في البدایةخان درویش علي عمیلاً لهم. وألحقت مدینة آستاراخان و قضاؤها في عام 963ھ/1556م بروسیا فترة من الزمن (ن.م). وقد أورد الرحالة والتاجر الروسي فدوت کوتوف (ص 99) معلومات قیمة عنها أثناء زیارته لها في نفس السنة خلال ورحلته إلی ایران. فذکر أنه کان إلی جانب نهر آخوتبا، (آختوبینسکالحالي) الذي کان التتر یسمونه «آق – توبا» مدینة أخری تبعد عن آستاراخان حوالي 60 ڤیرست (الڤیرست 0668/1 کم)، وتدعی قزل أوردا (ص 66). وکان الروس یطلقون علی قزل أوردا اسم «سراي – برک» أو «نوڤي – سراي» (سراي الحدیثة). وقد دمرت هذه المدینة في 884ھ/1479م، ویبدو أنها لم تکن مدینة عامرة أثناء رحلة کوتوف إلیها، ولیست سوی أطلال مبعثرة. وقد بدأت آستاراخان تأخذ شکل مدینة و قاعدة للحکام في الفترة بین 863-963ھ/1459-1556م (دائرةالمعارف السوڤیتیة الکبری، ن.م). و ما یشاهد فیها من عمران الیوم فقد بدأ عام 965ھ/1558م ببناء حصن علی ضفاف نهر الڤولغا. حیث شُیّد هذا الحصن علی تل یدعی «زایچي» أو «دولجي» یحیط به نهر الڤولغا (ن.م). وقد أشار کوتوف إلی تدمیر مدینة قزل أوردا و نقل حجارتها لبناء آستاراخان قائلاً إن القصر الملکي في قزل أوردا و مسجدها و عدد من الأبنیة الأخری قد شیدت جمیعها بالأحجار، ولکن جمیع هذه الأبنیة تهدم الآن وتنقل حجارتها لأغراض مختلفة إلی آستاراخان (ص 66). و في القرن 11ھ/17م أصبحت آستاراخان إحدی التحصینات العسکریة – البحریة في روسیا للحفاظ علی مصب نهر الڤولغا (دائرةالمعارف السوڤیتیة الکبری، ن. ص). وفي عام 976ھ/1568م احتل الأتراک آستاراخان ولکنهم أُرغموا بعد فترة قصیرة علی ترکها. وقد شُیّد حصن روسي في عام 997ھ/1589م بجوار ناحیة التتر أطلق علیه بارتولد اسم «مدینة التتر»، ومنذ ذلک الحین خضعت آستاراخان لروسیا و بدأ تطورها وازدهارها علی الصعدین التجاري والصناعي وتحولت إلی مدینة کبیرة بسبب موقعها الاستراتیجي عند مصب نهر الڤولغا (بارتولد، ن.م). وقد لعبت آستاراخان دوراً في الثورة والنضال بزعامة استپان رازین (1080-1081ھ/1669-1670م) وحکم الکازاک هذه المنطقة حوالي 17 شهراً (الکازاک من الأقوام السلاڤیة ویختلفون عن القوزاق الساکنین في قزاقستان). کما حدثت انتفاضة کبیرة في آستاراخان ضد الحکومة الروسیة في بدایة القرن 1ھ/ 8م واشتهرت بانتفاضة سنتي 1116-1117ھ / 1704-1705م (دائرةالمعارف السوڤیتیة الکبری، ن.م). وکانت تستخدم هذه المدینة کمنفی لمعارضي حکومة روسیا القیصریة خلال القرن 13ھ/19م. کما دارت معارک مهمة فیها بین دولة روسیا السوڤیتیة وبین مناوئیها خلال فترة الحروب الداخلیة التي نشبت في أعقاب ثورة أکتوبر عام 1917م، وأسفرت في النهایة عن انتصار الجیش الأحمر واستقرار حکومة الحزب البلشفي في هذه المقاطعة.
بلغ عدد سکان مدینة آستاراخان عام 1331ھ/1913م، حوالي 163000 نسمة، وفي عام 1358ھ/1939م حوالي 245000 نسمة، وفي 1379/1959 حوالي 305000 نسمة. إلا أن هذا العدد ارتفع إلی حوالي 000/411 نسمة بموجب إحصاء عام 1390ھ/1970م، وأغلب سکان هذه المدینة من الروس (ن.م).
