لم‌‌تبق‌ إسفرايين‌ بمأمن‌ من‌ الأحداث‌ و النزاعات‌ خلال‌ الصراعات‌ التي كانت‌ تحدث‌ بين‌ قادة خراسان‌ و أمراء البويهيين‌ و آل‌ زيار. كتب‌ العتبي أن‌ أبا علي سيمجور سار من‌ جرجان‌ باتجاه‌ نيسابور، و بعث‌ فائقاً مع‌ مقدمة الجيش‌ إلى‌ إسفرايين‌ (ص‌ 116). و يبدو من‌ استعراض‌ الحوادث‌ أن‌ بكتوزون‌ أمير جند خراسان‌ كان‌ لفترة في إسفرايين‌ في أواخر العهد الساماني (م‌.ن‌، 166). و قد ذكر مرعشي أن‌ أبا القاسم‌ سيمجور ذهب‌ إلى‌ إسفرايـين‌ خلال‌ تعقيبه‌ لقابوس‌ بـن‌ وشمجير (ص‌ 191). و هـزم‌ أبو إبراهيم‌ إسماعيل‌ بن‌ نوح‌، الملقب‌ بالمنتصر الذي كان‌ آخر أمير ساماني الأمير نصر أخا محمود الغزنوي في نيسابور، وعندما سمع‌ خبر قدوم‌ محمود توجه‌ إلى‌ إسفرايين‌ (الگرديزي، 382) ومنها إلى‌ جرجان‌ عند قابوس‌، و حظي بحمايته‌ (العتبي، 186-187). و بعد فترة، ذهب‌ المنتصر إلى‌ إسفرايين‌ بعد أن‌ هزم‌ في أُستُوا (قوجان‌ حالياً)، و لكن‌ أهالي إسفرايين‌ لم‌‌يسمحوا له‌ بدخول‌ المدينة خشية الفتنة (م‌.ن‌، 195-196).

كانت‌ إسفرايين‌ تنعم‌ بالهدوء في عهد حكم‌ محمود مثل‌ مدن‌ خراسان‌ الأخرى‌. و ربما كان‌ لأبي العباس‌ الفضل‌ بن‌ أحمد الإسفراييني وزير محمود دور في هدوء هذه‌ المنطقة (فلسفي، 193-209). و بعد موت‌ طغرل‌ السلجوقي نشبت‌ الحرب‌ بين‌ خليفته، ومدعيي الحكم‌ الآخرين‌، و تحارب‌ ألب‌ أرسلان‌ وقتلمش‌ في إسفرايين‌، و قتل‌ خلق‌ كثيرون‌ (الآق‌ سرائي، 15-16؛ رشيدالدين‌، 274) و خلال فتنة الغز في 548ه‍ تعرضت‌ جوين‌ وإسفرايين للهجوم‌، و قتل عدد كبير من‌ الناس‌ في إسفرايين، ودمرت‌ المدينة أيضاً (ابن‌ الأثير، 11/182).

وعند هجوم‌ المغول‌ نشبت‌ نزاعات‌ بين‌ عدد من‌ أمراء جيش‌ خوارزمشاه،‌ حيث‌ كان‌ كل‌ منهم‌ قد استولى‌ على‌ جزء من‌ خراسان‌، وتسبب‌ هذا الهجوم‌ في حدوث أضرار نالت إسفرايين‌ نصيباً منها (النسوي، 131). و في أثناء هجوم تيمور على‌ خراسان‌ تعرضت‌ مدينتا سبزوار و إسفرايين‌ للدمار أيضاً على‌ إثر مقاومة الأهالي. وفي إسفرايين أبدى الأمير علي بن الشيخ‌ علي اليسوري الذي كان من أمراء طغاتيمور، المقاومة، ولكن‌ المدينة دُمرت‌ في782ه‍/1380م، وتعرض‌ أهلها لمذبحة جماعية (ميرخواند، 1042). و فيما‌يلي شعر نظمه‌ شرف‌‌الدين‌ علي اليزدي (ص 1103-1104؛ أيضاً ظ: ميرخواند، 1037). في وصف دمار إسفراين:

حصار و بيوت و مساكن نماند بجز نامي ازإسفراين نماند

وقد أقام‌ الأميرجهانشاه‌ القراقويونلوي لفترة في إسفرايين‌ عندما قدم‌ لمحاربة أبي سعيد الكوركاني و السيطرة على‌ خراسان‌ (م‌.ن‌، 1194). و في العهد الصفوي و خاصة عهود حكم‌ الشاه‌ إسماعيل‌، والشاه‌ طهماسب‌، و الشاه‌ عباس‌ كانت‌ إسفرايين‌ من‌ المدن‌ التي تضررت‌ كثيراً خلال‌ محاربة الأوزبكيين‌ (بارتولد، 114). فقد جاء إسماعيل‌ إلى‌ خراسان‌ للتصدي للأوزبك، و توجه‌ من‌ إسفرايين‌ إلى‌ مرو، وهزم‌ شيبك خان‌، و قتله‌ في معركة (خواندمير، 4/570، 513؛ إسكندر‌بيك، 1/ 38). و في السنوات‌ التالية كان‌ الأوزبك يجتاحون‌ إسفرايين‌ و مدن‌ خراسان‌ الأخرى‌ كلما دب‌ الضعف‌ في حاضرة حكم‌ السلاطين‌ الصفويين‌ (القاضي أحمد، 361). و استمر هذا الاضطراب‌ حتى‌ تولى الشاه‌‌عباس‌ الصفوي الحكم‌. و في السنة الخامسة من‌ حكمه‌ حاصر عبدالمؤمن‌ خان‌ إسفرايين‌. و قد قاوم‌ أبومسلم‌ خان‌ أستاجلو حاكم‌ إسفرايين‌ آنذاك، المعتدين‌ مقاومة بطولية لأربعة شهور، ولكن‌ الأوزبك سيطروا أخيراً على‌ المدينة، و دمروها، و قتلوا الحاكم‌ أيضاً (إسكندربيك، 1/445-446؛ المنجم‌، 111).

و بعد هذا الدمار، لم‌‌تقم‌ لإسفرايين‌ قائمة، و لم‌‌يتأثر الشاه‌عباس‌ كثيراً بموت‌ أبي‌مسلم‌‌خان‌، بسبب‌ عدائه‌ القديم‌ له‌ ولم‌‌يبادر إلى‌ التصدي للأوزبك (إسكندربيك، 1/446). و في السنة التالية، قدم‌ إلى‌ إسفرايين‌، و قرر أن‌ يوظف‌ عشائر جمشكزك الكردية للتصدي لهجمات‌ الأوزبك، و الحيلولة دونها (م‌.ن‌، 1/533، 2/631). و توجه‌ الشاه‌‌طهماسب‌ الثاني مع‌ فتح‌‌علي‌خان‌ القاجاري، و 6 آلاف‌ جندي إلى‌ مشهد عن‌ طريق‌ إسفرايين‌، كي يتصدى‌ لهجوم‌ الملك محمود السجستاني الذي كان‌ يدعي السلطنة، والذي كان‌ قد عسكر في سهل‌ إسفرايين‌ لمواجهته‌. و في هذه‌ الفترة طلب‌ الشاه‌‌طهماسب‌ المساعدة من‌ نادر الذي كانت‌ شهرته‌ قد عمت‌ خراسان‌ (أبوالحسن‌، 362-363). و بعد أن‌ اشتبك نادر في عدد من‌ المعارك مع‌ المعارضين‌، قمع‌ ثورة البغايريين‌ والكرايليين‌ في إسفرايين (محمد كاظم، 1/62). وكان حكم‌ إسفرايين‌ بيد الأمراء المحليين‌ و رؤساء العشائر في‌ عهد خلفاء نادر. وعندما قصد آقا‌محمد‌خان‌ القاجاري السيطرة على‌ مشهد كان‌ حاكم‌ إسفرايين‌ إبراهيم‌ خان‌ الكردي من‌ قبيلة شادلو (الساروي، 286؛ سپهر، 1/80).

ابتليت‌ إسفرايين‌ فيما بعد في عهد محمد‌شاه‌ و أوائل‌ حكم‌ ناصرالدين‌‌‌شاه‌ القاجاري بفتنة وتمرد آصف‌‌الدولة و ابنه‌ حسن‌‌خان‌ (م‌.ن‌، 3/193، 208؛ خورموجي، 33، 52). و قد انتهت‌ هذه‌ الأحداث‌ التي كانت‌ قد بدأت‌ منذ 1262ه‍، بفضل‌ مساعي وتدابير الميرزا تقي‌خان‌ أميركبير و السلطان‌ مراد ميرزا حسام‌‌السلطنة وسام‌‌خان‌ كرد زعفرانلو في 1266ه‍ (سپهر، 3/335-336).

علماء إسفرايين‌ وكبارها

كانت‌ إسفرايين‌ مهداً لتربية عدد من‌ رجال‌‌الدين‌ و العلم‌ و الأدب‌ و السياسة، حتى‌ إن‌ الحاكم‌ النيسابوري، ذكر حوالي 40 نفراً من‌ علماء إسفرايين‌ باعتبارهم‌ من‌ جملة شخصيات‌ نيسابور (ظ: خليفة، 39-113؛ أيضاً مولوي، 137). وقد كانت‌ هناك شخصيات‌ من‌ إسفرايين‌ تدرّس‌ في بغداد ونيسابور (الثعالبي، تتمة ...،2/ 108-109؛ ياقوت‌، 1/246-247، 2/441، 446؛ السمعاني، 1/143-145). وكانت‌ المدارس‌ الخاصة تبنى‌ بأسماء البعض‌ منهم‌ (راوندي، 38). وقد كان‌ الفضل‌‌بن‌‌أحمد الإسفراييني المؤسس‌ لإحدى مدارس‌ بلخ‌ أيضاً (ن‌.ص‌).

ومن‌ فقهاء إسفرايين‌ المعروفين‌ الشيخ‌ أبو إسحاق‌ الذي كان‌ يتمتع‌ بشهرة في علم‌ الكلام‌ و الأصول‌، و قد تلقى‌ بعض‌ من‌ كبار نيسابور و مشايخها هذين‌ العلمين‌ منه‌ (ظ: ن‌.د، أبو إسحاق‌ الإسفراييني). و منهم أيضاً عمادالدين‌ أبوالمظفر الطاهر بن‌ محمد الإسفراييني (تـ ‍471ه‍)، صاحب‌ كتاب‌ تاج‌ التراجم‌ المعروف‌ بتفسير إسفرايني. كما يمكن أن‌ نذكر أبا عوانة‌ صاحب‌ المسند (الذهبي، 14/ 419-420). و من‌ علماء إسفرايين‌ الآخرين‌ أبوالفتوح‌ محمد بن‌ الفضل‌ الإسفراييني المعروف‌ بابن‌ المعتمد (تـ ‍538ه‍) الذي توفي في موطنه بسطام بعد عودته من بغداد (القزويني، 295؛ الذهبي، 2/ 139-142). و يعد الفضل‌ بن‌ أحمد الإسفراييني من‌ شخصيات‌ إسفرايين‌ الأخرى‌، حيث‌ تولى‌ الوزارة لمحمود الغزنوي، 17 سنة (ظ: فلسفي، 193-209).

كما تخرج‌ من‌ إسفرايين‌ شعراء منهم‌ آذري الطوسي (ن‌.ع‌) وكذلك أميرهمايون‌ الإسفراييني اللذان‌ يعدان‌ من‌ ناظمي القصائد والغزل‌ في القرن‌ 9ه‍ (صفا، 4/374- 378). و توجد في إسفرايين قبور لعدد من‌ أولاد الأئمة و المتصوفة و المشايخ،‌ حيث‌ يؤمها الأهالي (قراخاني، 82 -86؛ روشني، 320-323).

المصادر

الآق‌ سرائي، محمد، تاريخ‌ سلاجقة، تق‍: عثمان‌ توران‌، طهران‌، 1362ش‌؛ ابن‌ الأثير، الكامل‌؛ ابن‌ إسفنديار، محمد، تاريخ‌ طبرستان‌، تق‍: عباس‌ إقبال الآشتياني، طهران‌، 1320ش؛‌ ابن‌ حوقل‌، محمد، صورة الأرض‌، ليدن‌، 1939م‌؛ ابن‌‌رسته، أحمد، الأعلاق‌ النفيسة، ليدن‌، 1891م‌؛ أبوالحسن‌ گلستانه، مجمل‌ التواريخ‌، تق‍ : مدرس‌ الرضوي، طهران‌، 1344ش‌؛ أبوالفداء، تقويم‌ البلدان‌، باريس‌، 1840م‌؛ الإدريسي، محمد، نزهة المشتاق‌، بيروت‌، 1873م‌؛ إسكندر بيك المنشي، عالم‌ آراي عباسي، طهران‌، 1350ش‌؛ الإصطخري، إبراهيم‌، مسالك الممالك، ليدن‌، 1927م‌؛ برهان‌ قاطع‌، محمد حسين‌ بن خلف التبريزي، تق‍ ‍: محمد معين‌، طهران‌، 1361ش‌؛ البلاذري، أحمد، فتوح‌ البلدان‌، ليدن‌، 1865م‌؛ بهمنيار، أحمد، حاشية على‌ تاريخ‌ بيهق‌ لابن‌ فندق‌، طهران‌، 1317ش‌؛ البيروني، أبوالريحان‌، القانون‌ المسعودي، حيدرآباد الدكن‌، 1374ه‍/1955م‌؛ البيهقي، أبوالفضل‌، تاريخ‌، تق‍ ‍: على‌ أكبر فياض‌، طهران‌، 1358ش‌؛ تاريخ‌ سيستان‌، تق‍ ‍: محمد تقي بهار، طهران‌، 1314ش‌؛ الثعالبي، عبدالملك، تتمة اليتيمة، تق‍ ‍: عباس‌ إقبال الآشتياني، طهران‌، 1353ش‌؛ م‌.ن‌، يتيمة الدهر، بيروت‌، دارالكتب‌ العلمية؛ حدود العالم‌، تق‍ : منوچهرستوده، طهران‌، 1340ش‌؛ حمدالله‌ المستوفي، نزهة القلوب‌، تق‍ ‍: محمد دبيرسياقي، طهران‌، 1336ش‌؛ خليفة النيسابوري، أحمد، ترجمة و تلخيص‌ تاريخ‌ نيسابور للحاكم النيسابوري، تق‍ : بهمن‌ كريمي، طهران‌، 1339ش‌؛ خواندمير، غياث‌ الدين‌، حبيب‌ السير، طهران‌، 1362ش‌؛ خورموجـي، محمد جعفر، تاريخ قاجـار (حقائق‌ الأخبار ناصري)، تق‍‍ ‍: حسين‌ خديوجم‌، طهران‌، 1344ش‌؛ الذهبي، محمد، أعلام‌ النبلاء، تق‍ ‍: شعيب‌ الأرنؤوط ونعيم‌ العرقسوسي، بيروت‌، 1406ه‍/1986م‌؛ راوندي، مرتضى‌، تاريخ‌ تعليم‌ وتربيت‌ در إيران‌ و‌أوروبا، طهران‌، 1369ش؛.رشيدالدين‌ فضل‌الله‌، جامع‌ التواريخ‌، طهران‌، 1362ش‌؛ روشني زعفرانلو، قدرت‌ الله‌، «آثار تاريخي بام‌ و صفي‌آباد»، يكي قطرة باران‌، تق‍ ‍: أحمد تفضلي، طهران‌، 1370ش‌؛ زين العابدين الشيرواني، رياض السياحة، تق‍ : أصغر حامد، طهران، 1339ش؛ الساروي، محمد فتح‌ الله‌، تاريخ‌ محمدي، تق‍ : علي‌رضا‌ طباطبائي مجد، طهران‌، 1371ش‌؛ سپهر، محمد تقي، ناسخ‌ التواريخ‌، طهران‌، 1344ش‌؛ السمعاني، عبدالكريم‌، الأنساب‌، بيروت‌، 1408ه‍/ 1988م؛ شرف‌ الدين‌ علي اليزدي، ظفرنامۀ تيموري، تق‍ : عصام‌ الدين‌ أورونبايوف‌، طشقند، 1972م‌؛ صفا، ذبيح‌ الله‌، تاريخ‌ أدبيات‌ در إيران‌، طهران‌، 1367ش‌؛ العتبي، محمد، تاريخ‌ اليميني، تج‍ : ناصح‌ جرفادقاني، تق‍ ‍: جعفر شعار، طهران‌، 1345ش‌؛ فرهنگ‌ جغرافيائي آباديهاي كشور (غلامان‌ ـ عشق‌ آباد)، مديرية الجغرافيا في أركان‌ الجيش‌، طهران‌، 1367ش‌، ج‌ 11-19؛ فلسفي، نصرالله‌، چند مقالة تاريخي وأدبي، طهران‌، 1342ش‌؛ القاضي أحمد القمي، خلاصة التواريخ‌، تق‍ ‍: إحسان‌ إشراقي، طهران‌، 1359ش‌؛ قدامة بن‌ جعفر، الخراج‌، تق‍ ‍: محمد حسين‌ الزبيدي، بغداد، 1981م‌؛ قراخاني بهار، حسن‌، آثار باستاني و معماري وبقاع‌ متبركة أطراف‌ شهرستان‌ سبزوار و إسفراين‌، طهران‌، 1363ش‌؛ القزويني، زكريـا، آثار البلاد وأخبــار العبـاد، بيــروت‌، دارصـادر؛ الگـرديــزي، عبـدالحـي، زيـن ‌الأخبــار، تق‍ ‍: عبد‌الحي حبيبي، طهـران‌، 1363ش‌؛ محمد كاظم، عالم آراي نادري، تق‍ : محمد أمين رياحي، طهران، 1364ش؛ مرعشي، ظهيرالدين‌، تاريخ‌ طبرستان‌ ورويان‌ ومازندران، تق‍ : برنهارد دارن‌، طهران‌، 1363ش‌؛ المقدسي، محمد، أحسن‌ التقاسيم‌‌، ليدن‌، 1906م‌؛ المنجم‌ اليزدي، جلال‌ الدين‌، تاريخ‌ عباسي، تق‍ : سيف‌‌الله‌ وحيدنيا، طهران‌، 1366ش‌؛ مولوي، عبدالحميد، آثار باستاني خراسان‌، مشهد، 1353‌ش؛ ميرخواند، محمد، روضة الصفا، تق‍ : عباس‌ زرياب‌، طهران‌، 1373ش؛ النسوي، محمد، سيرت‌ جلال‌ الدين‌ مينكبرني، تق‍ : مجتبى‌ مينوي، طهران‌، 1365ش‌؛ ياقوت‌، البلدان؛ و أيضاً:

Barthold, W., An Historical Geography of Iran, Princeton, 1984.

قدرت‌ الله روشني زعفرانلو/خ‌.