الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفلسفة / الآثار الباقیة عن القرون الخالیة /

فهرس الموضوعات

الآثار الباقیة عن القرون الخالیة

الآثار الباقیة عن القرون الخالیة

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/30 ۱۶:۵۶:۴۳ تاریخ تألیف المقالة

الآثار الباقیة عن القرون الخالیة، کتاب علمي في موضوعات مختلفة، باللغة العربیة، تألیف أبي الریحان محمدبن أحمد البیروني (۳۶۲-۴۴۰ه/۹۷۲-۱۰۴۸م) الباحث و الفلکی و-الریاضي و العالم الایراني الکبیر في الدراسات الهندیة. موضوع الکتاب الاصلي هو التقویم و التوقیت عند الأمم القدیمة و یتضمن ملاحظات قیمة کثیرة عن المسائل الفلکیة والاحتفالات والاعیاد عند مختلف الأمم و الطقوس‌الدینیة لمختلف المذاهب و تقریر عن المتنبئین، و  موارد طریفة عن تاریخ ملوک بابل و کلدة و مصر و ایران و الروم و الیونان. لقد ألّف البیروني هذا الکتاب في ۳۹۰ه/۱۰۰۰م أو ۳۹۱ه/۱۰۰۱م باسم شمس المعالي قابوس بن وَشمگیر الزیاري (تـ ۴۰۳ه/۱۰۱۲م) و قدمه لـ «الحضرة السامیة»، و ذکر اسم الکتاب في المصادر الحدیثة بصورتین أخرَیین احداهما: الآثار الباقیة عن الفروعات الخالیة، والأخری: الاثار الباقیة عن الأمم الخالیة. و قد کتب علي قلي میرزا اعتضاد السلطنة (مقـ ۱۳۱۳ه/۱۸۹۵م) في العصر القاجاري – و هو وزیر العلوم في عهد ناصرالدین شاه – شرحاً باللغة الفارسیة للکتاب. و ترجم هذا الکتاب اکبر داناسرشت الی الفارسیة و طبعت ترجمته في ۱۹۴۲ و ۱۹۸۴ م في طهران و قد طبع الکتاب لأول مرة باللغة العربیة المستشرق الألماني کارل ادوارد زاخاو (۱۸۴۵-۱۹۳۰م) مع مقدمة تحقیقیة في لایبزیک سنة ۱۸۷۸م، ثم ترجمها الی الانجلیزیة مع حواش وشروح ضافیة في لندن سنة ۱۸۷۹ م، و کان قد سقط من طبعة زاخاو مواد جمعها فیما بعد باحثون آخرون من النسخ الموجودة في استنبول، و طبعت باسم ساقطات الآثار الباقیة، و تتضمن الترجمة الفارسیة هذه «الساقطات» أیضاً. یحتوي کتاب الآثار الباقیة علی مقدمة و واحد و عشرین فصلاً. و یذکر البیروني في مقدمته بعد اهداء الکتاب الی قابوس وشمگیر، سبب تألیفه للکتاب فیقول: «سآلني اَحد الأدباء عن التواریخ التي تستعملها الأمم والاختلاف الواقع في الأصول التي هي مبادؤها و الفروع التي هي شهورها و سنوها، و الأسباب الداعیة لأهلها إلی ذلک و-عن الأعیاد المشهورة و الأیام المذکورة للأوقات و الأعمال… و-اقترح عليّ الابانة عن ذلک بأوضح مایمکن السبیل إلیه… حتی تُغِنیَه عن تدوّخ الکتب المتفرقة و سؤال أهلها عنها»، ثم یبیّن بعد ذلک طریقته في العمل فیقول: «إن أقرب الأسباب المؤدیة إلی ماسُئِلت عنه هو معرفة أخبار الأمم السالفة و أنباء القرون الماضیة، لأن أکثرها أحوال عنهم و رسوم باقیة من رسومهم و نوامیسهم، ولاسبیل الی التوسل الی ذلک من جهة الاستدلال بالمعقولات… سوی التقلید لأهل الکتب و الملل و أصحاب الآراء و النحل المستعملین لذلک و تصییر ماهم فیه أسّاً یبنی علیه بعده، ثم قیاس أقا ویلهم و آرائهم في إثبات ذلک بعضها ببعض، بعد تنزیه النفس عن العوارض المردِئَة لاکثر الخلق، و الأسباب المعمیة لصاحبها عن الحق، وهي کالعادة المألوفة و التعصب و التظافر و-اتباع الهوی و التغالب بالرئاسة… فان الذي ذکرته أول سبیل یُسلَک بان یؤدي الی حاقّ المقصود و أقوی معین علی إزالة مایشوبه من شوائب الشُّبَه و الشکوک، علی أن الأصل الذي أصَّلته و الطریق الذي مهدته لیس قریب المأخذ… لکثرة الأباطیل التي تدخل جمل الأخبار والأحادیث… وعمر الانسان لایفي بعلم أخبار أمة واحدة من الأمم… فکیف یفي بعلم أخبار جمیعها… و اذا کان الأمر جاریاً علی هذا السبیل فالواجب علینا أن نأخذ الأقرب من ذلک فالأقرب و الأشهر فالأشهر، و نحصلها من أربابها، و نُصلح منها مایمکننا إصلاحه، و نترک سائرها علی وجهها لیکون مانعمله من ذلک مُعیناً لطالب الحق ومحب الحکمة علی التصرف في غیرها و مرشداً الی نیل مالم یتهیأ لنا…».

و الفصل الاول، هو في بیان ماهیة الیوم بلیلته و مجموعهما و ابتدائهما. و یبدأ البیروني في هذا الفصل أولاً یتعریف اللیل و-النهار و ابتداء کل منهما في رأی العرب و الروم والایرانیین، ثم یتحدث بعد ذلک عن مبدأ اللیل و النهار عند أصحاب التنجیم، و-یطرح آراء الفقهاء في النهار الشرعي. أما الفصل الثاني، فهو بیان ماهیّة و مبدأ السنین و الشهور الناتجة عن اللیل و النهار. و یُعرّف البیروني في هذا الفصل السنة و الشهر و یُبین أقسام الکبائس في السنین الشمسیة، و یتطرق الی الأمم التي لهاسنون شمسیة وقمریة. و الفصل الثالث، یدور حول ماهیّة التاریخ الهجري و-المیلادي و الرومي و غیرها، و اختلاف الأمم فیها. و یُحقق البیروني أولاً في مبدأ التواریخ، ثم ینتقل الی ذکر آراء الأمم المختلفة مثل الایرانیین و الیهود و المسیحیین في مدی عُمرِ العالم؛ و یسوق الحدیث الی مایذکره السفر الخامس من التوراة حیث یبشّر هذا السفر بظهور خاتم الانبیاء (ص)، ویتحدث عن تعدد نُسخ التوارة و التحریف والخلط الموجود فیها، و یتحدث أیضا عن نسخ الانجیل و انجیل ماني والانجیل الذي کتبه سلام بن عبدالله بن سلام عن سلمان الفارسي. و بعد ذلک یحقق في طوفان نوح و-مسألة حدوث العالم، وتاریخ بُختَنَصَّر الأول و فیلفُس والد الاسکندر المقدوني والاسکندر ذي القرنین و أغسطس و التاریخ الهجري و التاریخ الیزدجردي و التاریخ المعتضدي و تواریخ أخری غیر مشهورة؛ و یتحدث عن قتیبة بن مسلم الباهلي فاتح خوارزم، فیقول: «إن قتیبة أباد کل من یحسن الخط الخوارزمي و یعلم أخبار الخوارزمیین، فخفیت لذلک خفاءً لایُتوَصَّل معه الی معرفة حقائقها بعد الاسلام. و الفصل الرابع، في اختلاف الأمم حول ماهیة ذي القرنین، و یقیّم المؤلف في هذا الفصل الاقوال المختلفة، و-یورد ملاحظات توجیهیة عن الأنساب المختلفة. و الفصل الخامس، هو في القول عن کیفیات الشهور المستعملة في التواریخ المتقدمة. و یبحث هذا الفصل في الأشهر الایرانیة والخمسة المُستَرَقَة وکیفیة تعیین الکبیسة في العصر الساساني و شهور مجوس خوارزم و السغد و کیفیة کبس السنین عندهم و-الأشهر الرومیة و کیفیة الکبس عند الروم و شهور العبرانیین و أقسام السنین عند الیهود و بدء السنة عند المسیحیین في الشرق و أشهر السنة القمریة و أسماء الأشهر عند العرب في العصر الجاهلي وکبس الأشهر القمریة في العصر الجاهلي. ثم ینتقد المؤلف بعد ذلک عقیدة الاسماعیلیین الذین لایعتقدون برؤیة الهلال في الأشهر القمریة و یستخدمون لتعیین الأول من شهر رمضان لکل سنة جدولاً یستند الی القواعد النجومیة، معتبرین ذلک أحد اسرار النبوة. ثم یتطرق الی کتب الزیدیة و آرائهم في هذا المضمار. و تعبیره في هذا المجال یوحي بنزعته إلیهم. و-الفصل السادس، هو في القول باستخراج التواریخ بعضها من بعض و تواریخ الملوک و مدة حکم کل منهم علی اختلاف الأقاویل. و-في هذا الفصل مواضیع وردت علی النحو التالي: تنظیم جدول بشأن اختلاف الیهود و المسیحیین في تاریخ أدم أبي البشر و جدول باسماء الذین حکموا الیهود منذ خروجهم من مصر الی بناء بیت‌المقدس و جداول في تاریخ ملوک بابل و کلدة و أسماء فراعنة مصر و جدول في ملوک البطالسة و القیاصرة و أسماء ملوک الروم و أسماء ملوک القسطنطنیة و رأي الایرانیین في بدء العالم و نشوء البشر و جدول باسماء البیشداذیة وملوک الکیانیة و جدول ملوک الأشکانیین والاختلاف في تاریخهم وکیفیة معرفة مدة حکمهم وتعیین مدة حکم الأشکانیین وتاریخ بدایة حکم الساسانیین (باعتبار ماجاء في کتاب شابورقان لماني، و هو مایتفق تقریباً مع آراء الباحثین الجدد) و جدول ملوک الساسانیین و-جدول ملوک الحمیریین و جدول ملوک الغساسنة وجدول ملوک اللخمیین في الحیرة وجدول في حوادث حیاة الرسول (ص) و-أسماء الخلفاء الراشدین و الفتوحات التي حصلت في عصرهم و-أسماء خلفاء بني أمیة و أسماء الخلفاء العباسیین و طریقة استخراج التواریخ بعضها من بعض. و الفصل السابع، هو في القول عن الأدوار و التقوفات و موالید السنین والشهور و کیفیاتها و کبائسها في سني الیهود. و یتضمن هذا الفصل کیفیة استخراج اول السنة الیهودیة، و حدیث عن أول اجتماع للنیرین في سنيّ الاسکندر و بحث في تقدیم و تأخیر عیدالفصح و کیفیة استخراج أوج فلک الشمس و جدول بالشهور السریانیة و الرومیة و-الطریقة المقترحة لاستخراج الأول من السنة الهجریة و تعیین الأول من کل شهر. و الفصل الثامن، هو في القول عن تواریخ المتنبئین و أممهم المخدوعین. وهذا الفصل یتحدّث عن بوذاسف (بودا) و الصابئة و الحرّانیة و زرادشت والزرادشتیین و أوستا «الأفستا»، (الکتاب المقدس عند الزرداشتیین) و ماني و المانویة و خروج مزدک (الذي کان «موبذان موبذ») و أحوال مسیلمة الکذاب و بها فریذ و المقنع و نهایته و خروج الحلّاج و ظهور ابن أبي زکریا الطمّامي وکذلک ابن أبي العزاقر. و یعطي البیروني في هذا القسم من الکتاب بکل أمانة و حیاد صورة دقیقة عن الفرق ‌الدینیة و عاداتها و تقالیدها و تاریخ ظهورها. و یتعلق الفصل التاسع، بأعیاد الفرس، حیث یشتمل هذا الفصل علی بحوث عن النیروز و منشأه و النیروز الکبیر وسروش روز و أردی بهشتکان و خرداذکان و تیرکان و مرداذکان و شهریورکان و مهرکان و آبانکان و آذرکان أو آذرجشن و بهمن کان أو بهمنجنه وعید اسفندارمذماه. والفصل العاشر، هو في القول عمّا في شهور السغد من الأعیاد. و الفصلان الحادی عشر و الثاني عشر، هما في القول عمّا لأهل خوارزم في شهورهم من أعیاد. و الفصل الثالث عشر، في القول عما في شهور الروم من الأیام المعلومة، و یتضمن مایلي: الأعیاد التي کان یتخذها الرومان و کیفیة تحلیة المیاه المالحة وحدیث عن حقیقة النور و سبب حرارة الشمس و-إشارة الی الحدیث الذي کان قد تبودل بین المؤلف و بین ابن‌سینا في هذا المضمار و بیان حدود عمران الأرض و سبب قلة وازدیاد میاه الانهار و القنوات و الینابیع و فوران الماء من بعض الآبار. و لهذا الفصل أهمیة خاصة لاشتماله علی بعض ماتوصل الیه البیروني مما کان مستجداً في زمانه. و الفصل الرابع عشر، هو في القول عما یستعمله الیهود في شهورهم، و الفصل الخامس عشر، هو في القول عما یستعمله النصاری الملکائیة في الشهور السریانیة و شرح أعیادهم و أیامهم المقدسة و رتب النصاری‌الدینیة وبعض المعتقدات والمواضیع التاریخیة المتعلقة بهم. و یتحدث البیروني في هذا الفصل عن الأشکال الهندسیة للورود و البراعم، و هي من استنتاجاته الخاصة، و یبیّن انه توجد في الورود أشکال هندسیة دقیقة استعملت فیها. و الفصل السادس عشر، هو في القول عن صوم النصاری و ما اتفقوا علیه جمیعاً من الأعیاد الموصولة و الحداول المتعلقة بذلک و بعض معتقدات المسیحیین بشأن تاریخ حیایة عیسی المسیح (ع). و الفصل السابع عشر، في القول عن النصاری النسطوریة و صیامهم و الجداول المتعلقة بذلک. و الفصل الثامن عشر، هو في القول عن أعیاد المجوس الأقدمین و صیام الصابئین و أعیادهم. و الفصل التاسع عشر، في القول عما کانت العرب تستعمله في الجاهلیة و یتضمن هذا الفصل الحدیث عن سبب تسمیة الشهور العربیة و بدایاتها واسواقهم المشهورة. و الفصل العشرون، في القول عن أیام المسلمین؛ و یشتمل علی: یوم عاشوراء و تاریخه و بیان الحوادث المهمة في کل شهر. و في الختام إشارة الی یوم غدیر خُم، و یبدو من حدیث البیروني حول یومي عاشوراء و غدیر خم أنه شیعي. و الفصل الحادي و العشرون، هو في القول عن منازل القمر و-طلوعها و سقوطها و صورها، و یشتمل هذا الفصل علی موضوعات تدور حول الاختلاف بین العرب و الهنود في تقسیم منازل القمر و الاختلاف في جهات الریاح و عددها و دراسة في الریاح و شرح مفصل لکل منزل من منازل القمر و جداول في أحوال منازل القمر و کلام عن الاسطرلاب. و في خاتمة هذا الفصل یذکر البیروني موضوع تسطیح الکرة علی البسیط المستوي و رسم الخرائط الجغرافیة و یوضّح طریقته التي ابتدعها في ذلک و المسماة بالنوع الاسطواني و یشیر الی أن هذه المسائل من ابداعاته و انه لم یسبقه الیها أحد

 

المصادر

البیروني، أبوالریحان، الآثار الباقیة، تقـ : اداورد زاخاو، لایبزیک، ۱۹۲۳ م، ص ۴، ۵، ۳۶، ۴۸، ۶۷، ۲۵۷، ۲۶۱-۲۶۳، ۲۶۴، ۲۹۸، ۳۵۷؛ م.ن، التفهیم، تقـ : جلال‌الدین همائي، طهران، بابک، ۱۳۶۲ ش، ص ۳۵؛ حکیمیان، أبوالفتح، زندگینامۀ ابوریحان بیروني، طهران، دانش، ۱۳۵۲ ش، (مخـ )؛ لغت‌نامۀ دهخدا؛ مدرس تبریزي، محمدعلي، ریحانة‌الأدب، تبریز، شفق، ۱۳۴۶ ش، ۷/۱۱۵؛ نامۀ دانشوران، قم، دارالفکر، ۱۳۷۹ هـ، ۱/۷۰، ۷۱؛ نجفی، محمدعلي و مهیار خلیلي، اندیشمند و انسان ابوریحان بیرونی، طهران، ۱۳۵۲ ش، (مخـ).

 

صمد موحّد