تعتبر آستاراخان إحدی المراکز الصناعیة في منطقة بحر الخزر. وأهم الصناعات فیها هي: صناعات تعدین المعادن وصناعة الآلات والمکائن والصناعات الکیمیاویة وصناعة الأخشاب والمواد الغزائیة وصید الأسماک و مجمّع تعلیب الأسماک، کما توجد فیها معامل تعلیب اللحوم والألبان و صناعة الحلویات. و تقوم صناعة الآلات والمکائن بتوفیر احتیاجات مجمع تعلیب الأسماک بصورة عامة. کما توجد في آستاراخان مصانع إنتاج النسیج اللیفي والاطارات والأحذیة والجلود والمطاط (ن.م).
تعتبر آستاراخان مرکزاً صناعیاً کبیراً و میناءً بحریاً مهماً علی نهر الڤولغا وبحر الخزر، وترتبط بحراً بجمیع الموانیء المهمة المطلة علی بحر الخزر، وبالمدن المهمة الواقعة علی ضفاف نهر الڤولغا، ومنها مدینة گورکي التي تعتبر إحدی المراکز الصناعیة ومرکزاً لصناعة السیارات في الاتحاد السوڤیتي؛ کما أنها تعد مرکزاً لالتقاء خط سکة حدید ساراتف – قزلار – گوریف (م س).
توجد في آستاراخان کلیة للفنون والصناعة وأخری لتربیة الأسماک و کلیة للطب ودارللمعلمین العالیة. کما یوجد فیها فرع لکلیة هندسة السکک الحدیدیة الموجودة في مدینة روستوف وتضم هذه المدینة عشرین معهداً منها معهد دراسة علم المحیطات و معهد تربیة أسماک الکاڤیار، ومحطة للتلفزیون.
ذکر فدوت کوتوف (ص 66)، الذي کان یعیش في العهد الصفوي، آستاراخان کمدینة کبیرة بنیت بالحجارة، وأن لها جداراً طویلاً و مرتفعاً مع أبراج وبوابات علی طول الساحل. یؤلف هلا الجدار مع سورین آخرین قلعي (یطلق علی أمثاله الروس اسم کرمل أو کرملین). وتحتوي القلعة علی أبراج خاصة للرمایة، و منطقة جمارک و سوقاً و مقهی و دوراً للسکن. کما توجد في داخل القلعة أماکن خاصة للأسری والرهائن وعوائلهم. أما مخیمات التتر، فکانت في أسفل المدینة. کما کان مهاجر و نوگاي یقیمون في ضواحیها (م.ن، 66، 67)، والنوگاي هم من الأتراک – المغول والقزل أوردا. وقد خضع هؤلاء في أواسط القرن 10/16 إلی روسیا واختاروا الاستیطان في الأراضي الفسیحة الممتدة من سواحل بحر الخزر و شمال القفقاس حتی سواحل البحر الأسود. وهناک مسجد في أقصی شمال المدینة حیث تقع البساتین والمزارع إلی الجنوب منه. أما المعابد وسوق الحدادین فکانت تقع في جنوب المدینة (م.ن، 67). و مما یلفت النظر في وسط مدینة آستاراخان قلعة قدیمة ذکرها فدوت کوتوف بجدرانها و بنائها الحجري الذي یحتوي علی 8 أبراج. و یعود تاریخ بناء هذه القلعة إلی الفترة مابین 987-1029ھ/1579-1620م. وتوجد في هذه القلعة أو «الکرملین» کنیسة کبیرة تدعی أوسپنسکي یعود تاریخ بنائها إلی الفترة مابین 1700-1710 م (دائرةالمعارف السوڤیتیة الکبری، ن.م).
ابن بطوطة، محمد بن عبداللَّه، رحلة، بیروت، دار صادر، 1384هـ/ 1964م؛ ابن فضلان، أحمد، رحلة، تقـ : الدکتور سامي الدهان، دمشق، مطبوعات المجمع العلمي العربي، 1379هـ/ 1959م؛ البلاذري، أحمد بن یحیي، فتوحالبلدان، تقـ : ديخویه، لیدن، بریل، 1865م؛ دائرةالمعارف السوڤیتیة الکبری، (باللغة الروسیة، ط3)؛ فردوسي، أبوالقاسم، شاهنامه، تقـ : آ. برتلس وعبدالحسین نوشین، موسکو، انتشاراتدانش، 1971 م؛ وأیضاً:
Bartold. V. V., Sochineniia, Moskva, izdatelstvo Nauka, 1965; Kotov, Fedot, Khozhenie Kuptsa Fedota Kotova V Persiiu, ed. A. A., Kuznetsov, Moskva, izdatelstvo Vostochnoy Literaturi, 1958.
عنایتاللَّه رضا
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode